الجَراد... جبروت الضآلة سيد عاشور أحمد

الجَراد... جبروت الضآلة

في وقت تلوح فيه أشباح المجاعات بمخاطرها ببعض الدول بين العام والآخر, يتتابع غزو حشرة ضئيلة الحجم عظيمة الضرر, لتلحق الأذى - والفناء أحيانا - بالأخضر واليابس, مزعزعة الأمن الغذائي للبشر. وقد شمل الاجتياح الأخير للجراد دولاً عربية في الشمال الإفريقي, مما جعل الخطر على الأبواب.

ينتسب الجراد لرتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة, التي تنتمي إليها 28 عائلة تشمل ما يزيد على 20 ألف نوع حول العالم. ويختلف الجراد عن بقية عائلته بإمكان تغيير سلوكه وعاداته وهجرته إلى مسافات بعيدة وبأن له مناطق خاصة للتكاثر والتربية ومناطق للغزو والهجوم.

وعلى الرغم من وجود أنواع أخرى خطرة للجراد, كالجراد الإفريقي المهاجر بإفريقيا, والشرقي المهاجر بجنوب شرق آسيا, والأحمر بشرق إفريقيا, والبني بجنوب إفريقيا, والمغربي بجنوب شرق آسيا ووسطها كتركيا وإيران والعراق وأفغانستان, وبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق والمغرب والجزائر, وجراد بومباي, والجراد الأسترالي الوبائي بأستراليا, وجراد الشجر بإفريقيا وحوض المتوسط باتجاه الشرق, فإن الجراد الصحراوي (شستوسيركا جريجاريا) هو أكثر الأنواع خطورة لقدرته على الهجرة لمسافات شاسعة وتزايد أعداده بسرعة.

وقد كان من المعتقد حتى العام 1921, وجود نوعين من الجراد الصحراوي, لكن تبين أنه عند تزايد أعداده بصورة كبيرة وتزاحمه بشدة, فهو يستطيع تغيير سلوكه من النهج الفردي إلى النهج الجماعي, كما يغير أيضا من لونه, حيث يتميز الفردي باللون البني, والجماعي باللون القرنفلي (الطور قبل البالغ) والأصفر (الطور البالغ). ويتميز الجراد الصحراوي بتكوينه لأسراب كبيرة من الحشرات البالغة أو أحزمة عريضة من الحوريات غير المجنحة (الطور قبل البالغ). ومن العوامل الرئيسية الدافعة إلى السلوك الجماعي وتكوين الأسراب, نمو المراعي بغزارة في بعض السنوات نتيجة الوفرة العالية للأمطار وبالتالي زيادة أعداد الحشرة بشدة, فإذا ما قلت الأمطار في سنة ما وقلت معها المراعي يلجأ الجراد إلى تكوين الأسراب المهاجرة. وفي الهجرة يطير الجراد أولا في مسارات دائرية تتسع تدريجيا مع الارتفاع حتى تصبح خطا مستقيما.

وتعيش حشرة الجراد الصحراوي من ثلاثة إلى خمسة أشهر, وتختلف تلك الفترة بشدة بتفاوت ظروف الجو والأحوال البيئية. وتشمل دورة الحياة ثلاثة أطوار: البيضة والحورية والحشرة البالغة. ويفقس البيض عادة في نحو أسبوعين. وتتطور الحوريات بالانسلاخ من خمسة إلى ستة أطوار خلال شهر إلى شهرين, ثم تبلغ الحشرة عادة خلال نفس المدة.

