حياة بين المد والجزر جميل جبر

حياة بين المد والجزر

مراحل الحياة علامات على دروب السنين يمهّد منها القبلُ للبعد فإذا المدى يمحو القبل - والبعد - فلا تبقى إلاّ محطات كأنها خطوط حمراء على لوح أبيض غشّاه الزمان باصفرار الشحوب.

وُلدت في كنف أسرة لبنانية عريقة راقية وميسورة في بيت شباب حطّ الدهر عليها مرّتين: المرّة الأولى حين مات جدي في مصر في مدينة (المحلّة الكبرى) حيث أنشأ معملاً للقطن ومات في أواسط الحرب العالمية الأولى, فنهبت تركته ولم يبق من أملاكه أي أثر. والمرّة الثانية حين مات أبي في عقده الرابع, في مالي (السودان الفرنسية حينذاك) أوائل الحرب العالمية الثانية ولم نجد لثروته أثراً. وهكذا وجدتني وأنا في سن المراهقة مسئولاً عن عائلة مؤلفة من أم وستة أخوة وأخت. ولكن الشدائد محكّ الرجال.

كان من الطبيعي والحرب مشتعلة والجوع لا يرحم أن أترك المدرسة قبل بلوغي المرحلة التكميلية لأعمل نهارًا في استثمار ما بقي لنا من أراض ما اضطررنا لبيعها وأدرس ليلاً, تساهرني شمعة كانت تبدو لي كأنها تذرف دموعًا على مآسي البشر.

وتسنّى لي خلال الحرب الطويلة أن أدرس برنامج المرحلة الثانوية لأتقدم من امتحان البكالوريا بجزئيها كطالب مستقل (أي لا أنتسب إلى أي مدرسة) وحالفني الحظ بالنجاح.

ثم كانت مرحلة استقلال لبنان من الانتداب الفرنسي سنة 1947 فالتهب الشعور الوطني في نفوسنا وحسبنا أن العمل السياسي الحزبي طريق التقدم وتعزيز وحدة الشعب والتجرد في خدمة الحرية والحق, فانضويت تحت لواء أحد الأحزاب وناضلت بكل عزيمة في سبيل القيم المثالية التي نادى بها الحزب, وتوليت فيه مسئولية كبيرة, لكني بعد ثلاثة أعوام تبيّن لي أن الأحزاب السياسية في العالم العربي لا تهدف إلى خدمة الأوطان, بل إلى خدمة الأشخاص, فتحرّرت من القيود الحزبية, لكني ما امتنعت عن النشاط السياسي فيما بعد عن طريق الصحافة, وكنت قد بدأته بجرأة في جريدة (العمل) ثم أكملته في عدة صحف في مرحلة أولى دون التزام سياسي, بل وطني.

من الهندسة إلى الأدب

استهوتني الرياضيات وما تنطوي عليه من دقة ومنطق, فعزمت على دراسة الهندسة بعد أن نلت الشهادة المدرسية, لكن سوء تفاهم بيني وبين أمين سر معهد الهندسة دفعني إلى تسجيل اسمي في فرع العلوم السياسية والاقتصادية في معهد الحقوق ثم في فرع الآداب الشرقية في المعهد التابع لجامعة الآباء اليسوعيين فتخصّصت في العلوم السياسية والأدب والتاريخ في آن معا قبل أن ألتحق بجامعة ليون الفرنسية لنيل شهادة الدكتوراه, ثم انصرفت إلى إعداد أطروحتي بالفرنسية حول (الجاحظ ومجتمع عصره) كأطروحة رئيسية ونقد (البيان والتبيين) كأطروحة ثانوية, وفزت بعلامة جيد جدًا مع تهنئة اللجنة الفاحصة.

ولما كانت المواصلات بين بيروت والجبل بدائية وعسيرة, لاسيما في الشتاء, اضطررت إلى أن أستأجر غرفة في العاصمة اللبنانية حيث تيسّر لي أن أقيم بعمل إداري رحت أسعى إليه.

