عزيزي العربي

  عزيزي العربي
        

أحمد بهاء الدين
الرحيل الصامت للمرة السادسة عشرة

          مرت ذكرى رحيله السادسة عشرة دون كلمة واحدة، الحياة أصبحت مليئة بالصراخ الذي يحول دون التأمل والتذكر، رحيل صامت يشابه ما حدث مع صاحبه، الذي آثر الصمت 5 سنوات كاملة بعد إصابته بالسكتة الدماغية، ولكن ترى هل هو الصمت أيضًا عن التراث الذي تركه، أم صمت العجز عن تحقيق أمانيه المشروعة، هل ستظل كتاباته نحو شرعية السلطة والتحول الديمقراطي وصناعة النهضة الحضارية، مجرد أوراق تسكن مدن الصمت، لا يمكننا معرفة المصير المتكرر، ولكن على الأقل ينبغي علينا التذكر.

          نعم.. لا يمكننا نسيان ذكراه، فهو الراحل عنا جسدًا وباق فينا عملًا يتوهج بالحكمة والفراسة التي ما زلنا في حاجة ماسة لها لتضيء لنا الطريق، فقد كان بحق صاحب قدرة إبداعية أصيلة وحقيقية صوب استنارة الطريق، فهو فارس كلمة ومناضل رسالة، بدأها من هموم البسطاء والمهمشين في وطنه، وارتفع بها لهموم وأحزان وطنه العربي، فاضحًا الصهيونية وأسرارها وطرق التصدي لها، مناديًا على طول حياته بأهمية الوحدة العربية، شارحًا بعمق كيف أن قوميتنا سبيل نجاتنا، لقد عرفناه محاربًا في بلاط الرؤساء والملوك غير عابئ بخسائر يحسبها غيره ممن ارتبطت قلوبهم بهذه الدنيا الراحلة، فقد أدرك مبكرًا أننا كبشر على هذه الحياة ضيوف راحلون، وستبقى الذكرى للنبلاء والشرفاء الذين أفنوا حياتهم لأجل الإنسانية المعذبة.

          مرت ذكراه في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي بعد رحيله الأليم صيف 1996 في سنوات طويلة من الصراع مع المرض، الذي تسببت فيه رؤيته لحادثة غزو العراق للكويت، فصاح من كرسيه معبرًا عن اعتراضه بكل ما تملك روحه من قوة، قائلًا «مش ممكن» فكانت أخر كلمة قبل حدوث نزيف في المخ أسقطه على فراش المرض ست سنوات كاملة، فهذا المخ العبقري الذي أبدع نظريات وتاريخ ومعارف وكلمات وحكما لم يستطع أن يتحمل ضياع كل أمل وفضيلة، وكأنه يعلم مبكرًا نتائج هذه الحرب الغوغائية.

          لنستعد الفاجعة برحيله، في حروبه التي لم تنته بعد، وأثبت الزمان صدق فراسته فيها، فنتذكره منددًا بالحكم الشمولي عبر كتابه الخالد «شرعية السلطة» في الثمانينيات ليرمي بها مظالم حكامنا العرب وجنايتهم على أملنا في النهضة الحضارية، مطالبًا بالمقارنة بحكام جعلوا حاشيتهم خبراء ومعارضين فنجوا بسفن بلادهم في الغرب، بوضعنا المخزي في حاشية تفني حياتها في نفاق السلطة، فيظل الوضع من سيئ لأسوأ، حيث الرأي متوحد، لا يحيط بكل العواقب والأمور، شارعًا في توضيح الشرعية في اقتناع الحاكم بمحكومه الذي يسعي لتلبية آماله وطموحاته، وعندها يصبح للقانون قوة أكبر من تلك التي تحقق بالسلطة التنفيذية، وهي روح القانون التي تسيطر على الجماعة فتجعلها تحارب لتحقيقها على الواقع.

