(العربي) تحتفي بنقولا زيادة والمخزنجي

(العربي) تحتفي بنقولا زيادة والمخزنجي.. وتتتبع أثر (الست الحرة) من شفشاون إلى تطوان.. وتحاور غوودريتش وجيل ليبتوفسكي

منذ انطلاقها في ديسمبر 1958 شكلت مجلة "العربي" نقطة انطلاق ثانية لأدب الرحلة العربي، بعد نقطة أولى سجلها الرحالة العرب والمسلمون العظام مثل ابن حوقل والمسعودي والمقدسي وياقوت الحموي وابن بطوطة، ولا زالت "العربي" تسير على هذا النهج الذي فتح المجال للعديد من الدوريات الثقافية التي جعلت من هذا النهج ركنا أساسيا فيها.

وفي العدد الجديد الصادر في سبتمبر تحتفي "العربي" بأدب الرحلة في ثلاثة محاور أولاها مقال رئيس التحرير الدكتور سليمان العسكري عن الرحالة والمؤرخ الكبير الراحل نيقولا زيادة، الذي اختط لنفسه مدرسة جمعت بين حرصه أن يكون ابنا نجيبا لكبار رحالتنا العرب مثلما أسس لنفسه نهجا جعله ابنا بارا في مساءلة أوراق التاريخ ووثائقه وأدبياته.

كما يحتفي العدد برحلة من جيل تلا يجسده شخص الأديب المصري محمد المخزنجي، الذي تميز كقاص من طراز رفيع المستوى، وكاتب رحلة يجسد ما سطره في العربي لسنوات نماذج من أدب الرحلة الرفيع كاشفا عن ثقافة الأماكن التي ارتحل إليها في إفريقيا وآسيا بعين الأديب والمحقق المتخصص والمثقف والإنسان. وهذا وجه واحد من وجوه المخزنجي يورده تفصيلا أشرف أبواليزيد في مقال عن أدب الرحلة عند المخزنجي في مقال من بين عدد آخر من المقالات التي تتناول وجوه المخزنجي: قاصا وكاتبا للتحقيق الأدبي، وكاتبا في مجال العلوم، إضافة لوجهه الإنساني المتعدد، فتكتب د. داليا سعودي "المخزنجي.. خمسة وجوه للقمر"، ويكتب ابراهيم فرغلي تفاصيل رحلة بحثه عن المخزنجي في نهاية الثمانينات كإنسان وكاتب حساس وبالغ الإنسانية، ويتناول د. محمد الشحات أعماله الأدبية نقديا متأملا خصوصية مفهوم الواقعية في أدب المخزنجي، بينما يرصد الكاتب حسام فخر العلاقة الخاصة التي جمعته بالمخزنجي على مدى أكثر من عقدين.

ثم يأتي موضوع أشرف أبواليزيد ممثلا لجيل ثالث في الرحلة في العربي حيث يسرد رحلة تاريخية وأدبية مغربية بدأت في شفشاون وانتهت في تطوان على خطى "الست الحرة"، تلك الحاكمة المغربية الفريدة في زمانها ومكانها ومكانتها، التي تعد سيرتها نموذجا من نماذج سيرة المرأة العربية التي لم تمنحها الأدبيات قيمتها الحقيقية، من حيث الاهتمام.

وفي باب "وجها لوجه" تحاور المترجمة دينا مندور الفيلسوف الفرنسي جيل ليبتوفسكي، الذي يعد اسما بارزا في حقل الفلسفة الغربية المعاصرة، حيث يتنقل الحوار بين مؤلفاته الفلسفية ورؤيته لظاهرة الفردانية أو ما يسميه هو الثورة الفردانية الثانية التي وضعت علامة فارقة للحدود القديمة للاستقلالية الفردية.

ويكتب د. عماد عبداللطيف موضوعا عن المفكر الفرنسي الراحل روجيه جارودي بعنوان "مساءلة الثابت وخلق المتحول"، وفي مجال الفكر أيضا يتتبع الكاتب صلاح سالم، في مقال لافت، بذور وتجليات ثقافة نظرية المؤامرة في الوعي الشعبي والنخبوي العربي.

في اللغة والأدب تكتب الدكتورة ريتا عوض مقالا مهما حول "اللغة العربية ما قبل الإسلام وفضل الشعر في تشكلها وحفظها"، بينما تكتب الشاعرة سعدية مفرح في الباب الشهري شاعر العدد عن الشاعر علي بن الجهم الذي يجسد فاصلا في تراث الشعر العربي في العصر العباسي. ويواصل د. جابر عصفور تتبعه لعلاقته بالبنيوية كمنهج نقدي أدبي. وفي النقد يكتب محمد الرحبي مقالا عن مجموعة الصندوق الرمادي للقاص العماني عبد العزيز الفارسي. وتقوم الكاتبة العمانية بدرية الشحي باختيار الفائزين في مسابقة قصص على الهواء لهذا العدد.

في الفنون تنشر "العربي" مقالا مميزا ومتخصصا للكاتب والفنان بلال بصل عن واحد من أساطين فن تصميم الشخصيات الكارتونية وهو "كارتير غوودريتش" حيث يقوم الكاتب بمحاورته واستطلاع سيرته الذاتية والفنية وإلقاء الضوء على مسيرته فنانا تشكيليا ثم مصمما لألمع شخصيات الرسوم المتحركة في السينما الأمريكية.

ويقدم الأكاديمي التونسي محمد الكحلاوي تجربة نقدية فنية يتتبع فيها تجارب الفن التشكيلي التونسي التي تناولت فضاء المدينة عبر عشرات من نماذج الأعمال الفنية للفنانين التشكيليين التونسيين الذين تناولوا جانبا من جوانب المدن في أعمالهم الفنية عمارة أو رصدا اجتماعيا أو إبرازا للخصوصية والتراث.

ويضم العدد الكثير من الموضوعات والزوايا الثابتة وبينها زاوية "ثقافة إلكترونية" التي يكتبها إبراهيم فرغلي ويتناول هذا الشهر فضاء الإنترنت بوصفه ملاذا للحريات المفقودة في العالم العربي على أرض الواقع.

ويوزع مع العربي ملحق "البيت العربي" الذي يتناول عددا من الموضوعات التي تختص بكل ما يخص الأسرة العربية في مجالات التربية والأزياء والعمارة والفنون والصحة.





غلاف العربي عدد سبتمبر