المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية
        

الكويت

الموسيقى العالمية تصدح في صيف الكويت

          (رفرف يا علم بلادي)، (حبك يا بلادي) (نعم نحبك) (وردة ربيعية) (أحلى من الدنيا) و(أنا رديت لعيونك) أغاني جميلة تغنت بها الفرقة الوطنية الكويتية للموسيقى ومجموعة من مطربي دولة الكويت في افتتاح مهرجان الموسيقى الدولي التاسع، الذي استمرت أنشطته لمدة أسبوع بدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي حرص على تنوع الألحان والعروض الفنية خاصة بعد النجاح الواسع الذي حققه في السنوات السابقة، مطلقًا شعار (دع النغم يتحدث) لهذه السنة.

          حل الموسيقار الروماني نيكولاي فويكوليت ضيفًا على ثاني أيام المهرجان، آخذًا جمهوره إلى رحلة في الطبيعة الرومانية من خلال عزفه على آلة (البان فلوت)، أمتع الحضور في تمازج موسيقي بالعزف والأداء قدمه مع البروفيسورة آنا ماشكونسكا، ومن أجمل ما قدما مقطوعة (صلاة لحفظ الطبيعة من الإنسان) و(كورنيفيرا) وهي مقطوعة من التراث الروماني مهداة إلى أطفال العالم، وفي لحظة اقترنت الموسيقى الرومانية الكلاسيكية بالموسيقى الشرقية حينما شارك العازف فوزي اللنقاوي بعزفه على آلة العود، محدثًا إبداعًا فنيًا حظي بقبول لدى الحضور.

          وكان للرقص جانب في مهرجان الموسيقى، تسع لوحات راقصة أشبعت شغف محبي الرقص الإسباني الذين كانوا على موعد مع أنغام الجيتار وموسيقى الفلامنكو الإسبانية التي صاحبت أداء وحركة الراقصين، شهدت هذه الليلة حضورا كبيرا من مختلف الجنسيات المقيمة على أرض الكويت.

          ولم يغفل مهرجان الموسيقى لهذه السنة، إبراز المواهب الكويتية الشابة في كلية التربية الأساسية قسم الموسيقى، في أمسية أقيمت لهم. وانفردت فرقة معيوف مجلي للفنون الشعبية بيوم من ايام المهرجان لتقديم تراث الأجداد وما فيه من شجن بالكلمة واللحن، وسط لوحات فنية مصحوبة ببعض الرقصات الشعبية القديمة مثل (العرضة - الفريسني - القلطة). وبحضور الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكويت عزفت (فرقة الثلاثي سابير) في سادس أيام المهرجان، أجمل معزوفاتها على البيانو والكمان والكلارنيت، وكان الانسجام بين العازفات الثلاث هو سيد الموقف اتضح ذلك في مقطوعة (الأيام المشمسة) وبأداء معزوفة (ستورمي ودز) أسدل الستار على أمسية حالمة للموسيقى الأمريكية الكلاسيكية.

          وفي اليوم الأخير من ليالي المهرجان اجتمع الطرب الأصيل والجمهور المتذوق بصاحب أقوى حنجرة في الخليج والجزيرة العربية الفنان اليمني كرامة مرسال، ممتعًا محبي فنه بست أغنيات تفاعل معها الحضور الذي ملأ القاعة طالبًا منه المزيد، واختتم مرسال بصوته مهرجان الموسيقى بأغنية حب ووفاء لدولة الكويت:

بلادي أنت أجمل ما حبيت
يا روحي وعمري يا الكويت
يا ديرة هلي والأحباب
شوية لك مهما سويت.

هذايل الحوقل

«مائيات كويتية»... بمشاركة 37 فنانًا

          حشدت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية مجموعة من الفنانين التشكيليين في معرض مشترك واحد قدموا أعمالهم الفنية من خلال رؤية واحدة أخذت عنوان «مائيات كويتية».

          وجاء هذا المعرض - في سياقه العام - لإبراز الجوانب الجمالية في تكنيك الألوان المائية، وقدرتها على التوهج فوق أسطح اللوحات، والتواصل الدائم مع مراحل فنية متنوعة في أشكالها ومضامينها، ولقد افتتح المعرض محافظ حولي الفريق المتقاعد عبدالله عبدالرحمن الفارس في حضور رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان وحشد من الفنانين والجمهور. وعلى الرغم من التكنيك الواحد الذي استخدمه الفنانون المشاركون في المعرض، إلا أن المواضيع تراوحت بين التراث والطبيعة، والتجريد، إلى جانب لوحات خطية وأخرى حروفية.

