صنّاع الإعلام العربي يلتقون في الكويت.. هذايل الحوقل

صنّاع الإعلام العربي يلتقون في الكويت.. هذايل الحوقل

هل هناك دور للإعلام في حركة التنمية؟

للمرة الرابعة ضمت الكويت أكبر تجمع للإعلام العربي. كان اللقاء فرصة انتهزها الإعلاميون والكتاب للنقاش في الدور الذي يقوم به الإعلام في مجتمعات مازالت تعاني مشاكل التخلف، وبالرغم من ذلك تعاني تخمة إعلامية، لا تكف عن التضخم ولا تدري إلى أين تتجه، وقد حاول الملتقى الإعلامي الذي دعا إلى هذا التجمع أن يضع مساراً محدداً وأن يناقش قضية الإعلام والتنمية.

انعقدت هذه الدورة السادسة تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر الأحمد الصباح، وقد شهدت جلسات الملتقى حضور عدد من وزراء الإعلام والاقتصاد في العالم العربي ونخبة من نجوم الإعلام والصحافة من داخل الكويت وخارجها.

وانطلاقا من شعار الملتقى لهذا العام، أكد وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد الصباح خلال كلمته في حفل الافتتاح أهمية الإعلام كوسيلة فاعلة في عملية التنمية الشاملة بقوله: التنمية هي قضية الساعة، وهي سبيلنا الوحيد لارتقاء الإنسان العربي، وجعله قادراً على مواجهة تحديات الحاضر ومتغيرات المستقبل، ونحن في دولة الكويت نؤمن بأن على الإعلام مسئولية أساسية في هذا المجال، فلم يعد دوره في هذه السموات المفتوحة يقتصر على المواد الترفيهية، أو التوجيه السياسي، ولكن دوره الحقيقي هو التصدي والمشاركة في كل القضايا التي تهم المجتمع والمساعدة على ترقيته فكرياً وثقافياً. للإعلام دور مهم في دفع العملية التعليمية، وفي ترقية صحة المواطن وتوعيته بالمخاطر التي يتعرض لها، وفي دفع عجلة الاقتصاد وحثه على العمل والإنتاج، وفي إعداده عقلياً ونزع روح الخرافة من تفكيره، وغرس روح المبادرة في داخله، وكلها عناصر أساسية من عناصر التنمية وأجهزة الإعلام، سواء كانت مكتوبة، أو مسموعةً أو مرئيةً، مسئولة عن تقديم المعلومات الصحيحة التي ترفع من وعي المواطن وتجعله قادراً على فهم سياسات التنمية التي تطرح عليه، ومعرفة دوره في تنفيذها، والمشاركة في تعديلها وتطويرها، لذلك فإن على هذه الأجهزة، أن ترتقي بمستوى المعلومة التي تقدمها، وأن ترفع من المضمون العلمي والفكري للبرامج التي تعدها، وأن تدرك أن هدفها الأساسي تحويل الفرد من مجرد مواطن سلبي إلى إنسان واعٍ ومشارك في عملية التنمية بشكل إيجابي.

من جهته أوضح ماضي الخميس الأمين العام للملتقى أن هدف الملتقى هو السعي لإيجاد رؤية إعلامية عربية جديدة تستطيع أن تلبي احتياجات العصر ومتطلباته مشيرا إلى أنه بالإمكان أن تدعم القيم الإيجابية للإعلام وأن تجعله مسئولا وقادرا على التحدي. وأوضح أن وسائل الإعلام أصبحت أداة خطيرة يستطيع من يملكها أن يؤثر في أي اتجاه كيفما شاء، مشيراً إلى الدور الذي لعبته الحكومات في استغلال الإعلام لتحقيق الغايات السياسية، مؤكدا على التأثيرات السلبية التي أدت إليها هذه الممارسات من قبل بعض الحكومات القمعية في منطقتنا العربية.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن الأمين العام للجامعة العربية أكد السفير محمد الخمليشي أن التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات جعل الجميع مستقبلين ومتلقين في الآن ذاته، موضحا أن جامعة الدول العربية أولت هذا البعد اهتماما كبيرا للاستفادة من إمكانات العمل العربي المشترك.

كما ألقى د.علي بن شويل القرني الأستاذ في جامعة الملك سعود كلمة أكد فيها ضرورة التفريق بين الإعلام التنموي والتنمية الإعلامية مشيراً إلى أن الوطن العربي الكبير حقق نجاحاً كبيراً على صعيد تنمية وسائل الإعلام، ولكنها لا تزال تحت محك النجاح في موضوع ومفهوم الإعلام التنموي.

