بيزنطه.. قراءة في التاريخ السياسي والإداري

بيزنطه.. قراءة في التاريخ السياسي والإداري

يناقش المؤلف في هذا الكتاب مواضيع عدة، تتصل بالتاريخ البيزنطي، يبدأ أولها بمناقشة مصطلح «الدولة البيزنطية»، ولماذا يُعدّ مضللاً، وتطور الدراسات البيزنطية والعقبات التي تصادف الباحث، فضلاً عن رؤية البيزنطيين لأنفسهم ولدولتهم، وما غلب عليها من أوهام. ويبحث بعد ذلك عناصر الهوية البيزنطية وأزمة ثقافتها اليونانية.

أما الموضوع الثاني، فيتناول الألقاب والمناصب الحكومية في بيزنطة بين الاستمرارية والانقطاع. ولم تقتصر الدراسة على رصد الظواهر، التي طرأت على آليات الحكومة، بل شملت تفسير تطورها أيضًا.

وقد استخدم الباحث منهجًا تجريبيًا في بحثه قائمًا على الملاحظة والاختبار في رصد الظواهر، ثم محاولة تفسيرها.

ويعالج الموضوع الثالث قضية الزواج الرابع للإمبراطور ليو السادس المعروف بليو العاقل (886 - 912م)، وما أثارته من نزاع وخلاف في مطلع القرن العاشر الميلادي في الدولة البيزنطية. ولما كان بحث هذا الموضوع يتطلب دراسة أبعاده الدينية، ودلالته السياسية، فقد درس الباحث الوثائق والأصول التاريخية المعاصرة.

وفي هذه الدراسة يناقش الباحث مصطلح النار الإغريقية ودلالته، وطبيعة تركيبها وكيفية قذفها على السفن المعادية، فضلاً عن أثرها على نشاط المسلمين البحري. كما يناقش سياسة الدولة البيزنطية تجاه شبه جزيرة البلقان في الفترة الممتدة من عام 591 م حتى عام 1018م، والتي شهدت بدايتها استقرار العناصر السلافية (الصقلبية) في مناطق شاسعة منها، فضلاً عن قيام كيانات معادية على أرضها مثل دولة البلغار. وفي هذه الدراسة، يتناول الباحث أبعاد التغير الذي أصاب التكوين البشري للبلقان، والسياسة التي اتبعتها الحكومة البيزنطية لاستيعاب العناصر السلافية (الصقلبية) في الكيان الإمبراطوري، فضلاً عن صراع بيزنطة ضد الدولة البلغارية من أجل استرداد سيادتها على شبه جزيرة البلقان.

يرى الباحث أن المصطلح الشائع «الدولة البيزنطية» مصطلح مضلل إلى حد بعيد. فمن ناحية، لم يوجد كيان سياسي حمل هذا الاسم في العصور الوسطى على الإطلاق. ومن المرجح أنه من ابتكار عصر النهضة الأوربية الغربية. ومن ناحية ثانية، ينطوي استخدام لقب بيزنطي بداهة على أن الحضارة المسيحية الأرثوذكسية الشرقية كانت من نتاج العاصمة القسطنطينية، في حين أنها كانت في الواقع من نتاج الإمبراطورية الرومانية الشرقية ككل بما في ذلك أقاليمها، التي فقدتها في القرن السابع الميلادي في مصر والشام. ومن ناحية ثالثة، يعدّ هذا المصطلح مضللاً أيضًا لأن لقب بيزنطي بالمعنى الضيق يشير إلى مدينة بيزنطة، التي كانت إحدى المستعمرات اليونانية القديمة، والتي انتهى تاريخها حين بدأ تاريخ القسطنطينية.

 

وسام عبدالعزيز فرج