عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • العولمة وحقوق الإنسان

استوقفني مقال الدكتور أحمد أبو زيد المنشور بمجلة العربي العدد (599) أكتوبر 2008، وارتباطاً بذلك رأيت أنه من المفيد تقديم بعض الإيضاحات المتعلقة بالموضوع، لقد حاول الكثير من المثقفين ورجال السياسة، الربط بين فكرة حقوق الإنسان والعولمة، وكأن تلك الفكرة في تحققها لصيقة بنظام العولمة ومشاريعه التوسعية، وهم يعتقدون بذلك أن ذلك النظام يعد عنوان الخلاص، من حيث إنه يرسم مساراً تاريخياً بديلاً عن كل المآسي والشرور التي عاشتها البشرية.

والواقع أنه إذا نظرنا ملياً في الأمر، وبحسّ نقدي، نكتشف أن العولمة في حقيقة أمرها، تروم تكريس معنى واحد للحق، لا يخرج عن إطار تثبيت حق بعض الأنظمة السياسية، في الهيمنة وتسيّد العالم. وهي بذلك تتحلل من كل التزام أخلاقي وإنساني من حيث إنها تبرير وتسويغ للهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وإضرار جسيم بسيادة الدول ومصالحها. ومن ثم لا يستقيم الحديث عن العولمة باعتبارها النظام الأمثل لضمان الحقوق وخلق شروط العدل والإنصاف.

فبأي معنى يمكن الربط بين العولمة وحقوق الإنسان؟ حين نعلم أن العولمة، في بعدها الثقافي تعد إلغاء للاختلاف والتعدد. بل رغبة في احتواء الآخر وطمس هويته. إن العولمة بهذا المعنى تحمل تناقضاً صارخاً، إذ تلوح بثقافة حقوق الإنسان، وفي الآن نفسه تعمل على التنكّر لحقوق الغير في العيش وفق تجارب وخيارات أخرى مخالفة لمنظومة القيم الغربية، كتعبير عن منطق السوق المنافية للأخلاق، فلا يمكن الحديث عن أي بعد حقوقي أو إنساني لنظام العولمة، نتيجة كونه يسعى إلى القفز على الخصوصية الثقافية للشعوب، واعتبار ارتباطها بماضيها وتعلّقها بتراثها انجذاباً نحو التخلف.

علي السعيدي
أسفي - المغرب

  • اعتذار وتنويه

نشرت مجلة «العربي» في عددها الصادر في فبراير 2009 رقم 603 صورة فوتوغرافية للمصور الكويتي علي طالب دهراب. كجزء من غلافها، واستعانت المجلة بأرشيفها الخاص لعمل خلفية لهذه الصورة. وقد فات المجلة ذكر اسم المصور الموهوب في الصفحات الداخلية للمجلة. لذا فهي تتدارك هذا الخطأ وتعلن اعتزازها بهذا الفنان وبغيره من الموهوبين من شباب الكويت والعرب وتفتح لهم صفحاتها، كما تعلن احتفاظها بكل الحقوق الفكرية والمادية للمصور علي طالب دهراب ولغيره من الفنانين.

«العربي»

  • اعتذار

تعتذر مجلة «العربي» عن خطأ وقع بسبب أجهزة الطباعة الإلكترونية حيث انقلبت بعض أرقام التواريخ في مقال الشاعر ابن الرومي الذي نشر في العدد 605 الصادر في أبريل 2009. فقد ورد أن تاريخ ميلاده هو (122هـ - 638م) وصحته هو (221هـ - 836م) وكذلك بالنسبة إلى تاريخ وفاته وهو (382هـ - 698م) وصحته هو (283هـ - 896م) فلزم التنويه.

