مساحة ود.. رحابة الصدر وانفتاح الفكر بتول الكندري

 مساحة ود.. رحابة الصدر وانفتاح الفكر

كيف يواكب مجتمعنا العربي التغييرات بصدر رحب وبعقل مفتوح؟

كيف يواكب البيت العربي هذه التغييرات ويواجهها، يأخذ إيجابياتها ويترك سلبياتها، دون أن يتنازل عن أصالته وتماسكه؟

البيت العربي، بيت عريق شأنه شأن أي بيت آخر ينشأ في مجتمع آخر، غير أنه يمتلك ميزات خاصة به تتمثل في قيمه الأصيلة التي لا يزال يسير على هداها ويتمسك بنسقها، لا يزال هذا البيت يقدم الاحترام للكبار ويعطي الاهتمام للصغار، يسعى إلى الإبقاء على تماسكه وتكوينه، لا يزال للآباء فيه مكانة وللنساء فيه بعض الصدارة، ولا يزال يأخذ من الجميع الاهتمام الكافي والالتفاف والحرص.

لكن للعصرية وقعها الذي لا ينكر، كما أن للتحديث خطاه التي لا يمكن أن نتجاهلها.

كيف يمكننا إذن أن نقبل العصرية والتحديث، ونحتفظ بكل ذلك التراث العريق من الأصالة والقيم؟.

أرى بعض الخطوات واجبة علينا ولازمة لنا.

منها: العناية بدور المرأة والتقدم به. ألا يجب علينا الآن أن نعيد النظر في مسلكنا تجاهها؟، ألا يجب أن ندفع بها أكثر وأكثر إلى التعليم والتعلم؟ . ألم يحن الوقت لأن نشد من أزرها في التعليم والتثقيف؟، لماذا لا نركز أكثر وأكثر على دفعها للعمل المنتج؟.

إذا سعينا إلى تعليم المرأة وتثقيفها، فنحن نلحق بالعصرية والتحديث، في الوقت ذاته لا بد من أن نقدم لها كل العون حتى ترقى بذاتها وبعقلها، علينا أن نتعامل معها على أنها نصف المجموعة البشرية التي نشاركها الوطن والبيت. لن ينتقص ذلك من الأصالة ومن تمسكنا بالقيم، بل على العكس فسوف يساعدنا ذلك على الجمع بين الاثنين- الأصالة والعصرية- لن نبالغ إذا قلنا إن العلم والثقافة هما وسيلتنا إلى التمسك بالأصالة والقيم، وبكل ما هو جميل في الحياة.

ومنها: الأخذ بالكليات والبعد عن التمسك بالجزئيات والتكالب عليها. إن منهجية الحياة العصرية تعتمد على تلك النظرة الكاملة التي تربط بين أطراف العالم وبين المقدمات والنتائج. نعم، نهتم كلنا بالبيت العربي، لكن ذلك البيت جزء من وطن، والوطن جزء من إقليم؟ والإقليم جزء من قارة، والقارة جزء من العالم. ترتبط الأجزاء لتصبح كلا كبيراً ضخما؟ تشترك جزئياته في المشاكل والظواهر والحلول، وبالرغم من خصوصية الأجزاء، إلا أنها تمتد إلى بعضها بعموميات لا يمكن إنكارها .

يحتاج بيتنا العربي إلى امتداد نظرته إلى الخارج الواسع. يحتاج إلى ذلك التفاعل المخطط والواعي الذي يرسم طريق التعاون والأخذ والعطاء.

نريده بيتا فاعلا في الوطن، تماما كما نريد الوطن فاعلا في العالم كله.