أوباما.. ومستقبل فلسطين

لا شك في أن زيارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما في شهر مارس الماضي وخطابه التاريخي في إسرائيل قد قلبا صورته تمامًا في العالم العربي، وأطاحا بكل الآمال والظنون التي كانت ترى فيه رئيسًا أمريكيًا يمكنه أن يقدم دعمًا متوازنًا ونزيهًا لطرفي الصراع العربي - الإسرائيلي، وبالتالي لوضع أسس جديدة للسلام في المنطقة، واليوم نرى أن تلك الآمال لم تكن سوى مجموعة من الأوهام، وأن هذا الرئيس الأمريكي، مثله مثل من سبقوه من رؤساء أمريكا منذ 65عامًا ليس سوى عنصر من عناصر تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية لدعم الوجود الإسرائيلي بشكل كامل ومطلق وزرعها في المنطقة وقهر كل الأطراف التي قد تمثل تهديدا لذلك الوجود.

 

  • إن أحد مواضع التناقض الكبرى التي تضمنها خطاب أوباما هو الاعتراف بمشروعية قيام دولة على أساس ديني ووصفها بأنها دولة يهودية، في الوقت نفسه الذي سبق وأن أشاد به بالديمقراطية في إسرائيل
  • يبدو أن الدعم الذي أولته أمريكا لبعض النظم العربية أخيراً له دور كبير في تحييد الدول العربية من المداولات التي سبقت إعلان أوباما لدعم أمريكا لقيام دولة يهودية وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل
  • بعض الدبلوماسيين الأمريكيين وبينهم تشاس فريمان يرون أن هذه الزيارة، في النهاية، لم تكن تبتغي أن تحقق شيئًا بقدر ما أنها رسالة للداخل الأمريكي وأنها جاءت في سياق دفاعي يرمي إلى تهدئة الساحة السياسية الأمريكية بعد أن تعرّض لانتقادات شديدة بسبب عدم انحيازه الكافي إلى إسرائيل ورئيس وزرائها (بنيامين) نتنياهو
  • يتبين من خلال هذا الخطاب الذي ينبغي ألا نتجاهله، كيف أن العرب يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم اليوم حول الكثير من القضايا، وإدراك أن العمل العربي المشترك يجب أن يعود ليمثل أولوية أولى لدى صنّاع القرار في العالم العربي، فلا يمكن أن يظل العرب أسرى رد الفعل على القرارات الأمريكية أو رغبات قادة إسرائيل

في مايو من العام 1948 سقطت فلسطين، في مرحلة شديدة الاضطراب كانت تسود العالم، وذلك بتحالف الغرب الأمريكي والأوربي ضد فلسطين، الذين أقاموا دولة إسرائيل على ما يزيد على نصف مساحة فلسطين التي اقتطعوها لمصلحة الكيان الجديد الذي أرادوا زرعه في المنطقة.

وفي العام 1967 تحالفت أمريكا مع إسرائيل ضد الدول العربية التي تحالفت مع فلسطين، وقدمت لها الدعم الكامل الذي مكّن الدولة الإسرائيلية من احتلال بقية أرض وشعب فلسطين والتي سميت بالضفة الغربية.

وخلال كل المواقف السياسية التي لحقت تلك المراحل التاريخية تبين للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم، وبشكل كامل، المشروع الإسرائيلي وتضعه على قائمة أولويات سياساتها الخارجية، بل والأساس الذي يمكن به أن يحقق أي مرشح رئاسي أمريكي النجاح في الانتخابات الرئاسية إذا أعرب عن دعمه لإسرائيل.

لكن ما فعله الرئيس الأمريكي في هذه المرة يصل إلى حد ربما لم يسبقه إليه أي من أقرانه الأمريكيين الذين سبقوه في المنصب، إذ إنه وفي خلال زيارة هي الأولى لرئيس أمريكي منذ فترة طويلة، يذهب إلى إسرائيل لمدة ثلاثة أيام، ويقدم خلالها خطابًا، أو عهدًا، عبر خلاله عن دعم الولايات المتحدة الكامل والمطلق لكي تحقق الصهيونية حلمها التاريخي في قيام دولة يهودية من النهر إلى البحر، كما عبر عن دعمه لانتزاع ما تبقى من مدينة القدس من أيدي العرب والمسلمين ليسلمها عاصمة موحدة معترفًا بها من أكبر دولة في العالم كعاصمة أبدية للدولة اليهودية.

