عزيزي العربي

عزيزي العربي

قضية

تدهور لغوي أم سياسي?

أشكر مجلة (العربي) على اهتمامها بوضع اللغة العربية, وأعتقد ان مناقشة مشكلة اللغة العربية - إن كانت فيها مشكلة- يجب أن تكون بالبحث العلمي والتحليل الموضوعي بعيدا عن هاجس المؤامرة او تقديس الذات. نعم, فأي لغة سواء في عالم الإنسان أو الحيوان ما هي إلا وسيلة لتبادل المعلومات و الأحاسيس وليست غاية في حد ذاتها, لذلك تكون اللغة في شكلها ومضمونها انعكاسا لما تحتويه من المعلومات والأحاسيس سلبا او إيجابا, وان كانت هناك مشكلة فإن المشكلة هي في شكل ومضمون المعلومات والأحاسيس, وفي اعتقادي المتواضع ان تدهور اللغة العربية جاء انعكاسا للتدهور السياسي والثقافي في عالمنا العربي, فالمتتبع لما ينشر او يبث باللغة العربية عبر وسائل الإعلام والتعليم سيجد أن كثيرا منه قد غلب عليه التنظير والتأويل والتفكير النمطي وتبني النظرة الذاتية والأحكام المسبقة على حساب النظرة الموضوعية والتفكير العلمي المبني على الحقائق الواقعية والإحصاءات الميدانية, واللغة العربية الفُصحى ما تميزت او سميت كذلك إلا للإفصاح والبيان والوضوح, وإذا كنا لا نفصح عن الحقائق والوقائع فما الجدوى من استخدام اللغة (الفصحى) ?! لقد كان من الطبيعي ان يلجأ القارئ والمستمع العربي إلى ما يُنشر او يُترجم او (يُدبلج) من اللغات الأخرى بحثا عن الحقائق والوقائع ولمواكبة الأفكار الجديدة في العلوم الطبيعية والإنسانية, ولعل القائمين على إصدار سلسلة كتب (عالم المعرفة) التي تصدرها دولة الكويت لاحظوا الإقبال الكبير على الموضوعات العلمية والمترجمة, واعتقد ان الترجمة وإتقان العرب للغات أخرى وإتقان أبناء اللغات الأخرى للعربية سيخدم اللغة العربية اكثر من أي شيء آخر, فهي غنية وقابلة للتوسع والتنوع لاستيعاب كل جديد في الأفكار والابتكارات, ولكن يجب التأكيد والتحديد هنا أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرسمية التي تستخدم في المواضيع الرسمية او الأعمال الأدبية الجادة, أما بقية الأمور فلا داعي بل من غير المنطقي إجبار الجميع على التحدث بها دائما لأن الأهم كما قلنا هو توصيل المعلومات والأحاسيس, فهناك حالات قد تكون فيها (العامية) أجدر وأقدر على توصيل المعنى وإحداث رد الفعل المناسب عند المتلقي. وأخيرًا لاحظنا كيف أن المحاضرات الدينية ومسلسلات الأطفال التي تستخدم اللهجة والمصطلحات العامية لاقت رواجا كبيرا عند عامة الناس, فلكل مقام مقال ولكل حدث حديث كما يقول العرب, والمهم هو استخدام الكلام المناسب للشخص المناسب في المكان المناسب. ولا يقتصر ذلك على اللغة العربية فقط, فاللغة الإنجليزية مثلا تختلف باختلاف الزمان والمكان اللذين تستخدم فيهما, ولغة الأدب الإنجليزي قبل قرون تختلف اختلافا كبيرا عن اللغة الإنجليزية الحالية, كما تختلف اللغة الإنجليزية البريطانية (الأصلية) عن اللغة الإنجليزية الأمريكية, وقد فرضت أمريكا لغتها الإنجليزية عالميا على حساب اللغة الإنجليزية البريطانية, كما أن اللغة الإنجليزية ذاتها ليست شكلا جامدا أو مقدسا لا يعرف التغيير فهي تتقبل الأسماء والمصطلحات من اللغات الأخرى, و في أواخر القرن العشرين, على سبيل المثال لا الحصر, كثر تداول وسائل الإعلام لأخبار الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة, ولم تستطع وسائل الإعلام الأمريكية حينها إيجاد المصطلح الإنجليزي المناسب للتعبير عنها فأدخلوا الكلمة كما هي منطوقة بالعربية.. ونزلت الكلمة في قاموس المصطلحات الأمريكية (رغم ضغط واعتراض الدوائر الصهيونية حينها, نعم, فليس الصراع صراع لغات بل هو صراع ثقافات وإذا أردنا كعرب حماية الهوية العربية فعلينا أن نكون اكثر انفتاحا و تجديدا وأن نميز بين الذاتي والموضوعي, بين العلمي والنظري, بين الحقيقي والخيالي, بين الديني والدنيوي, وإذا كنا نؤمن حقا بأصالة تراثنا الروحي والحضاري فعلينا أن نترجم ذلك التراث الذي نعتز به الى ابتكارات عملية وإبداعات فكرية وفنية وأن نعطي للعالم الثقافة الأفضل لنعكس للعالم عظمة ذلك التراث, إننا في عصر ثورة الاتصالات وتقنية تبادل المعلومات الذي انهارت فيه كل الحواجز المصطنعة بين الشعوب والثقافات, بل وحتى الحواجز اللغوية حيث يتم اليوم تطوير برامج لها القدرة على ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى وبدقّة متناهية, وفي ذلك تسهيل للاتصال والتواصل ونشر المعرفة بين البشر, وفي الأخير يجب التذكير بأن القرآن الكريم وهو (الأساس المحفوظ للغة العربية) فيه الكثير من الكلمات غير العربية مثل الفارسية وغيرها, ولعل بداية بعض السور القرآنية بأحرف مُجرّدة (الم) بتبعها ذكر لكتاب الله العزيز فيه إشارة ربانية بليغة بأن الإعجاز القرآني ليس في شكل وتشكيل وترتيب الأحرف والكلمات والنصوص, ولكن الإعجاز هو في القيم والمبادئ التي تحتويها, وان التركيز لا يكون على شكل وتشكيل وترتيب الأحرف والكلمات والنصوص القرآنية ولكن التركيز والاهتمام الحقيقي يكون على القيم والمبادئ. التي تحتويها تلك الأحرف والكلمات والنصوص, والله اعلم.