          لقد رحل بهاء الدين، بعد ما رأى الصهاينة يجلوسون معنا على طبق واحد، وهو يعلم بخطورة مطامعهم، وكان ذلك عندما فزع المفكر الراحل بمنعه من إبداء فضحه للصهيونية الإسرائيلية بجريدة الأهرام أثناء ترؤس إبراهيم نافع لها في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، فحاول أن ينشر رأيه مدفوعًا أي بصيغة الإعلان، ففوجئ بالرفض أيضًا، فكانت صدمة طويلة من الحزن العميق على هذا العقوق ضد عملاق الكتابة ورائدها، الذي حارب كثيرًا لأجل حريتها واستقلالها، وتصدى في ذلك للزعيم الراحل جمال عبدالناصر في الستينيات من القرن الماضي، رافضًا تدخله في نقابة الصحفيين والصحف، ولم يكتف بذلك بل تصدى منتقدًا ناصر في مقالات متعددة، ولكن الزعيم الراحل احترم ذلك، لعلمه بمصداقية بهاء وموضوعيته، وعدم قصده إلا الصالح العام، وهو ذاته بهاء الدين الذي تصدى للرئيس الراحل السادات، في سياسة الانفتاح، وكان محقًا فها نحن نعاني ما جرته من قيم الفساد، وخلل التفاوت الطبقي والاخلاقي، وتلاشي الطبقة الوسطى، وصعود ثقافة المادية البحتة، والاختلال الذوقي بفعل جعل اصحاب الفكر والقلم تحت سطوة مَن هم أقل منهم علمًا وثقافة، مع احترامي للجميع.

          لقد ظل بهاء بيننا مدافعًا ومناضلًا عن المهمشين والضعاف، فكان لزامًا على هذا القلم النبيل الذي رفض حضن السلطة وترفع عن منصب الوزراء أن يرحل عن دنيا التقلب تلك، والتي لم تراع كرامة لكبير وحرمة لراهب الفكر، فهو من رفض وزارة الثقافة عندما عرضت عليه في طبق من ذهب أيام صداقته للرئيس السادات في السبعينيات لإصراره على أن يظل نقيًا، بريئًا من كل سطوة، طائرًا حرًا في عالم الفكر والكتابة، وبرغم كل تضحياته والتي أدت به لترك منصبه في رئاسة تحرير الأهرام ليترأس مجلة العربي الكويتية، بعد صداماته المتتالية مع السادات، ليعيش كان عليه أن يرحل فهذه الدنيا ليست له، وهؤلاء البشر خانوه، وهؤلاء الحكام لم يراعوا مملكته الذهبية من القيم والحكم النبيلة.

          لقد رحل عنا أحمد بهاء الدين تاركا 37 كتابًا هي علامات في تاريخ الكتابة الفكرية، فمؤلفه «أيام لها تاريخ» مازال مرجعًا في كيفية تدوين التاريخ بأسلوب أدبي وقصصي مبدع يغرس الفضيلة والقيم، وكتابه «حواراتي مع السادات» يعد نموذجًا لتفنيد أساليب الحكام، أما مؤلفه «فاروق ملكًا» فيتضح من خلاله مدى شفافية الكاتب وموضوعيته، لتدوينه ذلك في السنوات الأولى لثورة 1952، وكتابه «شرعية السلطة» مازال أعجوبة سياسية كشفت ما آلت إليه أنظمة الحكم حاليًا، مرسخًا لقيم الشرعية والنهضة الحضارية التي نحن في أشد الحاجة إليها الآن بنفس ما دونه بالرغم من مرور نيف وعشرين عامًا على الكتاب، أما كتابه «هذه الدنيا» فقد احتوى على مقالاته المبدعة في عموده المعنون بذلك بجريدة الأخبار ليصبح مدرسة في فن المقال الإبداعي الذي يجمع التطور التاريخي بالتحليل الواقعي للظاهرة وأبعادها استشرافًا لحلول واقعية تتجلى في المستقبل القريب، لقد كانت مقالات أسطورية توضح المعرفة غير المحدودة لكاتب عربي بمعارف الغرب والشرق الأقصى، لمؤلف تجاوز عمقه التاريخ والجغرافيا والسياسة والقانون والاجتماع إلى علوم النفس والطب والزارعة والتخطيط والإدارة، وغير ذلك، ليصبح منيرًا لقارئيه، زادًا لكل مشتاق لأن يعرف ولأن يكون، يجدر بنا لكي نعرفه أكثر أن نتطرق لمؤلفاته جميعًا، وما أيسر العثور عليها، لننفض الغبار عنها، ونرى فيها قراءة لواقعنا وكيفية الخروج منه، إنني في ذلك أتذكر أيضًا رسالة ماجستير أعدت عن مقالات الكاتب منذ سنوات بسيطة تكشف من خلالها مدى تطور قضايا المجتمع في مقالاته، وأتذكر أيضًا عالمًا عظيمًا في أقاصي الصعيد وهو الأستاذ الدكتور صابر حارص بكلية الصحافة بجامعة سوهاج، والذي قدم دراسة أكثر من رائعة، حول أسلوبية المقال العمودي عند أحمد بهاء الدين، وسيظل بهاء منهلًا للدراسة والعلم والمعرفة لكل مرتادي الحقل الإعلامي.