لقد أثارت هذه الزيارة اهتمام العالم، وليس اهتمام العرب والفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل والأمريكيين أيضًا، وأثارت الكثير من الشكوك حول أسبابها، في توقيت يعرف الجميع فيه أن وعود الرئيس الأمريكي لمصلحة اقتصاد بلاده وإصلاحه لم يتحقق منها شيء. إضافة إلى أن الخطاب احتوى على العديد من التناقضات والمرور العابر على قضايا شديدة الحساسية بالنسبة للعرب مثل الأوضاع في المنطقة وهي التي لم تحظ إلا بإشارات عابرة، كما أن بعض الأمور شديدة الحساسية بالنسبة للأمريكيين أنفسهم أيضًا وبينها ملف إيران النووي قد تم العبور عليها باقتضاب.

 

تناقضات الخطاب الأمريكي

إن أحد مواضع التناقض الكبرى التي تضمنها هذا الخطاب هو الاعتراف بمشروعية قيام دولة على أساس ديني ووصفها بأنها دولة يهودية، في الوقت نفسه الذي سبق وأن أشاد فيه بالحريات والديمقراطية في إسرائيل، بينما مشروع الدولة اليهودية يتضمن في جوهره نسفًا تامًا لما أشاعته إسرائيل عن نفسها، وما ساهم الغرب في الترويج له طويلًا من أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. لأنه من البديهي أن الدولة التي تصف نفسها بأنها دولة يهودية سوف تضع أولويات الحقوق للمواطنة على هذا الأساس الديني، وبالتالي لا يمكن لدولة كهذه أن تساوي في نظرتها إلى المواطنين المسيحيين والمسلمين الذين يعيشون على أراضيها.

وستفرض بناء على هذا الواقع الجديد ألوانًا مختلفة من التمييز بين مواطنيها على أساس الهوية الدينية، وهو أمر يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية التي يتشدق بها هذا الكيان الصهيوني منذ عقود. وسيصبح ووفقًا لمثل هذا التوجه من البديهي أن يفقد عرب 48 جميع الحقوق المكفولة لهم، كما سيكون مواطنو الضفة الغربية أشبه بالغرباء لأنهم ليسوا يهودًا وبالتالي لا توجد لهم أي حقوق.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يؤدي إليه مثل هذا التحول هو أن القوى السياسية الأخرى في فلسطين من التيارات الدينية، وخصوصًا «حماس»، سوف ترى في مثل هذا التوجه مبررًا لهم ومسوغًا لكي ينادوا بإقامة دولة دينية إسلامية في المقابل.

ومن الواضح أن اتخاذ الرئيس الأمريكي أوباما لهذا التوقيت لإعلان دعمه غير المشروط للمشروع الإسرائيلي له علاقة كبيرة بأوضاع الدول العربية في المنطقة والتي تعيش اليوم مرحلة من أضعف ما مرت به خلال العصر الحديث.

فمصر كما نرى تعيش مرحلة صعبة وتواجه فيها تحديات كبيرة تؤدي لانشغالها بالأوضاع الداخلية على حساب العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الملف الاقتصادي الذي يعاني أزمات لم تعرفها مصر منذ عقود، أما سورية فتعاني أزمة ضخمة، بسبب الحرب الطائفية المشتعلة فيها بلا هوادة، والتي لا يعرف أحد إلى ماذا ستنتهي، والعراق تم إضعافه وتفكيكه تمامًا منذ احتلاله وحتى الآن، حيث لايزال يعاني الكثير من المشكلات السياسية والاقتصادية.

وبالتالي فإن الدول العربية الكبرى، وبينها دول الخليج، التي كانت دومًا طرفًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تم استبعادها حتى من المداولات السابقة على القرار الأمريكي لدعم قيام دولة يهودية وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. ويبدو أن الدعم الذي أولته أمريكا لبعض النظم العربية أخيرًا له دور كبير في هذا التحييد غير المباشر لدول المنطقة في هذه المرحلة. وقد بدا واضحًا أن عدم التفات الرئيس الأمريكي للمنطقة العربية في خطابه هو نوع من الإشارة الواضحة إلى الاستهانة والاستخفاف بالمنطقة وبضعفها، مقابل التأكيد على القيم الخاصة بالديمقراطية وبالإنجازات العلمية في إسرائيل، وتأكيده أن الكثير من مظاهر التقدم العلمي الأمريكي تحققت بفضل ما تم استكماله من هذه المظاهر في إسرائيل.

ولعل أهم ما يمكن أن تشير إليه خطوة أمريكية كهذه التأكيد على أن الأمن القومي العربي قد تم اختراقه، لدرجة أننا لم نسمع أي تعليقات رسمية من أي دولة عربية حول خطاب الرئيس الأمريكي وما جاء فيه. أو أن تتبرع أي دولة عربية حتى من باب الإعلام، لكي تعلن احتجاجها على ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي.