تضع الأنثى بيضها في حفر بالتربة الرملية على عمق 10-15 سم بشكل كتلة, وتغطيه بمادة رغوية تصير إسفنجية, ثم تجف مكونة سدّادة, لتحفظ رطوبة البيض وتحميه من البرد والأمراض والافتراس من الأعداء الطبيعيين كالخنافس والطيور والفئران والثعابين والعناكب, وبعض الحشرات الطائرة التي تضع بيضها بجانب الجراد لتتغذى صغارها على بيضه. وقد تبلغ كتلة البيض نحو 150 بيضة. وتبيض الأنثى 3 مرات على الأقل طوال حياتها. وقد يصل عدد كتل البيض في المتر المربع الواحد إلى نحو ألف كتلة. وتعد الأمطار ضرورية لإنتاج كساء خضري لتغذية الحوريات والحشرات البالغة ولتطور البيض, وعادة ما يوضع البيض عقب الهجرة أو هطول الأمطار.

قدرة بيولوجية جبارة

يطير الجراد الصحراوي مع الرياح بسرعة نحو 16-19 كيلو مترًا في الساعة طبقا للرياح. ويستطيع السرب السفر لمسافة تصل إلى 130 كيلو مترًا أو أكثر باليوم الواحد. كما يستطيع البقاء طائرا لمسافات طويلة, فيعبر عرض البحر الأحمر (نحو 300 كيلو متر). وفي العام 1954 هاجر من شمال غرب إفريقيا إلى الجزر البريطانية, وفي العام 1988 هاجر من غرب إفريقيا إلى جزر الكاريبي (حوالي 5 آلاف كيلو متر) في نحو 10 أيام. ويتفاوت حجم السرب من أقل من كيلو متر مربع إلى عدة مئات منها, وقد يصل عدد الحشرات إلى 40 مليونا وأحيانا 80 مليونا في الكيلو متر المربع من السرب أو أكثر. وقد احتوى أكبر حشد شهده القرن الماضي على 40 بليون حشرة, غطت مساحة تُقدر بنحو ألف كيلو متر مربع.

ويتمتع الجراد بأسنان حادة, وتستطيع الحشرة الواحدة أن تلتهم طعاماً بمقدار حجمها (نحو جرامين) كل يوم. فجزء صغير للغاية - يُقدر بطن متري - من سرب متوسط الحجم يستطيع أن يأكل كعشرة أفيال أو 25 جملا أو 2500 إنسان في يوم واحد. وتلتهم غالبية أنواع الجراد كل شيء يقابلها, فتستطيع أن تنهي محاصيل كاملة من القطن والذرة والقمح والأرز والشعير وأشجار الموز وغيرها في غارات وبائية مفزعة, وتأكل كل شيء بالنبات أوراقه وساقه وثمره, ولا تترك المحصول إلا أعوادا جافة. كما لدى الجراد القدرة على التكيف مع بيئات متفاوتة, فهو يستطيع العيش في كل مكان على اليابسة ولم ينج منه إلا قطبا الأرض.

وفي فترات الهدوء (فترات الركود أو الانحسار) عادة ما ينحصر وجود الجراد الصحراوي بالمناطق الصحراوية الجافة بإفريقيا والشرق الأدنى, وجنوب غرب آسيا, التي تتسم بأقل من 200 ملليمتر مطر سنويا, وهذه المساحة تقدر بنحو 16 مليون كيلو متر مربع وتتكون من مجموع 30 دولة. ومن مناطقه المفضلة موريتانيا والمغرب والسودان وشبه الجزيرة العربية, كما يتجه إلى غرب الهند والحدود الباكستانية.

أما خلال الفترات الوبائية فقد ينتشر إلى مساحات هائلة تناهز 30 مليون كيلو متر مربع ممتدا إلى أكثر من 60 دولة بإفريقيا والجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا, وهي مساحة تجاوز 20% من مساحة الأرض. وخلال تلك الفترات, للجراد القدرة على إهلاك رِزق نحو عُشر سكان العالم. لهذا فقد اعترف مؤتمر القمة العالمي للأغذية في العام 1996 بأن الآفات الحيوانية (منها الجراد الصحراوي) والنباتية والأمراض العابرة للحدود تشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي والزراعة المستدامة والتجارة.

