الفن هو الذي اختارها سحر طه

الفن هو الذي اختارها

ستون عامًا مرت على غياب (عروس النيل) وكأنها رحلت بالأمس, سأمًا ربما من الحال التي يمر بها الغناء اليوم.

أسمهان التي ولدت في الماء عام 1917, وماتت فيه عام 1944, لما تزل في ذاكرتنا, صوتها يملأ أسماعنا ووجداننا, شجنها, ونبرة صوتها الحزينة, انفردت بها ولم يمنّ الله على عالمنا العربي بصوت آخر ضاهى جمال صوتها ورنينه ورمانسيته ومساحته وقدرته على سبغ الألحان بطابعه الأسمهاني الخاص.

تاريخ ولادة أسمهان لايزال يحيطه الغموض, فالعديد من الدراسات اختلفت في تحديد تاريخ دقيق لولادتها, فمنهم من ذكر أنه كان في 25 ديسمبر من عام 1912, في حين ذكر آخرون أنه كان في 24 ديسمبر من عام 1917, وفي مقالات أخرى يذكر أنها ولدت في العام 1918.

وبالتالي فإننا نعثر في طيات الكتب والدراسات التي تناولت حياة أسمهان على الكثير من التواريخ المتناقضة والمغلوطة نتيجة عدم الدقة في تأريخ ولادتها, مثل أول أغنية غنتها وسجلتها وتاريخ زواجها وإنجابها لابنتها الوحيدة كاميليا وغيرها.

ومهما يكن من اختلاف في تاريخ ولادتها, فالأكيد أن عمرها الفني امتد بين عام 1932 وعام وفاتها 1944. اثنا عشر عامًا كانت كافية لإبراز موهبة كبيرة أودعها الله في تلك الفتاة صاحبة الجسد النحيل, جميلة العينين, الضعيفة, والتي شاء لها القدر كل هذا الزخم من الأحداث التي عاشتها وكل حياتها الحافلة وكأنها عاشت أكثر من سنواتها الثلاثين بكثير.

تركت أسمهان للأجيال اللاحقة أغنيات تعدّ مدرسة بحق في فن الغناء والتصويت, وبالرغم من قلتها نسبيًا وقصر الفترة التي أنتجت خلالها وعاشتها الراحلة, فإنها احتلت ولاتزال حيزًا كبيرًا ومهمًا في ساحة الغناء العربي, ولما تزل تتبوأ مكانة مرموقة لدى المستمع العربي.

أغنيات معدودة نسبيًا إلا أنها أبرزت إمكانات كبيرة واستقلالية شخصيتها الفنية واختلافها وتمايزها عن كل الأصوات التي اندرجت ضمن المدرسة التطريبية المعروفة آنذاك في بداية الثلاثينيات, ولعل من أبرز هذه الأغنيات, على سبيل المثال: (كنت الأماني), (ابن الليالي), (يا ديرتي), (ليت للبراق عينًا), (أسقنيها), (فرّق ما بينا ليه الزمان), (ياطيور), (رجعت لك), (يا ليالي البشر), (عليك صلاة الله وسلامه) وغيرها.

أسمهان التي شغلت ولاتزال الدنيا, لا بصوتها وفنها وجمالها, ولكن أيضًا بشخصيتها الغامضة والواضحة معًا, العاشقة أبدًا للغناء والفن والمال والشهرة, إضافة إلى عشقها للسياسة ورجالها, وربما ميولها هذه هي التي دفعتها نحو المغامرات والعمل لمصلحة الحلفاء الفرنسيين والبريطانيين كما قالت, وربما ظروف حياتها المعيشية أيضًا كانت الدافع إلى رحلتها الأخيرة بعد أن اعتادت الارتحال الدائم بين سورية ولبنان والقدس ومصر.

آمال, اسمها الذي أطلقه عليها والدها فهد الأطرش حين ولدت في البحر, كانت تفضله بين أسمائها العديدة الأخرى: أمل, بحرية, إميلي كما كان يناديها زوجها ووالداها وراهبات المدرسة الإنجليزية وغيرهم. أما (أسمهان) فهو الاسم الذي أطلقه عليها الملحن الكبير الراحل داود حسني تيمّنًا باسم فتاة جميلة الصوت, كان حسني تبناها وماتت قبل أن تبدأ مسيرتها الفنية.