«العربي»

  • «العربي» مجلة كل العرب

مجلة العربي أول مجلة ثقافية عربية حين قرأت أحد أعدادها، بعد حرب الخليج الثانية (غزو الكويت)، لم أقدر على ترك وجبتي المفضلة والدسمة من مجلة العربي، وكنت أقرأ العدد بعد العدد، فيا لها من مجلة! تحوي المواضيع الثقافية والعلمية والاستطلاعات، التي تقوم بها وتنشر الثقافات العربية لكل عربي، وقد أعجبني العدد (601) ديسمبر 2008م، الذي سلّط الضوء على الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية في موريتانيا، ذلك البلد الموغل في الصحراء من القارة الأفريقية، ولذلك ما أتمناه كـ «يمني» أن تقوم «العربي» باستطلاعات عن اليمن، وخاصة المناطق ذات الجذب السياحي مثل شبام وحضرموت وصنعاء القديمة وإب المحافظة الخضراء، والجزيرة العذراء سقطري وغيرها من المناطق السياحية في اليمن الميمون، وأخيراً أسجل شكري ثانية للدكتور سليمان العسكري رئيس التحرير وكل العاملين والقرّاء في أصقاع الأرض، وأقول كل عام وأنتم بخير.

أحمد عبدالله الحجيجي - اليمن

المحرر: شكراً للصديق أحمد عبدالله على رسالته، ونلفت انتباهه إلى أن «العربي» من أولى المجلات العربية التي رصدت بلاد اليمن عبر استطلاعات عدة منذ الستينيات وحتى اليوم، وبالتأكيد سيكون لليمن الشقيق مساحة على صفحات المجلة قريباً.

  • «العربي» جواز سفرنا للعالم

الفاضل رئيس تحرير مجلة العربي الغرّاء..
تحية طيبة وبعد..

ولو متأخراً، فلمجلة العربي عليّ حق، لأنني رفيق دربها منذ صدورها.

فما رغبت أن أكتب عنها في زحمة يوبيلها، لعلني لا أوفق، أو أقصر عن أن أفي بما لها علينا.

وأنا مَن تتلمذ على صفحاتها منذ نشأتها، فكانت مرآتي التي أعود إليها بكامل موضوعاتها، أتصفّح القصص أولاً، وكل ما له علاقة باللغة وآدابها، ومن ثم أعود إلى كل الموضوعات باحثاً منقباً، أعبّ من هذا النبع الثري، وكأنني بحضرة جامعة تخرّج طلاباً مهما علا شأنهم، فلابد أن نرفع القبعة أمام هذه «الخزنة الثقافية» التي ننتظرها كـ «معاش فكري شهري» كما ينتظر الموظف معاشه ليوزعه على حاجياته، وهكذا «العربي» توزّع علينا هذا المعاش وما يحتوي من: قضايا عامة، أدب، مستقبليات، تاريخ، تراث، فن وما إلى هنالك.

وأجمل ما فيها وأعجبني هذا الاستطلاع عن مدينة في الوطن العربي وخارجه، فكنت أشعر، وأنا الفقير للمادة، ولا قدرة لي على السفر، بأنني أسافر مع كل استطلاع بواسطة المجلة، فكوّنت هذه الفكرة، التي يشاطرني إياها كل مخلص وصادق مع نفسه.

الفقير يسافر بواسطة الكتاب.

والغني يطالع بواسطة السفر.

أدام الله لنا «العربي» جواز مرور وسفر، ليس فقط إلى الوطن العربي، بل إلى العالم وإلى قلوب المخلصين من المثقفين.

وفي الختام، أود أن تكتمل فرحتي بنشر هذه الكلمة الصادرة من قلب قارئ، ما وهنت عزيمته لا أمام التلفاز ولا أي وسيلة أخرى.

وتحية صادقة من بداية عمر المجلة حتى الساعة لكل مَن عمل في المجلة من رئيس التحرير وجميع الموظفين، ولكل مَن له علاقة من قريب أو بعيد ولجميع القرّاء.

ميشال أديب رياشي
المختارة - المتن الشمالي - لبنان

  • كلمة ودّ واعتراف بالجميل

الأستاذ الدكتور رئيس تحرير «العربي»..

