معرض في كتاب: «روح مصر».. في الكويت تذهب الوقائع.. وتبقى الوثائق

 معرض في كتاب: «روح مصر».. في الكويت تذهب الوقائع.. وتبقى الوثائق
        

          «روح مصر»..
          هو الاسم الذي اختاره فنان كويتي لما يمتلكه من وثائق تاريخية مصرية مصورة بالغة الجاذبية والأهمية، ونشر بعضًا منها في ألبوم مصور بالغ الفخامة. الفنان الكويتي فعل ذلك بـ«روح مصر» التي يقتنيها، وهو أمر يدعو إلى الكتابة عن هذه الظاهرة، فقبل أن يقوم بهذه المجموعة النادرة من الوثائق، كانت هذه الأخيرة معبَّأة، كما سنرى، في صندوق قديم لا يعبأ به أحد، وعلى الرغم من وجود مثل هذه الوثائق لدى الهواة في مصر، وأحيانًا لدى بعض المؤسسات الرسمية، فإن ما فعله الفنان الكويتي جعفر إصلاح، لم تقدم على ما فعله هذه المؤسسات الرسمية، التي تهمها الاحتفاليات أكثر من جمع التراث.

          ما فعله جعفر إصلاح أنه انتقى مجموعة من مقتنياته، وقام بطبعها في كتاب بالغ الفخامة ضمن ما يسمى بـ«ثقافة الألبومات» ولا أعرف، لماذا لم تهتم وسائل الإعلام بهذا الكتاب الوثيقة؟ لذا فمن المهم أن نقدمه تعبيرًا عن تلاحم الأماكن من خلال الوثائق التاريخية. اكتشفت أنني لست وحدي المهووس بهذا النوع من الكتب، فلا شك في أن وجودها بكثرة لدى دور النشر والمكتبات الأوربية، والعالمية، يعكس سحر الصورة في كل أنحاء الدنيا..

          سمِّها ما شئت.. «كتب»، أو «ألبومات»، إنها بشكل عام ضخمة الحجم، ملونة، وأغلفتها مقواة، وتباع بأسعار عالية، وتوزع بشكل جيد، بدليل أن المكتبات العالمية تمتلئ بها، لكن هذا النوع من الكتب قليل في المكتبة العربية، وأعني به «كتب ألبومات الصور»، إنها مطبوعات تعتمد على الصورة وحدها، سواء حول موضوع ما، أو عن شخصية.

          على سبيل المثال، أذكر ذلك الألبوم الضخم الذي أصدرته مؤسسة الأهرام حول الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عقب وفاته، إنه كتاب الذكريات، سرعان ما تهافت الناس على شرائه، ومشاهدته، إنه كتاب الصور في المقام الأول، يؤكد أن للصورة سحرها، أكثر من الكلمة، ولا شك أن كل الكتب المكتوبة التي صدرت عن الزعيم الراحل لم تلق هذا الإقبال مثلما حدث لهذا الألبوم المصور..

          وكما أشرت، فإن هذه الكتب تتطلب نشر كل ما هو نادر، وكم شاهدت، واقتنيت مثل هذه الكتب عن نجمات السينما، والأفلام، والملصقات، وامتلأ بها بيتي، وعلى الرغم من أنه لم تعد هناك مساحات صغيرة للجديد منها، فإنني وقعت مسحورًا لهذا الكتاب المتميز (روح مصر) للفنان والكاتب الكويتي جعفر إصلاح..

          من المهم تقديم تحية لفنان كويتي قام بجمع وتسجيل كل هذه الوثائق المصرية، واختياره لهذا العنوان الرومانسي، المليء بالحيوية «روح مصر»، معبرًا عن مشاعره نحو البلد الذي لم يولد فيه، ولم يعش طويلا، وإنما انبهر بثقافته، وسعى إلى جمع الكثير من وثائقه، وإن كان قد أشار في مقدمته إلى أن كل شيء تم بالمصادفة، حين كان في إحدى زياراته للقاهرة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، ووضع أحد باعة العاديات القديمة الكثير من الوثائق والمظاريف القديمة، وكان ما عثر عليه بمنزلة نواة لهذا الكتاب الذي نسميه عادة بـ«كتب الحنين».