خطر داهم

الجراد الصحراوي بلاء يصيب البشر منذ آلاف السنين, فالفترات الوبائية للجراد مسجلة منذ عهد الفراعنة في مصر القديمة. وخلال القرن الماضي وحده حدثت عشرة أوبئة. كما حدثت زيادات مفاجِئة في الأعوام 1992-1993, 1996-1998 و2003-2004.

وفي يونيو العام 2002, هجمت على أفغانستان جحافل الجراد مسببة فناء آلاف الهكتارات الزراعية وذلك في أسوأ موجة جراد لحقت بالمنطقة منذ 30 عاما.

وفي يوليو العام 2004, أعلنت الهيئة المركزية لتنسيق مكافحة الجراد بالمغرب, أن أسراب الجراد التي تهدد المحاصيل في المغرب العربي بلغت حجما غير معهود بشرق المغرب, وأن نحو 106 آلاف هكتار تتعرض يوميا إلى اجتياح أسراب كثيفة من الجراد منذ آخر يونيو. وأوضحت أن الطائرات المغربية والأجنبية المخصصة للمكافحة (28 طائرة) لا يمكنها أن تعالج يوميا مساحة أكثر من 70 ألف هكتار. وقد اجتاحت أسراب الجراد مناطق عديدة من شرق المغرب لا سيما محيط مدن (بوعرفة) و(وجدة) و(الراشدية) و(ورزازات) و(طاطا) و(كلمين) في أواخر يوليو. وتوقعت الهيئة اجتياحات أخرى خلال الشهر التالي قادمة من الجزائر. وقد تمت تعبئة وحدات مجهزة بوسائل أرضية لمكافحة الغزو على طول الممرات التي يتسرب منها الجراد. وفي نفس الوقت, أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو FAO) من مقرها بروما نداء طلبت فيه مساعدة دولية لمواجهة الوضع الخطير الناجم عن معاودة خطر انتشار الجراد في المنطقة الغربية من شمال إفريقيا. وجاء في بيان الفاو أن عودة الجراد بهذه الصورة هي الأخطر منذ آخر موسم وبائي في الأعوام 1986-1989 وقد تأتي على المحاصيل خلال الأشهر التالية.

وخلال النصف الثاني من يوليو 2004, سَجّلت أعداد أسراب الجراد الصحراوي الغازية لمناطق المحاصيل بكل من موريتانيا والسنغال ومالي زيادة ملحوظة. وجاء في تقرير متزامن للفاو أن عمليات المكافحة المكثفة بشمال غرب إفريقيا قد تقدمت منذ شهر فبراير, وأن هناك دلائل على تحسن الحالة في ذلك الجزء من القارة. وحذّر التقرير من أنه بالرغم من عدم ورود ما يفيد بوجود أي أسراب في تشاد أو السودان فإن الحالة تبقى على درجة عالية من الخطورة, إذ إن مخاطر وصول الأسراب إلى مناطق أخرى مثل بوركينا فاسو قائمة أيضاً. ومما يزيد من خطورة أوبئة الجراد أنه لا يوجد لها وقت دوري معروف على مستوى العالم, ولا تستطيع المنظمات المعنية أو هيئات الإغاثة التنبؤ بدقة بوقت ظهورها.

المواجهة والسيطرة

يواجه نجاح السيطرة على الجراد الصحراوي عدة صعوبات: المساحات الشاسعة للغاية (16-30 مليون كيلو متر مربع) التي يمكن أن يوجد بها. بُعد وصعوبة الوصول إلى عديد من تلك المناطق. افتقار الأمان ببعض المناطق (كالمناجم الأرضية). محدودية مصادر التمويل للحصر والمكافحة ببعض الدول المتأثرة. تخلف البنية التحتية الأساسية (كالطرق, الاتصالات, المياه) في كثير من الدول. صعوبة الحفاظ على أعداد كافية من عناصر الفرق المدربة خلال الفترات الطويلة لهدوء الجراد. العلاقات السياسية فيما بين الدول المتأثرة. صعوبة تنظيم وتنفيذ عمليات المكافحة الكيميائية عند المعاملة المباشرة للجراد. صعوبة التنبؤ بالإصابات الوبائية لعدم انتظامها, ولعدم التأكد من الظروف الجوية بمناطق الجراد.