في تلك الأثناء, قرأت في إحدى الصحف أن شركة سكك الحديد اللبنانية - السورية والمرفأ اللبناني التي كانت تديرها شركة فرنسية قد انتقلت إلى الحكومة اللبنانية دون أن تقطع علاقتها بالشركة الأساسية, فكان لابد من ترجمة النصوص الإدارية من الفرنسية إلى العربية, ومن العربية إلى الفرنسية, ولهذه الغاية أعلن عن مباراة لاستخدام موظفين أكفاء, فتقدمت ونجحت بتفوّق, فعملت زمنًا طويلاً في الإدارة المذكورة, وكان من زملائي حينذاك صديقي إلياس سركيس الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للجمهورية والقاضي المعروف جورج الملاط ابن الشاعر شبلي الملاط.

في عالم الأدب

في أيام التلمذة, قمت وبعض زملائي الطلاب بنزهة إلى الفريكة, جارة ضيعتي بيت شباب, في أواخر الربيع, وفي الطريق التقينا رجلاً كهلاً وقورًا على ظهر حصان يتنزّه هو الآخر كعادته قبيل الغروب.

تهامس رفيقان لنا سرّاً خطيرًا: هذا هو أمين الريحاني المحروم بسبب آرائه الفلسفية, وكان صيت (فيلسوف الفريكة) كما كان يُعرف عنه قد ذاع في دنيا الأدب شرقًا وغربًا.

وبعد سنتين سمعته ذات مساء في أحد المجالس يتحدث عن مي زيادة ومأساتها وعن رسالة الأديب في الشرق بحميّة جذابة.

ولمّا تخرجت في معهد الآداب الشرقية في بيروت كان الريحاني, الرجل والأديب, موضوع رسالتي الجامعية عربون تقدير لهذا الإنسان الكبير الذي شوّه الجهل رسالته النقدية, وهكذا صدر في سنة 1947 أول كتاب عن أمين الريحاني في سيرته ونتاجه, وهو أول كتاب شامل عن هذا الكاتب العظيم, وقد استند إليه بعض الأدباء في دراسات لاحقة.

منذ ذلك الحين استهواني أدب السيرة الذي له شأنه في الآداب العالمية, لكنه مازال مغمورًا في أدبنا العربي, فرحتُ أعدّ دراسة عن مي زيادة تتعلّق بحياتها ونتاجها الأدبي, وكانت صورة هذه الأديبة الرائعة - التي أصيبت باضطراب عصبي فنسب إليها الجنون - مازالت ترتسم في مخيلّتي وكنت في عهد المراهقة قد قصدت إلى الجامعة الأمريكية ببيروت في 22 مارس 1938 لأستمع إلى محاضرتها حول رسالة الأديب إلى الحياة العربية, فدنوت منها وقبلت يدها وقلت لها: ليتني كنت مجنونًا مثلك إذا كان الجنون فيض العبقرية, فأجابت: (لسّا بدري). وكانت مي رفيقة عمّة لي في مدرسة راهبات الزيارة في عينطورة, حسبما ظهرت لي في إحدى الصور المدرسية القديمة المحفوظة لدينا.

لما صدرت مجلة (الحكمة) 1950 برئاسة تحرير فؤاد كنعان كنت بين أول محرّريها, فدعوت لإنشاء جمعية لأهل القلم ترعى شئون الكتّاب, لأن لا نقابة لهم ولا جمعية. وبعد سنة, على إثر اجتماع عُقد في مكتب جريدة (النهار) بين غسان تويني, صاحب الجريدة, وميشال أسمر وأحمد مكي وصلاح لبكي وبيني, وجّهنا دعوة إلى الأدباء اللبنانيين للتشاور حول وضع نظام لهذه الجمعية, وفي خريف 1951 تأسست (جمعية أهل العلم) برئاسة الشاعر صلاح لبكي وكنت عضوًا في مجلس إدارتها.

وبعد سنة نظّمنا أول مؤتمر للأدباء العرب في الفندق الكبير في بيت مري, وقد جمع أبرز الكتّاب العرب في تلك المرحلة, ثم استمر انعقاده سنين عدّة في أقطار عربية شتى.

في تلك السنة, أصدرت كتابي (مي في حياتها المضطربة) الذي نال جائزة أهل القلم للسيرة مناصفة مع دراسة لمارون عبود حول سيرة أمين الريحاني.