مؤسسات وأعلام إعلامية... تتميز وتكرم

حرص الملتقى الإعلامي العربي السادس على دعم وتشجيع كل من أثرى الساحة الإعلامية العربية واستطاع أن يوصل معلومة ما بموضوعية وحيادية مخاطبا بها المجتمع العربي برقي لا يخالطه إسفاف. وجاء ذلك من خلال تكريم وزير الاعلام الكويتي لـ15 ناشطاً إعلامياً، مثل بعضهم مؤسسات إعلامية بارزة على الساحة العربية لم تدخر جهداً من أجل المساهمة بتطوير الإعلام في مختلف مجالاته (إذاعة وصحافة وتلفزيون). وهي:

جائزة الريادة الثقافية لـ«مجلة العربي» جائزة أفضل حملة إعلامية هادفة حملة «نحو فضاء إعلامي مسئول» جائزة أفضل قناة تلفزيونية لقناة الـ«mbc» جائزة أفضل حملة إعلانية اجتماعية هادفة لـ«الصندوق الكويتي للتنمية»، جائزة شخصية العام الإعلامية لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»، جائزة أفضل برنامج تلفزيوني «خليك بالبيت».

وحظي الإعلاميون أيضا بـ:

  • جائزة الريادة الاذاعية وجدي الحكيم.
  • جائزة الريادة الإعلامية رضا الفيلي.
  • جائزة أفضل ممثل عربي عباس النوري.
  • جائزة أفضل كاتبة صحفية سوسن الشاعر.
  • جائزة أفضل كاتب إعلامي تركي الدخيل.
  • كما كرم الأستاذ محمد البعلبكي نقيب الصحفيين اللبنانيين.

وانطلاقا من سعي القائمين على الملتقى الإعلامي العربي إلى خلق طاقم إعلامي متخصص، فقد تم تكريم طاقات شبابية استطاعت أن تتميز في سماء الفضاء الإعلامي العربي المفتوح وهم:

  • جائزة أفضل صحافي شاب سلطان القحطاني من (إيلاف).
  • جائزة أفضل مذيع تلفزيوني شاب بركات الوقيان من (قناة الوطن).
  • وكذلك جائزة أفضل برنامج تلفزيوني شبابي رايكم شباب من (قناة الراي).

وانطلقت فعاليات الملتقى الإعلامي العربي السادس بافتتاح معرض وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بمشاركة عدد من كبرى المؤسسات والشركات الإعلامية ومنها: المجلس الأعلى لشئون الأسرة بدولة قطر الذي أطلق في العام 2008 حملة «نحو فضاء إعلامي مسئول»، وهي رسالة إعلامية لمناهضة القنوات الفضائية الهابطة، تعد خطوة مكملة للجهود الإعلامية العربية المبذولة من أجل تطوير الإعلام العربي لمواجهة المتغيرات المحيطة بعالمنا العربي.

الإعلام والتنمية في حوار مفتوح

من أبرز فعاليات الملتقى هذا العام هو الجلسات الحوارية المفتوحة التي انطلقت منذ اليوم الأول، وتناولت كل ما يؤثر - ويتأثر - في مسيرة الإعلام العربي. التنمية، الاقتصاد، ونقابات العاملين بالإعلام محاور رئيسة انبثقت منها جلسات اليوم الاول للملتقى، وترجمة لشعار الدورة السادسة «الإعلام والتنمية» جاءت الجلسة الأولى والتي توحدت فيها المسئوليات الأساسية للإعلام بأهداف التنمية الشاملة. وكان ذلك بحضور المعنيين بشئون الإعلام والاتصال في بعض الدول العربية، مثل وزير الإعلام اللبناني الدكتور طارق متري والدكتور نبيل الشريف وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال بالمملكة الاردنية وآخرين . وتماشيا مع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والتي مست بشكل كبير ومباشر وسائل الإعلام المختلفة، وألحقت خسائر فادحة بالعديد من المؤسسات الإعلامية الخاصة من خلال تقلص أحد أهم مصادر الدخل لها والمتمثلة في الدعاية والاعلان. نوقشت آثار الأزمة الاقتصادية على وسائل الإعلام، بحضور ملاك المؤسسات الإعلامية والمعنيين في مجال الدعاية والإعلان، ومنهم الدكتور عزام الدخيل الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للأبحاث والتسويق والسيد سمير حمود رئيس مجلس إدارة تلفزيون المستقبل، والسيد مارتن نيولند رئيس تحرير جريدة ذا ناشونال. ولأن الإنسان محور اهتمام الإعلام والتنمية تطرق الملتقى إلى دور نقابات وجمعيات الصحفيين في حفظ وضمان حقوق الإعلاميين من صحفيين ومراسلين والعمل على تنمية مهاراتهم وخبراتهم المهنية عبر الدورات التدريبية والاحتكاك بالآخر المتقدم. شارك في هذه الجلسة ممثلون عن النقابات والجمعيات الصحفية من مختلف الدول العربية.

