عزيزي القارئ

عزيزي القارئ
        

تجاربُ الأمم

          عُنيت «العربي» بقراءة تجارب الأمم، ودراسة خبرات الحضارات، واستطلاع حياة الشعوب، والتأمل مليًا في التاريخ والحاضر اللذين يستشرفان - معًا - المستقبل.

          هذه العناية سيجدها قارئ هذا العدد تبدأ مع حديث الشهر «كيف يفكِّر الآسيويون?» حيث يرى رئيس التحرير كيف يفكِّر أبناء القارة الصفراء، ربما للمرة الأولى في تاريخهم، بأنه حان الدور لكي يأخذوا دورًا يليق بهم، كشعوب لها تاريخها، وحضارات لها تقاليدها، واقتصادات لها قوتها. هكذا يفكر الآسيويون، على الأقل في الشرق الأقصى، ولعل من الحكمة أن نتأمل ذلك التفكير ونستلهمه.

          كما يقتفي استطلاع العدد خطى أحمد بن فضلان في بلغار الفولجا، لكي يبين لنا أن الحضارة الإسلامية في أوجها كانت قبلة ممالك العالم، وأن السيف لم يكن وحده فاتح تلك المناطق الشاسعة، بل كانت الحكمة، والموعظة الحسنة، والسلوك المثالي. إنها قراءة في تاريخ إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، تتارستان، التي استعادت إسلامها فبدأت تصل ما انقطع، بجوهر التعايش مع باقي القوميات والديانات على أرضها.

          والتربة الإبداعية - كذلك - هي خلاصة تجارب الأمم وبوتقتها، هكذا يرى ملف الشاعر الفلسطيني «محمود درويش»، الطائر الذي حلق بعيدًا فكان صوت قضيته، ووطنه، وأمته، مثلما كان صدى لعذاب البشر وأحلامهم.

          والشعر ليس وحده بوتقة تجارب الأمم، فهناك الرواية كما يقدمها الأديب الفائز بجائزة نوبل لهذا العام، الصيني مو يان، وكذلك أحد أعلامها في تونس، الروائي أبوبكر العيادي، ويقدمها المسرح كما يبزغ نجمه مع مسرحي شاب في الكويت هو سليمان البسام، وتقدمها السينما، كما نرى في احتفالية السينما الهندية «بوليوود» بمرور مائة عام على مولدها.

          تجارب الأمم ستحيا مادامت هناك عقول تبدع، وأياد تصنع، وهو ما نراه كذلك في باقي صفحات هذا العدد، وملحقه «البيت العربي»، والتي ندعو قارئاتنا وقرّاءنا الكرام للتوقف عندها والتأمل، والحلم من أجل أمتنا العربية.

 

 

المحرر