          وبفضل مشاركة 37 فنانًا تشكيليًا في هذا المعرض فإن الرؤى تنوعت في سياقها الفني والتقني، كي تتجه الدلالات الحسية إلى طُرق عدة. قوامها الإحساس اللافت بالألوان المائية، والتجديد في نسيج المواضيع التي اتخذت من الحياة والإنسان رموزها، في توهج واضح وجذّاب، كما عبّرت سيولة الألوان وتدرجاتها على أسطح اللوحات عن مضامين تشكيلية مختلفة، يمكن استشراف جوانبها من خلال الإيحاءات التشكيلية التي استخلصها كل فنان على حدة في أعماله. وكان التراث الكويتي القديم هو أحد أهم الركائز التي اعتمد عليها الفنان إبراهيم اسماعيل في لوحاته، كما حرص الفنان أسعد ناشي على تناغم ملامح تجربته مع ملامح الوجوه التي رسمها، ثم رصدت ريشة الفنان بدر حياتي السفن الراسية بكل أشكالها.

          واستخدم الفنان سعود الفرج في لوحاته الرمز في توهج متواصل مع ذائقة المتلقي، وأشارت لوحات الفنانة سكينة الكوت إلى رؤى خاصة خضعت في الكثير من الأحيان إلى الرمز، وحاولت الفنانة شيماء أشكناني أن تجرب في أشكال تتعلق بالأسماك، ومن ثم توهجت الطبيعة الصامتة في أعمال الفنان عبدالحميد الخليفي.

          ومن خلال تداعيات فنية متنوعة رصدت الفنانة جنان خسروه لوحاتها، وتضمنت لوحات الفنانة دلال القريني الفراشات والطيور، وعبر الفنان سالم الخرجي عن الطبيعة التي تمثلها الحياة البرية والبحرية، واتجهت الرؤية عند الفنان عبدالرضا باقر راصدة القديم الكويتي. وحرص الفنان عبدالعزيز آرتي على تحريك مواضيع لوحاته في اتجاه التراث الكويتي. وبمدلولات تشكيلية شملت العديد من الجوانب الجمالية، بالإضافة إلى التواصل الذي أبداه الفنان عبدالكريم العنزي مع الأسواق الشعبية بكل حيويتها.

          وتمتعت اللوحات الخطية للفنان علي البداح بتجربة خاصة قوامها الإحساس المتقن بالحروف العربية.

مدحت علام

بيروت

تشومسكي اللبناني

          خُيّل لمن استمع إلى الأكاديمي الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي، أستاذ اللسانيات في جامعة مساتشوستس بالولايات المتحدة، وهو يحاضر، أو يدلي بأحاديث، في العاصمة اللبنانية، وعلى مدى أسبوع، أن همومه الأساسية ليست علم اللغويات، بل علم السياسات. ذلك أنه لم يتحدث في علم اللغويات إلا قليلاً قياسًا إلى حديثة الصارخ حول الإرهاب وأمريكا وإسرائيل. ولو أراد أحد متتبعي زيارته إلى العاصمة اللبنانية أن يقيس نسبة حديثه في اللغويات والبنيويات إلى نسبة حديثه في الشئون السياسية، اللبنانية والعربية والدولية، لوجد أن تشومسكي سياسي أولاً، وعالم لغوي ثانيًا.

          فما تحدث به في بيروت عن النحو التوليدي والتحويلي لا يتجاوز الخمسة أو العشرة في المائة مما تحدث به في السياسة، وكأن النحو التوليدي والتحويلي في حياته كان عبارة عن حصة ساعة في الأسبوع في جامعته ينصرف بعدها إلى خوض غمار السياسة ضد بوش والإسرائيليين الذين يتحدر منهم في الأصل.

          وقد تذكر الكثيرون وهم يستمعون إليه في محاضراته ولقاءاته المتعددة في بيروت زميله وصديقه البروفسور إدوار سعيد. ذكره هو في إحدى محاضراته، ولكن الكثيرين وجدوا أوجه شبه عديدة بين شخصية كل منهما، أولاً من حيث «وحدة الصف» و«وحدة الهدف» بينهما. وكذلك من حيث ما انتهى إليه كلّ منهما حول رؤيته لمصير فلسطين. فإدوار سعيد، كما هو معروف، انتهى إلى أن حل الدولتين فوق تراب فلسطين التاريخية هو الحل الوحيد المتاح، ولا حلّ غيره في الأفق المنظور. وإلى مثل ذلك أشار نعوم تشومسكي في بيروت عندما قال: «هناك صراع قديم ومستحكم يتعلق بمصير فلسطين يعود إلى أكثر من مائة سنة. الآن أعتقد، وكما ذكرت سابقًا، أن شعوري هو أن الحلّ يجب أن ينتهي إلى نوع من تسوية بين أمتين. إن كل شريك في هذا الصراع لديه ادعاءات وحقوق، ولكن لا مناص من أن يقترب كلّ منهما من الآخر تمهيدًا للوصول إلى الفيدرالية بين أمتين أو شعبين تمهيدًا للوصول إلى شرق أوسط فيدرالي متكامل، وربما من دون أي حدود للدول. هذا يجب أن يحصل على مراحل، ولكن من غير الممكن فرضه البتة على أحد في خطوة أولى». وقال في بيروت أيضًا، إنه يقبل بكل الأوصاف، ما عدا أن يكون معاديًا للأمركة. ومع أنه تخصص أولاً في علوم اللغة والألسنية، «غير أن اهتمامي الأول كان في السياسة، وتحديدًا في موضوع إسرائيل واليهود والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي منذ ثلاثينيات القرن الماضي». ولفت إلى أنه قبل أن ينتقل إلى علوم الألسنية كتب مقالاً هو الأول له على الإطلاق عن الحرب الأهلية الإسبانية. وأضاف أن اهتمامه الأول هو محنة الفلسطينيين ومعاناتهم وطردهم من فلسطين، انطلاقًا من محاولة لإيجاد تعاون عربي - يهودي عبر جماعات صغيرة، ولكن فاعلة في الثلاثينيات والأربعينيات.

