مساحة ود أمينة شفيق
السّعادة.. تطلّ من النافذة الزجاجية
عندما ظهرت هذه الآلة الحديثة في السوق، لم نصدق في البداية كم السعادة التي ستدخلها علينا. هل نتذكر كيف كنا نغسل الملابس منذ عشرين عاما؟
كانت ربة البيت تقضي يوما كاملاً تغسل هذه الملابس بيديها، كانت تجمع الملابس البيضاء مع بعضها وتضعها في وعاء واحد وتخصها بصابون معين وماء ساخن بدرجة حرارة معينة، قطعة بعد الأخرى، ثم تنشرها في الشمس الساطعة حتى تكتسب بياضا ناصعا.
أما قطع الملابس الملونة، فكانت تجمعها مع بعضها البعض وتعيد الدورة ذاتها، صابونا معينا وماء ساخنا بدرجة حرارة أخرى، قطعة قطعة، ثم تنشرها في الظل حتى لا تأكل حرارة الشمس وأشعتها الألوان.
بعد ذلك تم اختراع الغسالة اليدوية التي وفرت لكل ربة بيت مراحل الغسيل الأولى، بعد ذلك تم اختراع الغسالة نصف الأوتوماتيك فوفرت على ربة البيت مراحل أخرى من عملية الغسيل المضنية، بعد سنوات قليلة تم اختراع الغسالة الأوتوماتيك الكاملة التي وفرت على ربة البيت كل مراحل الغسيل والشطف والعصر، فكانت المعجزة وباتت عملية غسل الملابس سهلة تماما.
الآن، توجد في الأسواق أجهزة تجفيف ولم يعد أمام ربة البيت إلا الجهد المطلوب لكي الملابس، ربما في المستقبل تخترع آلة للكي الأتوماتيكي، ومادامت وجدت أنسجة لا تحتاج إلى كي لأنها لا تتكرمش، فقد اقتربت ربة البيت من الراحة الكاملة.
منذ سنوات وأنا ألهث وراء هذه الاختراعات التي تهدف إلى توفير الراحة والسعادة لي ولكل ربات البيوت. اشتريت في البداية غسالة يدوية ثم نصف أوتوماتيك ثم بدأت أفكر في المعجزة الثالثة. بدأت التخطيط، وضعت القرش على القرش، ثم الجنيه على الآخر إلى أن اكتمل الثمن المطلوب، نزلت إلى السوق وانتقلت من محل إلى آخر أنتقي هذه وأختبر تلك إلى أن قررت شراء واحدة. نعم هذه ذات البرامج المتنوعة والحجم الصغير، واشتريت، وكانت سعادتي عظيمة، أحسست أنني أنتقل إلى مرحلة تطور أرقى.
بدأت أعد لتركيبها في الحمام، وبعد أن تم التركيب والاختبار جمعت كل الملابس المتسخة وغير المتسخة ووضعت ذات اللون الأبيض مع بعضها وأدرت البرنامج، شيء مدهش. نظرت من النافذة الزجاجية وتابعت حركة الملابس مع الصابون والماء. أعددت لنفسي كوب شاي، جلست أقرأ كتابا عن تاريخ العرب. استمتعت بالشاي والقراءة بينما حركة الملابس مستمرة. واستمرت السعادة تطل علي من النافذة الزجاجية الصغيرة.