وثائق القرن العشرين

          إنها المصادفة في المقام الأول، التي صنعت هذا الكتاب، أما الحدث الثاني، كما حكى، فإن أحد الصحفيين نشر بعضا من هذه الوثائق دون الرجوع إليه، وأراد أن يحفظ هذا التراث الفني المهم خوفًا على مادته التاريخية الوثائقية من التناثر على صفحات الجرائد.

          إذن، فنحن أمام كتاب مختلف، عن نوعية الكتب التقليدية الموجودة في المكتبات، تستجلب الحنين إلى الماضي، الذي عشناه، أو الذي لم نعشه، وهذا النوع من الكتب يثير الشجن لدى المشاهد، ولا أقول القارئ، إذ إنه يعتمد في أغلب الأحوال على الصورة، وفي أحيان أخرى على عبارات توضيحية مختصرة، تاركة القارئ يستمتع.. وهذه الكتب تخصص في المقام الأول للفن التشكيلي، ومدارسه، وفنانيه، ثم في السينما، والفنون، وأيضا في التاريخ، ومجالات عديدة، وكما أشرنا، فإنه منتشر في العالم، وقد تجد مثلا ألبومًا حول فنانة من طراز «مارلين مونرو» أو عن أعمال فنان من طراز رمبرانت، وبيكاسو، وعادة ما تكون هذه الكتب مطبوعة على ورق فخم للغاية، وقد تجد كتابا، أو سلسلة حول تاريخ السينما، ونجومها.. وهي تبهرك عندما تراها لأول مرة، وتدفعك إلى اقتنائها والاحتفاظ بها.

          لا شك في أن الوثائق التي وقعت بين يدي جعفر إصلاح، كانت تخص مصر بشكل عام طوال القرن العشرين، في الحياة العامة، والسياسة، والفن، وهي وثائق تتراوح بين الصور، أو وثائق مكتوبة، مثل العقود الرسمية، ومراسلات ترتبط بزعماء، أو ببعض المشاهير، وأحيانًا بمواطنين عاديين، ومن الواضح أن كثيرًا منها حصل عليها من ذلك الصندوق الذي اشتراه من الرجل الذي التقاه في منطقة التوفيقية بالقاهرة..

          يقول الكاتب في مقدمته، معبرا عن وجهة نظره «إن التاريخ علم نسبي ككثير من العلوم، ويعتمد على تفسير يحدده الزمان والمكان وزاوية الرؤية، وعلى الرغم من ذلك، سيبقى كأحد الخيارات المعرفية المهمة الذي يساهم في نشر الوعي وتعليم العبر، ولسوء الحظ، لا نهتم كثيرًا بهذه الوثائق وندمرها عمدًا..! هل هو الخوف من تداول ونشر معلومات تثير التقاليد وتظهر عيوب هذه الرموز في مجتمع حذر يحب السرية؟ أم هو القلق من إساءة استغلال تلك الوثائق، ومن انعكاساتها السلبية وخاصة على الأمور السياسية؟».

          ويرى الكاتب أن الاهتمام بالوثائق وقراءتها بأمانة ودقة، سوف يعلمنا التجرد في مراجعة الماضي، وتجديد التراث والاعتدال، ليس هذا وحسب، بل وكذلك يساهم في تأمل المستقبل والتعامل معه بشجاعة وحكمة..

          عنوان الكاتب خير دليل عليه، فالكاتب لم ينشر كل ما لديه، لكن ما جاء في الصفحات يؤكد أننا أمام مجموعة نادرة من الوثائق، كان من المهم أن ينشرها في أكثر من كتاب، لكن الكتاب الذي بين يدينا يحمل اسم الناشر «مؤسسة الشراع العربي»، في الكويت، وطبع في المطبعة الشرقية بالبحرين.