          بيد أن أي وصف يكون عادلاً يكفي، ماعدا تعبير معاداة أمريكا. إنه تعبير يتخذ مباشرة معنى الاستبداد البعيد عن قيم الديمقراطية. «لقد كان أندريه زاخاروف معاديًا للروسية، كان ينتقد قصر الكرملين، في الحقيقة، إذا تأملنا في الجذور التاريخية لهذا التعبير، نجده يعود إلى التوراة. هذا موقف استبدادي نموذجي، لا أعتقد أن تعبير معاداة الأمركة ينطبق عليّ».

          وكانت له جولات في قضايا سياسية كثيرة لبنانية وإقليمية ودولية، ففي إحدى محاضراته اللبنانية وعنوانها «أزمات داهمة - مخاطر وفرص»، قام بجولة واسعة في السياسة الدولية التي يحتل فيها خطر وقوع حرب نووية مكانًا بارزًا إلى جانب مخاطر كوارث البيئة. توقف عند الإعداد لغزو العراق، والعلاقات السابقة بين صدام حسين والإدارة الأمريكية، ومن خلال إحالته على عشرات الاقتباسات واستطلاعات الرأي ترتسم صورة الهاجس الديني الخلاصي الذي يسكن عقول مخططي السياسة الأمريكية في شعر «نشر الديمقراطية» المنطوي في حقيقته على مسعى السيطرة على الموارد الطبيعية والميزات الإستراتيجية، وربما كان الذي فشل فيه واضعو السياسة الأمريكية هو نقل هاجسهم هذا إلى مواطنيهم. ذلك أن هؤلاء أعربوا أكثر من مرة عن زيف ما تعلنه إدارتهم.

          وانغمس في اللبنانيات كما انغمس في العالميات، فقد زار المخيمات الفلسطينية القريبة من بيروت، وطاف في جنوب لبنان وصولاً إلى بوابة فاطمة. كما زار معتقل الخيام، وخلف حديد بعض زنزاناته التُقطت له الصور التذكارية. وطلب الدخول إلى إحدى الزنزانات وكان له ما أراد بالطبع. وفي تلك الزنزانة ظل برهة من الوقت داخلها وهو صامت ساهٍ عما حوله يتأمل إلى أن فتح الباب قائلا: «لقد كانت لحظات قاسية مؤلمة داخل هذه الزنزانة، فكيف كان الأمر بالنسبة لمن أمضى فيها سنوات؟».

          مرة واحدة تحدث البروفسور نعوم تشومسكي في بيروت عن آخر نظرياته اللغوية في البنيويات والألسنيات، فكان حديثه شديد التخصص وشديد الصعوبة في آن، حتى على المتخصصين بهذا الفرع العلمي الذي شهد في ربع القرن الماضي، ويشهد الآن تطورًا علميًا مذهلاً. ذلك أن تشومسكي هو أبرز المساهمين في علم اللغويات المعاصرة فهو وريث المدرسة البنيوية الأمريكية وتلميذ زبليغ هارس، وتُعتبر نظرياته في مجال النحو التوليدي كما تبلورت في مؤلفه المرجعي «البناء السياقي» الصادر سنة 1959 مفترقًا حاسمًا في مسار علم اللسانيات، والتجاوز الأساسي للمدرسة البنيوية. وقد اعتبرته إحدى الدوريات الأمريكية أحد أكثر المثقفين تأثيرًا في العالم. وكشف فهرس الاستشهادات في الفنون والعلوم الإنسانية، وهو موقع علمي أمريكي، أن كتاباته هي من بين المصادر الجامعية الأكثر اعتمادًا في العالم. ولكن تشومسكي أدركته السياسة منذ صباه الباكر، فقد ولد في عام 1928 في بنسلفانيا، في شبه «غيتو يهودي» موزعًا على ثقافتي اليديتشي والعبرية. ثم عاش في فلسطين في كيبوتز يهودي مبكر، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليصبح واحدًا من أشرس نقاد السياسة الإسرائيلية. وتبلورت مواقفه الراديكالية أيام حرب فيتنام حين ناضل في صفوف حركة مقاومة للحرب، ووضع كتابه الشهير «مسئولية المثقفين». وفي السنوات الأخيرة توقف مليًا عند مفهوم أمريكا للإرهاب، وخلفيات اختيارها لما سمّته بالدول المارقة، فيما تشكل هي، بجبروتها ومطامعها، «القوة الإرهابية الأكثر خطرًا على الكوكب».