          كان بهاء الدين ابن 11 فبراير عام 1927م في قرية الدوير الفقيرة بمركز صدفا في محافظة أسيوط بأقاصي الصعيد، أستاذًا لأجيال الصحافة، وصاحب مدرسة فريدة في الكتابة الصحفية، استطاع إحكام بنايتها عبر الخمسين عامًا التي أمضاها في بلاط صاحبة الجلالة، محققًا خلالها نموذجًا مشرفًا للمهنة، ولأصحاب الكلمة، واضعًا علامة فارقة في تاريخها، فمن ينسى تصديه للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومعاركه ضد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأيضًا ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وقد انفعل في إحدى زيارات مبارك لصحيفة الأهرام مخاطبًا إياه بحدة صوت قائلًا «إن على رئيس الوزراء أن ينقل مكتبه لأسيوط» وكان ذلك في أحداث الإرهاب المفزعة في التسعينيات، فلم يخش سلطانا، وهذا عهدنا بالمناضلين الأحرار، أبناء مصر الأبرار، والعلامات الفارقة في تاريخها، فهو واحد من الرجال الشرفاء الذين لا يمكن شراؤهم بالمال أو بالمناصب.

          سيظل رغم رحيله، موجودًا بشكل أو آخر في أكثر من 27 صحيفة عمل بها أو ترأسها، فهناك الكثير والكثير ممن تتلمذوا على يديه، أو كان له الفضل في اكتشافهم، فأصبحوا مصابيح مضيئة تسعى لاستكمال المسيرة، فهو الذي أكتشف صلاح جاهين العلامة الفارقة في الكاريكاتير والشعر الغنائي والمسرحي، بعد أن شاهده جالسًا في مكاتب السكرتارية يدون بعض الرسومات، فأصر على نقله لمجلة صباح الخير، رافضًا أي حدود لمؤهل تعليمي أو غير ذلك، حيث كان جاهين حاصلًا على الثانوية، ولكنه عبقري، وموهوب، لديه من القدرة والمعرفة ما يتجاوز خريجي الكليات بل والحاصدين لأعلى المؤهلات فيها.

          سيظل أحمد بهاء الدين بمواهبة وقدراته نموذجًا للعصامية النادرة، فرغم كل ما حصده من جوائز، ومناصب، إلا أنه لم يكن له واسطة واحدة، بل ولم يعرفها طيلة حياته، فهو ابن الطبقة الوسطى الذي يصبح أصغر رئيس تحرير في تاريخ مصر لمجلة وضعت خصيصًا لأجله وهي «صباح الخير» ضمن واحدة من كبريات دور النشر حينها «روزاليوسف»، عبر صدفة إرساله لمقاله المبدع لصاحبة المجلة، فأصرت على جعله رئيسًا للتحرير، لإيمانها بإبداعه وقدرته العبقرية، وهو كذلك وأكثر، فقد استطاع في أشهر بسيطة أن يسطع بمجلته الجديدة الوليدة لمنافسة عمالقة الصحف بما فيها روزاليوسف ذاتها، وظلت كتاباته وترؤسه للصحف طريقًا لزراعة القدوة ونشر مدرسته الصحفية عبر رئاسته لصحف الأهرام وأخبار اليوم والشعب ودار الهلال والعربي الكويتية، بل وحتى من خلال ترؤسه لنقابة الصحفيين المصريين، واتحاد الصحفيين العرب.

