أنور عبدالملك.. مفكرًا رياديًا ومُنظِّرًا عرضة للنقد

 أنور عبدالملك.. مفكرًا رياديًا ومُنظِّرًا عرضة للنقد
        

  • احتدام الصراع الدولي هو الذي يدفع بالدول - الأمم إلى التسلح بكل إمكاناتها الكامنة والموروثة، صيانة للذات الوطنية، حتى تنفتح أبواب التطور السلمي والتغيير الجذري دون حروب.

          برحيل المفكر المصري الدكتور أنور عبدالملك (1926-2012) عن عالمنا في شهر يوليو الفائت يكون قد رحل مفكر عربي من نوع مميز. فعلى خلاف كثير من المثقفين العرب لم يهتم الدكتور أنور بالتاريخ الفكري والثقافي المصري والعربي التنويري الحديث منذ إسهامات رفاعة رافع الطهطاوي في بدايات القرن التاسع عشر فحسب، لكن اهتماماته تنوعت من ثقافية إلى جغرافية إلى استراتيجية.

          كان عبدالملك من أوائل الذين كتبوا في التاريخ الاجتماعي المصري بعد حركة 23 يوليو 1952 في كتابه المعروف «مصر مجتمع جديد يبنيه العسكريون». ثم كانت له الريادة في نقد الفكر الاستشراقي الغربي عندما نشر مقالته «الاستشراق في أزمة» عام 1963 قبل أن يصدر إدوارد سعيد كتابه الذائع الصيت «الاستشراق» بعد ذلك بعقد ونصف العقد أي في 1978. واهتم الدكتور عبدالملك اهتمامًا خاصًا بالفكر الجغرافي - السياسي ضمن الثقافات والحضارات العالمية. وهو بذلك قد خالف المؤرخين الذين تحدثوا عن الاستعمار بوصفه مشروعًا غربيًا سياسيًا - اقتصاديًا حصرًا، بل ركز على أنه كذلك بهدف ثقافي لنشر الفكر الغربي وتمكين سيطرته ومفاهيمه على الشعوب الأخرى. ولعل أكثر مَن يتفق مع هذا الطرح هم المثقفون العرب في بلدان المغرب الكبير أمثال المناضل التونسي عبدالعزيز الثعالبي (1879-1944)، في النصف الأول من القرن الماضي الذي كان معروفًا بريادته للنهضة الإسلامية في شمال إفريقيا، إذ إنه كان يقول: إن فرنسا لم تكتف باحتلال تونس عسكريًا، بل قامت بتغيير مناهجها التعليمية، وضرب اللغة العربية، والدراسات الإسلامية لتحويلها إلى السيطرة الثقافية والفكرية الفرنسية. وكان هذا ما أزعج فرنسا فطاردته ثم أخرجته من تونس وحتى من فرنسا ومن كل بلد تحتفظ فرنسا فيه بنفوذ حاول أن يقيم فيه.

بين العلم والمعرفة

          وكان د. عبدالملك نفاذًا عندما شرح الفارق بين العلم والمعرفة. وهو أمر على درجة من الأهمية بالنسبة لمنهجية تفسير الواقع أو دراسته. فقد كتب يقول، مميزًا «العلم» و«المعرفة»:

          «إن العلم والمعرفة» مجالان متمايزان تمامًا في اجتهاد الإنسان، فالعلم يمثل مجموعة ما توصل إليه الإنسان من خلال التنقيب والتحليل والاكتشاف والاختراع والإبداع، وكذلك النظريات والمذاهب المعبّرة عن هذه العملية الكبيرة المتصلة التي تفتح أبوابها أمامه دون قيود أو حدود، بينما تعنى المعرفة بمستوى العيان، واستشعار مغزى ما لا يترتب بالضرورة على معطيات البحث العلمي، وتشمل طريق التعالي، أي مستوى العلاقة القائمة بين مستويين: مستوى الإنسان في الطبيعة، ومستوى ما بعد الطبيعة والإنسان، دون أن يكون بينهما ترابط مباشر متسق. من هنا يجري تقويم الإيمان في حياة الإنسانية».

هل أثبتت نظريته حول صراع الحضارات صحتها؟

          لكن نظرية د. عبدالملك الحضارية - السياسية، لم تثبت صحتها على أرض الواقع مع مرور الوقت. فهي ركزت على الخصوصية الثقافية والدوائر الثقافية - الجغرافية - الحضارية المختلفة في العالم. وقد يكون ممكنًا القبول بهذا الرأي إلى هذا المدى فحسب. إلا أن عبدالملك ربط هذه الدوائر بالسياسات الاستراتيجية لكل دائرة، وكان قد حدد في مقابلة معي في مجلة «الثقافة العربية» الصادرة في بيروت عام 1973 ثلاث دوائر حضارية في العالم كالتالي:

          1 - دائرة الحضارة الغربية الإمبريالية: ومركزها الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول أن تهيمن على النصف الجنوبي للكرة الأرضية وخاصة أمريكا الجنوبية وإفريقيا والمحيط الهادي حول أستراليا. وأداة هذا النفوذ الهيمنة الاستراتيجية الذرية الغربية.