نفدت طبعة كتابي عن مي بسرعة, وقد أغار على مادته بعض الكتّاب, فأخذوا منه ما طاب لهم دون أن يذكروا المرجع, وبعد أربعين سنة أعدت طبعه لكي أفضح أمر الناقلين عنه دون استئذان.

وبعد سنوات, صدر كتاب لي عنوانه (جبران خليل جبران...في حياته وأدبه) فكان بدوره لقمة سائغة لمن كتب بعدي عن جبران, لكن بعضهم - لحسن الحظ - أشار إلى المصدر الأول.

أصدقاء الكتاب

لعبت السياسة الرخيصة دورها في شقّ الصف الأدبي, فانقسمت جمعية أهل القلم ثم توارت, وساد التشاؤم حتى اليأس من قيام جمعية أدباء جديدة, لذلك دعوت في افتتاحية لي في مجلة (الحكمة) (عدد ديسمبر 1959) إلى إنشاء (جمعية أصدقاء الكتاب). وجاء في هذه الدعوة ما يلي: نشفق على الشجرة فنؤلف جمعية أصدقاء لها, ونشفق على الحيوان فنؤلف جمعية الرفق به, ونعم هذا الإشفاق! ولكن لماذا لا نشفق أيضا على الإنسان وعلى رفيقه وصديقه الأوفى الكتاب, فنؤلف جمعية تحمل اسم (أصدقاء الكتاب) فلا تعود الأبجدية تستحي من نشأتها عند شاطئنا, ولا يستحي الكتاب الذي اشتق اسمه من بيبلوس مهد الأبجدية.

وما إن اطّلع د. قسطنطين زريق والشاعر جورج صيدح على هذا المقال حتى اتصلا بي فاجتمعنا وأنشأنا جمعية أصدقاء الكتاب التي قدّمت سنويًا جوائز تقدير تشجيعية لأفضل نتاج أدبي, وأولى هذه الجوائز قدمت باسم رئاسة الجمهورية اللبنانية, ونالها على التوالي كل من مارون عبود وميخائيل نعيمة وعبدالله العلايلي وجورج شحادة.

في هذه المرحلة, ناقشت أطروحتي للدكتوراه عن (الجاحظ ومجتمع عصره) في جامعة ليون الفرنسية, وتوليت مع إدارة مجلة (الحكمة) الصفحة الأدبية في جريدتي (الجريدة) العربية, و(الأوريان) الفرنسية, وأذعت سلسلة أحاديث بعنوان (على دروب الحضارة اللبنانية عبر التاريخ) في إذاعة لبنان طوال عشرين سنة.

في الرواية

استهوتني كتابة الرواية, فكانت باكورة نتاجي في هذا الحقل (بعد العاصفة) وقد كتبت في مقدمتها إشارة إلى موضوعها, هذه هي:

(في معترك الوجود وجوه لا تعلوها بسمة إلا لتحجب شقوة. وجوه تنعكس عليها نفوس مزدوجة التوجه إن خلت بذاتها عانت صراعًا, تستسلم إلى قدرها فتقتل العمر صبرًا ويأسًا أم تثور على واقعها فتقولب مصيرها كما تحلم به. وتضطرب بين هذين الموقفين فتصرف أيامها بين إقدام وإحجام.

في غمرة هذا الصراع, ربّ إرادة حزمت فخنقت الشعور, فقاست مرارة الحرمان, وربّ مقياس تطوّر فغيّر مجرى الحياة فإذا صنم الأمس يصبح حجرًا ليس إلا بعد حين).

بعد سنوات أصدرت روايتي الثانية (قلق) التي ترجمها المستشرق ميشال باربو إلى الفرنسية واعتبرها العلاّمة جاك برك بداية الأدب الوجودي بالعربية. وجاء في مقدمتها:

(سئم الحياة ولا معنى التقادير التي توجّهها, فحاول أن يخدع السأم بسكرة مستنفدة بهوى عاصف, بعمل محطّم, أو بسعي محموم وراء جديد, فكان شأنه شأن من أبصر, عند أقصى الأفق, أديم السماء يلاحق الأرض, فهفّ لبلوغه, لكنه كلّ وملّ والأفق مازال بعيدًا).

