سلمان المالك.. ذاكرة تستفز النسيان

 سلمان المالك.. ذاكرة تستفز النسيان
        

          كائنات نصفها معتم والآخر مضيء بفعل مسحة فرشاة, أقنعة, لقاء ملون, حوار, نور يشتبك بالعتمة في حالة تضاد لوني حاد, ألوان صريحة تصرخ بصوت عال، خطوط لاتكاد تستقر على سطوح لوحاته, أجساد تستطيل إلى أن تملأ الفراغ الأبيض المفزع بمؤانسة اللون وحكايات الأمكنة القديمة, طفلة تلعب، حديث النساء, عائلة, أحلام تسكن زوايا اللوحة, جميع الألوان تقريبا تلتقي ولا تتنافر على أجساد تشدك بكل قوة, تجبرك على الوقوف والتأمل حتى لو كان الوسيط هو شاشة الكمبيوتر بصفحة الفنان الشخصية على الموقع الاجتماعي فيس بوك, سوف تمضي وقتا ممتعا لما تحمله معها من خبرة تشكيلية ومخزون معرفي عميقين تنضح بذاكرة أخلاقية تستفز النسيان بتنشيط العقل والوجدان وتغسل العيون رغم توعك رؤيتها من هول ما تشاهد في واقعها الرديء.

          انتشار الضوء وانكساراته على سطوح لوحات الفنان سلمان المالك تحكمهما قوانينه الداخلية الخاصة, فالنور أحياناً ينتشر في الجزء العلوي من الجسد ويختفي في المتبقي منه ليصبح معتماً رغم كل الألوان الباهرة التي تغطيه، إشارة واضحة إلى أننا (خلطة بشر) بخيرنا وشرنا بحبنا وكرهنا, بنورنا وعتمتنا، بفرحنا وحزننا، بجمالنا وقبحنا, فهذا الضوء كالعطر يفوح وينثر معه أشكاله المرسومة في أرجاء المكان, يضيء في مناطق وينطفئ في أخرى لتتحقق مفارقة الحياة بتنوعها واختلافها على جسد اللوحة التي اجتمع فيها العالم بأسره.

          لدى الفنان هاجس التأكيد على الأصالة في قالب حداثوي مقنع للجميع وباهر أيضا يحمل حلولاً تشكيلية في أعماله الفنية ونصوصاً من واقع الحياة اليومية وعلاقة الإنسان بالإنسان وقضاياه الراهنة بتسريبها في نصوصه التشكيلية وفي الرسم الصحفي عنده, فن الكاريكاتير حيث تناول قضية فلسطين والعراق وقضايا المجتمع المختلفة، وتعود بك أعماله الفنية إلى عالم خال من المكر والخداع، عالم الطفولة بألوانها الزاهية وعفويتها في الأداء مع حمولاتها التاريخية المستمدة من الذاكرة الشعبية برموزها ومقتنياتها وخبرة كبيرة من الفنان في تمثيل الواقع بكتل لونية تخاطب الكثير من الناس في عالم اليوم.

          الفنان سلمان المالك يجيد العزف على الكثير من آلات فن الرسم، فهو فنان تشكيلي صاحب أسلوب حداثوي ينتمي إلى التعبيرية التجريدية، ملون من الدرجة الأولى ورسام كاريكاتير ويجيد الرسم الصحفي بمواضيعه الإنسانية ومصمم شعارات ومبتكر علامات تجارية يتنقل بكل خفة من عالم إلى آخر دون أي عوائق, له قدرة على إزالة حدود فن الرسم باختلاف أنواع مناخاته وأدواته أيضا, رغم عدم قدرة الكثير من الفنانين على التوفيق في ما بين هذه العوالم.

          الفنان من مواليد الدوحة سنة 1958م، درس الفن بالقاهرة وحصل على بكالوريوس التربية والفنون سنة 1982م, حصل على العديد من الجوائز عربيا وعالميا وله لوحات مقتناة في الكثير من الأماكن المهمة ومنها متحف الفن العربي المعاصر والمركز الثقافي الفرنسي بالدوحة، واشتغل بالكثير من الوظائف التي كان لها دور مهم في تدعيم وترقية الذائقة البصرية في قطر، فهو رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني وله إسهامات مهمة في الصحافة اليومية بجريدة الوطن برسومه الكاريكاتيرية والرسوم الإنسانية الأخرى.

الجوائز والشهادات التقديرية التي حصل عليها
الفنان سلمان المالك

  • 2008، جائزة د.سعاد الصباح للإبداع التشكيلي الخليجي- الكويت.
  • 2006، الذهبية الشرفية في بينالي دكا الدولي الثاني عشر للفنون الجميلة.
  • 1999، وسام وزراء الشباب بدول مجلس التعاون تقديراً للدور الريادي المتميز في مجال العمل الشبابي.
  • 1999، جائزة الدانة المركز الأول الكويت.
  • 1996، جائزة السعفة الذهبية في المعرض الدوري لدول مجلس التعاون الخليجي الكويت.
  • 1995، ميدالية ذهبية المهرجان الدولي للفنون التشكيلية تونس
  • 1990، جائزة الدانة المركز الأول الكويت.
  • 1990، الجائزة الثانية - تصوير من الترينالي الدولي الأول القاهرة.
  • 1989، اختير ضمن أبرز فناني الكاريكاتير بالوطن العربي لندن.
  • 1983، الجائزة الأولى في معرض الكاريكاتير الأول الدوحة.
  • شهادات تقدير في العديد من المعارض الفنية.

الاقتناءات

          متحف الفن العربي المعاصر - الدوحة.
          المركز الثقافي الفرنسي الدوحة.
          متحف قطر الوطني.
          بنك قطر الوطني.
          المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث- الدوحة.
          بعض سفارات الدولة بالخارج.
          البنك العربي - الدوحة.
          مقتنيات خاصة متعددة في مختلف أنحاء العالم.

----------------------------------
* فنان تشكيلي من ليبيا.

 

عدنان بشير معيتيق 




من أعمال المالك الكاريكاتورية