من الصعب معالجة وتنمية الإعلام العربي دون التطرق للمعوقات التي تعترض رؤساء التحرير سواء في الصحف أو في نشرات الأخبار التلفزيونية، لما يقع على عاتقه من مسئوليات جمة تجعله عرضة للمساءلة القانونية دائما من قبل الرقيب. وهذا كان محور الجلسة الرابعة للملتقى، فقد نوقشت أزمات رؤساء التحرير في حوار مفتوح لعدد من رؤساء تحرير صحف عربية من أبرزهم عبدالله كمال رئيس تحرير روز اليوسف وراشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية.

مسئولية الفضائيات

وتحت عنوان "المحطات الفضائية سماء الحرية وحدود المسئولية " كان الحديث عن القنوات الفضائية التلفزيونية التي تنامت بشكل عشوائي خلال فترة وجيزة متخذة مكانها في الفضاء وفي عقر المواطن العربي، ولما لعبته من دور فعال في توجيه الرأي العام بما تقدمه من برامج على شاشتها. كان الحوار في جلسات الملتقى لنخبة من ممثلي القنوات الفضائية من مذيعين ومديري مكاتب قنوات تلفزيونية للحديث عن تجاربهم التلفزيونية وما يعترضهم من صعوبات لمواكبة مسيرتهم الإعلامية. وقبيل اختتام الملتقى الإعلامي العربي السادس نظم القائمون جلسة نقاشية، استقبل من خلالها وزير الإعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح بصفته المضيف الرسمي للمشاركين بالملتقى، مجموعة من الأسئلة والاستفسارات من الحضور من منطلق تفعيل دور وزراء الإعلام العرب الذين بيدهم القدرة على تصحيح مسار وسائل الإعلام العربية، على اعتبار أن الإعلام الحكومي العربي لا يزال يحتل حيزاً كبيراً في توصيل الثقافة العربية وتوجية الرأي العام.

الملتقى الإعلامي.. في نقاط

خلصت نقاشات الدورة السادسة للملتقى الإعلامي العربي بإصدار مجموعة من التوصيات التي يأمل المشاركون أن تكون بمنزلة أسس وقواعد علمية للباحثين والمعنيين بالشأن الإعلامي العربي، خاصة أن هذه الدورة شملت كل المستجدات العالمية والإقليمية التي أثرت في وسائل الإعلام العربي. ومن أبرز توصيات الملتقى الاعلامي السادس:

- التأكيد على ضرورة إلحاق الإعلام العربي بركب التنمية الشاملة، وألا يقتصر اهتمام الحكومات العربية على الشأن الاجتماعي والاقتصادي. فوسائل الاعلام المختلفة ماهي إلا طاقات بشرية اتخذت من الفضاء والأثير وسيلة لمخاطبة الآخر والتأثير فيه. مما يجعلها بأمس الحاجة لتطويرها وتنميتها لتتسق ومجالات التنمية المختلفة.

- استكمالا لتوصيات الدورات السابقة، دعا الملتقى الإعلامي السادس إلى أهمية الحفاظ على الحياد والعدالة، والعمل على تفعيل مبادئ وقيم الإعلام الإيجابي التي تنصب في مصلحة المواطن العربي. فالحوار الإعلامي الحر، هو السبيل الوحيد لتعزيز لغة الحوار مع الآخر وتقبله والتعامل معه بموضوعية بعيدة عن التطرف السلبي.

- التنوية بأهمية مساندة الإعلامين العرب في مختلف الأزمات المهنية التي قد تعترضهم، والدفاع عنهم. لما استحدث عليهم من مسئوليات وواجبات تنموية موجهة للفرد والمجتمع في أقطار عربية ممزقة تحتاج إلى من ينبذ الخلافات ويؤكد على الروابط والمصالح العربية والإنسانية.

