إلى مروان البرغوثي ورفاقه الشامخين في قيود الأسر فولاذ عبدالله الأنور

إلى مروان البرغوثي ورفاقه الشامخين في قيود الأسر

شعر

من مطالعات جُمعة الكرامة

الطفل يمسح دمعة طفرت عن الأقصى,
ويمنح ظلّه للقبة الشهباء,
ينزل باتجاه مراقد الشهداءِ,
ما شبع التراب من الدماءِ,
وماتزال معارج الأقصى مفتحة,
على باب القبولْ.
والقدس تدرك ما تقولْ.

***

الطفل بالحجر المقدس في يديه,
تطولُ قامتهُ,
ويمعن في الدفاع بساحة الأقصى,
عن الأقصى, وتقصُرُ عندهُ الدنيا,
فتنتشر العساكر خوف رميتهِ,
وترتبك الخيولْ.

***

الطفل بالحجر المقدس في يديهِ,
يصادم السفهاء والغرباءَ,
يجري نحوهُ الجند المدجَّج بالبلادةِ,
وهو يمعن في الجمالِ,
يلح في طلب الشهادةِ,
يسقط الطفل النبيلُ أمام مرماهُ,
وتنفلت العصافير الحبيسة في دماهُ,
إلى سماءٍ رصَّعتها زينة الشهداءِ,
يسقط غيره مِن بعده,
والقدس تحملهم على الأعناق للمعراج تصعدُ,
ثم تصعد في شفافية الوصولْ.
ها هو المعراج يُدْرَكُ كُنْهُهُ للمرة الأولى,
وتدخل في الجمال مشيئةُ كونية,
لا تقدر الدنيا على إيقافها,
ركبٌ من الغضب الشجيِّ يودِّع الأطفالَ,
والشهداء, في ملكوت هذي الأرضِ,
أرضُ ملك خالقها تجلَّت بالجمالِ,
وبالدماءِ, وبالكمالِ وليس ثَمَّ لها مثيلْ

***

يا أيها الطفل الجميلْ
باقٍ من الزمن العصيبِ,
حجارتان بقبضتيك ونُبلةٌ,
باق على المرج الخصيب يَدٌ تمرّ وقُبلةٌ,
من أمك الثكلى ويبتدئ الرحيلْ.

***

باق من الزمن العصيبِ,
مَسافة للساجدين لربهمْ,
ما بين أحذية اليهود وبين أسلحة المغولْ.
باق وينفجر الجمال على المدى متناثرًا,
في زحمة القبح البغيض,
فتولد الدنيا بموتك يا فتى,
وتعيد ترتيب الفصولْ.

***

باق مِن الزمنْ العصيبِ,
يدٌ تدقّ بقوة بوابة الأقصى,
ويبتدئ الدخولْ

 

فولاذ عبدالله الأنور