وهناك ثلاث طرق رئيسية لمعالجة أوبئة الجراد: الطرق الكيميائية وهي عن طريق رش المبيدات الحشرية بواسطة الطائرات وعربات الرش, الطرق الميكانيكية وهي مطاردة الحوريات حديثة الفقس لحرقها في خنادق تُحفر خصيصاً لذلك. وقد استخدمت الفاو بالتعاون مع المزارعين الأفغان هاتين الطريقتين لمحاولة التحكم في الوباء في العام 2002, حيث عالجت 21 ألف هكتار بالطرق الكيميائية, و81 ألفا بالميكانيكية. أما أحدث الطرق وأكثرها أمنا فهي الطريقة الحيوية (البيولوجية) التي جُربت في إفريقيا في العام 1997, حيث استُخدم فيها فطر (الميتاريزيوم) على شكل زيوت رُشت بالطائرات. ومن ميزات هذا الفطر أنه ينتقل من حشرة إلى أخرى سريعاً, ولا يؤذي النباتات والحيوانات والحشرات الأخرى كالمبيدات الكيميائية. وعلى الرغم من سعي المنظمة إلى تحقيق (اخضرار) أساليب مكافحة الجراد باستخدام المبيدات الحيوية بأقصى قدر من أجل حماية البيئة والصحة العامة, فسوف يظل استخدام المبيدات التقليدية مطلوبا في حالة التهديد المباشر للمحاصيل للبطء النسبي لفاعلية المبيدات الحيوية حتى الآن. وفي الفترة من أكتوبر العام 2003 حتى يوليو العام 2004 ازدادت تدريجيا مساحات الأرض التي عوملت لمكافحة الجراد الصحراوي, وقد كانت أكبر هذه المساحات في شهر يونيو بالمغرب (نحو 825 ألف هكتار) تليها الجزائر (قرابة 735 ألف هكتار).

وتُستخدم المبيدات الفوسفورية العضوية حاليا في المكافحة الكيميائية للجراد الصحراوي بمعاملة جرعات مركزة صغيرة (تجهيز حجمي متناهي الصغر ULV) بأجهزة محمولة على مركبات أو بالرش الجوي, وبدرجة محدودة بالرشاشات الظهرية أو المحمولة باليد. وتقوم الجهات المعنية, بعمليات الحصر والمكافحة كوزارات الزراعة بالبلدان المتأثرة, وتنفذ بوحدات الجراد القومية. وخلال الفترات الوبائية يتطلب الأمر عادة مساعدات خارجية من الجهات المانحة وهيئات دولية أخرى على رأسها الفاو. وتجرى حاليا دراسات مكثفة على وسائل المكافحة الحيوية الفاعلة والوسائل الأخرى غير الكيميائية, حيث تتركز على مسببات أمراض الجراد ومنظمات نموه. وعلى الرغم من اقتراح الشِباك الضخمة وقاذفات اللهب والليزر والتفريغ الهائل, فإنها لم تستخدم عمليا حتى الآن. ولا يُعدّ تغذية الإنسان أو الطيور بالجراد عنصرا فاعلا في المكافحة لأنها عادة غير كافية لخفض أعداد الجراد العظيمة بصورة ملموسة في المساحات الشاسعة.

