الإسلام والديمقراطية والإبداع

مجلة العربي في أبريل: الإسلام والديمقراطية والإبداع

مطلع أبريل يصدر العدد الجديد من مجلة العربي، التي يدعو رئيس تحريرها الدكتور سليمان إبراهيم العسكري في حديثه الشهري الأطياف الفائزة الوجوه التي تمثل تيارات إسلامية عبر الانتخابات الديمقراطية التي جرت خلال الشهور الماضية إلى تأمل تجربة الغرب الديمقراطية التي أمَّنتْ الحرية للإنسان هناك، وأزالت صراع الطوائف والمذاهب، وفتحت طرق الحوار، للتفاهم بين الأمم والقوميات، ولم يبق من صراع دموي إلا في دول الإسلام، داعيا المسلمين بانتهاج ديمقراطية تنهي تلك الصراعات، وتفتح الطريق السلمي أمام الدول العربية والإسلامية للتطور والبناء والتقدم.

ويقول العسكري إن الجرائم التي تنوء بها المجتمعات المتحاربة ـ قديمًا وحديثا ـ "ارتكبت نتيجة عدم قبول الآخر ورفض التعايش مع المختلف، وتغليب المصالح الشخصية على الأهداف القومية والوطنية، وسعار الثروة والنفوذ الذي يصيب البشرية بالجنون فتسعى لاستعراض القوة على حساب الأخلاق الإنسانية".

ورغم الجدل حول مسار الديمقراطية الآن، فإن حضور المرأة كان ولا يزال علامة بارزة في إعادة تشكيل الوجه الجديد لمعظم الساحات العربية، وسط مخاوف من أن تكون المرحلة القادمة أصعب على النساء اللائي يمثلن نصف المجتمع، ويشكلن قوة عمل، ويؤدين أدوارا استثنائية في كل المجالات. من هنا تقدم (العربي) ملفا عن تشكيليات عربيات ثائرات خصصن تجاربهن لتجديد الشكل وتثوير المحتوى، ويقول أشرف أبو اليزيد في ملفه عن التشكيليات آمنة النصيري (اليمن)، وغادة الكندري (الكويت)، وفاطمة الحاج (لبنان) ومليكة أكزناي (المغرب)، وهند عدنان (مصر) وهيلدا حياري (الأردن): ما الثورة في الفن التشكيلي؟ أليست هي المناداة بالتغيير، والسعي إليه، والعمل على تحقيقه؟! أَنظرُ إلى أعمال التشكيليات اللائي اخترتهن فأسمِّيهنَّ ثائراتٍ، وقد أرادتْ كلّ منهن أن ترسم طريقا مغايرًا لريشتها، وأن تجدد في طرائق التعبير، حتى حين تخرجُ عن إطار اللوحة التقليدي، معبرة عن ذاتها ومفسرة لقلقها بأعمال فنية وكتابية، قد تستلهمها من تراث أمتها، أو تستخلصها من نتاج رحلتها. لهذا تصبح ثورة كل منهن علامة على رحلة الفن، تلك الرحلة الساعية دائما للإكتمال، عملا بعد آخر، ومرحلة بعد سواها. وعن المرأة أيضا يدور الحوار في زاوية (وجها لوجه) بين الروائية حنان الشيخ والكاتبة غالية قباني. ولا ينسى أعلام الغرب في فضاءات غربية مثل زيغريد هونكة التي يراها إبراهيم نويري سفيرة التقريب بين الشرق والغرب.

ولأنها ديوان إبداع لأعلام العرب والعالم، تخصص (العربي) ملفا آخر يتناول سيرة المبدع الراحل عبد الرحمن الخميسي، الذي مثل عاصفة ثائرة من الريف المصري، حركت الكثير من الراكد في مياه عربية تجاوزت الحدود. كما تحتفي بالصورة الشعرية المعاصرة في ملف (قصائد لبنانية)، لمحمد علي شمس الدين، وجودت نور الدين، وياسين الأيوبي، وخليل عكاش، وحسن جعفر، بريشة الفنان اللبناني أمين الباشا، بينما تنشر (ما بين دجلة والفرات) للشاعر السوري منير محمد خلف. وفي فضاء الشعر كذلك تختار سعدية مفرح مختارات لأبي نواس وتقدمه شاعرًا لهذا العدد.

تواكب (العربي) ربيع الثورات بجولة للمفكر رغيد الصلح من لبنان بين موسمي الاستقلال والربيع العربي، ومن مصر لصلاح سالم عن مسار ما بعد حداثي للربيع العربي، وللدكتور بركات محمد مراد عن الأمن الثقافي والعربي والإسلامي وآفاق المستقبل، وأيضا بقراءة سينمائية لنديم جرجورة عن الربيع العربي .. أسئلة الراهن والصورة. وفيما يقدم إبراهيم فرغلي في زاويته الشهرية (ثقافة إلكترونية) موضوعا يتماس مع الربيع (الرقابة على الإنترنت .. عاصفة الحداثة لا يمكن كبح قفزاتها)، يطرح أحمد خضر الشربيني، تساؤلا قلبه التحذير، يربط بين الربيع العربي والاقتصاد الريعي: كيف نُخضِّر اقتصاداتنا قبل نفاد النفط؟

ضمن قافلة الآداب يكتب د. جابر عصفور في أوراقه الأدبية عن تحديات الناقد المعاصر، ويقرأ محمد محمد مستجاب سيرة نجيب محفوظ تحت عنوان رائحة أمة، وتكتب الباحثة السويدية الدكتورة جيل رامزي عن توماس ترانسترومر شاعر نوبل مقالا للعربي عن تجربتها في مراجعة نقله إلى العربية، ترجمة المقال لهبة محفوظ، بينما تترجم دينا مندور فصولا من (سعادة القراءة) ضمن المكتبة الأجنبية، ويقدم محمد الظاهر لمؤلف ميلان كونديرا (المواجهة)، ويعرض عبد الكريم الزيباري لإشكالية، وتتناول د. وطفاء حمادي تقنية إعداد الممثل في المسرح الكويتي، ويسرد د. محمود حداد طرفا من سيرتي الغزالي وهولاكو المفترى عليهما! ويختتم العدد بزاوية إلى أن نلتقي بعنوان الحب أعزك الله لجهاد فاضل.

وتستمر رحلة (العربي) كل شهر تحتل فضاء 242 صفحة، تخصص بعضها لملحقها الشهري المجاني الذي يتناول أكثر من موضوع بين المطبخ والأزياء والعمارة والتربية والطب والعلوم، لتخاطب ـ كعهدها منذ صدورها في 1958 ـ كل أفراد الأسرة العربية.





غلاف عدد أبريل من مجلة العربي