أَيْقُونَتَا دِمَشقْ

 أَيْقُونَتَا دِمَشقْ
        

          بينَ قبرينِ أَنا الآنَ، سلامًا أيُّها القبرانِ، إني أيُّ مَيْتٍ فيكُمَا قد زُرْتُهُ، بَعضيّ أزورُ.

          لم أودّعْ غيرَ أجْزائي، فكلّي لم يَعُدْ في الأرضِ كلّي، وطريقي أصبحتْ معروفةً، إِني إذا سرتُ، فمن قبرٍ إلى قبرٍ أسيرُ.

          أيُّها العمرُ ابتعدْ عنّي قليلاً، إنني قبلَ مماتي امتلأَتْ منّي القبورُ.

          وفتحتُ قبرَكَ يا عُجَيْليُّ المتوَّجُ بالمحابرِ، لم أجدْ أحدًا سوى كفنٍ له لونُ الضّبابْ.

          لا مريماتَ، ولا ملائكُ، لا، ولا قمرٌ توشَّحَ بالسّوادِ، وراحَ يُرْسِلُ دَمْعَهُ الفضيَّ حتى صارَ طيفًا من هلالٍ، ثم ذابْ ما بينَ قمصانِ الحقولِ نَدى، وغابْ.

          ما مِنْ عُجَيْليِّ هُناَ لا شيءَ موجودٌ سوى أنَّ الترابْ يدري بأنك يا عُجَيليُّ المتوَّجُ بالمحابرِ، قد أتيتَ من الترابِ كما الجميعُ أتى، ولكنْ، لن تعودَ إلى الترابْ.

          وَسألتُ عنكَ الدّمعَ، لم تُجِبِ الدموعُ! سألتُ عنكَ جنازةً شُيّعْتَ فيها، لم يكنْ في النّعش قالتْ: قلتُ: يا ليلَ الغيابِ رأيتَ في الموتِ العُجيليَّ المتوَّجَ بالمحابرِ، بينَ من دخلوكَ؟ لم يُجِبِ الغيابْ!

          وسألتُ قافلةً لبدوِ الغيمِ: «هلْ في الرَّكْبِ أَوْ ما بينَ رُحَّلِكِ العِتاقِ، سليل منْ حَرَسُوا الفُراتَ، وزيَّنوا بالصيفِ هارونَ الرَّشيدَ، وخَيْلُهُمْ من ضُمَّرِ الريحِ المُسَوّمةِ العرابْ؟ وخيامُهُمْ للضّيف نيرانٌ، وأيديهِمْ سَحَابْ؟ ولهمْ جبينٌ شامخٌ، حُرٌ، شاميٌّ، وفي أعماقِ أعينهمْ صُقورٌ، أو حِرابْ؟ بالأمس ماتَ، ولمْ أجِدْهُ بقبرِهِ»، لم يلتفتْ في الرَّكْبِ بَدْوُ الغيمِ نحوي.

          الرَّمْلُ غَصَّ، الغيمُ أمَطَرَ، والصَّدى يعلو نخيلاً رافلاً، لكأنّهُ هذا النخيلُ الآهُ بينهُما عتابْ.

          وَمَضيتُ أسألُ، لم يُجبني الخبزُ، والكرسيُّ، والسَمَّاعةُ الملتفّةُ الدقاتِ بالأحزانِ، زُرتُ القبرَ مرّاتٍ لعلّي واهمٌ، لكنني لمّا أجدْ، إلاّ الترابْ! إلا التراب! إلاّ الترابْ!

          لمْ يبقَ غيرُ دمشق أسألُها، دمشقُ إلهةُ الصَّهواتِ، قارئةُ الزمانِ، السُّدَّةُ الأعلى، وَمَنْ هذي الجهاتُ الأربعُ الحمراءُ جدرانٌ لها، والقوسُ من غارٍ، ومن سيفينِ، بابْ، والزُّرقةُ الفيحاءُ سقفٌ، أو قبابْ، لمْ يبقَ غيرُ دمشقَ أسألها، فدلّتني مضيتُ، وكان أدركني المسا، فإذا العُجيليُّ المتوَّجُ بالمحابرِ، والرؤى الخضراءِ، حيٌّ، في كتابْ.