أسلوب علمي أمين

          وقد لخص منهجه من خلال الفهرس الذي رتب فيه وثائقه المكتوبة، والصور حسب الآتى: «القاهرة الخديوية»، و«التصوير الفوتوغرافي والاستوديوهات الخاصة بمصر في الثمانين عاما الماضية»، أي منذ العام 1930 حتى الآن، مستعينا بالصور التي تعبر عن الحياة السياسية كما التقطها أشهر المصورين المصريين والأجانب المقيمين في مصر في تلك الآونة، وقد اتبع الكاتب أسلوبًا علميًا أمينًا، حيث نسب كل صورة إلى صاحبها المصور، أو الاستوديو الذي ينسب إليه، ومثل هذا الأمر لا يتبع كثيرا في كتب الألبومات المصرية المشابهة، وسوف نرى أن جعفر إصلاح لم يفعل الشيء نفسه مع الأفيشات الخاصة بأفلام السينما المصرية، وهو أمر سوف نعود إليه في ما بعد، حيث إن الأفيشات عادة ما تنسب إلى الفنان الذي رسمها، مثلما تنسب اللوحة إلى الفنان، والصورة إلى ملتقطها..

          أما العنوان التالي في ترتيب «الصور والوثائق»، فهو بالاسم نفسه، لكنه خاص بكل من «الملك فؤاد، والملك فاروق»، وذويهما، ثم تأتي وثائق وصور رجال السياسة والصحافة والآداب. مثل الشيخ المراغي، والرئيس محمد نجيب، والرئيس جمال عبدالناصر، وبعض رجال الثورة، ورجال الأدب مثل توفيق الحكيم، أو أحمد شوقي، وزكي مبارك، وصلاح جاهين، وسوف نلاحظ أن ترتيب الصور، افتقد المنهجية، التي اتبعها المؤلف في ترتيبه للصور السابقة حسب اسم ملتقط الصورة، حيث إن كامل الشناوي، ولويس عوض يأتيان تاريخيًا، ومكانيًا، بعد أحمد لطفي السيد، وهكذا.

          أما الوثائق التي تهمنا أكثر، فهي الخاصة بوثائق وصور وأفيشات السينما، والمسرح، وأهل الفن، ثم وثائق وصور لأهل المغنى، ووثائق وصور ولوحات الفن التشكيلي..

أين المنهج؟

          كما أشرنا، فإن ترتيب هذه الوثائق، كان في حاجة إلى منهج محدد، فقد بدأ الفصل الخاص بالفنون «السينما والمسرح»، ببطاقة يدعو فيها حسين رياض، صديقه الفنان زكى طليمات لمشاهدة رواية «نشيد الهوى»، وإلى جانب هذه البطاقة ملصق لفيلم «الأرض الطيبة» إخراج محمود ذوالفقار، وعلى الصفحة المقابلة قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب رأي بعض النقاد، وهي حسب سنوات الإنتاج والمخرج، واسم الفيلم. وهذه القائمة كانت بحاجة إلى تنسيق مختلف، كما أنها ليست وثيقة، وليس لها مكان في كتاب تذكاري من هذا النوع. بما يعني أن تنسيق الكتاب، ووضع الوثائق والصور لم يكن يتضمن أي منهج، لا تاريخي، ولا موضوعي.. ففي الصفحة التالية مباشرة هناك ملصق فيلم «شاطئ الغرام» عام 1950، إلى جوار طلب إشهار الإسلام للممثلة نجمة داود إبراهيم والوثيقة ترجع إلى العام 1932، أي أن الكاتب قام بوضع أي وثائق لديه، دون رؤية محددة، لكن الأمر اختلف بالنسبة إلى صفحتين تضمان صورتين لطيفتين للممثلة ليلى فوزي في بداية حياتها الفنية إلى جوار ملصق الفيلم «علي بابا والأربعين حرامي»، والجدير بالذكر أن التوفيق قد خان صاحب الكتاب في جمع ونشر قرابة 70 في المائة من الملصقات الخاصة بالأفلام المنشورة في كتابه، حيث إنها ليست الملصقات الأصلية، بل هي ملصقات مقلدة، تمت إعادة رسمها، وإعدادها في سنوات لاحقة، حين كانت هذه الأفلام يعاد عرضها في دور العرض من فئة الدرجة الثانية، فيتم رسم وتصميم ملصقات أخرى من خلال رسامين أقل حرفية، ومهارة، وعليه فإن ملصقات هذه الأفلام غير أصلية: «نورالدين والبحارة الثلاثة»، و«الطريق المستقيم»، و«المتهمة»، و«ما أقدرش»، و«هدية»، و«آمنت بالله»، و«رجال في العاصفة»، و«ليلة الحنة»، و«سلامة»، و«ليلى بنت الفقراء»، و«ليلى بنت الأغنياء»، و«كدب في كدب»، و«غرام وانتقام»، و«الوردة البيضاء»، و«دموع الحب»، و«ليالي الحب».. وغيرها..

