جواب
أجبت الريحَ في عُمقِ انتصابِي
بأنَّ المجد دومًا للشبابِ
وأن الغُصْنَ يدركُهُ اخضرارٌ
إذا ما الماءُ سارَ في انسيابِ
يَرْوِي الزرْعَ والحَرّثَ وكلَّ
مَيّتٍ تحتَ التُرَابِ
فَتُزّهِرُ الدُنْيا ويَشّدُو للحَياةٍ
طيّرُنَا في كُلِّ غَابِ
وَتَرْنُو للعُلاَ هِمَمُ الرِجَالِ
كَنّورٍ لاَحَ مِنْ فَوْقِ الشِعَابِ
فَينْغَلِقُ بِهَا للذُلِّ بَابٌ
وَيَنْفَتِحُ بَها للْمَجدْ بَابُ
الشِعْرُ صَهْوَتُنَا وَالحُرْبُ قِبْلتُنَا
للْعَّزِ أحْبَابٌ وَأَنْسَابُ
كَتْبنَا تارِيخ أُمّتِنَا
فَصَارتْ أُمَّةً فَوقَ السَحَابِ
أَرانِي أَعِيشُ بَيْنَ قَوْمِي
سَيِّدًا رَغْمَ الصِعَابِ
فَلَا وحْشَةً لِلْقَلْبِ تَسْرِي
وَلَا عِّلِةً فِيهَا اكْتِئَابِ
أُقَبّلُ الأرْضَ فِي كُلِّ حِيًن
سَواء فِي ذَهَابٍ أَوْ إيَابِ
فَلَا أَخَافُ الوَعْدَ يَومَّا
وَلَا فِي الفَقْدِ تُزْعِجُني الذِئَابُ
وَلَا صَوتًا يُعَكرُ صَفْوَ نَفْسِى
وَإنْ كَانَ الذِي يُحْدثهُ الغُرَابُ
شَبَابٌ عَلى الدَوامِ وَإِنْ هَرْمِنَا
شَبَابُ القَلْبِ لَيْسَ يُمَاثُلِهُ شَبَابُ
يقول:
«لماذا تشتهي الدُنْيَا مُصَابي»
لأنّي ضَعِيفٌ أَعِيشُ فِي اغْتِرَابِ
«ألَا تدْرِينَ من أفنى شبابي»
صُحُبَةٌ لَمْ يَفْقَهُوا مَعنىَ الجَوَابِ
«ألَا تدْرِينَ مَن أدمى وجودي»
غُلاة أفْرَغُوا فَحْوىَ الكِتَابِ
«وَمَا نَفْعُ انفَعَاٍل وانتحابِ»
إلّا كَمَنْ رامَ الحَياةَ عَلى الخَرَابِ
«إِذا سَهِرَ الصِحَابُ بِحُضْنِ لَيلى»
فَأوْصِدُ دُونَهُمْ بِالقُفْلِ بَابِ
تُونِسيّ أَنَاَ رَغْمَ أَنْفِي
وَأنْف مَنْ نُسِيَ انْتِسَابِي
كرم محمد الخماسي
بنزرت - تونس
حمص... ينبوع الحياة
يا أمّ الحجارةِ السوداء
يا حمصُ العدية
الأبية....
كم تاق الفؤاد إليك
إلى الحواري....
ودوحة الميماس
كم تاقت الروح لعاصيكِ
لكل مئذنة....
لكل كنيسةٍ....
للوعر للدبلان مشتاق
للخالدية.. والزهراء مشتاق
للغوطة الغناء في روابيك
استودعُ الأهلَ
استودعُ الأصحابَ
استودعُ القلبَ والوجدانَ في حناياكِ
د. كفاح الدين إدريس
حمص - سورية
أحلام البيان
بقلب الليل أدعو بنت عز
وأبغى وصْلَها طُول الزمانِ
وأشدوُ بنتَ قحطانٍ لَعلِّي
بقول الشعرِ والسبعِ المثاني
أنولُ الفخر أسمو على الثُريا
أُجسدُ كل أحلامِ البيانِ
فمن عدنانِ أنت لي التراثُ
وأنت الضادُ تختزنُ المعاني
ظمئتَ وكم ترومي لي التصادِي
وأنهلُ منك أقطاف الجنانِ
وحسنك يا ابنة السادات حسن
تضيق على مراميه الدواني
بذكرك أشدوُ أوزانًا تدومُ
يُعَطِرُ من ثناياها لساني
فأنتَ النبعُ بالعقير الفسيح
وما لغتي. لك ندٌ وثاني
عكفت العمر يالغتي عليك
وأنت البحرُ موفْور الجمانِ
وأنتَ الخلدُ ينسِابُ مُطلًا
من العلياء نورًا قد سباني
د. سامي محمد السيد
الشرقية - مصر