عائلة فنية

لعل الفن هو الذي اختار أسمهان وليس العكس, فهي نشأت صغيرة في عائلة تهوى الموسيقى والغناء. بعد انتقال العائلة إلى مصر, بدأت مواهب شقيقها فريد الأطرش تظهر وهو لايزال بعد تلميذًا في مدرسة الفجالة الابتدائية, حيث بدأ الغناء في المدرسة وفي بعض الحفلات الخاصة المحدودة, وفيما بعد كبر الفتى وبدأت بعض الإذاعات تنتبه إلى موهبته, إلى أن وصل فريد إلى إذاعة القاهرة, وفيما بعد احترف الغناء.

كانت آمال الصغيرة تشارك شقيقها فريد ولعه بالموسيقى والغناء وتحلم أيضًا بدخول عالم الفن الساحر. كانت تغني إلى جانب والدتها التي شجعتها مع شقيقها, وكانت والدتهما تمتلك صوتًا جميلاً وتحيي بعض الحفلات لدى الأصدقاء والعائلات المعروفة, وسجلت أغنيتين على أسطوانة, وحين لمست موهبة لدى ابنتها آمال شجعتها ولم تتردد في تعليمها على يد ملحنين أمثال داود حسني ومحمد القصبجي وغيرهما, وهي لما تزل في الخامسة عشرة من عمرها.

وكانت أول ما غنت من لحن القصبجي وكتابة يوسف بدروس (كلمة يا نور العيون) عام 1932 ثم (اسمع البلبل) و(كنت الأماني) عام 1933.

أسمهان أيضًا يمكن اعتبارها رمزًا للأنوثة الآسرة والسحر الذي لا يقاوم. كانت مسحة الحزن التي تغلف عينيها الخضراوين, تأخذ بالألباب وبعقول عشاقها. وحول رهافة أحاسيسها وصفها الصحفي المصري محمد التابعي, أقرب الناس إليها بأنها:.... (يمكن أن تبكي بدموع غزيرة في لحظة, ومن ثم تضحك من قلبها في لحظة أخرى...).

أسمهان امرأة حملت في شخصيتها تناقضات عدة, وأسرارًا كثيرة بعضها رحل معها, وبعضها الآخر أصبح طيّ الكتب والمقالات, فيما يقوم بعض الكتاب بإضفاء بعض التوابل وخيالات من بنات أفكارهم, حتى بات أهل الراحلة يشكون من عدم إنصافها, ومن أكاذيب تفبرك وتنشر بحقها وحقائق تغيب عن سيرتها, وأفشلوا العديد من محاولات تقديم حياتها ضمن مسلسلات أو أفلام خوفًا من تشويه صورتها لدى عشاق فنها وأمام الأجيال المقبلة.

ومهما اختلفت الآراء حول مسيرة الراحلة, فالأكيد عدم اختلاف اثنين على جمال صوتها ورقي موهبتها الإلهية وإتقان أدائها بشكل يبعث الرهبة والطرب معًا. فالصوت يتلألأ كلما صدح عاليًا ويرنّ بقوة وينطلق بشحنات نغمية صحيحة وانحناءات وإنشاءات دافئة شجية, رقيقة حنون سواء في علوّها وبلوغها أعلى الدرجات في السلم أو هبوطها إلى القرار, فهو في كل المحطات والدرجات يتمتع بمستوى أداء واحد ممتاز. لا ينقلب ولا يتذبذب, يسبغ الألحان جميعها بمسحة درامية, تراجيدية, رقراقة تصيب الوجدان بسهم نافذ, كما يصيب سهم كيوبيد قلب المحب العاشق فينال منه مقتلاً.

هكذا يفعل صوت أسمهان بسامعه, فيكفي أن نتذكر أغنية مثل: (ليت للبراق عينًا) أو أغنية (ياطيور) لنعرف خصائص هذا الصوت.