الجراد والصحة

بعد جمعه بشباك كبيرة أو بوسائل أخرى, يتغذى الإنسان بالجراد في عدة دول, وعادة ما يشوى أو يسلق, ويؤكل طازجا أو يجفف لاستهلاكه فيما بعد. ويعتبر الجراد من الأكلات المفضلة لدى كثير من الشعوب في آسيا وبعض الدول العربية, وقد وفر للأفغان غذاء متميزا في سنوات غزوه. فالحشرة غنية بالبروتين الذي يمثل نحو 62% من جسمها, زيادة على حوالي 17% دهونا, وعناصر غير عضوية تمثل الباقي مثل: الماغنسيوم, الكالسيوم, البوتاسيوم, المنجنيز, الصوديوم, الحديد, الفوسفور. وخلال فترات زيادة نشاط الجراد يلاحظ أكوام من الجراد النافق بأماكن التسوق في كثير من الدول المتأثرة.

ولا يهاجم الجراد البشر أو الحيوانات, كما لا توجد أدلة على حمله للأمراض المؤذية, إلا أنه كالنطاطات والصراصير - يعد مصدرا للحساسية في الإنسان, حيث يمكن للفرمونات أو الهرمونات الناتجة خلال فترات التزاوج, بالإضافة إلى الحراشيف المتناثرة من أجنحته وبشرته, وزيادة كميات الأتربة بالهواء, وبعض الكيميائيات الأخرى (كالفينولات التي تنطلق من تهشم الخُضرة) يمكن أن تعمل كمواد مسببة للحساسية خاصة لمن لديهم حساسية للربو (إكزيما الرئة). كذلك فإنه بالرغم من عائد استخدام المبيدات التقليدية في المكافحة, فإنه توجد مؤشرات ببعض الدول أخيرا تدل على احتمال التسمم بتلك الكيميائيات وضررها الصحي للإنسان خاصة على من يقومون بصيده وأكله.

وعلى الرغم من أن الأقمار الصناعية العادية لا تستطيع رصد أوبئة الجراد, فإن بعض الأقمار عالية الكفاءة تستطيع أن تصوره. وتوجد بالفعل عدة أقمار يمكنها المساعدة في تقييم الأمطار وموائل الجراد من الفضاء. ولهذه الأقمار قدرات واسعة من خواص الاستشعار الزمانية والمكانية والطيفية التي تؤهلها لذلك. كما تتعمق الدراسات حاليا لاستخدام بعض الأقمار لتقييم الحالة الخضرية كدرجة الاخضرار والنسبة المئوية للكساء الخضري ونسبة الرطوبة, للمساهمة في متابعة الغزو.

وقد ابتُكرت حديثا برامج متقدمة تستخدم بكمبيوتر اليد أهمها برنامج (إيلوكست eLocust) توزع مجانا, لإدخال بيانات البيئة وعوامل المناخ والمكافحة إلى قاعدة بيانات وتحويلها إلى خرائط. وتستخدم هذه البرامج بالفِرَق الحقلية القومية التي تقوم بعمليات الحصر والمكافحة في بلدانها. وقد أُجريت العديد من عمليات الحصر المشتركة بين البلدان العربية.

وتساهم الفاو بدور كبير في تزويد المعلومات عن وضع الجراد لجميع الدول المهتمة وإعطاء تحذيرات وتنبؤات بخطر الغزو. وتدير المنظمة خدمة معلومات للجراد الصحراوي تابعة لها في روما. وتنقل كل الدول المتأثرة البيانات إلى المنظمة حيث يتم تحليلها مع بيانات المناخ والموائل وأطياف الأقمار الصناعية لتقييم الوضع. وتجهز المنظمة تقارير شهرية وتحديثات دورية تلخِص وضع الجراد وتنبؤات هجرته وتربيته بالدول المعنية وتوزع بكل سبل الاتصال من بريد إلكتروني وفاكس وبريد عادي, كما تقوم بتدريب الكوادر المطلوبة. وتوجد جميع المعلومات المتاحة بمكاتب المنظمة الرئيسية, وبعضها متاح على شبكة الإنترنت, كما تنفذ بعثاتها التقييمات الحقلية وتنظم عمليات الحصر والمكافحة والمساعدة خلال الفترات الوبائية.

