معرض العربي: جوزف مالورد وليم تيرنر «مطر وبخار وسرعة»

سينما العرب الناطقة بالفرنسية.. اللغة، بين الغربة والإبداع

مع السنوات الأولى لثورات التحرر العربية ضد الاستعمار، واستقلال العديد من الدول الناطقة باللغة الفرنسية، بدأت موجات من المهاجرين العرب قادمين إلى فرنسا تمثلت حتى الآن في ثلاثة أجيال.. جاءت من الجزائر وتونس والمغرب.

هؤلاء المهاجرون ذهبوا إلى وطنهم الجديد، كي يحصلوا على الجنسية، والبقاء هناك بشكل دائم وأبدي، وصار عليهم أن ينقلوا معهم ثقافتهم العربية، والإسلامية إلى هناك، يكتب الأدباء باللغة الفرنسية، وينشرون كتبهم هناك وسط نوع جديد من المهجر والغربة، يختلف تمامًا عن المهجر الذى عرفه العرب الذين هاجروا إلى القارتين الأمريكيتين مع بداية القرن الماضى.

وكان من السهل على الكاتب العربى الناطق بالفرنسية أن يجد ناشره، سواء في الوطن الذى جاء منه، أو في فرنسا، حيث فتحت دور النشر أبوابها لهذه الثقافة الجديدة على القارئ الفرنسى، الذى وجد لغته الفرنسية، وقد رصعت بمفردات لغوية عربية، بدت واضحة في مؤلفات كاتب ياسين والطاهر بن جلون، ومولود فرعون، ومحمد ديب، وإدريس شرايبى، وأمين معلوف، وغيرهم من الأدباء.. وسميَّ هذا الأدب ضمن الأدب الناطق بالفرنسية، أو الفرانكفونى، ولم يسم قط بأنه أدب فرنسى، مهما حصل العرب على الجنسية، أو مهما طالت مدة إقامة كل منهم هناك.

وازداد عدد الأدباء الذين يكتبون بالفرنسية، وفى الكثير من الأحيان كان هذا الأدب تائهًا بين الهوية العربية، واللغة الفرنسية المكتوبة بها هذه الروايات، التى حصلت دومًا على كبريات الجوائز الأدبية في فرنسا، ومنها جائزة جونكور، وجائزة الأكاديمية الفرنسية، وأيضًا جائزة فلور، وغيرها، بل أن بعض هؤلاء الأدباء وجدوا أنفسهم وقد صاروا أعضاء في الأكاديمية الفرنسية.

فى عالم الأدب، تنسب الرواية إلى كاتبها، وغالبًا ما ينسب الكاتب إلى جذوره، كأن نقول إن أمين معلوف كاتب لبنانى يكتب بالفرنسية، إلا أن الأمر يختلف تمامًا بالنسبة للإنتاج السينمائى، فمن المعروف أن الفيلم السينمائى يحمل هوية البلد الذى ينتمى إليه المنتج صاحب المال الذى يقوم بتمويل الفيلم، لذا فإننا بالنظر إلى الأفلام السينمائية التى قام العرب المهاجرون إلى فرنسا بإخراجها، أو كتابتها، هى في المقام الأول أفلام فرنسية، مهما كانت هوية صناعها، حتى وإن لم يهاجروا بالفعل إلى أوربا، ولم يحملوا الجنسية الفرنسية، أو غيرها من الجنسيات.

لذا فإن الأفلام التى تم إنتاجها في فرنسا من المخرجين المغاربة، قد تناقش مشكلات عربية، وعلى رأسها موضوع الهجرة خارج الوطن، بكل أبعادها، هى أفلام فرنسية في المقام الأول ومن هنا تأتى الازدواجية التى تمثلها هذه الأفلام.. صحيح أن هناك بعض الاستثناءات تبدو في موضوعات أفلام أخرجها مارون بغدادى، ومهدى شرف، وعبدالكريم بهلول، إلا أن أغلب المخرجين العرب الذين استعانوا بالأموال الفرنسية بشكل كامل، كانت لديهم موضوعاتهم العربية، حول المهاجرين الذين عاشوا في اغتراب.