          2 - دائرة الحضارة الغربية الاشتراكية: ومركزها الاتحاد السوفييتي (السابق) ويمتد تأثيرها إلى أوربا الشرقية وحوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وجنوب آسيا المحيط الهندي. أداة هذا التأثير سياسة التعايش السلمي والمساعدات الاقتصادية للدول النامية.

          3 - دائرة حضارة الشرق الاشتراكي: ومركزها الصين الشعبية ويمتد تأثيرها إلى دول آسيا الاشتراكية والقارة الآسيوية بشكل عام. أداة هذا التأثير هو النمط الحضاري الجديد النابع من «المسيرة الطويلة» إلى «الثورة الثقافية» (بقيادة ماوتسي تونج).

          وقد قيّم الدكتور عبدالملك علاقة العالم العربي بهذه الأطر من خلال القول: «من تفاعل العامل الأول مع العامل الثاني يتضح أن مصير العالم العربي مرهون بتفاعل الحركات الوطنية الشعبية مع التحالف الموضوعي للدائرتين الثانية والثالثة - أي الدائرة الغربية الاشتراكية والدائرة الشرقية الاشتراكية - كما حدث في فيتنام مثلاً».

          ولاشك في أن نظرية أنور عبدالملك تعرضت للاهتزاز عند انهيار تحالف القاهرة - موسكو بعد وفاة الرئيس عبدالناصر في 1970، وبعد حرب أكتوبر 1973 واقتراب العاصمة المصرية في سياساتها من الولايات المتحدة أي من الدائرة الحضارية الأولى. كذلك، فإن الدائرة الثالثة أي «حضارة الشرق الاشتراكي» المتمثلة بالصين تحولت إلى الرأسمالية الاقتصادية (مع الحفاظ على النظام السياسي للحزب الشيوعي الواحد) والتعاون الاقتصادي مع الدائرة الأولى منذ زيارة الرئيس نيكسون لبكين في 1972 حتى اليوم، وكان ذلك إثر الانقلاب على مفاهيم الثورة الثقافية التي نادى بها ماوتسي تونج، والتي ذكرها عبدالملك في توصيفه للدائرة الثالثة. وكانت نظرية د.عبدالملك قد تعرضت أيضًا لضربة أقوى عند انهيار التجربة السوفييتية نفسها في 1989، ولم تعد دائرة الحضارة الغربية الاشتراكية - كما حددها - موجودة، فقد زال الاتحاد السوفييتي وارتبطت معظم دول أوربا الشرقية بدائرة «الحضارة الغربية الإمبريالية» على حد وصفه، إما من خلال عضويتها في حلف شمال الأطلسي، وإما في الاتحاد الأوربي. ولا ندري إذا كان مفكرنا قد أبدى رأيًا في هذا التحول أو قام بتعديل نظرته ونظريته لتبقى قادرة على تفسير المتغيرات السائدة منذ أكثر من عقدين من الزمن. كذلك، فإن نظرية الدوائر الحضارية قد تذكرنا بنظرية صموئيل هنتيجتون الشهيرة عن «صدام الحضارات» والتي سال حبر كثير في مناقشتها في مختلف الأصقاع. غير أنه كان للدكتور عبدالملك رأيه في أن التشابه بين الأطروحتين ما هو إلا سراب، لأن هنتيجتون يضع الحضارات على سلم قيمي يفضل فيها الحضارة الغربية على الحضارات الأخرى بينما ذلك غير صحيح إذا ما درسنا التاريخ على المدى الطويل في الماضي، وحاولنا استشراف مستقبله على حد سواء، فالحاضر ليس مقياسًا دائمًا لما قبله ولما بعده. وبرأيه إن الحضارة الشرقية الصينية كانت متفوقة على الغربية قبل العصر الحديث ولا شيء يشير إلى أن هذا سيكون الحال مستقبلاً أيضًا.

تفسير إسرائيل

          ومن إسهامات د. عبدالملك أنه قدم تفسيرًا مركبًا لوجود الكيان الصهيوني ودوره ضمن مثلث من أضلاع ثلاثة، يشدد الأول على أن الاستعمار الصهيوني استعمار قائم بذاته، وهو إضافة إلى ذلك أداة للاستعمار الغربي، إنه ليس استعمارًا ضد العرب فقط، وإنما ضد عقلانية العلاقات الدولية.