تحية طيبة مفعمة احتراماً وتقديراً لشخصكم الموقر، ولما يصدر عن توقيعكم من عمل جليل يحظى باهتمام بالغ أينما هل هلاله، ألا إنها «العربي»، تلك المجلة أنيقة الشكل، دسمة المحتوى.

وبعد، فإني قارئة وفيّة لهذه المجلة، لا أقول منذ بدايات صدورها لأنّي وقتها لم أوجد بعد في الحياة، ولكني أقول إن عمر صداقتي بمجلتكم الفذّة ناهز العقد.

وبحكم مهنتي، فإن الأعداد الصادرة شهرياً، والتي تصلنا باستمرار إلى تونسنا الحبيبة قد أفادتني بالغ الإفادة في عملي، سواء ما يصدر في المجلة من مواضيع قيّمة، أو ما يحتويه الملحق العلمي من دراسات علميّة جديرة بالاهتمام، أو لآلئ «العربي الصغير» التي تخاطب اهتمامات الصغار وتهذّب أذواقهم وتنمّيها. ولا أتغافل - طبعاً - عن كتاب «العربي» الذي ما ينفكّ يتحفنا ويمتّعنا ويفيدنا ويؤنسنا بشيق المواضيع المنثورة بين صفحاته.

فأشكر لكم - سيدي الكريم - عملكم الدؤوب الذي تجنّدون له ما استطعتم من طاقة وجهد كي تصلنا «العربي» في أبهى حلّة وأرقى كلمة وأنقى فكرة. كما أشكر كلّ من يساهم بعمله في تغذية هذه المجلة كي تبقى دوماً مشرقة يانعة.

ثم إني أود أن أعبّر عن رغبتي في إمكانيّة تأثيث صفحة من صفحات «العربي» ببعض محاولاتي في كتابة الأقصوصة، لذلك أرسل بإحدى خطواتي في الكتابة، وآمل أن تفوز بعلامة القبول بين أيديكم.

أخيراً أشكر لكم سعيكم، وأدعو الله أن يوفقكم دوماً في عملكم الجليل.

جميلة علوي
بغار الدّماء - تونس

المحرر: الصديقة جميلة علوي.. شكراً لرسالتك، وها نحن ننشر لك واحدة من القصص التي أرسلتها للمجلة:

ذاك الرجل المهزوم

يسمع وقع خطوات على درجات السلّم، بعدها بلحظات يدار المفتاح في قفل الباب، فيفكّ عقاله ويفتح، ينبئ الصوت عن قادم، والظلام المسيطر على المدخل، لا يكشف هياكل الأشياء، يدخل القادم ويغلق الباب، تنتهي الحركة ويخيّم الصمت برهة. بغتة تتحرك القدمان، تتجاوزان العتمة فتتبيّن الملامح، رجل معهودة ملامحه، غامضة تصرّفاته، مبهورة أفكاره، مقموع حاضره، مجهول غده. يدخل كالغريب، كالتّائه في فيافي تائهة الأبعاد. لكن التّائه يدور ويبحث عن نقطة بداية تنقذه من الضياع، يتنسّم أملا، يجري وراء منشود، وهذا التائه بين فيافي نفسه المظلمة مجرّد من كل غاية. هو نكرة أمام كل الأشياء، وكل الأشياء نكرة أمامه، تجهله ويجهلها، إنه غريب عن ذاته، غريب عمّن حوله، غريب عن الطبيعة، وغريب عن الوجود.

يدخل، يتجاوز عتبة الباب، ثم يتوقف هنيهة، يتأمل الفضاء الذي ولجه، وحينما يستوعبه يتسرّب إلى كيانه شعور بالارتياح، إنه لم يخطئ المكان.

