أسطورتان في عشق مصر

  أسطورتان في عشق مصر
        

          تخترق رواية محمّد المنسي قنديل «أنا عشقت» 2012 لعبة الزمان المخاتل، وقد تبلورت تقنيات السرد في نسق أسلوبي يتيح أن يرسم المتلقّي أبعادًا كامنة في رؤية الإبداع. نحن أمام جديلة سحرية نرى في ظاهرها تلافيف الواقع، وتتلامح من خلالها الأسطورة القديمة والحكاية الشعبية وهما تشيران إلى ما نشهد اليوم من مسارات الرياح على أرض الكنانة، وقد يكون في عتبة الرواية بدء التناوب الثنائي، وذلك باستحضارها سيّد درويش بين « دور» العشق الذاتي وما يكمن من أناشيده الوطنية والشعبيّة.

          عبّر تناوبُ السرد في رواية «أنا عشقت» عن مشاركة جماعية في القضيّة المركّبة وفي فتح ملفّاتها برغبة كامنة في الشعور الباطن، إنّها رغبة الخلاص بنبش الوقائع ومواجهتها، فجاء الفصل الأوّل: «الواقعة كما رواها أهل مدينتنا» الذي تابعت فيه عيون الناس «ورد وحسن» وأشارت عباراتهم إلى شيء من ملامحهما حتى ساعة السفر في زحام المحطّة والمفاجأة بتحوّل الفتاة إلى ما يشبه التمثال العجائبي، وتولّى الكلام بعد ذلك السارد الرئيسيّ عليّ الطالبُ في السنة النهائيّة بكلية الطبّ مشكّلًا خطًّا هو اللحن الأساسيّ في أربعة فصول تداخلت بينها أربعة أخرى هي تنويعات ترسل ومضاتها المتتابعة، وتوزّعت السردَ فيها شخصيّاتُ: عزّوز المهرّج وسميّة - رابعة هندسة وعبد المعطي- خريج سجون وذكرى البرعي- سيّدة الأعمال، وألغى ضميرُ المتكلّم المسافةَ بين هؤلاء وجوهر القضيّة،وإن كنّا نلحظ توجّه عبد المعطي إلينا بإقبال الريفي على الآخر مقيمًا آصرة: «تسألني لماذا دخلت السجن أصلًا .. هل هذا سؤال يا ولد عمّي؟!» وتبدو لنا ذكرى وهي تصرّ على ترك شهادتها كاملة في الليلة الأخيرة من حياتها، إنها شخصيّة ماتت مع أحداث الرواية لكنّها موجودة بإصرار في عقدة توزّعت خيوطُها في أكثر من اتجاه، ويبقى حسن الرشيدي بلا موقع منفرد لخطاب يسرد ما لديه، وهذا راجع إلى حضوره في خطاب الشخصيّات الأخرى، وفي حواراته المقتضبة مع عليّ، إضافة إلى أنّه سيتوازى مع ورد في تشكيل رمزي انداحت حوله تموّجات الحياة المصرية كلّها.

          هل قدّم السرد أصواتًا متعدّدة ؟ نحن أمام صوتين اثنين أساسيّين: صوت عليّ وفيه رغبة الخلاص وصفاء الرؤية وطهارة الغاية بعيدًا عن دنس الأنانيّة، والصوت الآخر جاء بتجلّيات متعدّدة لحقيقة واحدة: عزّوز وسميّة وذكرى وعبد المعطي وحسن وأكرم وراتب وجلال عرفان، إنّهم جميعًا مستلبون إذ انحرفوا عن المسار الفاعل الذي يبني وطنًا ويجتاز معه عقبات عالم كثير المطامع متوحّش الرغبات.