جهاد فاضل

القاهرة

توثيق ذاكرة مصر الفوتوغرافية

          أطالس تاريخية وخرائط جغرافية ومشروع ضخم يمثل نقلة جديدة في العمل الأثري بمصر، حيث يسعى أحد المراكز التوثيقية الجديدة إلى ضم كل الرقائق المعرفية ـ جنبا إلى جنب ـ لصياغة خريطة أثرية شاملة لمصر.

          ويسعى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي إلى تخزين إلكتروني لكل المعلومات التي يتم جمعها من مختلف المصادر. وقد أنشيء المركز مطلع العام 2000، كجزء من خطة قومية تبنتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبعدها بثلاث سنوات تم ضم المركز إلى مكتبة الإسكندرية وبإشراف وزارتي الثقافة وشئون البيئة والمنظمات الدولية التخصصية.

          يقوم مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بإدارة عشرة برامج هي: خريطة مصر الأثرية، تراث مصر المعماري، تراث مصر الطبيعي، التراث الشعبي، والموسيقي وذاكرة مصر الفوتوغرافية، والتراث العلمي الإسلامي للمخطوطات، وموقع مصر الخالدة على شبكة الإنترنت، عدا المشروعات المشتركة. وتساند الوكالة الأوربية مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمشاركته في عدد من البرامج التوثيقية وضمنها توثيق التراث المعماري لدول حوض البحر المتوسط، المعماري والحضري، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وتوثيق التقنيات التقليدية للمياه وهو مشروع بحثي يستمر ثلاث سنوات موزع بين ما هو محلي في التعامل مع المياه وما هو إقليمي يتعلق بمخلفات المياه في البحر المتوسط.

          ويقول الدكتور فتحى صالح مدير المركز إن منظمة اليونسكو أيضا قامت بتبني تمويل عدد من أنشطة المركز وأهمها إعداد موسوعة «إسهامات الحضارة العربية والإسلامية في العلوم»، وتوثيق ملحمة «السيرة الهلالية» بالتعاون مع الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، وهي الملحمة التي عدَّها اليونسكو من الروائع العالمية للتراث المحكي غير الملموس. ومن المشروعات المهمة التي أخذها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي على عاتقه توثيق ذاكرة مصر الفوتوغرافية، في القرنين المنصرمين، حين غدت مصر قبلة مصوري أوربا الرواد، وهكذا أعدت في إطار هذا المشروع أول قاعدة بيانات من نوعها في مصر صنفت فيها الألواح السلبية الزجاجية، والصور المطبوعة بوسائل التصوير القديمة التي صمدت عبر السنين، وتم تخزين هذه المجموعات على أقراص مدمجة، ضمن مجموعة متفردة للحياة اليومية والمشاهد الطبيعية ومنها 1200 صورة مطبوعة بالأسود والأبيض لأعمال لينرت ولاندروك وغيرهما والتي تم اقتناؤها من أفراد ومتاحف. ويسعى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي إلى توفير هذه الكنوز البصرية من خلال وسائط نشر أخرى كالأبومات المصورة وعلى شبكة الإنترنت.

مصطفى عبد الله

الجزائر

النص الصوفي في جامعة الْجَلْفة

          بمدينة الجلفة وتحت شعار: «التصوّف وعيٌ وتراث وتواصل». ويبدو أنّها كانت فرصة مثمرة لمدينة الجلفة وجامعتها معاً لأن تعيشا يومين ثقافيّين ثريّين بالأعمال المطروحة، والمناقشات الجادّة التي تخلّلتْها. ولا شكّ في أنّ النصّ الصوفيّ يلعب دوراً كبيراً في بلاد المغرب العربيّ بعامّة، وفي الجزائر بخاصّة. ولعلّ التفطّن إلى أهميّة النصوص الصوفيّة من جامعيّين متخصّصين، وباحثين متميّزين، قد يبلور معالم الثقافة الصوفيّة في الجزائر التي سادتْ قروناً طوالاً فكان منها الشعر والخطبة والرسالة وأنواع أخرى من النص الصوفيّ المتميّز بالمبالغات الروحيّة، والدّعوة إلى الزهد في الدنيا، والعمل للآخرة. وستنتهي هذه الدراسات الأكاديميّة إن مضتْ على جدّيتها وعنفوانها إلى مَوْقَعَة مكانة الثقافة الصوفيّة وإبراز دورها الذي لم يكن سلبيّاً في كلّ أطوارها، كما قد يتّهمها خصومها، وذلك ليس من الوجهة الروحيّة الخالصة فحسب، ولكن من الوجهة الاجتماعيّة، إن لا نقل من الوجهة السياسيّة أيضاً.