          وقد جرى بحث كثير في ما يختص بالضلعين الأولين، أما ما ذكره مفكرنا في الضلع الثالث والأخير من هذا التفسير، ففيه نقطة جديدة على درجة من الأهمية يواجهها العرب في علاقاتهم الخارجية كل يوم، وقد لا يجد بعضهم لها تفسيرًا. فعندما يريد الغرب - مثلاً - الضغط على أي بلد عربي أو حتى غير عربي، فإنه يقوم بقطع كل المساعدات المالية والاقتصادية عنه. أما عندما يريد الضغط على إسرائيل، أو يقول ذلك، فإنه يبادر إلى زيادة مساعداته لها على أساس أن ذلك يُطمئنها ويجعلها قادرة على انتهاج سياسة معتدلة تجاه العرب والفلسطينيين! وكذا الأمر بالنسبة لتزويد الدول العربية بأسلحة الدفاع الخارجي. ولعل أبلغ مثال على ذلك هو ما قامت به إحدى دول غرب أوربا أخيرًا بتزويد تل أبيب بأربع غواصات لها قدرات نووية والتعاقد معها على تزويدها بغواصتين إضافيتين على ألا تدفع إسرائيل سوى ثلث ثمن هذه الغواصات الست. هذا في الوقت الذي ترفض فيه هذه الدولة ذاتها عقد صفقة مع دولة عربية معروفة لبيعها دبابات من صنعها، وبكامل الثمن المرتفع والمتضخم باستمرار. قد يقدم لنا هذا المثال تفسيرًا لكيفية مساهمة إسرائيل في إرساء فلسفة لاعقلانية في العلاقات الدولية- وهذا ما تنبّه إليه د.عبدالملك - حيث يعمل مبدأ ما ضد طرف دولي ما ومع طرف آخر بالرغم من تشابه الظروف.

أزمة الشرق العربي المستمرة

          وكانت النقطة المركزية في تحليل د. عبدالملك لاستمرار أزمة العالم العربي منذ أكثر من قرنين كاملين أن الغرب المهيمن ركز الضرب منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم على منطقتنا، وبالتحديد على محور مصر - سورية بالذات مستهدفًا أولاً وقبل كل شيء منع تكوين دولة عصرية مؤثرة تصلح مركزًا لهذه المنطقة وتلك الدائرة الثقافية - الحضارية - التي تملك القدر الكافي من جميع معاني الريادة والاستمرار. ويعود تاريخ تلك الهجمة إلى بداية الحروب الصليبية وما تلاها من ضرب دولة محمد علي المستقلة ثم التوغل الاستعماري فالاحتلال العسكري، وأخيرًا وليس آخرًا محاولات إضعاف الحكم الوطني بكل الوسائل.

          ذلك تاريخ حافل يشهد على ضراوة واستمرار الحملات ولكنه لم يكن كافيًا، ومن هنا جاء الاتفاق على تقسيم فلسطين عام 1947، وإنشاء الدولة الصهيونية على أرضها وهي التي تسببت في حروب أعوام 1984، 1956، 1967، 1973.

          بل هو يعود إلى ما قبل ذلك إذ يقول في كتابه «تغيير العالم» الذي صدر في سلسلة «عالم المعرفة» في الكويت: «من الجلي لدينا أن الواقع والتاريخ معًا لا يؤكدان أن أساس الأزمة في الشرق الأوسط هو قضية فلسطين وحسب، إنما يؤكد الواقع والتاريخ أن المنطقة المعروفة الآن في الغرب باسم «الشرق الأوسط» - شرق الأمة العربية وكذا جنوب شرق آسيا - كانت منذ أكثر من خمسين قرنًا منطقة الصراع المصيري الرئيس بين دول الشرق وحضاراته من ناحية، وبين الغزاة الآتين من الشمال من ناحية أخرى».

          كان هذا، بالنسبة لمفكرنا، هو مغزى غزوات الإسكندر المقدوني فضلاً عن مغزى الفتوحات الإسلامية، ومن بعدها حروب الاستعمار العنصري الصليبي الوافد من أوربا، وكان هو مغزى التاريخ العربي والشرقي كله على وجه الدقة منذ القرن الخامس عشر حتى اليوم، وفي كلمة، كانت وجهة الغرب الحضارية وحروبه وغزواته وأهدافه السياسية والدينية والإيديولوجية والفكرية والاقتصادية كلها تهدف إلى شيء واحد، ألا وهو تحطيم كل المحاولات الهادفة إلى إنشاء دولة عربية في قلب الحضارة الشرقية الإسلامية، كي تستطيع أوربا أن تسود وتهيمن بالسلاح والفكر.