اللافت أيضًا أن الرئيس الأمريكي أوباما لم يكتف بما قاله، وما عبّر عنه من تأييد مطلق وغير مشروط لدولة إسرائيل، بل ودعا لمصالحة بين كل من إسرائيل وتركيا بعد إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بالاعتذار لتركيا، وإعلانها عن إمكانها ترتيب التعويضات في وقت لاحق، وهو ما اعتبر ضربة كبرى للعرب الذين كانوا يرون في القيادة التركية أملًا كبيرًا في دعم الملف العربي في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي. وهو ما يعني عودة التحالف الإستراتيجي القديم بين كل من تركيا وإسرائيل.

 

صمت عربي

وقد كان لافتًا حقًا أن خطاب الرئيس أوباما الذي لم يلق أي رد فعل على المستوى العربي الرسمي قد حظي بانتقادات العديد من الإعلاميين غير العرب حتى من الإعلام الأمريكي نفسه، ورأى فيه الكثير من المحللين السياسيين والكتاب في الغرب إهانة للعرب وتحطيمًا لأحلامهم بالسلام.

فقد أشار الكاتب البريطاني باتريك سيل - على سبيل المثال - إلى أنه قلّما أظهر أيّ رئيس أمريكي، اهتمامًا بهذا الحجم الكبير بمصلحة إسرائيل، وقلّما عكس هذا القدر من اللامبالاة العفوية إزاء العرب.

كما أشار إلى أن زيارة أوباما إلى إسرائيل ودول الجوار العربية تعد لحظة مهمة في ولايته الثانية. وتبعث برسالة واضحة، مفادها أن الرئيس ليس مستعدًا للمشاركة في أي خلاف مع القوى النافذة المؤيدة لإسرائيل، والراسخة بعمق في صلب حكومة الولايات المتحدة ومجتمعها. وفي الأمر إشارة، بالنسبة إلى العرب، إلى أن حلّ المشكلة الفلسطينية ما عاد من أولوياته. وهو يبدو مستعدًّا لتركها على عاتق الشخص التالي الذي سيقيم في البيت الأبيض، بغض النظر عن هويته.

وفيما رأى البعض وبينهم المحلل السياسي فريد زكريا أن الرئيس الأمريكي قد ذهب إلى ما لم يسبقه إليه أي رئيس أمريكي آخر في إظهار الدعم لإسرائيل، لكنه يرى أيضا أنه في توجيه الخطاب للضمير الإسرائيلي أشار إلى أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق من دون إقامة دولة فلسطينية، وذكر في حديثه للشباب الإسرائيليين أن يضعوا أنفسهم في موضع الشباب الفلسطينيين ليدركوا حجم معاناتهم وأهمية أن يعودوا لكي يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.

وربما يكون ما يقوله فريد زكريا صحيحًا، لكن هذا الخطاب في الحقيقة يمكن أن نعتبره تناقضًا أكثر من اعتباره شيئا آخر، فما معنى أن يخاطب الرئيس الأمريكي الضمير الإسرائيلي، بينما هو في الوقت نفسه يعلن دعمه غير المشروط للمشروع الإسرائيلي كاملًا، ويتبنى دعم المشروع الصهيوني القائل بدولة يهودية عاصمتها القدس الموحدة على أرض الميعاد كما أسماها في خطابه؟ وأرض الميعاد في الفكر الصهيوني هي فلسطين من النهر إلى البحر وربما أشمل من هذا.

وما معنى أن يدعو الرئيس الأمريكي شباب إسرائيل لأن يضعوا أنفسهم مكان الشباب الفلسطيني لكي يؤمنوا بضرورة السلام، وأن يؤمنوا بحق الشباب العرب في أن يحيوا آمنين، بينما الإستراتيجية السياسية الأمريكية والتي يتحكم فيها اليهود بقوة لا ترى ذلك ولا تدعم هذه الرؤية؟

هذا التناقض تشير إليه كاتبة أمريكية أخرى هي دانا ميلبانك قائلة إن وعود أوباما التي أعلنها عندما تولى منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في العام 2009 كانت قد أحيت الأمل لدى العالم بإمكان تحقيق السلام في العالم، وخصوصًا في شأن تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي، لكنها ترى أنه اليوم وبعد مرور أربع سنوات على وعوده فإن شيئًا لم يتحقق من تلك الوعود، وأن ما أعلنه في خطابه في إسرائيل يتناقض مع ما كان قد سبق أن أعلنه في خطابه في القاهرة في 2009 حينما قال «إن الوضع بالنسبة للشعب الفلسطيني لا يطاق»، كما أشارت إلى انتقاده في القاهرة لبناء المستوطنات الإسرائيلية بوصفها تعيق الجهود المبذولة لتحقيق السلام وأنه قد حان الوقت لوقف بناء المستوطنات.