الزوايا والطرق الصوفية المغاربية:

          انعقدت هذه الندوة الدوليّة التي حضرها علماءُ من الجزائر، ومصر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا، وفرنسا: بجامعة وهران، واشترك في تمويل هذه الندوة الدوليّة عدّة أطراف ثقافيّة واجتماعيّة ودينيّة جزائريّة. ومن محاضراتها: «أدب الرحلة الصوفيّة في المغرب الإسلاميّ» لعبد الرحيم العالمي من المغرب؛ و«الزوايا والطرق الصوفيّة في تونس: الواقع والرهانات التاريخيّة» للعروسي الميزوري من تونس؛ و«العلاقات بين زوايا المشرق والمغرب» لصادق سلام من فرنسا؛ و«زوايا موريتانيا وصرح التوحيد» من موريتانيا؛ و«مساهمات الطرق الصوفيّة في توحيد شعوب المغرب» لعبدالحميد حاجيات من الجزائر.

مختبر السيميائيات وتحليل الخطاب:

          وقد انعقدت هذه الندوة بجامعة وهران أيضاً، بقسم اللّغة العربيّة، وتحت إشراف «مختبر السيميائيات وتحليل الخطاب» الذي يرأسه الباحث أحمد يوسف. ونحن نعلم أنّ السيميائيّات من العلوم الجديدة القديمة التي وقع الإيلاع بمعالجة قضاياها والخوض في إجراءاتها، في الجامعات العربيّة مشرقاً ومغرباً. غير أن البحث فيها ربما يكون أكثر انتشاراً في بلاد المغرب أكثر منه في بلاد المشرق. وقد حضر هذه الندوة الكبيرة طائفة من الباحثين والسيميائيّين العرب منهم: محمد مفتاح من المغرب، بمداخلة عنوانها: «أوّليات رياضيّة منطقيّة للسيميائيات»؛ وعبد الملك مرتاض من الجزائر بمداخلة عنوانها: «الميراث البلاغيّ في المفاهيم السيمَيائيّة»؛ وأحمد يوسف من الجزائر بمداخلة عنوانها: «السيميائيّات بين الفلسفة والعلم»؛ وناصر محمد العجيمي من تونس بمداخلة عنوانها: «موقع السيميائيّات من مناهج البحث الحديث»؛ وأحمد الجوّة من تونس بمداخلة عنوانها: «مشاكلة القصيدة لنصوص العقيدة في وادي النّمل»؛ وموسى ربابعة من الأردن بمداخلة عنوانها: «سيميائيّة الاستعارة في النصّ الشعريّ»؛ وماجد الجعافرة من الأردن أيضاً بمداخلة عنوانها: «سيميائيّة الجسد في الشعر العربيّ القديم». كما شارك عدد آخر من باحثين مرموقين، من مغاربة ومشارقة، أمثال ناصر اسطنبول، وأحمد عزّوز، والطاهر روايْنِية... ببحوثٍ علمية رصينة. وقد أصبح انعقاد هذه الندوة تقليداً علميّاً في جامعة وهران يجدّد كلّ سنتين، على الرغم من الإمكانات المادّيّة المحدودة لمختبر السيميائيات وتحليل الخطاب.

          والحقّ أنّ الحديث عن السيميائيات هو حديث عن الثقافة الإنسانيّة في تعدّد مظاهرها وظواهرها؛ ذلك بأنّ الإنسان تعامل مع السِّمَةِ منذ الأزل، وسخّرها لأغراضه التعبيريّة في الأفراح والأتراح، والطقوس والعبادات. وكثيراً ما تتخذ لها صفة الإشارة والصوت واللّون والحركة فتستغني عن اصطناع اللّغة لترقَى بالتعبير إلى مستواه الإنسانيّ فيغتدي مفهوماً دون الحاجة إلى استعمال اللّغة التي تختلف من أمّة إلى أمّة.

د. عبد الملك مرتاض

حلب

عودة الروح إلى بلاط سيف الدولة

          كانت الندوة العلمية الثالثة حول الحياة الفكرية والادبية في بلاط سيف الدولة التي أقيمت في إطار احتفالات مدينة حلب باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام ـ مشاركة مع أصفهان (إيران) ـ فرصة لبث الروح في أرجاء قاعة إيبلا بكلية الاداب بجامعة حلب وهي تستعيد ملامح الحياة في بلاط سيف الدولة الحمداني.

          وأوصت الندوة التي شارك فيها 44 باحثا من سورية ولبنان ومصر والجزائر والسعودية والإمارات والعراق وإيران بضرورة إعداد موسوعة ضخمة عن عصر سيف الدولة وبلاطه الفكرى وطباعة بحوث الندوة في كتاب ووضعها على شبكة الإنترنت وتعميمها على أقسام كليات الآداب ومراكز التراث العلمى العربى وسائر الجهات المهتمة والمعنية وتحقيق المخطوطات والوثائق المتعلقة بتلك المرحلة وطباعتها ووضعها بين أيدى الباحثين.