قاسم المفلحي ـ اليمن

زيارة (ثلاء)

من خلال اقتنائنا ومطالعاتنا الدائمة لمجلة العرب (العربي) جذبتنا زاوية استطلاعات وتحقيقات والتي تميزت بالتركيز في كثير من موضوعاتها على الموروث التاريخي والحضاري للبشرية على مستوى تاريخنا العربي والإسلامي, وهذا التوجه يلزمنا تجاهكم بالتقدير والاحترام خصوصًا أن وطننا العربي في حاجة إلى مثل هذه اللفتة الكريمة في ظل قصور وسائل الإعلام العربية حيال هذا الواجب الذي تميزت به مجلتكم الغراء, وهذا ما شجعنا على التواصل معكم من خلال هذه الرسالة المتواضعة حول مدينة (ثلاء) التاريخية التي تعتبر من أهم المناطق والمدن التاريخية في اليمن لما تمتاز به من معالم أثرية لكونها تقبع في أحضان حصنها الشامخ والحصين والمسمى (حصن الغراب), وسورها المنيع الذي يحيط بالمدينة من جميع الجهات والذي يحوي بداخله المنازل والبيوت الشاهقة التي يتراوح عدد طوابقها من خمسة إلى ثمانية طوابق جميعها مبنية من الأحجار, ويعود بناء بعضها إلى ما قبل ألف عام, ولا تزال مأهولة بالسكان ومحافظة على طابعها الأثري إضافة إلى وجود الأسواق والمساجد ودور العلم وحواجز المياه وغيرها. وهناك محاولات جادة لضم هذه المدينة إلى قائمة التراث العالمي لما لها من ميزات فريدة.

ونطمح إلى أن يكون لكم دور بارز في التعريف بها وصقل تاريخها وإبراز معالمها الأثرية من خلال استطلاعات مجلتكم الغراء على خطى ابن بطوطة والهمداني وغيرهما.