يضع رزمة كتبه في أيّ موضع يعترض سبيله، كأنه يريد أن يتخلّص من عبئها من ملازمتها له طوال الوقت دون مفارقته. لقد لازمته زمناً كامرأة عنيدة تأبى هجره

ولا يجد حيلة للتخلص منها. لقد لازمته طويلاً، وآن لها أن تتركه، وآن له أن يتخلى عنها، أن يهملها، أن يتجاوزها إلى غيرها دون أن يتعب كاهله الضعيف بعبئها ودون أن يكلّف نفسه المشتّتة شقاء فهمها وكشف أسرارها.

يخطو خطوات معدودة، يتأمل الاتجاهات المختلفة ويتوقف، فوضى الأفكار تعوقه، صار الطريق أمامه مبهماً غامضاً، تلاشى كل وضوح.

طمست آخر نقطة نور تساعد الأكمة على تلمّس الطريق، والوحل يقيّد خطواته وأصوات تغشى سمعه، تبلغه في صياح منكر: لماذا فعلت ما فعلت؟ لماذا قربت الشجرة؟ لماذا أثمت؟ كيف خدعتك وسوسات نفسك العليلة؟

لم يستطع التحمّل، لابد من مخرج، بلغ ذروة الحيرة، آن أوان الاختيار، الوقوف في مفترق الطريق أمر صعب وخطر، والأصعب منه الاختيار. الوجهات متنوعة فأيّها أختار؟ أيّها أنسب؟ لابد من حسم للأمر. يشغله التفكير في خطوته القادمة. لم يقرر بعد وظلّ واقفاً، لم تسعفه أفكاره بحل. يشعر بضعف وبتهاون فظيعين، وبألم في رأسه، فيمسك جبينه، ويشرع بتمرير أصابعه على مساحتها ويضغط بقوّة على الصّدغين لإزالة الألم أو للبحث عن فكرة. يتوقف فجأة عن ذلك، ويمد يدا مرتعشة إلى جيب قميصه، ثم ينقلها بعصبية مفرطة إلى الجيب الثاني، تتغضّن ملامحه، يبحث عن شيء، سيجارة، يعثر عليها فتنفرج أساريره ويلقمها شفتيه في سرعة مذهلة ويلحق بها عود الثقاب الملتهبة ناره في سرعة أشدّ. تتفجّر بكارتها ويتصاعد دخانها عالياً في ذلك الفضاء.

يتراءى له طيف من بعيد، يلوح في إحدى الغرف الجانبيّة يهمّ بفعل شيء، لكن الإرادة تظل سجينة أفكاره، تتاح لها الحريّة بين جدران نفسه، ولا تتجاوز أكثر من ذلك، فيود لو يهرع إلى هناك، إليها، يودّ لو يطوي المسافة اللعينة بينهما، فيكون إلى جانبها يجفّف دموع عينيها الحزينتين.

لكن حاجزاً لعيناً أبى إلا أن يصدّه عنها ويحرمه لذّة الطمأنينة إلى جوارها.

تتوقد آلامه وتتأجّج لتصير لهيباً قائماً بكيانه تتداعى له جوانب نفسه المكلومة رويداً رويداً.

يتجّه صوب النافذة، يلقي ببقايا السيجارة دون مبالاة بمصيرها، يتوقّف برهة، يمدّ بصره إلى الأفق البعيد. بدا له وكأنه يحلم، كأنه يعانق دخان السيجارة الأخرى، كأنه يريد أن يتلاشى أن يتبعثر أن يصير لا شيء كالدخان الذي ينفثه. غير أن هذا الأخير تخلفه رائحته تفرض استمراره ووجوده مهما استهلكتها الأنوف. وهو؟ مَن سيذكره؟ وما سيخلفه؟ أفكاره المبعثرة؟ مبادؤه الهشّة؟ أحلامه العقيمة؟ أو عبثيّته العبثيّة؟ سيصير ولاشك لاشيء، مصير أسوأ من نهاية دخان السيجارة.