قدرات صوتية هائلة

الأغنية الأخيرة (يا طيور) أبدعها الراحل محمد القصبجي خصيصًا لصوتها بعد أن عرف إمكاناته وقدراته الهائلة, فوجد فيه ضالته, حيث الخامة التي تمكّنه من إبراز قدراته التلحينية وتنفيذ أفكاره التطويرية التي يتطلع من خلالها إلى بلوغ قمة في التلحين والقفز سنوات نحو مستقبل الغناء ورقيه, وهذا بالضبط ما يتمناه الملحن القدير من صوت المغني أو المغنية, وهو التحليق باللحن إلى أرقى المراتب وأن يخلّده على مدى الزمان, وهذا ما فعله صوت أسمهان بألحان القصبجي والآخرين.

لكن بالرغم مما تمتع به صوت أسمهان فلم يسلم من النقد, فالبعض انتقد طريقة لفظها لبعض الكلمات, ومخارج الحروف عندها مثل حرف الراء على سبيل المثال, والبعض الآخر وصف صوتها بأنه لا يبلغ جميع القرارات في السلالم الموسيقية, من دون أن يذكروا أن الكمال لله وحده, وما من صوت على وجه الخليقة يصل إلى كل المقامات الموسيقية, ففي الغرب صنّفوا الأصوات بحسب المساحة التي يقع فيها الصوت فالنساء: سوبرانو وميتزوسوبرانو والألتو أي من الحاد والوسط إلى العريض, والرجال: تينور وباريتون وباص أي من الحاد والوسط ثم القرار, فيما لم نتوصل في الغناء العربي إلى تصنيف للأصوات يتناسب وخصوصية الغناء الشرقي.

الناقد والكاتب اللبناني فيكتور سحاب, تناول في كتابه (السبعة الكبار) مسألة صوت أسمهان, وأتى إلى ذكر ضعف أدائها لنوتات القرار في أغنية (رجعت لك) التي لحنها الراحل فريد الأطرش وبالأخص في الجمل التي تقول فيها: (...بعد الفراق والعذاب) و(....من بعد طول الغياب). وهو يقول في ذلك إن العيب ليس في صوت أسمهان, بل هو عيب في لحن فريد على مقام الكرد, حيث كان الأجدى أن يعرف صوت الراحلة والنقطة التي يصل إليها في القرارات, فيتجنب الضعف فيها ويجنب الراحلة النقد.

أوائل الثلاثينيات, بداية أسمهان كان زمن العمالقة أمثال أم كلثوم وفتحية أحمد ومنيرة المهدية, أصوات كبيرة ملأت الدنيا والأسماع, واحتكرت المسارح وذات مواصفات تطريبية وأدائية لم يخترقها, أو يغير في شروطها ومتطلباتها صوت أنثوي قبل أن يفعل صوت أسمهان.

مزيج غنائي

حين جاءت ذهبية الصوت, غيّرت المقاييس وأسلوب الأداء. فمساحة الصوت امتدت إلى أكثر من ديوانين, أي ما يوازي أكثر من خمس عشرة درجة على السلم الموسيقي, وهذا لم يكن ينقص مطربات ذلك العصر, لكن أسمهان كانت تمتلك ميزة الأداء الغربي بشكل سلس غير مصطنع تدمج في ذكاء وقدرة ما بين أسلوب الغناء الأوبرالي (صوت الرأس) كأصوات السوبرانو وأسلوب الغناء الشرقي للنوتات الوسط والقرارات (صوت الصدر) فيأتي غناؤها تراجيديًا في كلا الأسلوبين وقلة هن المغنيات في عالمنا العربي اللائي تمكن من التصويت بهذه الطريقة السلسة, وفي شكل متساو لكل الدرجات في الأداء والجودة فينثني صوتها في تصاعده أو هبوطه مثل حرير أصيل, ومثل ذهب رنان يصدح بتدفق وحيوية وعذوبة.

أسمهان وفيروز وأم كلثوم ونور الهدى, ربما هي أكثر الأصوات التي تفرّدت في المساحة والأداء معًا في أسلوب خاص لكل منهن, وربما نعثر على بعض الأصوات التي تأتي بعدهن وتندرج في هذا الإطار مع اختلافات بالخامة مثل ماجدة الرومي وأصالة ولطيفة وسميرة سعيد, كما كانت الراحلة ذكرى من أكثر أصوات هذا العصر تمكّنًا في الأداء وامتلاكًا لمساحة صوتية واسعة وعرب شرقية وقفلات مقامية متقنة.