عبدالله عبد رافع
محمد أحمد الصديق
ثلاء - اليمن

وتريات

سأمضي

سأمضي
فلا تسأليني انتظارْ
وأترك عمري لديكِ اعتذار
سأرحل عنكِ...بعيدًا بعيدًا
ولو كان في البعد جرحٌ ونارْ
ولو كان في البعدِ ليلٌ طويلٌ
وجنبكِ....
أحيا بحضن النهارْ
فأنتِ التي قد أردتِ البعادَ
وأنت التي قد أخذتِ القرارْ

***

سأمضي
فلا تسأليني انتظار
كفاك عتابًا
فمالي اختيارْ
فلن أستطيع زراعة حبٍ
بأرض أُصيبَتْ بداءِ البوارْ
ولا لن نقيم بناءً جميلاً
بسطح الزلازل والانهيارْ
ولن أستطيع البقاءَ طويلاً
بجثة قلبٍ ..
وزي انتحارْ

***

سأمضي
فلا تسأليني انتظار
ولا تسأليني لماذا?
فكُلّي دُوارْ
أقاوم دمعي
تخونُ الدموع فتغسل وجهي .. مثل الصغار
وتترك بصمة حزنٍ بقلبي
لا تقبل الطمس والاندثارْ
حوارٌ مريرٌ
فهل قبل دمعي عرفتِ دموعًا تُديرُ الحوارْ?

***

سأمضي
فلا تسأليني انتظار
وأترك عمري لديك اعتذار
لأن الحياة بعرفكِ سوقٌ كبيرٌ
تمرّين فيه...
مرورَ اتّجارْ
وأن العواطف مزجٌ غريبٌ
بحضن الوئامِ .. ينام الشجارْ!!!
وأن فؤادكِ
ليس يقيم لنزفِ المشاعر أدنى اعتبارْ
فما النبضُ?
إن صار يحيا الحياةَ
وليس يذوبُ .. وليس بَحَارْ
وما القلبُ?
قولي بربكِ .. إن صار آلة عيش بزيتٍ تدارْ

***

وقولي بربكِ
كيف قصصتِ جذور الغرام بكل انبهارْ?
وكيف احتملتِ عذابَ فؤادٍ
إذا ما التقى بالغرام .. استدارْ!?
فصار فؤادك شيخًا عجوزًا
يمر بطيئًا .. بحالِ احتضارْ
تحير فيه المداوي طويلاً
وراح يعيش الحياة اضطرارْ

***

سأمضي
فلا تسأليني انتظار
واترك جرحي لديك .. اعتذار
بربكِ .. لا تظلميني كثيرًا
لأني اختصرت الوداع .. اختصارْ
وأني رميت هدوء اللقاء بسهم الفجعية
دونَ اصطبارٌ
لأن الرواية فصلٌ قصيرٌ
وبيني وبينك نزل الستارْ
فأرجوكِ
فكّي عناق الأيادي
فقد أُطْلقِت صافراتُ القطارْ

سليمان الأشقر
المنوفية / مصر

ترجمة (العربي)

بداية أعلمكم باني من قراء (العربي) ومن المعجبين بمجلتكم الغراء وما تقدمه من طروحات ومواضيع ثقافية دسمة, ومن إعجابي الشديد بمجلتكم بأنها اسم لصفة وهي (العربي) وهي تحمل صفة العروبية فنقرأ على سبيل المثال قصة قصيرة أو قصيدة أو مقالا أو بحثا علميا أو موضوعا لعلم من العلوم الاجتماعية أو موضوعا تربويا, وفي نهاية الموضوع نقرأ كاتبا من مصر أو قاصا من الجزائر أو شاعرًا من لبنان أو روائيًا من السودان أو مترجما من تونس او محاضرًا من العراق في جامعة السوربون في فرنسا على سبيل المثال. هذا سر إعجابي بمجلتكم بحضورها القوي والجذاب على الساحة الثقافية العربية والطروحات والكتابات الجريئة والمواضيع الثقافية والعلمية والاجتماعية الدسمة والمتعددة من شعر وأدب ونقد وقصص وترجمات لكتاب وقاصين وشعراء عالميين, ولدي اقتراح حبذا لو كان مدار بحث ودراسة في أروقة مجلتكم العزيزة وأتمنى أن يلقي قبولا وهو أن تترجم (العربي) لبعض اللغات وتباع في الخارج لتتعرف بعض الشعوب على ما نكتبه نحن العرب وماذا نقرأ ومجلتكم خير من يعطي انطباعا جيدًا جدًا عما يقرأه وما يكتبه العربي في الخارج لدحض ما تروج له الدعاية الصهيونية والإعلام الصهيوني الموجه للخارج من تخلف العربي وتأخره.. أتمنى أن تحمل مجلتكم الرسالة.

وفي النهاية شكرا لمجلتكم ولوزارة الاعلام في دولة الكويت ولكل القائمين على المجلة...