ويقترب أكثر من النافذة، يتحرك بداخله شيء ما شبيه بالرغبة، رغبة الإنسانية التي مازالت بقاياها تومض بين أجزاء هيكله الآدمي، يتأمل الأفق: سحب بيضاء ورماديّة تسبح هناك، توشي تلك الصفحة الزرقاء، والقمر يتربّع في السماء مكتملاً جميلاً منيراً. يشعر بدبيب الحسد، ذاك النور يجلي القمر للكون. صحيح أنه لا ينبع من ذاته وصحيح أنه مرتزقة، لكنه يهبه الوضوح والصفاء والضّياء، أشياء يعتقدها هو في ذاته.

يود لو يغشى ذلك النّور نفسه ليطهّرها ويخلّصها من كلّ شيء دنّسها. يودّ لو تنزاح عن عينيه غشاوة أرهقته، يودّ لو يمتلك قوّة خارقة تكشف له غياهب المجهول غير أنه ضعيف مهزوم، أناه الأعلى يرفع راية الانتصار، ومازال يقوده ويحكم السيطرة. يترك النّافذة، يتأمّل فضاء الغرفة التي اختارها لعالمه وحياته، يصعّد بصره في أكوام الكتب، محصول مسيرته المعذّبة، ثمّ يتقدم نحو الباب، فيغلقه دونها، ويفصل بذلك بين عالميهما. له عالمه ولها عالمها.

  • تصويب

تحية طيبة وبعد..

ورد في مقال في ذكرى النكبة للكاتب والباحث الإسلامي يحيى السيد النجار من مصر الشقيقة الذي نشر في العدد (597) أغسطس 2008م صفحة 169 عبارة ذكر فيها أن مؤتمر بازل عقد عام 1898 وصحة التاريخ سنة 1897 تحديداً في 29- 31 أغسطس (آب) 1897.

حيث بدأ التحضير الجدي لعقد المؤتمر الصهيوني مطلع سنة 1897، وكان مقرراً عقده في ميونيخ في ألمانيا، ولكن لما أرسلت الدعوات الرسمية غضب اليهود الغربيون وأعلنوا سخطهم على المؤتمر واعتبرته الصحافة الألمانية خيانة، كما رفضت رابطة رجال الدين اليهود في ألمانيا هذا المؤتمر، وأدت هذه الحملة إلى نقل مكان المؤتمر إلى بازل في «سويسرا»، وحضره 204 أعضاء من اليهود يمثلون 15 دولة، وترأس هيرتزل المؤتمر الذي عقد في الفترة من 29-31 أغسطس 1897.

موسى العباس أبو جرار
أبو نصير - الأردن

  • لو لم تكن شهرية.. لوددت أن تكون أسبوعية

تلك المجلة الرائعة التي تطل علينا أول كل شهر فاتحة لنا أبواباً جديدة ومتعددة من الثقافة الأدبية والعلمية والتاريخية، إنها مجلة العربي التي أنتظرها وأشتاق إليها أول كل شهر عند مروري على بائع الصحف، منتظراً رؤية صورة جديدة على الغلاف، وكم هي معبّرة تلك الصورة الفريدة والمميزة، والتي تنم عن وجود رحلة جديدة داخل العدد خلال ذلك الاستطلاع الرائع الذي يسبر لنا أغوار وأسرار ثقافة جديدة، ربما تكون قريبة إلينا، ولكن غائبة عن كثير منا، والتي تجعلني أشعر بأنني أعرف كل تلك الأماكن والثقافات بعد قراءتي لمجلة العربي.