وقد امتلكت أسمهان قدرة على التعبير التراجيدي بشكل فائق وبليغ, بحيث وصلت إلى مستوى أداء الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في هذا المجال, وبخاصة في التعبير المسرحي في مغناة (قيس وليلى), كما ذكر سحاب في كتابه المذكور, وأضاف: فيما بلغت في تعبيرها الغنائي أعماقًا مأساوية مؤثرة للغاية في أغنية (أيها النائم) من لحن رياض السنباطي.

غنّت في الغالب من ألحان شقيقها فريد الأطرش, مثل: (نويت أداري آلامي), (عليك صلاة الله وسلامه), من كلمات بديع خيري. وفي فيلم (انتصار الشباب) غنت له: (يللي هواك شاغل بالي), (يا ليالي البشر), كلمات يوسف بدروس, (كان لي أمل), (إيدي ف إيدك), (الشمس غابت أنوارها), و(أوبريت انتصار الشباب), لأحمد رامي, و(يا بدع الورد) لحلمي الحكيم.

وفي فيلم (غرام وانتقام) غنت لفريد: (ليالي الأنس) من نظم أحمد رامي و(أهوى) لمأمون الشناوي, وموال (يا ديرتي) من نظم بيرم التونسي و(أنا اللي أستاهل).

فيما غنت من كلمات مدحت عاصم ولحنه الأغنية المبدعة (دخلت مرة في جنينه) ذات اللحن التعبيري المتطور.

ولمحمد القصبجي غنت (ياطيور) و(إمتى حتعرف) كلمات الشناوي, (أسقنيها) كلمات الأخطل الصغير, (أين الليالي), (فرق ما بينا ليه الزمان), (في يوم ما شوفك), (كنت الأماني), (كلمة يا نور العيون), (ليت للبراق عينًا) و(هل تيم البان).

وغنت لرياض السنباطي: (أيها النائم), حديث عينين), قصيدة (يا لعينيك ويالي) لأحمد فتحي, ولابن زيدون (أقرطبة الغراء), ومن فريد غصن لحن (الدنيا في إيدي والكل عبيدي), وكذلك (يا نار فؤادي). ومن زكريا أحمد: (هديتك قلبي), (عذابي في هواك أرضاه), وقصيدة (غير مجد في ملتي واعتقادي) لأبي العلاء المعري, ولمحمد عبدالوهاب غنت أوبريت (قيس وليلى) لأمير الشعراء شوقي و(محلاها عيشة الفلاح) لبيرم التونسي.

كانت أسمهان مثار إعجاب كثيرين, وبخاصة رجال الدولة المصرية وساستها, وعلى رأسهم الملك فاروق الذي حاول مرارًا استمالتها حسب المصادر, لكنها ابتعدت عنه كما قيل احترامًا له كملك وخوفًا من التورط, فيما كان أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي, وحامل ختم الملك الأكثر حظوة لديها رغم علاقته الحميمة بالملكة نازلي, كما كان مراد محسن باشا مدير الخاصة الملكية مولعًا بها, ويتردد إليها, لكنه قطع علاقته بها حين اكتشف علاقتها بحسنين باشا.

كانت أسمهان أيضًا صديقة مقربة من محمد التابعي رئيس تحرير مجلة (آخر ساعة) المصرية, بل والأقرب إليها بعد صديقتها المخلصة ماري قلادة التي توفيت معها.

أما الموسيقار محمد عبدالوهاب, فكانت من أشد المعجبين به في بداياتها, وتزوره كلما تأتي إلى مصر أثناء زواجها من الأمير حسن الأطرش, ولم تتطور عبارات الغزل والإعجاب فيما يبدو إلى أكثر من ذلك إذ لم يكن يعجبها شخصه كرجل.