          اعتقَدَ عليّ أنّ إنقاذ هذه الفتاة المصريّة المتجمّدة في المحطّة سيتمّ بلقاء يجمعها بمن عشقت،لأنّ ترياق الحبّ هو الوحيد الذي يعيد التوهّج إلى القلب الكسير، وتطلَّبَ الوصولُ إلى حسن رحلة من المدينة الصغيرة إلى القاهرة،ما لبثت أن غدت مغامرة تعاظم الخطر فيها، وأخذت تكشف حقائق الناس وعلاقاتهم في زوايا أساسيّة من بنية المجتمع المصري، وكان النقاء الذي يحمله عليّ يكسر ما تتلفّع به ظواهرُ الفساد من خارج خادع، كما دفع هؤلاءِ الغارقين في طوفان الاضطراب وتخلخل القيم إلى بثّ ما يكمل صورةً دوّارة تظهر ما يسقط عليه الضوء وذاك الذي تغلق الظلمة أطرافه، وتعدّدت اعترافات بما يُهيئ جردةَ حسابٍ مع عقود مرّت بهذا الوطن.

          مَنْ كان وراء هذا الخراب الذي يتفشّى في أركان الحياة والمؤسسات ومصائر الناس؟ صرّح بعضهم بالندم أو بمسئوليته عن التردّي الذي آل إليه كعبدالمعطي السجين البريء بعد دفعه أثمان جهله، وسميّة التي وقعت في دنس دمّر بعضًا من روحها، وشيخ الجامع قرب العشوائيّات إثر إسهامه في خديعة سهّلت ترحيل رجال يطلبون حلًاّ بعد احتراق منازلهم إلى السجن، لكنّ آخرين نراهم يحدّثوننا عن ممارساتهم وما يسيّرهم من دوافع الشرّ على أنّها من طبائع الأمور في هذه الآونة، أو يحيلون إلى ما فعله المجتمع والسلطة!! بهم،إنّ حمودة الضبع المخبر في كليّة الهندسة رغم توصية زميله محروس يلقي بحسن ليطرد ويسجن بعد أن تجاوز ما يُحتَمل في نظره، وذكرى سيّدة الأعمال تعيش في غمرة الأموال والصفقات وتروي ارتقاءها!! عبر الجسد بين أكرم والمعلّم الكبير راتب، وذلك بموازاة ما أحاط بنشأتها من قهر وفقر، وحتّى حسن الذي كان مشروع أستاذ في كلية الهندسة يسوّغ تحوّله إلى قاتل محترف يقتل بدم بارد بأنّ الدمار جاءه من هؤلاء الذين حاصروه وحرموه من فرصته التي استحقّها بتفوّقه،وكان صوته الوطني وتمرّده سبيله إلى تهم وسجن مهين، وكانوا قتلوا والده لأنّه طالب بحقوق عمّال المصنع في المدينة الصغيرة.

          أبرزت الرواية مظاهر الدمار - التي اشتبكت بسعي عليّ في رحلته لإنقاذ ورد المنتظرة في سكون كالموت - من خلال نماذج في المؤسسة العلميّة والتعليميّة:الجامعة ومنظومة العدالة الشرطة ومصطلحها المعاصر الأمن والمحاكم والسجون، وركن ثقافي موصول بضمير الأمّة وتاريخها: المتاحف والآثار، ودنيا المال والأعمال وصخبها الاستهلاكي غير المنتج «وأكذوبة الأعمال الكبرى»، وفتحت شقًّا لعشوائيّات في طرف القاهرة، وقد تُرك للمتلقّي أن يفسّر- بعد رؤيته نتائج تفاعلات المرحلة المعاصرة - ويحدّد الأعصاب المعطوبة في هذه البنية.