فبمجرد أن أنزع ذلك الغلاف الشفاف - الذي تأتينا داخله مجلة العربي الحبيبة - تبدأ الرحلة، بالبحث عن الموضوعات التي أقوم بقراءتها قبل باقي الموضوعات - كشاعر العدد - الذي يعرّفنا بشاعر من الشعراء، والذي ربما لا يصادفني قصيدة له إلا بعد رحلة بحث مضنية، ثم بعد ذلك تأتي الأبواب الثابتة مثل «قالوا»، الذي يعرض الآراء الجميلة لبعض الأدباء والمفكّرين والسياسيين، مبرزاً لبعض ملامح تلك الشخصيات، وباب «جمال العربية» والذي يقرّبنا من لغتنا الأم الجميلة، ثم «المسابقة الثقافية» التي أفرح كثيراً عندما تدور حول موضوع علمي، وبخاصة الكيمياء أو غيرها من الموضوعات العلمية، ثم أعود مرة أخرى إلى باقي صفحات المجلة لكي أتنسّم عبير تلك الثقافة الراقية والتي تأتينا بها مجلة العربي الغالية.

فتحية عطرة، وخالص الشكر والتقدير لكل مَن شارك وساهم في إعداد وإخراج وتوزيع مجلة العربي، تلك المجلة الرائعة، فإلى مزيد من العطاء.

سباعي محجوب محمد
محافظة الشرقية - مصر

  • وتريات

الليالي

مريضٌ بالصبابةِ والهيامِ
ولا الطب يعالجُ لي سقامى
مريضُ القلبِ توبقه الليالي
تناجيه بأغنيةِ الهيامِ
تهدهده بكفٍ من حريرٍِ
وتوخزه بكفٍ من سهامِ
تكبدتُ بهِ ليلاً طويلاً
فصيرني كياناً من عظامِ
أصومُ عن طعامي وعن شَرابي
وأكبرُ لوعتي فقدُ المنامَ
ولمْ ينطقْ لِساني فصاحَ قلبي
يأتي اليوم مأسورَ الغرامِ
نُصحت بالصبابةِ من بعيدٍ
فصار الشوقُ عندي في تساميِ
وقد قُرأ بعيني أنَّ حباً
يُقطِّع في حشايَ بالحسامِ
تُراودني بألفاظٍ وصمتٍ
وكالمحرومِ أُطنبِ بالكلامِ
أُطيل كلامَنا رُبّما تَبينُ
بَوَادرُ حَبِناَ قبلَ السلامِ
تجيب كصخرةٍ وكألفِ جَبلٍ
فَيرجعُ قلبي مَزِقاً كالهشامِ
جريحُ الدمِ ينزفه مراراً
فهلا رأيت جرحاً من هيامِ
أحدّثُ كلَ مَن تلقاهُ عيني
ولا خلفي أناسٌ أو أماميَ
فقال الناسُ شاعَ الجنُ فيه
وباقي الخلقِ يرتقبُ حِمَامِي
وأضحكُ حسرةً وأذوبُ فيها
لأن الخلقَ لم تَعرفْ نِظامي
وذقتُ ملامةَ العشاقِ جهراً
وتجهلُ ما تراهُ مِن المَلامِ
أيا عفراءُ مَهْلاً في التصابي
فقد ماتَ الحبيبُ ابنُ الحِزامِ
أترضى أن أسيرَ بلا رشادٍ
ولا داعٍ كشرذمةٍ الهَوامِ
تجنبتُ المجالسَ كل حينٍ
فلا يُجدي حضوري وانعدامي
وأكتبُ لوعتي بمِداد عيني
على صدري وأسطر من عظامي
ليقرأها المحبّونَ ويندى
جبينُ الحبِ من هذا الكلامِ
فرحماكِ بقلبٍ صارَ كهلاً
ويرجعُ في هواكِ كالغلامِ
فأنتِ النهدُ واهبةُ الحياةِ
وما فكرتُ يوماً بالفِطامِ
وأدعوكِ بأشواقي وحبي
فهلا وهبتني بعضَ الوئامِ
فنحيا حياتُنا عيشاً سعيداً
ونمضي العمرَ حصداً للمرامِ

عبدالحميد محمد البدراوي
كفر الشيخ - مصر





 





غلاف عدد فبراير