كنوز مقروءة

          لكن سوف تبقى هذه الوثائق المنشورة والصور الملحقة بها بمنزلة كنوز، يقرأها الناس، ويرونها لأول مرة، ويطالعون من خلالها الحياة الخاصة للفنانين، والأعمال الفنية، مثل وثائق القضايا، ومنها مثلا قضية خاصة بمسكن الراقصة حكمت فهمي، في العام 1944، وهي الفنانة التي ارتبطت بقضايا سياسية بالغة الأهمية في تلك الفترة، ولعل التنوع يروق لصاحب الكتاب، لكن هناك فارقًا بين ما يروق لصاحب مستندات يود أن يرتبها حسب هواه، وبين دارس، أو محترف يعرف كيف يرتب هذه الوثائق..

          ورغم ذلك، فإن الوثائق سوف تظل محتفظة برونقها، وهي وثائق متنوعة، بعضها خاص بالمحاكم والقضايا، أو إيصالات تسليم نقود من شركات إنتاج، بالإضافة إلى صور ملونة بطريقة يدوية لبعض الفنانين والفنانات، مثل الصورة الطريفة للراقصة بديعة مصابني، وصورة أخرى للفنانة مديحة يسري التقطها حسين بكر، وأيضًا صور لكل من أمينة رزق وفاطمة رشدي. وبالنسبة إلى الوثائق، تلك التي أرسلتها السيدة دولت أبيض صاحبة سينما هونولولو بالإسكندرية، بخط يدها في 30 / 7 / 1947، روعة هذه الرسالة، هي الخط المكتوب به الرسالة وهو ليس لدولت أبيض، وأيضًا الرسم التوضيحي، الذي يمثل شعار السينما، من الخارج، والجماهير، والأسر متجهة نحو باب السينما.

          ومن الواضح أن صاحب الكتاب كان في حاجة إلى مراجعة خبير وثائق، ومؤرخ حقيقي للأفلام، فهو لا يعرف أسماء بعض الأفلام التي تنسب إليها الوثائق، فالفيلم الذي يتكلم عنه يوسف وهبي إلى أخيه إسماعيل في 10 أكتوبر العام 1931 هو «أولاد الذوات»، الفيلم الناطق الأول في تاريخ السينما. وإن صورة فاطمة رشدي المشار إليها في أحد الأفلام هي من فيلم «عواصف» العام 1947. كما أن الصورة الفوتوغرافية للمخرج توجو مزراحي مع عزيزة أمير، وزكي رستم هي من فيلم «كفّري عن خطيئتك».

جماله في الصور

          ويحسب للكتاب، جمال الصور المنشورة لبهيجة حافظ، من أفلام متعددة، إلا أن البطاقة البريدية المنشورة في صفحة 206 في العام 1963، لم تكن من الفنان أحمد زكي مثلما أشار الكتاب، ولكن من شخص آخر غير الفنان، فهو شخص من خارج الوسط الفني كتب الرسالة من لندن.. كما أن الصورة التي جمعت بين نعيمة عاكف واستيفان روستي مأخوذة من فيلم «أحبك يا حسن» العام 1959..

