(العربي الصغير) تحتفي بعيد الفطر المبارك وتهدي قراءها (مغامرة في الصحراء)

العثمانيون عائدون في أغسطس (العربي): رحلة إلى بورسعيد، وأسفار في التاريخ

الباحث في التفاصيل الصغيرة، والمحلل لها، سيتنبأ بالنتائج أو يتوقعها أو قد لا تفاجئه. ومن هنا تبدو أهمية ما يطرحه رئيس تحرير مجلة (العربي) الدكتور سليمان إبراهيم العسكري في حديثه الشهري للعدد الجديد من المجلة الصادر مطلع (أغسطس / آب) عن مظاهر غزو ثقافي تركي لمجتمعاتنا العربية، أبرز مظاهره اجتياح المسلسلات التركية خرائط البرامج التلفزيونية في معظم الشاشات العربية. وهكذا فإن ما كان صَرْعة قبل عقدٍ كامل، أصبح موضة هذه الأيام، وها هو يتحول إلى أسلوب حياة للمستقبل، وهو ما يفسر دور الاستراتيجية التركية الساعية لإعادة ترتيب صورة الشرق الأوسط الجديد، كي نرى هذا العثماني العائد إلى بيوت عربية مشرعة الأبواب لمن يريد اقتحامها، مهلهلة البنيان لمن يشاء هدمها، على حد قوله.

ولأنها ديوان أدب الرحلة العربية المعاصرة، تسافر (العربي) إلى مدينة بورسعيد المصرية في ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا، وعلى رأس أهم شريان مائي صناعي في المنطقة، لتقدم قراءة للماضي والحاضر، وصورة قلقة عن المستقبل، بقلم حسين عبد البصير وعدسة وليد منتصر. مثلما تسافر للتاريخ حين تقرأ أوراق عراقي يقدم مشاهداته عن رحلته إلى الكويت قبل 60 سنة.

ولا تزال (العربي) تعنى بحوار الأنا والآخر، ونقرأ تجليات هذا الحوار في مقالين، أول عن أمين الريحاني وحلم الجمع بين الشرق والغرب للدكتورة ريتا عوض، وثان عن أشكال هذا الحوار للدكتور بركات محمد مراد.

وضمن قافلة الآدب يواصل د. جابر عصفور في أوراق أدبية الكتابة عن الاستدراكات البنيوية في جدله النقدي مع الدكتور عبد العزيز حموده، أما شاعر العدد فتحدثنا الشاعرة سعدية مفرح عن الشاعر السوداني "التجاني يوسف بشير" حيث تقول "لا أظن أن شاعرا عربيا عبر عنه عنوان ديوانه الشعري الوحيد وكأنه صورة فوتغرافية له كما عبر ديوان (إشراقة) عن صاحبه التجاني يوسف بشير" هذا الشاعر الذي كان بمثابة إشراقة شعرية أضاءت ديوان الشعر العربي بالكثير من الصور الإنسانية البالغة العذوبة. وفي البحرين يواجه علي الستراوي الروائي أمين صالح في حوار شامل حول العديد من القضايا في حياتة الأدبية. كما تضم دفتا العدد إبداعات وكتابات الشعراء والأدباء والفنانين فاضل خلف وطارق الطيب ومحمد محمد مستجاب ومحمد علي شمس الدين وفاروق شوشة وأمين الباشا وحكيم العاقل وحسن جعفر نور الدين.

وضمن أسفار التاريخ، تقدم (العربي) تراجم لأعلام العرب والعالم، مثلما تستعيد ذكرى أحداث غيرت مجرى ملامح العالم، فيكتب عبد الله بشارة عن الملك فيصل بن العزيز، وتقدم رلى راشد حياة ألبير كامو الفلسفية، ويتذكر د. إبراهيم بيضون تبوك آخر الغزوات وأول الفتوحات، أما علاقة تيمورلنك بالفقهاء فيتناولها د. طارق شمس، حيث يقول "لقد كان لتيمورلنك الذي أخاف العالم في زمانه في القرن الرابع عشر الميلادي, مجموعة من المرشدين الروحيين, أثروا بهذا الرجل علي الرغم من سطوته وبشاعة المذابح التي ارتكبها طيلة ثلاثين عاما حتى مماته سنة 1405م أثناء حملة كان يقوم بها علي إمبراطور الصين".

كما يحدثنا الدكتور عادل زيتون عن تراث الشرق في حضارة الرومان حيث أن الشرق القديم لاسيما سورية ومصر لعب دورا مهما في تاريخ الرومان وحضارتهم, ولم يقتصر هذا الدور على ميدان دون آخر, وإنما امتد ليشمل الميادين السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية وغيرها. ويستهدف هذا المقال إلقاء الضوء علي دور سورية الكبرى (بلاد الشام) ومكانتها في بناء الحضارة الرومانية وازدهارها.

وقد أثار الدكتور إبراهيم مهدي الشبلي موضوعا حول اللغة العربية تحت عنوان "أدركوا اللغة العربية" ويسأل الكاتب هل نحن بحاجة لكي نتحدث عن أهمية اللغة العربية لأبناء الأمة العربية؟ ويجيب عن سؤاله "قد يكون ذلك ضروريا أحيانا, فإن الإنسان قد لا يدرك أهمية أشياء موجودة لدية إلا إذا افتقدها أو أحس بأن فيها خللا أو مكروها, ويؤكد الكاتب على التوعية بأهمية اللغة العربية لأنها وسيلة التفاهم والتعامل اليومي, وهذا يشرح التعبير عن مشاعرنا وأحاسيسنا وعن أفكارنا وآرائنا, وبهذا تكون أهم العوامل التي توحدنا وتجمع بيننا لنصونها ونحافظ عليها.

يختار القصص الفائزة لهذا الشهر في مسابقة (قصص على الهواء) الكاتب فخري صالح، والتي تبث بالتعاون مع إذاعة البي بي سي. كما يختتم العدد بزاوية إلى أن نلتقي بعنوان الرحابنة والموشح الأندلسي لجهاد فاضل.

وتستمر رحلة (العربي) كل شهر تحتل فضاء 242 صفحة، تخصص بعضها لملحقها الشهري المجاني الذي يتناول أكثر من موضوع بين العمارة والتربية والطب والمطبخ والأزياء والعلوم، لتخاطب ـ كعهدها منذ صدورها في 1958 ـ كل أفراد الأسرة العربية.





غلاف العربي عدد أغسطس