أحمد مصطفى علي
مصر

دور البيئة والأسرة في تربية الطفل

          عندما كنت أطالع مجلة العربي العدد 643 لشهر يونيو 2012، لفت انتباهي المقال الافتتاحي للسيد رئيس التحرير الدكتور إبراهيم العسكري بعنوان «التعليم في البدء كان وسيبقى»، حيث تحدث عن أهمية التعليم في بناء المجتمعات وتقوية الروابط بين مختلف الأمم خاصة العربية منها، كما انه تمسك بالاختيار الدقيق والمثالي للمناهج الدراسية مع تنويع طرق الإلقاء والتلقي، مع توفير مختلف الإمكانات البيداغوجية التي تساعد على الاكتساب.

          لكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب علينا ألا ننسى أن الطفل يمر بمرحلة النمو التي يكتسب خلالها كل أبجديات الحياة، لهذا نجد البيئة والأسرة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مستقبله.

التأثير الأسري

          «يجب أن تهدف التربية أولا وقبل كل شيء إلى تعليم الأفراد المحافظة على الذات» هربرت سبنسر

          لهذا عندما يفتح الطفل عينيه ويرى نور الحياة يوضع في حضن أمه، لهذا تكون علاقته بوالدته عاطفية أكثر منها تربوية، لهذا يأتي دور الأب في تحديد سلوكه وانطباعه المبكر، لكنني أعتقد أن السلوك المكتسب من طرف الطفل في صغره مستمد بشكل كبير أو كلي من شخصية الأب ، لأن هذا الأخير يحدد نمطية تفكير ابنه وأسلوبه في التعامل في الكثير من المواقف، والطرق المتوفرة لحل المشكلات وردات الفعل الصحيحة، لهذا نجد التأثير الأسري يظهر على الطفل تدريجيًا، فالطفل يكون شخصيته من ذلك الاحتكاك المتواصل سواء العاطفي أو الواقعي من الوالدين طوال سنوات النمو الفكري، ولا ننسى أن مبادئ الأسرة ونظرتها للحياة ومشاكلها وانطباعها عن الأشخاص تنتقل بشكل عفوي للطفل، وتؤثر بشكل مباشر على نفسيته التي تكون هشة وناعمة، لهذا نصدق حين يقال «الطفل سفير أسرته» لأنه في نظري الصورة الكاملة لذلك النمط الفكري والثقافي السائد في الأسرة، لكن الغريب في الأمر حين نصادف أسرة ذكية لديها طفل غبي، ففي هذه الحالة نستنتج أن هذه الأسرة ذكية في كثير من المجالات لكن في التربية غبية لأنها لم تستطع إيصال مقومات نجاحها لطفلها، وهنا يكمن الفشل الأسري والتربوي، في حين نجد أسرة فقيرة تعطيك طفلاً ذكيًا مثقفًا، فهذه الأسرة مع بساطتها لكنها أعطت لطفلها كل تلك الرعاية النفسية والأسرية التي جعلته قادرًا على النجاح، لهذا فالتربية في عالمنا العربي تختلف من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر، لهذا وجب علينا تحديد دفتر شروط تجعل العائلة والوالدين ملتزمين بتنفيذه، من أجل مصلحة الطفل والمجتمع والعالم العربي بشكل عام.

هكذا نربي

          التربية تعتمد على المربي، لكن المربي نجده أحيانا يحتاج للتربية، في الجزائر مثلا نجد الكثير من الحالات الغربية التي تؤثر في المجتمع، فالمربي أحيانًا يكون متخلفًا ثقافيًا وعلميًا ودينيًا ونجده يربي .... فكيف يربي؟

