«عبد الرحيم محمود .. ممات يغيظ العدى»

 «عبد الرحيم محمود .. ممات يغيظ العدى»
        

          سلامٌ من القلب وتحية طيبة ومعطرة بأريج الورد والرياحين..

          طالعت وبكل اهتمام موضوع «شاعر العدد» في العدد 649 - ديسمبر 2012 تحت عنوان «عبدالرحيم محمود.. ممات يغيظ العدى» للشاعرة والصحفية الكويتية سعدية مفرح.

          في البدء أقدم الشكر الجزيل للأنامل الرقيقة التي أحيت وبأحرف من نور اسم شهيد من الشهداء الأكارم، ألا وهو الثائر والشاعر العربي الفلسطيني عبدالرحيم محمود، الذي أثبت للعالم أجمع أن دمه الطاهر وشاعريته الخلابة قد انتصرا على رصاصات المحتل الصهيوني المعتدي البغيض.

          ومن خلال تسلسل البحث من قبل الباحثة الصحفية استوقفتني العبارات التي فيها ذكر لآثار الشهيد الشاعر: وهي كالآتي «.. تفرقت قصائد عبدالرحيم محمود في عدد من الصحف والمجلات الصادرة في فلسطين ومصر وسورية ولبنان».

          والسؤال هنا.. أين حصة صحف ومجلات العراق (آنذاك) من آثار وأشعار الشهيد عبدالرحيم محمود؟

          والعراق - وكما جاء في البحث  كان محطته الأولى بعد خروجه من فلسطين في أعقاب ثورة عام 1936م، حيث قضى الشاعر في العراق قرابة 6 إلى 7 سنوات، وفي هذه الفترة عمل في التدريس والتحق بالكلية العسكرية وتخرج ضابطًا برتبة ملازم.

          كما ذكرت الباحثة الفاضلة أيضا ما نصه: «.. وفي العراق اتصل عبدالرحيم محمود ببعض أدبائه وشعرائه، مثل معروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري وجميل صدقي الزهاوي، وكانت بينه وبينهم محاورات ونقاشات موضوعها الشعر والثقافة والنضال أيضًا...».

          وأطرح سؤالاً آخر أيضًا هو: أين آثار الشاعر الشهيد ضمن آثار ودواوين شعراء العراق الكبار (آنذاك)؟ وهذه الأسئلة أتمنى أن يجيبني عنها أدباء العراق الحاليون ومدرسو الأدب في الجامعات العربية، وكل متتبع لآثار الشعراء العرب، ولاسيما شعراء أبناء فلسطين الأبطال الغيارى، حتى يتسنى للجهات المعنية بجمع التراث الفلسطيني أن يكون ديوان عبدالرحيم محمود جامعًا وشاملاً لكل آثاره وأعماله الكاملة. وما ذكرته الباحثة الفاضلة من قيام لجنة مكونة من عدد من الأدباء العرب عنوا بجمع قصائد الشهيد في ديوان طبع في العاصمة الأردنية عمان في العام 1958م، محتويا على سبع وعشرين قصيدة فقط.

          وأشاطر رأيي مع رأي الباحثة الفاضلة بقولها: «.. ولعل عبدالرحيم محمود كتب أكثر من ذلك العدد من القصائد، لكنه لم يكن ليهتم بجمعها قبل أن يجمع نفسه التي تفرقت على مدى الخريطة الفلسطينية كلها..».

          وقد كانت شهادة الشهيد الشاعر عبدالرحيم محمود بعمر الشباب ما بين (34 - 35) عامًا. قضى جلها في نضال وجهاد المحتل الصهيوني الغاشم لأرض فلسطين الحبيبة. ومسيرة الشهادة التي تشرف بها شهيدنا الشاعر الفلسطيني مثله في ذلك مثل مئات الآلاف من شهداء فلسطين الحبيبة.

          والشكر الجزيل للصحفية والشاعرة الفاضلة سعدية مفرح ولكادر مجلة العربي الغراء.

حسين هاشم آل طعمة
كربلاء - العراق