          يتميّز هذا العمل بالسرد المديد الذي يذهب وراء التفاصيل، تتابع العين المواقع من جهات متعدّدة، والأشياء تتناثر أو تجتمع، ويصل إلينا وهج الانفعالات ودقائق ما يمور في النفس، لكنّها جميعًا موظّفة لتبيّن نسيج الحالة، ثمّ تؤول إلى الخطّ الأساسيّ وهو مسار يؤدي إلى حلّ الأزمة المحاصرة «ورد»، ونشعر لبعض الوقت أنّ فصولًا يمكن أن تستقلّ فهي ترسم أبعاد شخصيّةٍ وقضيّتها(سميّة وتجربتها من نضال سياسي عنيد إلى استلاب نفسي وجسدي مع أستاذها جلال عرفان وإحباط، ثم يقظة متأخرة مع عليّ، وعبد المعطي في قوس بدأ معه في القرية، ومرّ بسقوط بين تقاطعات الفساد الحادّة وجحيم السجن وانتهى على حافّة عشوائيّة ينهشه الخوف، وذكرى في صعودها من القاع إلى بذخ وأحلام مفتوحة، ولكن عبر صراع أنياب المال وإلقائها بين تروس ضُرّجت بدمائها) وفي عودة إلى النظرة الشموليّة ندرك ذلك التكوين البنيوي في الرواية القائم على رؤية لا تكتمل إلاّ في الصفحات الأخيرة منها، ويتأكّد البناء الوظيفي عندما لا نجد إشارات إلى شخصيّات سياسيّة وصراعات أو تجاذب بين قوى وبرامج لها! لعلّ الاستثناء هو إشارة سريعة إلى احتمال علاقة بين الحوت في عالم الأعمال (راتب) ورجال في السلطة، وتقتصر دلالات الزمن على مستجدّات عصرية كالهاتف النقّال والمجمّعات الحداثيّة (المول) ومحطّة المترو الجديد، ولم تُسَمَّ المدينة الصغيرة: «المحلّة الكبرى» بدلالة مصنع النسيج والموقع في الدلتا، وفي الجهات الأخرى تتوزّع أماكن داخل القاهرة والإسكندرية وفي وادي الملوك وآثاره لكنّها جميعًا تتجاوب أصداؤها لتكتمل الدلالة الرمزيّة في الرواية.

إيزيس ورؤية معاصرة

          تتيح بنية رواية «أنا عشقت» تأويلًا رمزيًّا من خلال مجموعة من الثنائيّات والبؤر مع قدرة عالية على التمفصل، وهذا يجعلها تفتح دلالاتٍ مركّبةً تأخذ اتجاهات متعدّدة مع روابط داخلية،وكانت «ورد» مركز البؤرة الرئيسيّة وتجلّت الرمزية المعاصرة في أمرين أولهما جعلها قريبة من معطيات الواقع، فالمتلقّي يتبادر إليه أنّه أمام حالة كوما ممكنة في زمننا عندما ينظر إلى هذه الفتاة التي دخلت حالة سكون انقطعت فيها عن التواصل مع الناس، مع أنها لا تزال تحمل قلبًا متمسّكًا بنبض فيه،ولعلّ مشهد طلبة الطبّ وهم يرتادون محطّة القطار في المدينة الصغيرة، ويحيطون وردًا بنظراتهم يقرّب واقعية دخول هذه الفتاة في كوما مديدة، وتؤكّد ذلك حوارات عليّ- نهائي طب وأمشير طبيب الصحّة، لكنّ بقاءها بهيئتها متجمّدة وواقفة في المحطّة!! يطلق إشارات العجائبيّة لتتصاعد في فصول الرواية،ونتأمّل فيها امرأة على عتبة تكوين جديد للحياة يظلّه الحبّ والمستقبل، إنّها إيزيس تتجلّى من الأسطورة وتشرع في شقّ فصل الربيع الآتي،لكنّ شرخًا يقطع عليها الطريق، ويصيبها مسّ سحري خاطف، وهنا تبرز رؤية جديدة كان على أوزوريس فيها أن ينهض لينجز تجوالًا محفوفًا بالمهالك، وذلك حتّى يعود إليها دفقُ الحياة ناصعًا بعد أن تراجع، وكَمَنَ في غور بعيد من أعماقها لم تصل إليه يد «ست» أسود القلب!!، هل هو وفاء لدين ؟ وكيف للغائب أو المغيَّب أن يحقّق المعجزة؟؟ إننا سنكتشف أن عودة الروح المتفتّحة إلى إيزيس هي تجدّد ينبوع طاقاتها الخلاّقة، وفي هذا التمفصل يبرز الابن «حورس» وهو الجيل الجديد وتبدو هيئته العصرية في الرواية بشخصيّة «عليّ» في بحث عن مكوّنات النهوض من تراب مصر وهوائها وناسها بطول الوادي المحيط بالنهر المقدّس، وهكذا يبصر وعيوننا تتابعه الضعفَ والوهنَ ويدعونا ضمنًا لنجد الحلّ في أمداء الوطن ليس فقط بالعثور على حامل سرّ الحبّ حسن!