ويعنى مصطلح «شكل كامل» هنا، هو أن تكون الأموال الخاصة بالإنتاج مصدرها فرنسى، سواء من شركات الإنتاج، أو المؤسسات الاقتصادية والإعلامية، حيث إنه من المعروف أن جهات تمويل فرنسية تمنح جزءًا من أموال الإنتاج للمخرجين العرب، مثلما فعلت مع يوسف شاهين، ويسري نصر الله، وعاطف حتاتة، وأيضًا إلى مارون بغدادى، قبل هجرته إلى فرنسا، فهذه الأفلام تدخل ضمن إطار الإنتاج المشترك بين الدولة العربية وفرنسا، ويتعامل كل من الطرفين على أنه صاحب الفيلم، مثلما حدث مع فيلم «باب الشمس» ليسري نصرالله على سبيل المثال.

أما الأفلام التى نقصدها، فهى التى تمول تمامًا من الأموال الفرنسية، وبالرغم من أن كل طاقم العاملين من العرب، إلا أنه يعد فيلمًا فرنسيًا، يحصل على الجوائز المحلية الفرنسية، ولعل من أوائل هذه التجارب، فيلم «الشاي في حريم أرشميدس» لمهدي شرف عام 1985، المأخوذ عن رواية كتبها المخرج ونشرها في دار «ميركور» الفرنسية، وقام المخرج الفرنسى اليونانى الأصل، كوستاجافراس بتمويل الفيلم من أمواله الخاصة مع زوجته ميشيل راي.. وسوف نتوقف في مكان آخر للحديث عن هذه الرواية أو الفيلم.

حسبما جاء في كتاب «المسلمون في فرنسا» المنشور عام 1985 للكاتبة آنى كريجيه كرينكى، فإن المهاجرين إلى فرنسا، بدأوا في صناعة سينما خاصة بهم تسمى سينما المهاجرين.. ولا شك أن المهاجرين لم يكن بمقدور أي منهم الإقدام على الإنتاج، والغريب أن المنتج الوحيد الذى كانت لديه قدرة على الإنتاج وهو طارق عمار قد اتجه لإنتاج أفلام أمريكية، ولم يشارك بتمويل فيلم يخص المهاجرين من أبناء وطنه.

وسوف نرى أن مؤسسات السينما في شمال إفريقيا قد شاركت - في بعض الأحيان - في تمويل أفلام لمخرجيها الذين بحثوا عن تمويل فرنسى، مثلما حدث مع لاخضر حامينا في فيلمه «الصورة الأخيرة» عام 1986.

وحسبما جاء في كتابنا «الأدب العربى المكتوب بالفرنسية»، في طبعتيه، فإن فرنسا شهدت ثلاثة أنواع من الأفلام الناطقة بالفرنسية، وهذه الأفلام حسب الترتيب التاريخى هي:

- أفلام الأقدام السوداء، وهى الأفلام التى أخرجها الفرنسيون، الذين ولدوا في العالم العربى، إبان استعمار فرنسا لبلاد عربية، وتعاملت مع هذه البلاد كأنها أرض فرنسية، وعندما تم الاستقلال، عادت الأسر الفرنسية إلى بلادها الأصلية، ولعل أشهر نموذج في عالم الأدب هو ألبير كامى، وإيمانويل روبليس صاحب مسرحية «مونتسرا» أو «ثمن الحرية»، أما في عالم الأفلام، فإن الفرنسيين الذين عادوا إلى بلادهم، تم التعامل معهم على أنهم غرباء عن فرنسا، وفي بعض الأحيان، على أنهم أقرب إلى زنوج الولايات المتحدة.

لقد كانت ذكريات هؤلاء المخرجين، وهم أيضًا كتاب سيناريو، مرتبطة بالجزائر، وكانت النصوص التى قدموها تمزج بين هذه الذكريات، والأرض الجديدة بالنسبة لهم، ألا وهي فرنسا. هؤلاء السينمائيون لم يعرفوا، حتى تمت إعادتهم إلى بلادهم، سوى الأرض العربية، خاصة الجزائر، فهم منقسمون في انتماءاتهم، بين الجزائر، وفرنسا، أيًا كانت عقائدهم، فمنهم اليهود، ومنهم المسيحيون.. حيث قال واحد من هؤلاء أصحاب «الأقدام السوداء»: «لم يكن وطننا أبدًا بلدًا لنا، ولم تكن جغرافيًا فرنسا هى تاريخنا أو جغرافيتنا، وكان أقراننا يتمتعون بعيون زرقاء وشعر أشقر. مما جعلنا أقل عبثية بالنسبة للأطفال هناك، كانت مدننا تنتمى إلينا، وكان وجودنا هناك مؤقتًا».