          لكن الأمر الأهم كان في دعوة المراكز المهتمة والمعنية في الدولة وخارجها إلى مواصلة ترميم المبانى المتصلة بالمرحلة الحمدانية وتأهيلها ثقافيا وسياحيا مثل مشهد الحسين وإعادة بناء نموذج قصر الحلبة واتخاذه متحفا لذكرى الفترة الحمدانية وتسريع إنجاز متحف المتنبي وتحويل المدرسة البهائية التى تقوم مكان بيت المتنبي الى متحف يحمل اسمه، وتزويد هذا المتحف بما يوفر قاعدة معلوماتية لذكرى هذا الشاعر العظيم والعمل على ترميم وتأهيل المباني المتصلة بتلك المرحلة وبخاصة المقبرة الملكية الحمدانية في ميافارقين وبقايا القلاع والحصون في مناطق الثغور سابقا، وتناول حضور الندوة الجوانب الحضارية الإنسانية المتصلة بالحياة الفكرية في العصر الحمداني وذلك من خلال كتابات الفارابي والحياة الثقافية متعددة المنابع في مدينة حلب في تلك الفترة وترسيخ المفاهيم العربية المتصلة بالكرامة والعزة من خلال شعر المتنبي وشعراء تلك المرحلة واتخاذ الدور الجهادى لسيف الدولة أنموذجا للعمل الوطنى في الدفاع عن البلاد.

          ومن بين الأوراق التي أثارت الجدل في الندوة ورقة الدكتور عبد السلام الراغب حول «المتنبي المفترى عليه» والتي حلل فيها مضمون النص الأساس في اتهام المتنبي بادعاء النبوة. وملمح الفقد في شعر أبي فراس للدكتور عبد المجيد زراقط، وصداقة سيف الدولة مع البطريرك خريستوفورس التي تحدث عنها الدكتور المطران باسيليوس نصور. أما الدكتورة أسماء معيكل فقد قرأت صورة سيف الدولة في الرواية المعاصرة من خلال نص الكاتبة ميريام أنطاكي بالفرنسية عن الأمير الشاعر. وتناول الدكتور مصطفى عرب الموسيقى عند الفارابي، وتلت محاضرته فقرة غناء للفنان ظافر الجسري لقصيدة الحمداني الأشهر: أراك عصي الدمع.

          واكد الدكتور رياض نعسان اغا وزير الثقافة في كلمته في ختام الندوة أن الندوة «تجاوزت التغني بالأمجاد السالفة لعصر سيف الدولة وتمكنت من تحقيق الفائدة المتوخاة منها في استعادة مواقف سيف الدولة واقعًا حيًا يساهم في تجديد ملامح مستقبلنا. وأن الرجل الذى احتفت عاصمة الثقافة الإسلامية بذكراه وبلاطه هو مجاهد عظيم دافع عن هذه الأمة إلى أن اصبحت حياته ملحمة خالدة» مشبهًا اليوم بالأمس إذ تعيد سورية أمجاد التاريخ لتدافع عن العروبة دون إغلاق الباب على القوميات الأخرى، مؤكدًا أن العروبة التزام باللغة والثقافة وأن الجامع للعروبة هو اتساع الثقافة الإسلامية وأن التأمل في حياة سيف دولة هو حاجة سياسية راهنة في زمن باتت الدعوات تأتي للمرونة والاسترخاء عبر الإعلام العالمى وبعض الإعلام العربى.

          وفي ختام الندوة قام وزير الثقافة والدكتور تامر الحجة محافظ حلب والدكتور احمد قدور عميد كلية الآداب والباحث محمد قجه مدير الأمانة العامة لحلب عاصمة للثقافة الإسلامية بتوزيع الشهادات ودروع التكريم على الباحثين المشاركين في الندوة.

لندن

لورنس العرب.. رسائل من رجل متعب

          لا تكاد تمر بضع سنوات إلا ويصدر كتاب يتعلق بلورنس العرب (تي اي لورنس)، الرجل الذي جاء إلى المنطقة العربية كمنقب عن الآثار وباحث تاريخي، قبل أن يلتحق بالمخابرات البريطانية ليساعد في أن يكون صلة وصل بينها وبين العرب الذين كانوا يسعون إلى التحرر من السلطة العثمانية، إلا أنه كما يقول دارسوه، تبنى القضية العربية حد الإصابة بالإحباط، بعد أن شعر بأن حلمه في أن يحقق العرب استقلالاً خاصًا بهم لن يتم بهذه السهولة، خصوصًا أنه شهد تقسيم المنطقة العربية بين الانتدابين البريطاني والفرنسي بعد انهزام العثمانيين، فآثر الابتعاد عن الحياة السياسية.

          وبعد مرور سبعين عامًا على وفاته، لا تزال حياة لورنس العرب تستقطب المؤرخين والباحثين، وآخر الكتب الصادرة في بريطانيا عنه كتابان للباحث مالكولم براون، الأول بعنوان (لورنس العرب: الرسائل المختارة)، والثاني بعنوان (لورنس العرب: الحياة والأسطورة).