          في الحقيقة الإنسان الأمي غير القادر على تطوير مستواه الثقافي والجاهل بالأسس الاجتماعية والتطور العلمي والأخلاقي يلجأ إلى نمطية تربية تقليدية، أي يعيد طريقة التربية التي اتبعها أبوه في تربيته ليطبقها حرفيًا على أبنائه، وهنا يكمن الخطأ، لأن التربية تختلف من زمان لآخر، إذ أن البيئة تتطور والعقلية أصبحت أكثر انفتاحا على العالم بأسره بسبب التطور التكنولوجي السريع، لهذا يجد هذا المربي صعوبة بالغة في إيصال ثقافته الهشة والناقصة إلى أبنائه، فيلجأ بطريقة أوتوماتيكية إلى الحل الثاني المتمثل في القسوة المتعمدة، فيطبق نظرياته وقوانينه المتطرفة على أبنائه بالقوة، وهذا ما يوسع الفجوة بين الأب وأبنائه، فالانضباط الذي ينشده الأب يتحول إلى تمرد داخلي وظاهري على الابن كلما شعر بالقوة المستوحاة من النضج، لكن في أوقات أخرى نصادف البعض من الآباء الذين يجعلون من الدين ضرورة حتمية على أبنائهم فهم ينسون أن الدين يكتسب ولا يفرض، لهذا نجد نسبة تاركي الصلاة في الجزائر كبيرة بين الشباب لأن أغلبهم أجبروا على ممارسة الصلوات بالقوة في صغرهم، وتركها ليس دليلاً على انحرافهم بل تحد وانتقام من آبائهم، لهذا يجب على المربي أن يكون في الوسط، حيث قال السباعي (رحمه الله) «القسوة في تربية الولد تحمله على التمرد، والدلال في تربيته يعلمه الانحلال، وفي أحضان كليهما تنمو الجريمة».

مزوار أحمد ياسين
الجزائر

تصويبات.. استطلاع بور سعيد

          الأستاذ الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير «العربي» المحترم..

          تحية طيبة، تحية تقدير للدور الرائد الذي تلعبه «العربي» في خدمة الثقافة العربية بقيادتكم.

          فقد لاحظت بعض الأخطاء في عددين من المجلة:

          الأول: العدد 645 (أغسطس 2012) وفي استطلاع «بورسعيد» أشار كاتب الاستطلاع إلى الامبراطورة «أوجيني» على أنها إمبراطورة نمساوية، وهذا طبعًا خطأ، فهي إمبراطورة فرنسية وزوجة الإمبراطور نابليون الثالث. كما ذكر الكاتب أن الخديو توفيق زار بورسعيد في مايو 1858، وهنا أيضًا خطأ لأن الخديو توفيق تولى عرش مصر عام 1879 بعد عزل والده الخديو إسماعيل ونفيه إلى خارج البلاد. وأخيرًا ورد تعليق أسفل إحدى صور الاستطلاع أشار فيه الكاتب إلى «الملك» عباس حلمي الثاني، والصحيح أنه كان يحمل لقب «خديو» وليس ملك، إذ أن أول ملك مصري في العصر الحديث كان الملك فؤاد.

«مجنون ليلى» لم تتحول لفيلم سينمائي

          الثاني: في العدد 647 (أكتوبر 2012) أشار د.جابر عصفور في مقالة «أم كلثوم وشعر شوقي» إلى وفاة الموسيقار رياض السنباطي عام 1961، وهذا خطأ، فقد توفي عام 1981، وبالتحديد في التاسع من شهر سبتمبر من العام المذكور.

          وفي مقال «صدى العرب والعروبة في شعر أحمد شوقي» ذكر د. رياض زكريا قاسم أن مسرحية «قيس وليلى» تحولت إلى فيلم سينمائي تخللته مقاطع حوار غنائي بصوت محمد عبدالوهاب وأسمهان. وهنا خطآن: الأول اسم المسرحية «مجنون ليلى» وليس «قيس وليلى». الثاني أن هذه المسرحية لم تتحول إلى الفيلم السينمائي الذي يقصده الكاتب، وهو فيلم «يوم سعيد» الرومانسي الغنائي وقصته تختلف عن المسرحية، وقد اشتمل فقط على أوبريت «مجنون ليلى» بصوت محمد عبدالوهاب وأسمهان وقصيدة «سجى الليل» لمحمد عبدالوهاب، وهما مأخوذان من المسرحية.

د. شعبان عبدالعزيز عفيفي
القاهرة - مصر