          أما أطرف رسالة في رأيي الشخصي، فهي التي كتبها المخرج حسين فوزي إلى مدير شركة منتجات بهنا فيلم في 15 أبريل العام 1959، عقب فشل فيلم «ليلى بنت الشاطئ» من إخراجه، وبطولة محمد فوزي، وليلى فوزي، وفايزة أحمد، حيث يقول المخرج «أعترف بخطئي في اختيار هذا الممثل الفاشل رغم نصائحكم لي بأنه غير محبوب. وزاد الطين بلّة أنه بعد غيابه الطويل عن الجمهور عرض فيلمه السخيف فكان أسوأ دعاية له وللفيلم. وأعرض الجمهور عن أفلامه؟». ولا أعرف لماذا وصف حسين فوزي نجمه محمد فوزي بهذه الصفات، وقد سبق أن أخرج له في العام 1952 فيلما ناجحًا للغاية أمام زوجته نعيمة عاكف باسم «يا حلاوة الحب». كما أنها المرة الأولى التي نعرف فيها بأن محمد فوزي فنان فاشل.. كما أن المؤلف رصد صفحات عديدة لما لديه من وثائق وصور للسيدة أم كلثوم، وليس هناك ما يبرر عدم توزيع هذه الوثائق حسب الترتيب التاريخي، ما جعل القارئ يشعر بأننا أمام هاوٍ لجميع الوثائق التي وقع الكثير منها بين يديه بالمصادفة، حيث أشار في الصفحة 237 إلى أن للسيدة أم كلثوم ثلاثة أفلام هي «وداد»، و«فاطمة»، و«سلاَّمة». دون أن يعلم أن هناك ستة أفلام قامت أم كلثوم ببطولتها هي: «وداد»، «نشيد الأمل»، «دنانير»، «عايدة»، «سلاَّمة»، ثم «فاطمة». وكم أتمنى لو صدر كتاب تذكاري عن أم كلثوم، وإن كنت أعرف أن هناك دار نشر لبنانية أصدرت قبل سنوات ما يسمى بـ«موسوعة أم كلثوم».

          القسم التالي من الكتاب تضمن وثائق وصورًا لأهل المغنى، وعلى رأسهم أم كلثوم، وليلى مراد، وأسمهان، ومنيرة المهدية، ونجاة, وعبدالحليم حافظ، ومحمد الموجي، وهدى سلطان..ثم جاء القسم قبل الأخير الذي يضم وثائق وصورًا ولوحات الفن التشكيلي لكل من محمود سعيد، والمثال محمود مختار، والأخوين سيف وأدهم وانلي، ومحمد ناجي، وراغب عياد، وغيرهم.. مما يعني تنوع الكتاب الوثائقي، وقد فات صاحب الوثائق أن يقرأها بإتقان، فالوثيقة التي كتبها

          بدر الدين أبوغازي ترجع إلى العام 1954، حين كتب أبوغازي رسالة إلى وزير المعارف آنذاك بشأن تكريم محمود مختار، في العام 1954، وليس في العام 1938 كما ذكر المؤلف في كلام الصور..

          أما آخر الوثائق في الكتاب، فهي خاصة بالبريد المصري والفنادق (أسماها هوتيلات) وهي تضم مغلفات بريدية نادرة وأوراق وأختام الهوتيلات المصرية، مثل فندق مينا هاوس وفندق ونتر بالاس، وفنادق أخرى.. لا شك في أننا أمام جهد كبير يفوق الوصف، قام به شخص بمفرده، وفي العادة، فإن المؤسسات عجزت عن عمل وإعداد وإصدار مثل هذا السِّفر الجميل الذي يثبت التاريخ، ويثير الحنين بجميع أشكاله. والغريب أن المؤسسات الرسمية العربية لا تصدر مثل هذه المطبوعات إلا في ما يخص المناسبات القومية أو الدعاية السياسية. وهذا الجهد الكويتي يجب لفت النظر إليه، فأصحاب التراث الأساسيون، لم يحتفظوا به، وربما أيضًا لا يعرفون شيئا عن صدور كتاب بهذه الكيفية، رغم وجوده لدى المكتبات الكبرى في القاهرة، وعواصم عربية عديدة.
-----------------------------------
* كاتب من مصر.

 

محمود قاسم*   
  




أم كلثوم





محمد عبد الوهاب في فيلم (يحيا الحب)





ليلى فوزي في فيلم ألف ليلة وليلة





أمينة رزق





المطربة فتحية أحمد مع فرقتها أثناء زيارة قبر الموسيقار سيد درويش بالإسكندرية





أمينة محمد





بديعة مصابني





عزيزة أمير





بهيجة حافظ





ليلى مراد





فريد الأطرش وأسمهان





المطرب محمد عبد المطلب





حكمت فهمي