زيتونة الوقت العصيب

 زيتونة الوقت العصيب

صافحْتُ سبعاً منْ جبال الله في وطنٍ

يَزْهو بهِ نجمُ الثُريا حينَ يأتلِقُ

فأزْهَرَ الدّراقُ في كفّي وعانقني على الطريقِ المُحتفي بي الفُّل والحَبَقُ
ورافقتني بُيوتُ الأهلْ يَسْبقها

ذاك البياضُ المُصطفى ازْدانتْ به الطُرق

أحْسَسْتُ روحَ مدائنِ التاريخِ تغمُرني

ويحتويني منْ شذا أمْجادها عَبَقُ

هذا ظلالٌ للحضاراتِ التي سَلفَتْ

ها نَخْوةٌ عربيّة للحقِّ تُمْتشَقُ

هُنا رجالٌ منْ على الرَّمْضاء تعْرفُهُمْ فاصرُخْ بهمْ, يأتوكَ للجُلى.. ليَحْترقوا
(السّلط), يا أسْطورَةَ الأزْمانِ, يا قدَراً للشمْس في الإشْراق والتنْوير يَنبَثقُ

(السّلط), يا زَيْتونة الوقْتِ العَصيبِ, أيا

زَيْتَ الحُضُورِ الحُرِّ, يا مَأوى لمَنْ صدقوا

أهْوى أنا الأفْياءَ في الأردُن منْ زَمَنٍ

فالعِشْقُ فيها ارتِحالٌ والهَوى أُفُقُ

طرقْتُ بابَ الحُبِّ فانفَتَحَ المدى شُرُفاً

وانهَالَ ما كتبوا وما جاءَتْ بهِ الحُرَقُ

شعَّتْ دُمُوعٌ للأساطير التي رُويَتْ

وانْهَلَّ إشْراقٌ لآياتٍ بها شَرَقوا

خَمْريِّةٌ, منْ سُكر الأعْناب طينتُها

غَيْداءُ, ماسَت.. في ظما رُمّانها قلقُ

تَفْترُّ في المَيْدان.. رقْصاً, وهي حافيةٌ صوفيّةٌ, في عِشْقِها الأطيافُ والفرقُ
ما كُلُّ غزْلان الرَّوابي رَهْنَ طاردِه ولا أماسي البَوْحِ تُفشي سرَّ منْ عَشِقوا
أتيْتُ يا عَمَّانُ, والأشواقُ راحِلتي أطوي إليك الدَّربَ والأحْلامُ تسْتبقُ

قد حَمَّلتْني لكِ الشطآنُ زُرْقتَها

واللُّجُّ يُهْديكِ ثمارا شَفَّها الشفقُ

حقائبي ملأى من المُرْجانِ.. ذا صَدَفٌ

وذا محارٌ عَنْ بهاء الدُّرِّ يَنْفَلِقُ
والنَّخْلُ يُرْطِبُ عندنا في الصّيف حمّلني

ألذَ ما يُعْطي وما يندى لهُ عَرَقُ

منا سلامُ الله على الأحْرار في بلدٍ

يُعْلي جهاد الروحِ فيهِ ما بَقي رَمَقُ

الكلُّ في (دِلمون) مجْبُولٌ بِحُبِّكُمُ

هذا إخاءُ الدَّم فاشْهَدّ أيُّها الوَرَق



علي عبدالله خليفة