          عندما نأتي إلى التمفصل الآخر مع «ورد» يتسارع التاريخ الشعبي وألف ليلة وليلة التي أورثت الناس أو رأت معهم ثنائيّة لاختراق الأهوال والتغلب على الاستلاب والقهر،وذلك من أجل تأسيس عيش الزمن الآتي، إننا مع المفتاح الدلالي «حسن» نتذكّر «ستّ الحسن» المنتظرة في مكان أحاط به الشرّ مؤذنًا بانقطاع الأرض والحركة، وهذا الاقتراب من الزمن الحاضر - بالقياس إلى عصور الأسطورة القديمة - مع الحكاية الشعبيّة فيه إشارة مثيرة لأوراق العقود الأخيرة من القرن العشرين ومفتتح الألف الثالثة، ونحن فيما يبدو افتقدنا همّة الشاطر حسن! ولم تنطلق المبادرة من «حسن»، بل ثمّة من خرج باحثًا عنه، ولعلّنا الآن نرى تفاعلًا بين وجهي التمفصل في البنية الرمزيّة في الرواية، ولا توجد إشكاليّة في الجمع بين هذين الطرفين، وقد يكون من مزايا هذا الطرح إثارة حوار غنيّ عبر خلخلة بعض الصور المحفوظة، أو ربّما محاكمة الحاضر برموز الماضي،فهل اختفى الحبّ الحقيقي وتُرِكَت «ست الحسن» بعيدة في أسرها؟ وهل تعود الحكاية القديمة أم علينا صياغة حكايتنا؟!

          تبدو الطقوسيّة وارتفاع «ورد» إلى مصاف الرمز واضحة في أوراق الرواية الأخيرة ليس فقط مع الدالّ الإشاري الذي يردّده عليّ: «معجزة صغيرة»، وإنما في رسم ائتلاف كوني من الطبيعة مع الحدث العجائبي وهو يقظة هذه الفتاة التي غابت عن الوجود حتّى مقدم مخلّصها حامل الطلسم السحري!: «سمعتُ أصوات عصافير تغرّد من مكان ما، وانزاحت السحب قليلًا فلمحتُ شيئًا من زرقة السماء، ورفرفت طيور القطار الغريبة وقد هربت من أقفاصها،أسمع فجأة صوت شهقة، ألتفتُ نحوها، ينتفض جسد «ورد» في وهن وهي تحاول أن تلتقط نفسًا آخر.. اتسعت الفتحة التي تبدو منها زرقة السماء، ولمعت شهبٌ غريبة، استضاءت وانطفأت مثل حلم عابر...».

ثنائيّات وأيقونة قديمة

          توزّعت أربع بؤر فرعيّة في الرواية واقترنت بثنائيّات تناظر الثنائيّة الأساسيّة: «ورد وحسن» وتمهّد هذه العلاقة للربط بين معطيات مشتركة في الأسطرة وفي حوار المصير في خضم تشتبك فيه الأحداث.أطلّ علينا عزّوز المهرّج بحكاية عمره الضائع عندما تعلّق بفتاة المدينة الصغيرة،وكان مآل هذا الحلم التبدّد لأن الناس يسعدون بمشاهدة ألعابه، لكنّهم لا يقبلونه في نسيج مجتمعهم،فيحتفظ في داخله بصورة صديقه «حسن» حتّى يراه يحقّق المعجزة مع من أحبّها، وفي البؤرة الثانية نجد علاقة بين سميّة والدكتور جلال عرفان لا تلبث أن تتفكّك وتترك ندوبًا في الجسم والروح، ويبدو تمفصل آخر بثنائيّة «سميّة وعليّ» التي تنتظر المستقبل ليعوّض خيبة التجربة في بيئة متفسّخة، وتؤول ثنائيّة عبد المعطي والفتاة الريفيّة الساحرة إلى حلم مستحيل ازدادت حرقته بمصادفة قطعة التمثال القديم في المتحف،وتكمن ثنائيّة يعرفها ويرقب اكتمالها لصديقه حسن وورد، وتبرز ثنائيّة ذكرى البرعي مع ثلاثة وجوه:أكرم البدري والحوت راتب وحسن، لكنّها تبدّدت وحوّلتها رمادًا، وتحرّك تمفصل آخر فقد كان يراود ذكرى حلم تقترن فيه بنقاء الشاب عليّ.