          افتحْ - سألتُكَ يا محمدُ - تحتَ أجفَانِي يديكْ، وأجلس قليلاً قربَ هذا الدَّمعِ، كي أبكي عليكْ، فإذا تبقّى لي لكي أشتاقَ إنسانٌ، فلن أشتاقَ يا زَيْنَ المحابرِ مرةً، إلاّ إليْكْ.

          ..، وأتيتَ مطْرودًا من الأبوابِ، لم يُفْتحْ بوجهكَ غيرُ بابِ السّجنِ، واستجوابِكَ الدَمويِّ، والمنفَى، ولم يفتحْ يديه لكي يضمّكَ غيرُ باب الدمع.

          ليس لديك في الدنيا صديقٌ غيرُ شاهدِ قبركَ المكسورِ، أو جَنّازك الآتي إلى المقهى لكي تتحدّثا عن راحة الموتى.

          وأبوابٌ ومطرودٌ عن  الأبوابِ، حتى النومُ قد طَرَدُوهُ عن باب الوسادةِ، والرغيفُ الخبزُ مطرودٌ فمي من قمحِهِ، كلُّ الزّوارق صوتها في الريح: مطرودٌ، ومطرودٌ، ومطرودٌ، من المِجذافِ، يا للطينِ في هذا الجبين.

          ويَا حَصَى الحَسَرَاتِ في نهرٍ أقيلَ من المياهِ، مُزَيَّنٌ بالجمرِ يا عيدَ الرمادِ، وليسَ لي خيطٌ لِيرفأَ بي قميصَ الجرحِ يا بَجَعَ العشية، لا بحيرةَ لي، وبي كفّان أمْ هذي صحارى؟! كم سأحتملُ الخيانةَ بعدُ؟ كلُّ مقدَّسٍ في كفِّ لصِّ،  كلُّ ساريةٍ لرايةِ أمةٍ في كفِّ حطّابٍ، وكلُّ نشيدِ شعبٍ مالحٍ في كفِّ مَذبَحَةٍ.

          تَوَكَّأ يا محمدُ، هذه العُكَّازُ، سِرْ نحو الضريحِ.

          ولا تُخَلِّ لنا وراءك غيرَ أجراسٍ من اللعناتِ تُقرَعُ في الرياحِ من المحيطِ إلى الخليجِ، ولا تُخَلِّ لنا وراءَك غيرَ صلبانٍ يوشّحُها الدخانُ على الخرائبِ، لا رجالَ هنا وراءكَ بل لصوصٌ.

          والنساءُ صعِدنَ في رقصِ المراثي، إِنما عَفَنٌ لدينا لا ترابٌ والغمامُ يُرى على جَسَدِ الهواء كبُردَتَيْ بَرَصٍ، وما مِنْ سُكَّرٍ فينا يذوبُ وليسَ مُرًّا، طالعٌ شجرٌ الحقولِ كأنّ حمّالينَ قد رفعوا على أكتافِهمْ أكياسَ دِفلى يا محمدُ، كم صَرَخْتَ بوجهِ هذي الأُمَّة: اشتعلي، قِفِي، ليسَ النحاسُ بركبتيكِ لتركعي وجبينُكِ العالي، هو العالي لتَشْرَبِ منه فضّتَها الكواكبُ.

