تجوال لاسلكي في الإنترنت

تجوال لاسلكي في الإنترنت

تتطور تقنية الحصول على المعلومات بشكل لافت ومتسارع, فقد صار ممكنًا الإبحار في الشبكة العالمية للمعلومات, في أي وقت, ومن أي مكان, ودون استخدام أي مقابس ولا أسلاك للتوصيل.

طرق الاتصال بشبكة الإنترنت تطورت اليوم, بحيث أصبح ممكنًا للإنسان أثناء الاتصال بالشبكة التنقل في المنزل أو المكتب أو الأماكن العامة حاملا على سبيل المثال الكمبيوتر الجيبى (pocket computer) متحررا من أي كابلات ومتمتعًا بحرية التنقل وقادرًا على إرسال وتلقي البريد الإلكترونى أوالتجول في الإنترنت في حرية كاملة.

فنحن أحيانا نرى أشخاصا في صالة انتظار المطارات يتصفحون في الإنترنت بالكمبيوتر المحمول (laptop) دون أي اتصال بالشبكة بواسطة كابل أو شخص يجلس في مقهى يستمتع بالشمس ويشرب قهوته أثناء العمل على المساعد الرقمي الخاص (personal digital assistant/PDA) وهو يتصفح الأخبار الحديثة في البورصة عن طريق الإنترنت دون أى اتصال سلكى بالشبكة.

كيف أمكن تحقيق هذه الحرية?, وما التقنية المختفية خلف هذه الإمكانية? إنها الشبكات المحلية اللاسلكية (wireless local area network/WLAN).

تسمح تقنية الشبكات المحلية اللاسلكية بالاتصال بشبكة الإنترنت عبر الإشارات الراديوية (radio frequency/RF) بدلاً من الاتصال عبر الأسلاك. لتحقيق هذا يجب وجود عنصرين رئيسيين: الأول هو بطاقات الكمبيوتر اللاسلكية (wireless computer card), التي يمكن أن تكون مدمجة بالكمبيوتر المحمول, (أو أي جهاز آخر) أو قابلة للإزالة, هذه البطاقات تحتوي على هوائي (إريال) داخلي أو خارجي. الثاني هو نقطة الوصول (access point) التي تصل الشبكات المحلية اللاسلكية بشبكة الإنترنت.

إن سرعة نقل البيانات تقل مع زيادة المسافة بين المستخدم ونقطة الوصول, هذه المسافة تصل فى المناطق المفتوحة إلى 300 متر فى المتوسط وفى الأماكن المغلقة, بسبب الجدران الفاصلة مثل المكاتب, تصل هذه المسافة إلى 50 مترًا في المتوسط. وفي الأماكن المغلقة خاصة, تعتمد المسافة على نوعية الجدران الفاصلة.

والشبكات المحلية اللاسلكية لها تطبيقات مختلفة في المنازل والمكاتب والأماكن العامة للاستفادة من حرية الحركة أثناء العمل, أو نقل مكان العمل دون مشاكل نقل الاتصال بالكابلات أو استخدام الأجهزة المحمولة للعمل أثناء السفر, أو في الأماكن العامة. في بعض التطبيقات يحتاج الأمر إلى تجهيز عدة نقاط وصول لتغطية مساحة واسعة ويسمح للمستخدمين بالتجوال من منطقة إلى أخرى, دون أن يفقدوا الاتصال بالشبكة.

بالمقارنة مع التقنيات الأخرى استطاعت تقنية الشبكات المحلية اللاسلكية, باستخدام الإشارات الراديوية (WLAN) التغلب على تقنية نقل المعلومات اللاسلكي بواسطة الأشعة تحت الحمراء مثل تقنية السن الأزرق (blue tooth) المحدودة لمسافات لاتزيد على 20 مترًا, وغير القادرة على اختراق الحواجز, ولذلك تعتبر غير مفيدة لإنشاء الشبكات المحلية اللاسلكية. أيضا استطاعت تقنية WLAN التفوق على تقنية UMTS (universal mobile telecommunications system) المكلفة ماديًا, والمستخدمة في الهاتف المحمول, لأن نقل المعلومات في تقنية WLAN أسرع بكثير وبتكاليف معتدلة, ولأن تقنية UMTS في الهاتف المحمول غير موجودة بكميات كافية فى السوق حاليا.