          انداحت في رواية «أنا عشقت» سلسلة حملت المقدّس من العصور القديمة، وتعامدت مع صراع الحياة المعاصرة، وكان مركز التموّج «أيقونة» - تمثال الإلهة «نوت» التي ارتبط بها عبد المعطي لأنها تتماهى مع الفتاة الريفيّة التي خلبت فؤاده، إنّ الرواية تشدّ أجواء هذه الشخصيّة الأسطورية إلى طقس الماء الذي لايزال حاضرًا في القرية المصرية، وهنا نتذكّر أن نوت الإلهة التي رمزت إلى السماء وضمنها الغيوم والمطر اقترنت باسم إلهة أخرى هي نييت التي رمزت في الأساطير المصرية إلى الماء عامّة مصدر الحياة للكائنات،وقد ولدت «نوت» كلًا من «إيزيس وأوزوريس وست ونفتيس»، وتتكرّر الإشارات القديمة في أثناء زيارة سميّة والطلبة لمعبد الكرنك والبحيرة المقدّسة والبرّ الغربي، حيث تذكر إيزيس وحورس، وتمتدّ الدلالة الأسطورية عندما نرى العلاقة المائيّة المباشرة بوالد «ورد- إيزيس» الذي كان بحّارًا حملته السفن سنوات طويلة،وكذلك والد «ذكرى» الذي كان صيّادًا في بحر الإسكندرية ومات في نوّة عاصفة، وإذا استعدنا مشهد البنت الريفيّة تمارس طقوس الماء في الترعة، والسحر الذي خلّفه صنع تمثال حديث لـ«نوت» في أحاسيس الخزّاف وعبد المعطي، اكتملت روابط الماضي بالحاضر، خاصّة إذا استرجعنا عبارة عزّوز أمام عليّ في المدينة الصغيرة حيث وقفت «ورد (في الفصل الثالث)»: «هذه مدينة قديمة من أيّام الفراعنة». وشكّلت مراكزُ إيقاعاتِ التاريخيّ والمقدّس ممّا يدخل المتلقي دائرة الرمز أكثر فأكثر، فهناك المعبد القديم المتداعي يلجأ إليه عزّوز، ويستفيد من شموع فيه، وشكّل الدير القديم المهجور في الصحراء محطّة يتوارى فيها حسن ومجموعته، واستدعى المسجد الأثري في قلعة الكبش حكاية المملوك سنقر وندمه الذي يتردّد بجوار شقّة يسكنها حسن وعبد المعطي.

          إنّ الإشارات الرمزيّة والبنية التكوينيّة لرواية محمّد المنسي قنديل تجعل المتلقّي يحسّ بتغيّرات متسارعة في الدلالات، ويزداد صوت الأسئلة ارتفاعًا: هل هناك من يسمع كلمات الشابّ علي المحذّرة ممّا آل إليه هذا الشاطر «حسن» في المشهد الأخير؟ وهل سيكون لقاء يفتح صفحة جديدة بين سميّة وهذا الشاب صاحب النقاء بعد اجتيازها للتجربة المرّة؟.
-----------------------------------------
* أكاديمي من سورية.

 

فايز الداية*