برنامج خاص

صُمِّم النظام الطاريء لمنع الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية العابرة للحدود (إمبريس/دِلEMPRES/DL) للجراد الصحراوي بوجه خاص, كبرنامج تعاوني طويل الأجل بين البلدان التي يصيبها الجراد والجهات المانحة والفاو. ويعتمد ذلك البرنامج الميداني الاتجاه, على قدرة الوحدات القُطرية على تنفيذ عمليات المكافحة الوقائية من خلال الإنذار والعمل المبكر والأبحاث. ويركز البرنامج على ثلاث مناطق: المنطقة الغربية (غرب إفريقيا وشمال غرب إفريقيا), المنطقة الوسطى (منطقة البحر الأحمر) والمنطقة الشرقية (جنوب غرب آسيا). ويسعى البرنامج إلى جعل استراتيجية المكافحة الوقائية ممكنة التطبيق. ففي المنطقة الوسطى يعمل البرنامج بكامل طاقته منذ العام 1997 بمشاركة تسعة بلدان, ودعم ستة بلدان مانحة, وقد وصل الآن إلى منتصف مرحلته الثانية تقريبا. وفي المنطقة الغربية يجري العمل منذ عدة سنوات في أنشطة رائدة وفي بحوث تطبيقية, أما في المنطقة الشرقية فإن القدرات وصلت بالفعل إلى مستوى عال, ولكن الدعم مطلوب من الجهات المانحة للمساعدة على تحديث المنهجيات حتى تصبح أكثر صداقة للبيئة.

ومن بين الإنجازات الرئيسية لهذا البرنامج في المنطقة الوسطى: تنفيذ برامج التركيز القُطري بخمسة بلدان من أجل تطوير القدرة القٌطرية على الإنذار والعمل المبكر, إدارة البيانات من أجل اتخاذ القرارات باستخدام نظم المعلومات الجغرافية, تجهيز صور الأقمار الصناعية للتعرف على موائل الجراد في المناطق النائية, تخطيط الاستعداد للطوارئ من أجل حسن التأهب لمختلف سيناريوهات هجمات الجراد, تقديم تدريب مكثف لإعداد كبار المدربين القُطريين الذين يستطيعون تدريب الموظفين, إنشاء درجة عليا لدراسات الجراد بجامعة الخرطوم ورعاية المؤسسات الموجودة داخل الإقليم حتى تستطيع إجراء الأبحاث.

وفي المنطقة الغربية شمل التقدم إنشاء هيئة للجراد الصحراوي, تقوية الإنذار والعمل المبكرين في واحدة من أهم دول الإقليم وهي موريتانيا, إجراء بحوث تطبيقية على تقنيات استخدام مبيدات الجراد بمشروع ممول من جهات مانحة بهدف تقليل كميات المبيدات التقليدية المستخدمة والاستعاضة عنها بمبيدات حيوية. وقد زادت تجربة هذا البرنامج من إثراء أسلوب المنظمة في معالجة حالات الطوارئ التي تسببها أنواع أخرى من الجراد. وفي أفغانستان, من المتوقع أن تؤدي طوارئ الجراد القائمة إلى اتباع أسلوب متوسط الأجل يغطي عدة بلدان في الإقليم ويستخدم استراتيجية وقائية لتقليل خطر الحالات الطارئة المقبلة مع استخدام المبيدات الحيوية كلما أمكن.

 

سيد عاشور أحمد 




سرب واصل إلى الجنوب من شمال السودان (مصر, مارس 2004)





دورة حياة الجراد





جراد بالغ حديثاً ـ المملكة العربية السعودية (يناير 2004)





طور الحورية





في الخمسينيات: أسراب الجراد تعبر ساحل دبي





ذرة رفيعة مضارة بالجراد, شمال غرب موريتانيا, وادان (يناير 2004)





سرب ناضج بوادي درعا, المغرب (فبراير 2004)