 

رسالة للداخل الأمريكي

ولهذا كان بعض الدبلوماسيين الأمريكيين وبينهم تشاس فريمان يرون أن هذه الزيارة، في النهاية، لم تكن تبتغي أن تحقق شيئًا بقدر ما أنها رسالة للداخل الأمريكي وأنها جاءت في سياق دفاعي يرمي إلى تهدئة الساحة السياسية الأمريكية بعد أن تعرّض لانتقادات شديدة بسبب عدم انحيازه الكافي إلى إسرائيل ورئيس وزرائها (بنيامين) نتنياهو، كما انتُقد أيضًا لعدم زيارته إسرائيل أثناء ولايته الأولى، واشتُبه في تعهده لمموّلي حملته الانتخابية القيام بالرحلة هذه. كان عليه إذن إبعاد المسألة الإسرائيلية – الفلسطينية عن الساحة السياسية الأميركية، بغية التركيز على التحديات الداخلية، وخصوصًا تلك المتعلقة بالموازنة، ولم يهدف أثناء زيارته إلى تحقيق أي شيء.

في كل الأحوال يتبين من خلال هذا الخطاب الذي ينبغي ألا نتجاهله، كيف أن العرب يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم اليوم حول الكثير من القضايا، وإدراك أن العمل العربي المشترك يجب أن يعود ليمثل أولوية أولى لدى صنّاع القرار في العالم العربي، وإدراك أن أي تقدم في عملية السلام وفي استعادة العرب لقوتهم التي تبدو اليوم شديدة الوهن بسبب الظروف والمتغيرات لا مفر منه، وهو الضامن الرئيسي لإمكان تحقيق العرب لمصالحهم ومصالح شعوبهم وضمان تحقيق السلام للشعوب العربية وللفلسطينيين.

لا يمكن أن يظل العرب أسرى رد الفعل على القرارات الأمريكية أو رغبات قادة إسرائيل، من دون تبني إستراتيجيات فعالة لاستعادة المنطقة لقوتها ولرفاهية شعوبها في المستقبل.

لكن هذا أيضًا ووفقًا للمتغيرات الجديدة لم يعد مجرد منطق ينبغي انتهاجه من قبل النخب والإدارات بقدر ما ينبغي أن يكون جزءا من أولويات الشعوب العربية التي تحاول أن تصنع التغيير في بلادها، بحيث تدرك أن التضامن العربي ينبغي أن يكون مطلبا يلتف حوله الجميع من أجل تحقيق السلام في المنطقة واستعادة حقوق الفلسطينيين المغتصبة. وقبلهاحماية دولهم وكياناتهم وثرواتهم المهددة من التفكك والضياع.

كما يمكن أن نتأمل اليوم كيف أن الإدارة الأمريكية حين قامت بدعم تيارات سياسية بعينها لقيادة دول التغيير في المنطقة تبدو اليوم كأنها تعرف أن هذه التيارات لا تملك إلا تحقيق المزيد من الضعف للدول التي تحكمها، وهو ما يتيح لها - أي الولايات المتحدة - أن تغتنم الفرصة لتنفيذ بعض من إستراتيجياتها الخاصة بدعم إسرائيل. وهذا هو المطلب الأساسي لإسرائيل التي تراهن على أن بقاءها في المنطقة مرهون بإضعاف جيرانها بكل ما تمتلك من قوة، وبجميع الوسائل والسبل.

في هذا الشهر تمر الذكرى الخامسة والستون للنكبة التي أدت إلى سقوط فلسطين، وإنشاء دولة لليهود عليها، وعلى الرغم من كل هذه السنوات الطويلة، وعلى الرغم من الحروب والمفاوضات، لا يبدو أن العرب قد تعلموا الدرس بعد، ولم يفهموا اللعبة، على الرغم من أن ما تقوم به إسرائيل عبر تجييش قوتها في الولايات المتحدة والغرب بات واضحًا للجميع، واليوم يعرف العالم كله أسباب قوة إسرائيل التي حققتها من عنصرين أساسيين هما التغلغل والسيطرة على مراكز صناعة القرار في أمريكا والغرب، وعلى إحداث ثورة علمية هائلة. بينما نحن العرب لا نستطيع ملاحقة هذا الكيان الصغير، لا في السياسة ولا في العلم.. فمتى سيستوعب العرب الدرس؟.