ثم وضعت بالفرنسية رواية عنوانها (البرق والصاعقة) تناولت بها مأساة الحرب اللبنانية التي حطّمت آمال الشباب بغد مشرق, فدفعت بالآلاف إلى النزوح عن وطن الأرز ومهد الأبجدية على غير عودة.

ثم وضعت مجموعة قصصية واقعية عنوانها (حمى).

وعرّبت عن الفرنسية سلسلة كتب منها (طيران الليل) لسانت اكسوبري و(الوجدانية نزعة إنسانية) لجون بول سارتر, ومقتطفات من آثار الشاعر شارل القرم التي وضعها بالفرنسية.

أما آخر ما نشرته فدراسة عن (جبيل في التاريخ) بينت فيها أهمية هذه المدينة التي استمر فيها السكن طوال سبعة آلاف سنة دون انقطاع, وفيها نقشت أول أبجدية على ضريح أحيرام. ثم حاولت أن أسدّ فراغًا في المكتبة اللبنانية فوضعت معجمًا بأسماء العلم في لبنان, بالعربية مع ملحقين بالفرنسية والإنجليزية.

أما الآن, فإني أعدّ ذكرياتي مع أدباء العرب, وقد نشرت في الصحف بعضها ومنها ذكرياتي مع محمود تيمور وخليل مطران, وبدر شاكر السياب ويوسف غصوب وأمين نخلة وعمر فاخوري وصلاح لبكي وسليم حيدر وعبدالله العلايلي ومارون عبود.

في إنجلترا

في خريف سنة 1957 دعاني المجلس الثقافي البريطاني إلى قضاء شهر في إنجلترا لكي اتصل خلاله بالمؤسسات الثقافية فيها وببعض الأدباء الإنجليز وباللبنانيين في جامعاتها.

في جامعة أوكسفورد التقيت العلامة ألبرت حوراني وكان من ألمع الأساتذة فيها عن تاريخ العرب, والتقيت أيضا رئيس رابطة الطلاب العرب إلياس سابا الذي أصبح فيما بعد وزيرا للاقتصاد وقد ألقى حينذاك كلمة ترحيب بقدومي باسم الرابطة.

وفي كمبريدج قضيت أسبوعا كاملا برفقة صديقي الشاعر خليل حاوي وكان آنذاك يعد أطروحة دكتوراه عن جبران خليل جبران, وقد جعل من غرفته شبه ناد صغير يجمع خلاّنه في جو لبناني صرف من حيث الأكل والطرب. ومن أطرف ذكرياتي في تلك المدينة رحلاتنا المسائية إلى الحانات الخاصة بالطلاب, حيث كنا نشاهد الأساتذة يطوفون متنكرين فيها لمراقبة تصرف الطلاب وكأنهم رجال شرطة يلاحقون مجرمين وكان خليل حاوي يعشق هذه الرحلات الطريفة.

في مدينة ستراتفورد موطن شكسبير, وقد قضيت فيها ثلاثة أيام, شاهدت بعض مسرحيات هذا العظيم, فأدهشني تعلق الشعب البريطاني على اختلاف طبقاته بهذا العبقري, وهو تعلق يشبه العبادة, ففي كل ليلة تمثل مسرحية لشكسبير هناك وتجرى مقابلات أدبية حول نتاجه, وفي كل زاوية أثر له, حتى الدليل يتحدث بغبطة عن الأمكنة التي كان يتنزه فيها شكسبير أو يأكل ويشرب ويمشي. قلت في نفسي أين نحن في لبنان وفي سائر الأقطار العربية من هذا التقدير للأدباء? حيث يحيا الأديب (كصاحب تعاسة) ثم يموت (كصاحب جلالة).

وفي لندن, دعاني مدير جريدة التايمز الأدبية جون آلن برايس إلى غداء, وكان بين المدعوين الروائي الشهير سمرست موم وانغس ولسن, حافظ المتحف البريطاني الذي توطدت علاقتي به فدعوته إلى الحديث. ومما استرعى انتباهي في إنجلترا احترام النظام والإنسان والإقبال على المطالعة وعلى المعارض الفنية.