          تزامن صدور الكتابين مع إقامة معرض عنه في المتحف الحربي بلندن، اشتمل على محاضرات وأفلام ومعرض صور فوتوغرافية ولوحات زيتية، توثق لرحلة حياته التي انتهت مبكرًا على ظهر دراجة نارية في منفاه الاختياري في الهند، لا في الحروب والمعارك التي خاضها كما يخيل للمتابع.

          ما يهمنا من الضجيج الإعلامي الأخير حول لورنس العرب هو رسائله التي تكشف عن جانب في شخصيته غير معروف لكثير من القرّاء، وهو أنه أديب يملك لغة رفيعة المستوى في التعبير عن أفكاره ودواخله، لغة مختلفة عن لغة كتبه الشهيرة في التاريخ والحروب والمغامرات السياسية. وربما ما كان لتلك الحساسية أن تظهر لولا عزلته التي وضع نفسه فيها منتصف عام 1926 في الهند، ثم في ميرانشاه القاعدة الجوية البريطانية بمنطقة وزيرستان على الحدود الهندية - الأفغانية، كأبعد ما يمكن للمرء أن يكون خارج الحضارة الغربية. العزلة التي ناسبت لورنس بعد أن تعب من شهرته ذائعة الصيت خصوصًا بعد صدور كتابه «تمرد في الصحراء»، وهو عبارة عن مذكراته في الفترة التي كان فيها طرفًا في محاربة العرب للأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى. وقد اعتبر الكتاب في حينه من بين الكتب الأكثر مبيعًا في العالم، ومنح صاحبه غموضًا وإثارة إضافيتين. وكان الكتاب أنجز على عجل كطبعة شعبية من كتابه الآخر ذائع الصيت (الأعمدة السبعة للحكمة) الذي وزع للخاصة فقط، ولم ينشر على نطاق واسع إلا في عام 1935، وهو العام الذي توفي فيه. كانت فترة وجوده في الهند فترة مثمرة على المستوى الشخصي، ترجم خلالها «أوديسة هوميروس» وكتب مراجعات صحفية لعدة كتب تاريخية، نشرها في مجلة (سبيكتاتور) البريطانية، تحت اسم مزيف هو (تي. إي. شو) ليتخلص من اسم الشهرة الذي ارتبط بالفصل العربي من حياته، أو بالفصل السياسي الذي أراد أن يخرج منه. كما ألف كتابه (النعناع) الذي صدر بعد رحيله. وكتب في تلك الفترة رسائل تعكس نفسية رجل متعب يعيش حالة سكون ما بعد ضجيج الشهرة التي انتزع نفسه منها طواعية. ولا يعني هذا أنه لم يكن يحن لبلاده فقد كتب في السنة الأولى لرحيله رسالة للكاتب الإيرلندي الشهير برنارد شو وزوجته شارلوت يقول فيها:

          «أبحرت من ميناء ساوثهامبتن وأنا غير سعيد. وأعرف أنني سأبقي كذلك لحين عودتي مرة أخرى، لكن مخاوفي أن إنسانًا آخر وقتها هو الذي سيعود». وفعلاً تغير لورنس قليلاً فقد حقق له كتاباه سمعة جيدة في الأوساط الثقافية ومنحاه لقب (كاتب) بدلا من (بطل حرب) وهو ما كان يحلم به.

          اعترف لورنس في تلك الرسائل بأنه حقق قبل سن الأربعين، أكثر مما يمكن أن يحققه رجال آخرون على مدى حياتهم. ففي سن الثالثة والعشرين أنهى مهمة تنقيب في موقع آثار شمال سورية، وفي سن الثامنة والعشرين كان موظفًا في المخابرات البريطانية بمنطقة الشرق الأوسط. وفي سن الثلاثين كان يساند العرب في ثورتهم العربية إلى جانب الملك فيصل بن الحسين، وفي سن الحادية والثلاثين شارك في مؤتمر باريس بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مفاوضا باسم العرب. لذا، فإنه عندما اعتزل السياسة وقرر كتابة رسائله وهو في الهند، كان قد اتخذ قرارًا بالتحول من مرحلة العام إلى مرحلة الخاص، وفتح في رسائله حوارًا مع رموز أدبية آنذاك، من أمثال الروائي إي إم فوستر وبرنارد شو، لكنه أيضًا راسل عائلته وزملاءه في الجيش، وأيضًا ناشره ومحاميه.

          ومن نماذج رسائله التي أرسلها إلى فوستر عام 1927، تلك التي ناقش فيها الجانب العاطفي في حياته، أو «مثليته الجنسية» التي راجت حوله كسمعة ينفيها هو. لكن مفاجأة رسائله تكمن في تلك التي كتبها لشارلوت شو زوجة الكاتب المسرحي الإيرلندي الشهير برنارد شو، فقد كتب لها بحميمية ومصارحة كما لم يفعل مع أحد غيرها. وهو بدأ يراسلها أسبوعيًا منذ العام 1923.