الأنظمة القياسية

المنظمة التي تعنى بوضع المواصفات القياسية للشبكات المحلية اللاسلكية, اسمها معهد المهندسين الإلكترونيين والكهربائيين, هذه المنظمة بدأت سنة 1997 بوضع النظام 802.11 الذي يعمل في التردد الموجى 2.4 جيجا هرتز ويسمح بتبادل المعلومات بسرعة 2 ميجا بايت لكل ثانية, هذا النظام القياسى أضيفت إليه بعض التحسينات ليظهر نظامان قياسيان سنة 1999, النظام b802.11 الذي يعمل بتردد موجى 2.4 جيجا هرتز وينقل المعلومات بسرعة 11 ميجا بايت والنظام القياسي b802.11 الذي يعمل بتردد موجى 5 جيجا هرتز وينقل المعلومات بسرعة 54 ميجا بايت.

أغلب الأجهزة الموجودة في السوق اليوم تتبع النظام القياسى b802.11 وذلك لأنها بسيطة وسهلة التركيب وأسعارها معتدلة. الأجهزة التي تتبع النظام القياسي b802.11 لاتستطيع أن تعمل مع أجهزة النظام القياسي a802.11 بسبب الاختلاف في التردد الموجي, ولذلك ظهر في منتصف عام 2003 النظام القياسي الجديد g802.11 الذي يعمل أيضا في التردد الموجي 2.4 جيجا هرتز, ولكن سرعة نقل البيانات تحسنت إلى 54 ميجا بايت وسوف يستخدم هذا النظام الجديد في التطبيقات المستقبلية مثل تبادل المحتويات التفاعلية والفيديوية.

والجهة التي تختبر مستوى التشغيل التبادلي فى تجهيزات الشبكات المحلية اللاسلكية هي اتحاد صناعي يعرف باسم (WECA) أى اتحاد توافق إثرنت اللاسلكى. وتدمغ المنتجات التى تجتاز اختبارات هذا الاتحاد بختم الصحة (wireless fidelity) Wi-Fiوبذلك تصبح أجهزة المستخدم المحمولة التي بها بطاقة الشبكة اللاسكية من منتجين مختلفين صالحة للعمل معاً.

لحماية نقل البيانات ضد التنصت والتجسس تستخدم تجهيزات الشبكات المحلية اللاسلكية برامج التشفير وطرق التحقق من هوية المستخدم لضمان أمانة نقل البيانات.

والنقاط الساخنة (hot spots) هي عبارة عن أماكن يمكن فيها استخدام تقنيات الربط اللاسلكي التي ازداد انتشارها في مختلف أنحاء العالم, الأمر الذي يحقق مفهوم حرية الربط الدائم مع الشبكة في أثناء الحركة في أي وقت ومن أي مكان. واستنادا إلى التحليلات الصادرة حديثا, فإن عدد النقاط الساخنة سيصل إلى مئات الآلاف في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2005. هذه النقاط الساخنة نجدها اليوم في صالات الانتظار بالمطارات في الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز المؤتمرات, وفي المعارض.

ما يحتاج إليه الإنسان لاستخدام هذه التقنية هو جهاز محمول به البطاقة اللاسلكية ومكان به نقطة ساخنة (نقطة وصول في مكان عام) يجلس بالقرب منها ليبدأ في الإبحار في الإنترنت, أو إرسال وتلقي البريد الإلكتروني, وذلك مجانا أو برسوم من مزود للإنترنت اللاسلكي, أو الدفع ببطاقات الائتمان حسب مواصفات النقطة الساخنة.في المقارنة بعدد النقاط الساخنة يتصدر العالم حاليا الولايات المتحدة وأوربا الغربية. أما في البلاد العربية فمازال عدد النقاط الساخنة محدودًا, ولكنه بدأ يزيد في الفترة الأخيرة, لاسيما في الكويت والسعودية والإمارات والبحرين.

اليوم يوجد في الإنترنت مواقع تدلك على أماكن النقاط الساخنة في جميع أنحاء العالم. وإلقاء نظرة على هذه المواقع قبل بدء رحلة يعطيك المعلومات عن الأماكن التي تجعلك مرتبطًا بالشبكة دائما خلال رحلتك, بحرية كاملة, ودون ارتباط بأي كابل.

 

شامل زكريا