          ويضيف: «لقد تحالفت دول أوربا كلها، دون استثناء لكسر شوكة محمد علي الذي جعل مصر أولى دول الشرق، اقتصاديًا وحربيًا وثقافيًا، وما إن انكسرت دولة محمد علي حتى انطلقت الدول الأوربية تحتل جميع الأقطار العربية بالنار والسلاح والتدمير والإرساليات والمرتزقة والبنوك، إلى أن أصبحت الأمة العربية كلها محتلة حوالي العام 1882، ثم تكررت موجات الغزو والسطو الاستعمارية وتركزت بشكل أساسي حول مصر، بوصفها قلب التحرك العربي، من معاهدة لندن في العام 1840 إلى حرب يونيو في العام 1967، أي من محاولة كسر محمد علي إلى محاولة كسر جمال عبدالناصر».

          فهو، أي د.عبدالملك، كان على قناعة أن جوهر أزمة الشرق العربي هو إصرار الغرب كله - من الصليبية إلى الإمبريالية والصهيونية، من مملكة القدس إلى دولة العنصرية الصهيونية - على تقويض أركان القوة الشرقية بقيادة العرب، في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وغرب آسيا. وهذه السياسة معناها بشكل واضح ودقيق أن رسالة الغرب الحضارية تكمن في منع قيام دولة شرقية عصرية في هذه المنطقة: دولة الأمة العربية المتحدة.

التديّن عندنا وعند غيرنا: العودة إلى الجذور

          في ما يتعلق بانتشار ظاهرة التدين - أي العودة إلى التعالي والإيمان والروحانية - في المجتمعات التي يلعب فيها الدين دورًا مهمًا مثل مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الغربية التي لا يلعب فيها الدين إلا دورًا ثانويًا جدًا مثل الصين واليابان وكوريا وآسيا الشرقية على حد سواء، فإنه يذكر أنه في المجتمعات الأخيرة تطغى الأسباب الاجتماعية، سواء تلك التي يترتب على حركة التقدم الصناعي المتسارع أم التي تواكب حركات وثورات التحرير. وكذلك الخوف من الخطر النووي وهو يلعب دورًا فريدًا في اليابان بالذات، شعبًا ودولة، إذ إن هذا السلاح لم يستعمل إلا مرتين منذ تصنيعه ضد مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في العام 1945.

          ولكنه يضيف أن هناك عاملاً ثالثًا يبدو اليوم مشتركًا بين الغالبية العظمى من الدول - الأمم ذات التكوين التاريخي الواضح، ألا وهو العود إلى الدين والتدين بمعناهما الوطني - الثقافي - الحضاري حسب الظروف: إن ظاهرة الموجة الواسعة من الحركات الدينية تمتزج في أحيان كثيرة بتأكيد معنى الشخصية الوطنية المتميزة في دوائرها الثقافية والحضارية التاريخية، وقد عاد الاهتمام بها بشكل ملحوظ في المرحلة الراهنة من التاريخ، أي أن احتدام الصراع الدولي هو الذي يدفع بالدول - الأمم إلى التسلح بكل إمكاناتها الكامنة والموروثة، صيانة للذات الوطنية، حتى تنفتح أبواب التطور السلمي والتغيير الجذري دون حروب. فالحركات الدينية، وكذا السياسة تبدو وكأنها الظاهرة الأكثر شيوعًا في عصرنا. وهي تشمل من حيث الثقافة الوطنية بُعدًا دينيًا في المجتمعات التي يتمتع فيها الدين بمكانة تاريخية ثابتة، أو تتخذ شكل الفلسفة الوطنية الشاملة في النوع الآخر في المجتمعات في آسيا الوسطى والشرقية. ويختتم د.عبدالملك ملاحظته حول هذا الموضوع بالقول:

          «العودة إلى الجذور هي الظاهرة الرئيسية في مجال الفلسفة والدين في عصرنا، حيث تتجه إلى الإبداع الذاتي في مجالات الفكر والثقافة والعلوم والفنون، وبشكل أقرب إلى نفوس الجماهير الواسعة فتغذي نزعة التعالي حول محوريها الديني والفلسفي حسب نوعية المجتمعات، وظروف تطورها».

          فهل، يا ترى، نستطيع أن ننظر إلى التطورات الأخيرة في البلاد العربية أو إلى أحد أسبابها الرئيسة بأنه يمثل في عمقه الثقافي، محاولة للعودة إلى الجذور بعد أن كانت مجتمعاتنا ونخبنا قد هجرت هذه الجذور إلى قيم مجتمعات الغرب حيث شعروا وشعر معهم المجتمع بالاغتراب الثقافي والسياسي، فكانت ردة الفعل التي نشهد على امتداد العالمين العربي والإسلامي؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فإن د.عبدالملك يكون قد أصاب في تحليله الثقافي - الاجتماعي أيما إصابة. لذلك، فإن ذكراه ستظل تطل برأسها كلما واجهنا معضلة تحتاج إلى تحليل اجتماعي - ثقافي يخرجنا من الحيرة.
---------------------------------
* مؤرخ من لبنان.

 

محمود حداد*