وأذكر في هذه المناسبة تعليقا لصديقي الشاعر الكبير جورج شحاده: (الشمس في المشرق عدوة القراءة, لأنها تحمل الناس على التمتع بمشهد الطبيعة فتحرمهم من متعة القراءة التي يستعيض بها الغربيون عن حرمانهم من نشوة الطبيعة في الأيام المشرقة).

في القفص الذهبي

كان الزواج بالنسبة لي نقطة تحوّل في حياتي. لقد جمعني القدر, من حيث لم أتوقع قط, برسّامة كبيرة الطموح اسمها جاكلين بدور, تعلمت في الشرق الأقصى طوال سنتين أصول التقنية الصينية في التصوير, وحاولت أن تطبقها على موضوعات لبنانية وكانت على علم بأن للفن التشكيلي الصيني أثره البارز في التيار الانطباعي الذي شاع في الغرب. وكانت من قبل قد تعلمت في لبنان أصول الفن التشكيلي. تطورت بسرعة علاقتي العاطفية بهذه الفتاة فعقدنا زواجنا بعد انقضاء أقل من ثلاثة أشهر على تعارفنا.

وبدأت, بالنسبة إليّ, مرحلة دقيقة غريبة في حياتي, لأني منذ عامي الرابع عشر عشت وحدي منصرفًا إلى الدراسة والكتابة, وإذا بي فجأة, وأنا في عقدي الرابع, في جوّ جديد لا يخلو من قيود لكنه على كل حال جو مثمر, لأن لقاء الكلمة مع اللون كان حافزا على النتاج المتطور بالنسبة لي. وكانت ثمرة هذا الزواج ولدينا قيصر - وقد تخصص بشئون المال والاقتصاد وهو يقيم اليوم في مدينة (تور) بفرنسا ورُزق ولدين: جميل وكريم - ثم جهان وقد تخصصت في العلاقات العامة والشئون الاجتماعية وهي تدير مجلات علمية في بيروت.

خلال هذه الحياة الجديدة وضعت سلسلة جديدة من الكتب بالفرنسية والعربية في حقول شتى.

مع المد والجزر

أشد ما آلمني في حياتي العقوق وقد قاسيت منه مرّات. خلال الحرب العالمية الثانية كنت أعدّ دراستي التكميلية وفي أوقات الفراغ أعلّم بعض الطلاب مجانا ومنهم واحد علمته سنتين ولما انصرف إلى الكتابة كان أول ما كتبه مقال كله لؤم وحقد عليّ فصحّ فيه قول الشاعر:

لكم علّمته نظم القوافي ولما اشتد ساعده هجاني


لكني مازلت حتى اليوم أذكر بالخير نخبة من الأدباء رعتني بمحبتها, ومنهم الشعراء والأدباء يوسف غصوب, شارل القرم, صلاح لبكي ومؤسس الندوة اللبنانية ميشال أسمر وجورج مصروعة.

كما أذكر صديقيّ المحامي جان كيرلس وقد قدّمت له روايتي (قلق) وهو من أحب رفاق العمر وشاعر باللغة الفرنسية موسوعي الثقافة.

وكذلك د. خطار شبلي, العالم الاقتصادي والباحث البارع, وقد كتبت عن علاقتي الوثيقة به فقلت: (في زهوة العمر, على مقاعد الجامعة, تجذّرت العلاقة بيننا. حينها كان همّنا الأول نيل شهادة كتأشيرة دخول إلى نطاق مريح, وكان حلمنا أن نكتب بغير الماء اسمينا على لوح الوجود).

وتمكنت علاقتي بالأدباء في لبنان وخارج لبنان بعد أن توليت رئاسة نادي القلم الدولي في لبنان الذي يجمع نخبة من الكتّاب تحت راية حرية التعبير والتعاون الثقافي في سبيل مجتمع أفضل عبر الحوار الخلاّق.

 

جميل جبر 




جميل جبر





جميل جبر مع عائلته ... زوجته الرسامة جاكلين وابنه قيصر وابنته جهاد وحفيده كريم





جميل جبر وجميل جبر, الجد والحفيد