خليل خلف
فلسطيني مقيم في الاردن

رسالة من البصرة

ترحيبنا كبير, وسعادتنا عامرة, وشوقنا عميق بدخول مجلة (العربي) إلينا بعد فراق طويل جدًا فرضه النظام البائد رغم أنني - ولله الحمد - تمكنت من الحصول على بعض الأعداد السابقة وإن كانت بأسعار باهظة جدًا!

مع هذه المشاعر التي سطّرناها آمل أن تسمحوا لي ببعض الملاحظات:

- آمل أن ينال قطرنا ومدننا نصيبًا كبيرًا من استطلاعاتكم المصوّرة بعد أن حرمت منها بسبب الظروف السابقة وما ترتب عليها.

- العدد السنوي الخاص: لي بصدده مقترحان آمل تفهمهما:

أ- أن تكون هديته مناسبة وغير مألوفة كما هي الحال في الأعداد السابقة كلوحات فنية أو لوحات خطوط رائعة, لذا أرى أن تكون هدية العدد هي العدد الأول من (العربي) والذي حرم منه الغالبية العظمى من القرّاء على أن يعاد طبعه ويوزع مع العدد الخاص.

ب- أن يثبت على غلاف العدد عبارة (عدد خاص) مع الإشارة إلى الهدية في زاوية بارزة على الغلاف حتى نمنع الباعة من إخفائها.

خليل مهدي
العراق - البصرة

وتريات

مجدُ الشاهقاتِ
إلى أبي القاسم الشابي

هوَ مُتْخَمٌ بالحزنِ والآلامِ جَمُّ المُعضلاتِ في وجهه سُدَّ الطريقُ وخانَه طوقُ النجاة
السّقمُ لازمَ جسْمهُ فأذاقهُ مرَّ الحياةِ وتساقطتْ أيامُه خلفَ الرياحِ العاتياتِ
كم هالهُ وضعُ الشعوب وهزه جَوْرُالرعاة لكنه كان المكافحَ في الظروف القاهراتِ
لا يستريح هُنَيْهة أبدًا ولا في الحالكاتِ لم تُثنِه عن عزمه - لو لحظةً - خُطَطُ العداةِ
ماتتْ على شطآنه مَقْهورة لجَجُ العتاةِ يا شاعرًا أمضى أواخر عمرِه في النائبات
ألقى عليك تحية الإسلام من بعد الصلاة يا أيها الشابيّ يا حُللَ الربيع الزاهراتِ
ورَّثتَنا شِعْرًا نقيّا كالمياه الصافيات ذكراك أحيت في نفوس الناسِ أزمنةَ الثباتِ
أولََمْ تَقُلْ بحرارةٍ - فوقَ الجبال الشامخات الشعبُ إنْ طلبَ الحياةَ ينالُها رغمَ الطغاة?
وحملتَ سيفَك مُشْهرًا تَعْلُو ظهورَ العاديات فأقمتَها حَرْبًا على الخذلان في كل الجهات
لم تَخش عاقبةَ الأمورِ ولا أساطيل الغزاة يا أيها الرّجل الحكيم إلام نوغلُ في السّبات?
ولمن منحتَ ملاحمَ الأشعار شُم القافيات? آمنتَ بالفكر القويم فحُزْتَ مَجْدَ الشاهقاتِ
بالشعر نافسْتَ الكواكبَ شهرة والساطعات جُلّ العقول تنافسَتْ في الزحف نحو الشابيات
يا مَنْ عشِقْتَ الظلّ والأشجار فوق الرابيات ولهوْتَ في أجوائها وَسْط الثمار اليانعاتِ
وشربتْ أمواه العيون على مَواويل الرُّعَاةِ نَمْ هانئًا تحت الثّرى يَرْحمْك ربُّ الكائناتِ


شيخموس العلي
جدة - السعودية

تبكيت

قرأت في العدد 535 يونيو 2003 مقالا تحت عنوان (أليس نهب التاريخ الفلسطيني كافيا?) للأستاد أحمد صبري الديش, باحث وعضو مركز التراث الفلسطيني, والذي يذكر فيه قيام أحد الباحثين بالسطو على بعض بحوثه, ونشرها تحت عنوان (العنف الهستيري الإسرائيلي وسياسة محو الآخر) بعدد أبريل 2002.