          تعكس رسائل لورنس المجموعة في كتاب «لورنس العرب رسائل مختارة»، سيكولوجية إنسان وحيد حقق نفسه في الحياة من خلال كونه شاهدًا على أحداث عظام حدثت في العالم. أما رسائله للسيدة شارلوت شو، فكانت يمكن أن تنشر منفصلة لتقدم نموذجًا متفردًا في فن كتابة رسائل الحب بالإنجليزية، على حد اعتقاد بعض من استعرضوا الكتاب نقديًا في الصحافة البريطانية.

غالية قباني

سيول

الاحتفال بنصف قرن على دخول الإسلام إلى كوريا

          استضافت سيول عاصمة كوريا الجنوبية مؤتمرًا دوليا بعنوان «الثقافة العربية: الآفاق والتحديات» وحضره الدكتور حفيظ بوطالب، رئيس جامعة الملك محمد الخامس بالمغرب، والدكتور عبدالرحيم الحنيطي، رئيس الجامعة الأردنية والدكتور وائل معلا، رئيس جامعة دمشق، ومن مصر: الدكتور أحمد درويش وكيل كلية دار العلوم، والدكتورة رشا صالح، مدرس الأدب المقارن بجامعة حلوان ونادية حليم، رئيس القناة الأولى بالتلفزيون المصري والكاتب مصطفى عبد الله، وكاتب هذه السطور د.يوسف عبدالفتاح الأستاذ بجامعتي القاهرة وهانكوك الكورية للدراسات الأجنبية.

          وقد تحدث رئيس جامعة المغرب عن العلاقات الثقافية والعلمية بين المغرب وكوريا، وشدد على ضرورة الإفادة من النموذج الكوري الذي حقق تنمية اقتصادية سريعة في زمن قياسي، كانت العناصر الفاعلة في هذه التنمية السريعة المعارف العلمية والتكنولوجية والإبداع التكنولوجي في القطاع الخاص والتعاون الدولي في مجالي العلوم والتكنولوجيا وتبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الأجنبية والمنظمات العالمية والتعليم العالي الذي رصد الأموال الضخمة للمبدعين في مجال التقنية.

          وتحدث رئيس الجامعة الأردنية عن العلاقات الثقافية بين كوريا والأردن، ثم تحدث الدكتور أحمد درويش أستاذ الأدب المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة عن أهمية الحوار بين الثقافتين العربية والكورية لأن حوار الثقافات هو الذي ينبغي أن يحل محل صراع الثقافات، وتناولت في ورقتي النثر الفني في العربية والكورية، وبينت أن النثر الفني القديم قد أثر بشكل أو بآخر في الرواية الكورية الحديثة من خلال استلهام الحكايات الشعبية والخرافية القديمة، أما مصطفى عبد الله فقد جاءت كلمته بعنوان: الاتجاه شرقا، وتحدث عن اللفتة الرائعة لكوريا التي تجرأت وسط هذا الجو المشحون ضد الإسلام لتحتفل بالعيد الذهبي لدخول الإسلام أراضيها. ثم طرح ثلاثة اقتراحات استجاب لها الكوريون، أهمها إصدار فصلية ثقافية بالعربية لمد الجسور بين كوريا والمثقف العربى. وتحدثت الدكتورة رشا صالح عن صورة المرأة في القرآن الكريم، وكيف كرمها تكريما لم تعهده في كل تاريخ الحضارات السابقة على الإسلام، بل ولم تتحقق لها هذه المكانة في كثير من الحضارات اللاحقة بها حتى مطالع العصر الحديث. وفي النهاية تحدثت الأستاذة نادية حليم عن تجربتها مع ادخال الدراما الكورية إلى التلفزيون المصري وأوضحت كيف أقبل الجمهور العصري عليها بل إنها أعلنت أن الجمهور العربي متعطش للمزيد منها لأنها تنطوي على قيم ومضامين يحترمها الشرق. وفي الجلسة الختامية تحدث سفير مصر رضا الطايفي عن حاجة الساحتين: الكورية والعربية إلى مثل هذه المؤتمرات التي توثق العلاقات على مختلف الأصعدة وكذلك تحدث عبدالله المعينة، سفير دولة الإمارات وأعلن نبأ تأسيس صالون ثقافي عربي في سيول لإطلاع الكوريين على الثقافة العربية.

د. يوسف عبدالفتاح





تدريبات مكثفة سبقت المهرجان





ورد وهيل للفنان محمد الشيباني





 





من صفحات توثيق التراث العلمي الإسلامي





ملصق ندوة السيميائيات





المؤرخ د. سهيل ذكار ووزير الثقافة السوري رياض نعسان أغا وامين احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية محمد قجة ومطران حلب والاسكندرون وتوابعهما بولص يازجي في رحاب سيف الدولة





رسائل لورنس المختارة





لقطة تذكارية للمحاضرين في المؤتمر الدولي