الأسباب العلمية للقوة البشرية

العربي العلمي في أبريل: الأسباب العلمية للقوة البشرية كما تتنافس في الأوليمبياد والتلسكوب العملاق الذي سيكشف نوادر الكون مما لا نراه وحوار مع نجم العرب في العلوم

صدر في أبريل العدد الرابع من مجلة "العربي العلمي"، ويتضمن عددا كبيرا من الموضوعات العلمية، التي تتراوح بين العلوم البحتة وبين التفسير العلمي لكثير من مظاهر الحياة اليومية للمواطن العربي.

فمع اقتراب أوليمبياد لندن 2012، على سبيل المثال، تنشر المجلة تحقيقا علميا كتبه أحمد مغربي يقول فيه أنه مع بدء الاستعدادات لهذا الأولمبياد الذي يجسد ظاهرة من ظواهر إبراز مدى ما توصلت القوة البشرية انشغل أبطال الجسد البشري بالاستعداد لإظهار الحد الأقصى من قدراتهم، موضحا أن هذه القوة الجسدية للبشر ومنذ وقت طويل لم تعد رهنا بمعطيات الطبيعة بل باتت موضعا لتدخل ذكاء الإنسان في تنمية قدراته وقواه، وموضوع علوم مستقلة، وبالتالي فليس عبثا أن الدول الكبرى والأكثر اهتماما بالعلم هي الأكثر حصدا لميداليات التفوق في أولمبياد الرياضة.

على المستوى السياسي يتأمل رئيس التحرير الدكتور سليمان العسكري ما يسميه مفارقة نتجت عن حركات التغيير في العالم العربي "والتي قد تبدو لونا من ألوان الردة على قيم الحداثة والعلم والمنطق ممثلة في وصول بعض القوى والتيارات ذات الطبيعة المحافظة والتقليدية إلى الحكم في بلدان مثل تونس وليبيا ومصر" مضيفا أنه: "بات واضحا أن اختيارات الشارع العربي، في مجملها، تنتمي لذهنية أقامت اختياراتها على شعارات عاطفية جذابة رفعتها القوى والتيارات ذات الصبغة الدينية بدلا من الاختيار على أسس منطقية وعقلانية".

ويصل العسكري إلى أن هذا المشهد يعبر ولو بشكل غير مباشر عن تأثير غياب المنطق العلمي والعقلاني على الساحة العربية، ليس عن ذهنية رجل الشارع العادي فقط، بل وصولا للقوى الليبرالية إذ أن خطابها العام اكتفى بالنقد دون تقديم تصورات واضحة وفق أسس علمية لبرامج التنمية المفترض أن تتحقق بها نهضة الدول التي سعت للتغيير.

وبالإضافة إلى العديد من التقارير الخبرية العلمية عن أحدث الدراسات العلمية في تفسير بعض الظواهر الطبية والعلمية، تنشر المجلة موضوعا بعنوان التباسات القلب البديل للدكتور هاني حجاج، يتناول تاريخ زراعة القلب في العالم، متتبعا التاريخ الطويل لهذه الجراحة التي تنقذ اليوم حياة مئات الأشخاص يوميا، بعد أن كانت عملا مستحيلا قبل عقود.

وتلتقي "العربي العلمي" النابغ العربي هيثم دسوقي الذي حصل على لقب "نجم العلوم في الوطن العربي" لهذا العام وتتحاور معه حول ابتكاره العلمي المتمثل في تحويل الأسطح العازلة مثل الخشب والسيراميك إلى أجزاء استشعار للمس الملصقات الشفافة، وكيفية رعاية هذا الاختراع في المستقبل ومستقبله العلمي بعد الجائزة.

كما يكتب د. عبد الرحمن النمر موضوعا عن أطفال التكنولوجيا أو ما يعرف باسم أطفال الأنابيب كظاهرة علمية جديدة تغلبت على فكرة العقم وحققت حلم الخصوبة لآلاف الأشخاص في العالم.

ويكتب الدكتور نبيل علي موضعا بعنوان "جوقة الابتكار العلمي التكنولوجي"؛ موضحا أن المشروع الابتكاري ليس صنيعة المبتكر وحده بل يسهم في صناعته جوقة من المنجزين تتراوح طبيعة أدوارهم بين الجانبين الابتكاري والتنفيذي.

وتنشر المجلة حوارا مع عالم الفيزياء الحاصل على نوبل العام الماضي الاسترالي براين شميدت الذي انتهى من ابتكار تليسكوب عملاق يتيح مشاهدة السماء بدقة تفوق قدرة العين المجردة بعشرة ملايين مرة، ومن خلاله سيمكن رسم خارطة للسماء سوف تعمل على فهرسة مليارات الكائنات الموجودة في الكون ولا نعرف عنها شيئا.

وفي باب "بورتريه" يكتب عبد الباقي يوسف عن أحد المخترعين البارزين وهو ألفريد نوبل، موضحا طبيعة اختراعه للديناميت والأغراض العلمية التي كان يأملها لهذا الاختراع ثم ما حدث من استخدام قاتل من اختراعه، وهو ما دعاه لابتكار جائزة باسمه تخصص لكل أصحاب المنجزات العلمية والأدبية التي من شأنها تحقيق تطور البشرية وسلامها.

في باب مخطوط علمي يكتب أشرف أبواليزيد عن "كتاب في الأدوية المفردة" لأبي جعفر الغافقي أحد أهم علماء الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي، وهو مخطوط محفوظ في مكتبة اوسلر في جامعة ماكجيل. موضحا أن الغافقي أعظم خبراء زمانه في الأدوية المعالجة وكان الأكثر دقة ممن وصفوا النباتات في الحضارة الإسلامية.

وتكتب ابتهال مخلوف عن فجر المباني العملاقة والذكية متسائلة: هل يقودنا النانوتكنولوجي إلى أن يعيش أحفادنا في مبان يصعدون عبرها للقمر وحين يشاركون في اجتماع عمل في برج شاهق يتغير لون الحائط المجاور لهم من الأحمر للأخر والعكس، أو يتوالى تغير مكيف الهواء ليتواءم مع تغيرات الجو داخل الغرفة؟

يتضمن العدد مجموعة أخرى من المقالات والموضوعات العلمية التي تهتم بالتعريف بأحدث المنجزات العلمية في العالم، أو بالإجابة على تساؤلات الفرد حول الظواهر الذي تحيط به ولا يجد لها تفسيرا علميا وغيرها من التقارير.





غلاف عدد أبريل من العربي العلمي