- دعوة الإعلام العربي بقطاعيه العام والخاص إلى رسم سياسات إعلامية تنموية قابلة للتطبيق في مجتمعاتنا العربية تعمل على جلب الأمن والسلم للمنطقة، مع تبني الإطروحات الإعلامية الجديدة والأخذ بما يتناسب والواقع العربي وطرحها بموضوعية بعيدة عن التكلف والإسفاف.

- ضرورة وضع المعنيين بالإعلام لأجندة تنموية واضحة للرأي العام العربي تدفع المواطن إلى المساهمة في الحوار الإعلامي والمساهمة في التنمية الشاملة.

- الأخذ بمبادرة الإعلام التنموي من حقبة الإعلام التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني القائم على التعددية والاستقلالية والشفافية والموضوعية والمسئولية الاجتماعية. وإعادة النظر بالمناهج الإعلامية التقليدية واستخلاص ما يتواءم منها والعصر الرقمي والصحافة الإلكترونية.

- تقديم مقترح «مشروع مدونة السلوك الإعلامي المهني» والتي يعدها نخبة من خبراء الإعلام وممارسي الصحافة للحفاظ على الهوية العربية.

- تقديم اقتراح بأن تتحور القنوات الرسمية الأرضية إلى قنوات أرضية للمصلحة الوطنية يكون هدفها الأساسي التنمية الوطنية والمستدامة والبشرية في عالمنا العربي.

- التفكير المنهجي والبحث العلمي والتنظيم وبحوث الإعلام والتسويق مصادر يجب الاعتماد عليها في الطرح الإعلامي لمواجهة الأزمة الإقتصادية العالمية ، وكل ما قد ينتج عنها من آثار سلبية تعرقل مسيرة التنمية الإعلامية.

لمحة على الملتقيات السابقة

تولدت فكرة الملتقى الاعلامي العربي في العام 2003 بمبادرة إعلامية تهدف إلى خلق مناخ إعلامي عربي يواجه الأخطار والحملات الدعائية التي تشن ضد الأمة العربية بالتضامن العربي بدلا من التناقض القطري، من خلال خطاب إعلامي مبتكر ومتجدد يتفاعل مع المتغيرات الإقليمية والعالمية المحيطة بعالمنا العربي ومعتمدا على قيم الوحدة والمصلحة العليا للأمة العربية. مع الأخذ بالتطورات التكنولوجية الحديثة لوسائل الاتصال وتسخيرها بشكل إيجابي لمشاريع التنمية الشاملة.

وحول مكان انعقاد الملتقى يفترض أن يعقد كل عام في بلد عربي مختلف إلا أن الكويت استضافته في انطلاقته الأولى وفي دورتيه الثانية والخامسة وكذلك الأخيرة هذا العام، واحتضنته جمهوية مصر العربية في العام 2006، وتلتها المملكة الأردنية الهاشمية في الدورة الرابعة. لا تقتصر فعاليات وأنشطة الملتقى على جلساته الحوارية، بل تسعى هيئة الملتقى الإعلامي العربي ممثلة بالأمين العام إلى إقامة العديد من الأنشطة المهمة في مجالات الإعلام المتعددة, ومنها: ملتقى الحوار الاعلامي العربي الأوربي، وملتقى الحوار الإعلامي العربي للشباب. وبين الملتقيات الإعلامية العربية والجوائز التكريمية يتطلع المواطن العربي إلى فضاء إعلامي حر ونزيه يرقى به في الطرح والمضمون.

 

هذايل الحوقل 




وزير الإعلام صباح الخالد يكرم مجلة العربي ويسلم رئيس التحرير الدكتور سليمان العسكري جائزة الريادة الثقافية ويقف بجانبهما ماضي الخميس أمين الملتقى الإعلامي





قام الملتقى بتكريم العديد من الشخصيات الإعلامية العربية ولم ينس الطاقات الشبابية الواعدة





عباس النوري الممثل السوري المعروف





سوسن الشاعر الكاتبة الصحفية





وجدي الحكيم الإذاعي القدير والخبير الإعلامي





تكريم البرنامج التلفزيوني الشبابي «رايكم شباب» الذي تبثه قناة الراي الكويتية





محمد بعلبكي نقيب الصحفيين اللبنانيين





مادلين طبر ممثلة شاركت في الحضور





زاهي وهبي الشاعر والإعلامي