عزيزي القارئ: من ينقذ مدننا العربية؟

عزيزي القارئ: من ينقذ مدننا العربية؟
        

          حرصت «العربي» على أن تنقل قارئها إلى مدن العالم، العربية والغربية، لتكون بصرًا وبصيرة، فالمدينة هي أم التجمع الحضاري الذي يفرز التقدم، ولذلك ينبه رئيس التحرير في حديثه الشهري إلى ضرورة إعادة إحياء مدننا العربية، لأنها بينما تستخدم الجماهير العريضة فيها أحدث سبل المعيشة، فإنها ـ على مستوى التفكير ـ والسلوك والقيم الشخصية لا تمثل انعكاساً لقيم الحداثة والتمدن، مما يؤثر سلباً وبشكل واضح على مجتمعاتنا العربية, حيث تنتشر منظومة من العادات والقيم والأعراف التي سبقت الدولة المدنية، تأسست على ظروف الحياة اليومية في الريف كمجتمعات زراعية والصحراء بروابطها القبلية، مما يعني سيادة الفكر الأحادي الإطلاقي الذي لا يؤمن بالتعدد أو التعايش بفعل بيئة أحادية اللون نما وترعرع فيها ابن الريف أو القبيلة في الصحراء.

          من مدننا العربية التي اخترناها تجسيدًا للرحلة العربية إلى المملكة المغربية سنقرأ عن الصويرة، التي يحدثنا عنها الشاعر محمد الصالحي، فلا يكتفي باستشعار وجه بديع لجغرافيتها، بل يتلمس خفقات قلبها الذي يروي سيراً عطرة لأهليها. فالمدينة وساكنوها صنوان لا يفترقان.

          وإذا كانت المدن جُمَّاع الحضارة فهناك صانعوها، وما أكثرهم، من علماء ومفكرين وأدباء وفنانين، وقد اختارت «العربي» مناسبة الذكرى الأربعين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لتجعل 2013 عام طه حسين، تقديرًا لرحلة التنوير التي قادها، وإجلالاً للفكر الذي قدمه وأحياه، وتحية للنهضة التعليمية التي دعا إليها، وستنشر بدءًا من هذا العدد الكتابات التي تعيد القراءة لأعماله، من منظور جديد، لتعيد اكتشاف طه حسين، الحي بأثره وآثاره، حتى بعد مرور أربعة عقود على رحيله.

          لكن «العربي» مثلما تُجلُّ من رحلوا، تعتز بمن يواصلون اليوم مسيرة الإبداع، وعلى رأسهم في هذا العدد الشاعر الكبير سميح القاسم، الذي يخصص له ملف بعنوان «هاملت الفلسطيني»، ضمن سلسلة ملفات أخرى عن أعلام الثقافة الفلسطينية، التي كرست لإبداع أمة نُكبت وبقي يقينها ووجودها في ضمير الإبداع.

          ديوان الرحلة العربية، وكذلك موسوعة لأعلام العرب والغرب ، فأهلاً بكم في قافلة «العربي» دعوة تتجدد كل شهر إلى صفحات من القراءة والتفكير والحلم.

 

 

المحرر