          إنما قد جئتُ حتى تنتمي روحي إليكِ، وليسَ كي أحيا بِعاركِ، لاحقوني كالكلابِ أنا الغزالةُ، ثم ألقوا حِرْمَ قاضيهمْ عليَّ، وحطّموا صوتي كناي أنكرتْهُ أصابعُ الرعيانِ، ما هذي الشعوبُ؟! أقولُ: نادتْكِ الشموسُ إلى ملاعِبها، فتغفو، وانهضي، نادتكِ ريحُ البحرِ، تَخْلَعْ موجَها عنْها، وأهتِفُ: اذهبي للخبزِ، تُبعدْ عن سَنابِلِه مجاعتها، وللحريةِ، افتتحي بنهديَكِ الرماحَ،  اضْفِري للحبّ إكليلَ البنفسجِ، لا ترى في كلِّ قِيامتِها بنفسجةً.

          ألا يا أُمَّتي ارتاحي بقبرٍ خالدٍ لا تستحقينَ القيامةَ منهُ، إني لاعنُ الرَّحِمِ التي قد جئتِ منها، إن تركتِ اللصَّ، والحوذيَّ، والقرصانَ، يقتاتون ما زرعتْ يدي، أو يشربونَ دميْ الذي شمَّتْ بِوَرْدَتِهِ الرِّياحْ في الأُفْقِ رائحةَ الجراحِ.

          وإذا لهذي الأرضِ منْ شمسٍ، فإنَّ دميْ هو الشمسُ التي ستطلُّ حاملةً لأمتي الصباحْ.

          ومحمدُ يضحك ومحمدٌ يبكي، لكي يمرَّ اليومُ، فالأيامُ باتتْ لا تُطاقُ، فإنها العُكّازُ، والشيخوخةُ الملأى اقترابًا من مجيء الموت، لا امرأة.

          ولا جسدٌ، ووهمٌ كلُّ شيءٍ، ليتَ حينَ أموتُ أُحرقُ لا أُوارى، لم أفكّرْ مرة بالقبرِ إلا أَنني حيُّ به، كفنٌ، ترابٌ في سوادٍ، واهتراءٌ، أيها الدودُ الذي سَأصيرُهُ يا ليتني في الأرضِ لم أُوْلدْ، وإني خائفٌ، فلأعترف بالخوفِ، إني خائفٌ، بالله ساعدْني، ويا لُفَافَاتي أرانيْ في رمادِك حينَ تنطفئينَ، إني خائفٌ، يا ليتني لمّا أزلْ ولدًا أعُدُّ الحورَ، أغرقُ قامتيْ في الريح، أسْتَفُّ الطحين، أرى الصحارى موغلاتٍ موغلاتٍ في المدَى الرمليِّ، أكتبُ بالعصا مثلَ الرعاةِ قصيدة تدعى القطيعَ، أسوقُ في الصبحِ الطيورَ إلى حقولِ التينِ.

          ولدتُ عندَ مداخلِ الصحرا، آلمني امتدادُ الرملِ، قلتُ: لو أنني نخلٌ وواحاتٌ وماءٌ، غيرَ أني يا دمشقُ رحلتُ ملتجئًا إليكِ، فلم أجدْ فيكِ سوى الصحراءِ، قلت: لأَرتحلْ نحوَ العواصمِ، لم أجدْ فيها سوى الصحراء والصحراء، والصحراء، قلتُ: أحمِلْ نخيلَكَ للصَحَارى، طاردتْ جَسَديْ الرمالُ، جُلدتُ مثلَ الخائنِ الوطنيِّ، لاحقني الخرابُ، ولم أجدْ عطشًا يُعادلُ منتهى عطشي سوى عطشِ المسيحِ على الصليبِ، وغيرَ ما في كربلاءَ مع الحسينْ، ورفعتُ معترضًا يديَّ، فعدتُ مقطوعَ اليدينْ.

          الويلُ للأُمَمِ التي قَبَضاتُها مكسورةٌ، وظهورُها نَبَتَتْ بها خُضْرُ العصيّ، وروحُها تأتي وتذهبُ فوقها الممحاة، يا عَرَبَ الفجيعةِ، لم أطالبْكمْ بغيرٍ الحبِّ والحريةِ المسكيَّة الشفتينِ، والخبزِ المدوَّرِ مثل الأُقحُوانةِ، يا خليلي اجلِسْ قريبًا من كآباتي، تعالي يا أزقّةُ.