وبعد طلاقها من الأمير حسن الأطرش, كان زواجها التالي من أحمد بدرخان الذي أخرج فيلمها (انتصار الشباب) عام 1941. بعده كان زواجها الأخير من أحمد سالم الذي تطورت علاقتها به أثناء إقامتها في القدس, وبعد حضوره مع تحية كاريوكا لبعض الأعمال. تم زواجهما سريعًا, لكنه انتهى بعد أشهر بطريقة مأساوية إذ حاول الانتحار مرتين ثم أخيرًا أطلق عليها النار ولم يصبها وأطلق على نفسه النار, وخرجت هاربة وحكم عليه بالسجن بعد شفائه في قضية سميت بـ(مأساة أحمد سالم وأسمهان).

أما عملها إلى جانب الاستخبارات البريطانية فكان في بداية العام 1941, حيث تم تكليفها بمهمة في الشام بعد أن زوّدتهم بمعلومات حصلت عليها من بعض السياسيين المصريين.

وبعملها كشفت أسمهان الكثير من أسرار الاستخبارات الألمانية (الجستابو) في القاهرة, وألحقت بعملائهم وعملياتهم الجاسوسية أضرارًا كبيرة ولقي بعضهم مصرعه على أيدي الاستخبارات البريطانية.

ساهمت أسمهان حسب رغبة البريطانيين أيضًا في إقناع زوجها الأمير حسن الأطرش وأتباعه في جبل الدروز بالتعاون مع قوات بريطانيا, لهزيمة قوات فيشي وطردهم بعد أن سلمت الزمام للألمان.

وتقديرًا منها منحت بريطانيا أسمهان رتبة فخرية (ميجر) لتنال امتيازات عدة كأي ضابط استخبارات بريطاني. وكانت بررت كل ذلك - حسب التابعي - برغبتها في خدمة بلدها إذ كانت تقبض مخصصات ورواتب رؤساء العشائر وتدفعها لهم بانتظام في السويداء حين كانت زوجة للأمير الأطرش. وكان لرجال بريطانيا ما أرادوا إذ زحفوا نحو سورية ولبنان, وقضوا على القوات الفيشية واحتلوا البلاد.

وبعدها شعر أولئك بأن أسمهان بدأت تذيع الأسرار في السهرات, وأثارت الشكوك حول بذخها وأموالها الطائلة التي كانت تصرفها من دون أن تعمل كثيرًا في الفن, وكانت هفوة كبيرة منها سفرها مع العميل الألماني فورد, وقامت السلطات البريطانية بإعادتها من الحدود السورية - التركية.

نهاية حياة

وبذلك انتهى دور أسمهان في الاستخبارات, وكان لابد من نهاية لدورها في الحياة أيضاً. قررت أن تأخذ إجازة من تصوير فيلم (غرام وانتقام), وسافرت إلى منطقة رأس البر مع صديقتها ماري قلادة, وكان ذلك صباح الجمعة 14/7/1944, وحين وصلت السيارة إلى منطقة بين قرية طلخا ومدينة المنصورة اعترضها مطب مفاجئ, وفقد السائق سيطرته على السيارة, فانحرفت بسرعة, وسقطت إلى يمين الطريق في (الترعة) أو فرع من النيل, وفي مكان عمقه ثلاثة أمتار, غمرت المياه السيارة قبل أن يتمكن أحد من إنقاذها, وهكذا تحققت نبوءة أحد المنجمين الذي قال لها يومًا بأنها ستعيش حياة قصيرة وتموت غرقًا.

 

سحر طه





أميرة جبل الدروز بعد أن جاءت إلى القاهرة واحترفت الغناء





شهدت لها الشاشة الفضية فيلمين فقط هما (انتصار الشباب) و(غرام وانتقام)





كان في عينيها الخضراوين حزن لا ينتهي... وفي صوتها شجن... مازال باقيًا وحاضرًا





مع صديقتها أمينة البارودي. ويقال إن هذه الصديقة هي التي جرّتها إلى عالم المخابرات





أسمهان وهي طفلة مع والدتها السيدة عالية





ما الذي دفع تلك المغنية الموهوبة إلى دخول حلبة الصراع في عالم المخابرات أثناء الحرب العالمية الثانية?