أسمهان الحزينة أبدًا

أسمهان الحزينة أبدًا

في صباح يوم الجمعة 14 يوليو 1944 انزلقت سيارة إلى إحدى الترع القريبة من مدينة رأس البر المصرية. حادث مروري عادي, لولا أن الضحية كانت واحدة من أشهر مطربات العالم العربي, كانت أسمهان - الأميرة السابقة والمغنية الحزينة أبدًا, التي كانت تتكلم وكأنها تغني, وتغني كأنها تسر إلى القلب كلاما لم يقل من قبل. حتى الآن وبعد مرور 60 عاما على لغز موتها مازال الفاعل مجهولا. هل هي الأقدار التي قررت أن توقف تلك الحياة وهي في زهوة تألقها, أم هي المخابرات الأجنبية - بريطانية وفرنسية وألمانية - التي كانت تتصارع على أرض مصر وسط أتون الحرب العالمية الثانية, أم هو القصر الملكي الذي كانت تعرف الكثير من أسراره? مأساة أسمهان أنها لم تنس أبدا أنها أميرة. وأنها كانت منذورة لدور يتجاوز موهبتها. ولو أنها أخلصت للفن لأنقذت روحها وأعطتنا زهورًا يانعة تشجي نفوسنا في هذا الزمن. ولكنها اختارت أن تكون محورًا للحياة في مدينة لم تكن تعرف الرحمة في تلك الأيام. لقد بقي من عبير صوتها 150 أغنية, ومن ظلال طيفها فيلمان هما (انتصار الشباب) و(غرام وانتقام). بل إنها حتى لم تكمل تصوير الفيلم الأخير, وبقيت مشاهده ناقصة كحياتها المضطربة. إن (العربي) تلقي الضوء على هذه المطربة الحزينة أبدا والتي لم تغب نبرات الشجن في صوتها عن أسماعنا قط.

(العربي)






أسمهان