          واقرعي يا حانةُ الأجراسَ لي، يا شارِعَ الخلعاءِ توّجْني عليكَ، ويا رصيفُ اذهب وجئْني بالحفاةِ من الرفاقِ، لسوف أصنعُ من جبينِ السادةِ النُّجباءِ أحذيةً لهمْ، ولْنُبْدِ في الأعناقِ رَأيَ سُيوفِنا، ولنُعطِ للريحِ انقلابًا ضِدَّ من صنعوا الخريف لنا، تسكَّع أيُّها الوطنُ الفقيرُ معي، وَوَزِّعْ ما بأسمالِ الغيومِ السودِ فينا من مناشيرِ العواصفِ، فاضَ فينا العارُ والعهرُ، انغلقنا كالخزاناتِ التي عَفِنتْ بها راياتُنا، يا حبرُ، لا وطنٌ، ولا قمحٌ، ولا امرأةٌ، ولا حريةٌ، ماذا تبقّى كي نحبَّ نشيدَنا الوطنيَّ؟ والتاريخ؟ والقوميّة الممدودةَ الأيدي على حَصَوَاتِ قارعة الطريقِ؟ وكيف أعطي رايتيْ دميَ الغَرِيْفَ؟ وليس تَخفِقُ بين أضلاعِ الهواءِ لغيرِ من صَلَبوا على كتِفِي جَناحَ الأسئلة! ولغيرِ من قَطَعوا يديَّ على مجاذيفِ السنينِ المقبلةْ.

          ولغير من ألقوا بِعُنْقِ السُّنبُلةْ في الجوعِ تَحْت المِقْصَلة، لمّا أجدْ أحدًا من الشعراء قد عَشِقَ الحياةَ كما عشقتَ، رُسِمْتَ راهبَها، حُفِرْت بنايِها، وَقَرَعْتَ أجراسَ البنفسجِ في مغامضِ ديرِها، وهتفتَ: إنكِ لي، ولن أَدَعَ الشموعَ تُضاءُ إلاّ في غروبك، والبَخورَ يطوفُ إلا في قيمصِك، وليلةَ المشتاقِ إلا طولَ شعركَ، والخزامي الهفَّ يُعلي العَنْقَ إلا تحتَ رَانَيْ نَقْلي قدميكِ، يا قديستي في الأرض، يا وطني لهذا العمرِ، يا عشقي لئلاّ يا حياة أموتَ.

          وامتدتْ يداكَ إلى الحياة، فجُنَّ مغتصبو الحياةِ، هتفتَ: هذا حقٌ أني جئتُ، وامتدتْ يداكَ إلى الحياةِ، فجُنَّ من كانوا لصوصًا، أو طغاةً، أو مشعبذةً، وتجارًا، وكهانًا، هتفتَ: الأرضْ لي، لا شيءَ لكْ، والقمحُ لي، لا شيءَ لكْ، والوردُ لي، لا شيء لك، والعرش لي، لا شيءَ لكْ، والله لي.

          وهتفتَ: يا فقراءُ، ياكلَّ المساكينِ، الجياعِ، المتعبينَ، ويا جميعَ العائدينَ من الجراحِ، المقبلينَ من المجازِرَ، أيُّها المطرودُ من قوسِ القضاةِ، الذاهبونَ عِبارةً رُمِيَتْ لممحاةِ السجونِ، العابرو جِسْرَ المرارةِ، والذين توزعوا دمعَ الأزقةِ، والرصيفَ، وحانَةَ الحسراتِ، فلننهض إلى حقٍّ لنا في القمحِ، والقبلاتِ، والعصفورِ، والأعيادِ، والغرفِ السعيدةِ، والخزامى، والغناءِ، فإنها قد كُوِّنتْ معنا بأرحامَ النساءِ، وإنها سُرِقَتْ، وإنّا ذاهبونَ إلى أكفِّ لصوصِها لِنُعِيدَنا منهمْ.