إذا كان البعض قد استخدم مصطلح «فرنسة الجزائر»، فإن ما حدث لأغلب أبناء الأقدام السوداء هو أنهم تم تعريب وجدانهم، من خلال الثقافة العربية، والمكان، وقد بدا ذلك واضحًا في أفلامهم.

الجدير بالذكر أن مصطلح «الأقدام السوداء Pieds moirs» مأخوذ من الميثولوجيا الإغريقية عندما وطأ هيراقليس بقدميه أرض آسيا، فاستعمرها لأن سكانها رأوا قدميه كبيرتين.

وأبناء هذا الجيل، نشطوا كمبدعين في مجال السينما خلال العقدين السابع والثامن من القرن العشرين، وكانت هذه السنوات قد كونت لديهم ذكريات فرنسية، فتخلوا عن أوطانهم الأولى في شمال إفريقيا، وقد حدث أن الكثير منهم لم يستكمل مسيرته في عمل الأفلام، وكأنه صار من الصعب عليهم أن يندمجوا داخل الأرض التى عادوا إليها.

من هذه الأسماء في مجال الإخراج، وكتابة السيناريو هناك ألكسندر أركادى، وروجيه حنان، وروبير حسين، وونيز عمار، ويعتبر أركادى، الأكثر تأثرًا بحياته التى عاشها في الجزائر، وأخرج أفلامًا فرنسية عن سيرة أسرته في الجزائر، ومنها «ضربة حظ» 1979، «العفو الكبير» عام 1981، و«المهرجان العظيم» 1983، و«آخر ليلة في طنجة» 1986، ثم الجزء الثانى من فيلم «العفو الكبير» 1992، و«زواج مختلط» عام 2004.

قالت مجلة ستوريا Storia في عددها الخاص عن هذا النوع من السينما، الصادر في أغسطس عام 1987، إن أركادى مثل العديد من أبناء هذه الثقافة يحمل تمزقه في داخله منذ ربع قرن، فهو لا ينسى أبداً بلد طفولته، فنحن لا نتخلص بسهولة من الجذور لأنها أشد قوة من أن نجتثها، وقالت المجلة نفسها إن أركادى قد صور من خلال الأفلام أشباح الماضى، وصارت أفلامه شاهدًا على لحظات صارت الآن تاريخًا.

وقد ظل أركادى في حالة انتقال دائم بين الجزائر، وفرنسا، وقد برزت سمته كواحد من الأقدام السوداء في موسوعة الويكيبيديا.

- النوع الثانى من الأفلام هى التى أخرجها العرب بأموال فرنسية، خاصة الذين هاجروا مع الجيل الأول من المهاجرين عقب الاستقلال مباشرة منذ نصف قرن، هؤلاء الذين ارتبطوا بثقافتين: الثقافة العربية التى جاءوا منها، وثقافة اللغة التى يعبرون بها، (ثقافة البلاد التى هاجروا إليها) إنهم يعبرون بالفرنسية، وتأتى اللغة العربية في المقام الثانى، وخاصة في السينما، وقد بدأت هذه الظاهرة من خلال شاب جزائرى يدعى عبدالكريم بهلول، حين أخرج فيلمه الأول «شاى بالنعناع» عام 1983، وهو العام الذى نشر فيه مهدى شرف روايته الأولى: «الشاى في مخدع أرشى أحمد»، ومن أفلام بهلول الأخرى «ليلة القدر» 1999، و«رحلة إلى الجزائر» عام 2008.

هذان المخرجان لقيا نجاحهما الأول من خلال أفلام فرنسية يتم تمويلها في فرنسا، ثم حققا هناك المزيد من الانتشار، وحصلا على الجوائز، وفيما بعد رجع كل منهما إلى بلاده ليخرج أفلامًا مشتركة الإنتاج بين الجزائر وفرنسا، مثل بهلول الذى أخرج في الفترة الأخيرة أفلامًا منها.

لا شك أن نجاح تجربة مهدى شرف، قد فتحت الأبواب لعشرات من المخرجين المغاربة المهاجرين، كى يسيروا على خطاه، وقد انضم إلى هذه القائمة مخرجون من لبنان، مثل مارى بغدادى الذى أخرج في البداية أفلامًا لبنانية فرنسية، مثل «خارج الحياة» عام 1991، ثم أخرج أفلامًا فرنسية الموضوعات كما سبقت الإشارة.