إنني أستهجن هذا الفعل الذي يحاول أن يستل من تحت أقدامنا رونق تراثنا الثقافي العربي بتلك الأفعال الدنيئة فتراثنا مفعم بالصدق والمصداقية, فمثل هذا الكاتب يجب أن (ننبذه) من عقولنا, فهل انقشعت عصور أولئك الذين يتحملون مسئولية الكلمة? لقد وقعت الطامة عندما استخف هذا الإنسان بعقولنا وقد حمل وزرا ثقيلا على عاتقه لقيامه بالتعدي على أفكار وجهد الآخرين, وعلينا أن (نجالد) كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بعقولنا, إن هذا الحدث (جندل) الثقافة العربية في مقتل, فما هي (خلته) فيما فعله, أتمنى ألا (يمالئه) أحد على ذلك فهذا الكاتب يحارب (حاسر) الرأس في معارك الكلمة الصادقة, وأنا لا أستطيع أن أكبت إحساسي بالغيرة على ثقافتنا العربية فدعني (أبكته)... وأرجو المعذرة.

أيمن هلال حسين
المنصورة
جمهورية مصر العربية

في شأن (العربي)

أنا لا أحسب شهرًا أدبر, وشهرًا أقبل, إلا إذا هلّ هلال العربي, ليضيف إلى أخوته رقمًا آخر وعددًا آخر, وآمل ألا تنقضي هذه السلسلة أبدا.

ولي بعض الملاحظات أنتهز الفرصة لأخطها إليكم, آملا أن يتم أخذها بعين الاعتبار:

1- بادئ ذي بدء, فإن (كتاب العربي) قفز بخطوات جبّارة بعدما أربت أعداده على الخمسين, غطت جل المناحي, والأنشطة, في الشقيقة الكبرى (العربي).

تتبقى ثلاثة موضوعات, آمل أن تنشر في هذا الكتاب.

أولا: مسابقة العربي, فلو افترضنا أن هذه المسابقة تتضمن عشرة أسئلة, ثم الإجابة عنها في عدد لاحق, يكون لدينا ما يناهز خمسة آلاف معلومة, أرجو أن تنشر في كتاب حيث إن القرّاء في حاجة ماسّة إليه.

ثانيًا: قدمت مجلة (العربي) فيما بين أعوام 1964:1967, في الصفحة الثانية, بابًا معنونًا بـ(حضارات سادت ثم بادت) ليت تجميعها يخرج إلى النور متضمنًا هذه الصور الرائعة بين دفتي كتاب.

أخيرًا: وعلى غرار ما سبق, قدمت المجلة - وفي الصفحة ذاتها - فيما بين أعوام 1967:1973, صورا ولوحات لفنانين عالميين ثم عرب, وتأريخا تحليليا لهؤلاء الفنانين, آمل تجميعها في كتاب.

2- قدمت (العربي), عبر تاريخها التليد, خرائط وصورًا, ولاسيما الأعداد الممتازة التي تصدر في يناير من كل عام.

نرجو أن تتكرر أمثال هذه الهدايا مرة أخرى, شريطة أن تكون بأحجام معقولة, مثل اللوحة القرآنية ليناير 2004 مع الورق المصقول القشيب, حتى تزدان بها جدران منازلنا.

3- قدمت (العربي), استطلاعًا فريدًا من نوعه, في عدد يناير 1965 (العدد 74) تحت عنوان (هنا تطبع العربي أكثر من خمسة ملايين نسخة), نأمل أن يتكرر هذا الاستطلاع مع فارق بسيط وهو, هنا تطبع العربي, أكثر من خمسين مليون نسخة حتى الآن, لنعرف أحدث ما وصلت إليه تقنية الطباعة لتصل إلى أيادينا هذه المجلة بمثل هذه الصورة المشرفة.

4- قدمت (العربي), في شهر نوفمبر 1966, استفتاءً لقرائها حول ما يحب القارئ أن يقرأه في المجلة, وما الموضوعات التي يجب أن تضاف, والأخرى التي يجب أن تترك, وظهر بداية من عدد مايو 1967 (العدد 102) أثر الاستفتاء واعتقد أنه آن الأوان لعمل مثل هذا الاستفتاء - حاليًا - لأن التطور هو سنة الحياة التي لا تجد لها تبديلاً.وأخيرًا, أتمنى أن تستعد المجلة - من الآن - للاحتفال بمرور نصف قرن بعد أربع سنوات, وسوف يتواكب اليوبيل الذهبي مع صدور العدد الستمائة.

علي سيد أحمد علي
الجيزة - مصر

المحرر: نود الإشادة أولا بالحرص على متابعة (العربي). ونؤكد لك ثانيا أن اقتراحاتك جيدة وأسعدتنا كثيرًا, ويتم دراسة إمكان تجسيدها.