          وقادوا صوتَكَ العالي إلى جَلاّدِهمْ: لا شيءَ لكْ، أَلقَوا عليك القبضَ مُرتديًا قميصَ مسيحِنا: لا شيءَ لكْ، لا شيءَ لكْ، ومضَوا، فلم نمسحْ جِراحَكَ، لم نَمُدَّ أكُفَّنَا كي نُنْزِلَ المصلوبَ عن دَوَيَاتِهِ، خُنَّا دَمَكْ خُنَّا فَمَكْ.

          لم نُعطِ زينبَ أيَّ منديلٍ، ومريمَ أيَّ يوحنا، اختبأنا كالجبانِ، وكلُّنا في الصبح أنكرناكَ، إنَّا غيمةٌ لا تستحقُّ الماءَ، أو بحرٌ مكاسَرُ موجِهِ لا تستحقُّ الملحَ، ها إني وحيدٌ يا محمدُ ذا المسا، أبكي عليَّ متى أَنا أبكي عليكْ.

          أرنو إلى جُرْحَيْ صليبيَ في يَدَيَّ تَقَطَّرَ الدَّمُ منهما، فأَرى يديكْ، نوْمٌ هيَ الأوْرَاقُ أبيضُ،

          والرُّؤى فيها مَنَامْ، وتظنُّ في الجُمَلِ الرَّشَاقةَ وردةً تجري على حَدَّيْ حُسامْ، لغةٌ كدينِ البرقِ، قد مُلئتْ عجائبَ، مثلَ أشكالٍ مصورةٍ على قلقِ الغمامْ.

          اجلس قريبًا يا محمدٌ من فمي، حتى أقبَّل حِبْركَ العاري كصيفِ امرأةٍ من جُلّنارٍ، أو لكي أُصغيْ إلى حفِّ البيارقِ فوق خاصِرَتيْ دمشق، وألمحَ العصفورةَ الحمراءَ قد غطَّتْ على خوخِ العبارة في الدواةِ، وألمسَ الكلماتِ قد قامتْ كليعازارَ من قاموسِها، وأدورَ  مثلَ الزَّار حولَ الدَّهشةِ الكحليةِ الإيقاعِ، أو ألقى الكتابَ كأنَّ ماءَ النهرِ مفتوحٌ، وقارئَهُ الشَّجرْ.

          وأرى الحروفَ كأنّما في المدِّ زنبقةٌ، وجَرْيِ البَسْطِ حقلٌ، أو بتدويرٍ لنونٍ أو لهاءٍ ياسمينٌ أو قمرْ،

          وأرَى الحجرْ قد صارَ غيمًا في يديكَ على البياضِ، وراحَ ينزلُ من أصابعِكَ المطرْ.

          انْهضْ قليلاً يا محمدُ كي أودِّعكَ السوادُ الآن لا يكفي، ولا يكفي البكاءُ على ليالينا العِتاقْ.

          انهضْ قليلاً مثلَ رمحٍ أخضِرٍ، لأضمَّ فيكَ شَهيدي الممتدَّ من أعماقِ أرزِ المغربِ الأقصى، وتاجِ النيلِ، أو عيني فلسطينٍ، وراياتِ الشآمِ، وجمرِ زيتونٍ الجنوب، إلى مواويلِ العراقْ.

          واللهِ لو ناديتُ باسمِكَ، لانثنى هذا المدى الصافي صدىً، والأُفقُ ضاقْ.

          وانهضْ قليلاً كي أعانقَ صَاحِبي.

          أوَّاهُ ما أقْسَى العِناقْ، هُوَ ليسَ يأتي يا محمدُ من سنينِ العمرِ إلاّ عندما يأتي الفِراقْ.

 

جوزف حرب