الزلزال.. اهتزت الأرض، فارتجفت الجغرافيا، وارتعش التاريخ
في الساعة الثالثة وتسع دقائق عصر يوم الإثنين الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اهتزت القاهرة وما حولها من الأرض المصرية بزلزال قوته تتراوح ما بين 5. 5 - 9. 5 درجة على مقياس ريختر. ورغم أن هذا يعتبر زلزالاً متوسطاً، بين الزلازل العظمى والصغرى، إلاّ أنه أفزع العالم واعتصر قلوب العرب. فالقاهرة هي متحف حضارة الدنيا منذ فجر التاريخ البشري وحتى يومنا. وهي موضع حنين وحلم في كل فؤاد عربي.
لقد اجتاحت موجة زلزال القاهرة مسلمات بدت راسخة. فالبقعة التي يعدها علماء فيزيقا الأرض "ثابتة" تزلزل ثباتها، فاهتز تصورنا عن الجغرافيا التي تبيّنا أنها لا تمثل إلاّ سطح القشرة الأكثر سطحية لكوكبنا الذي يغلي في أعماقه ولا تكف قاراته عن الحركة. كما أن التاريخ الذي تزخر بأصدائه مدينة القاهرة بدا مرتعشًا بينما آثارها تهددها قبضة الكارثة.
ولأن المعرفة تفتح بابًا محتملاً للنجاة في أفق صار مفتوحاً على كل الاحتمالات. فإن "العربي" تقدم هذا الملف عن الزلزال، كمادة علمية وحدث، لعله يساهم في إضاءة منطقة تركناها معتمة في وعينا، ظنًا منا ببعد الخطر وثبات الأحوال.
من العلم إلى التاريخ نمضي.. نقلِّب البصر، وننشد إرهاف البصائر.