أهمية تجربة مهدى شرف، أنه روائى، يكتب بالفرنسية، سعت شركات الإنتاج إلى تحويل روايته إلى فيلم ناطق بالفرنسية، حول أصول المهاجرين العرب في حى «نقطة الذهب» الذى يعيش فيه أغلب المهاجرين العرب بباريس. وقد أصر الروائى على أن يتحول إلى مخرج، واستعان بالكثير من الشباب العربى ليعملوا كممثلين في فيلمه.. هو مولود في مدينة ماجينيا الجزائرية عام 1952، رحل إلى فرنسا عام 1970، وعمل في العديد من المصانع الباريسية، وحول تجربته الخاصة كروايته «الشاى في مخدع أرشى أحمد» التى صارت فيلمًا بعنوان «الشاى في مخدع أرشميدس» حول شاب مهاجر، يعيش تضاربًا بين ثقافتين، الثقافة التى تربى عليها في الجزائر، وثقافة فرنسا، إنه يحاول أن يتعلم، لذا فإنه يقوم بتفكيك كلمة «أرشميدس» إلى كلمتين عربيتين لسهولة التعرف على الكلمة، ونطقها.. والفيلم يدور حول قصة صداقة تربط بين اثنين من الشباب الصغير، الأول عربى، والثانى فرنسى، كل منهما يشعر بالاغتراب مع المكان، وهما لا يملكان الكثير من المفردات للتعبير عن رغباتهما، وأيضا بدافع الحشمة، ففي حي «نقطة الذهب» يعيش شباب عرب على عمليات التهريب والسرقات، تحوطهما العنصرية والتعصب، والظلم، نحن نتلقى ثلاثة أنماط من التعليم: تعليم آبائنا، وآخر من مدرسينا، وثالث من الحياة، وتتضارب هذه الأنماط الثلاثة.

وقد حقق هذا الفيلم نجاحًا فنيًا، وتجاريًا ملحوظًا، واعتبر فيلمًا رائدًا في سينما العرب الناطقة باللغة الفرنسية، بعد حصوله على جائزة أحسن فيلم في مسابقة «سيزار» التى تعادل جائزة الأوسكار، وقد جعل هذا النجاح شركات الإنتاج الفرنسى تقوم بتمويل أعمال جديدة للمخرج العربى الأصل، موضوعاتها فرنسية تمامًا، مثل «الآنسة منى»، و«كاموميل»، و«فى بلاد جولييت»، إلا أن المخرج قدم أفلامًا عربية الموضوعات في فترة لاحقة، مثل «ابنة كلثوم»، عام 2001، و«خرطوش سجائر حالواز»، عام 2007، وتعود أهمية مهدى شرف، إلى أنه روائى، وكاتب سيناريو، كما عمل في العديد من الأفلام التلفزيونية الفرنسية.

فى الوقت الذى خبا فيه نجم مهدى شرف بشكل ملحوظ، فإن المخرج رشيد بوشارب قد ازدادت أهميته من فيلم لآخر، رغم أنه مولود في باريس عام 1953، إلا أن موضوعات أفلامه - غالبًا - متجهة نحو وطنه الأصلى الجزائر، مثل فيلمه الثانى «شاب»، عام 1991، حول شاب جزائرى ولد في باريس، يعود إلى الجزائر، فيجد نفسه مطلوبا للتجنيد، فيهرب عبر الصحراء، ومعه فتاة في نفس سنه، ولها ظروف مشابهة، وقد أثار المخرج دهشة العالم بفيلمه «الوطنيون» عام 2006، الذى يدور حول قيام الجنود الجزائريين بالدفاع عن فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، وقد حصل هذا الفيلم على المزيد من الجوائز الكبرى في فرنسا وخارجها، مما شجع شركات الإنتاج الأمريكية على الاستعانة به لإخراج فيلم يقدمه في العام الحالى 2012 تحت عنوان «مثل امرأة».

- النوع الثالث من الأفلام، كما سبقت الإشارة، هي التى اشتركت فرنسا في إنتاجها، مع شركات الإنتاج السينمائية في البلاد العربية، وقد تباينت هذه الأفلام من حيث التمويل، حيث ساهمت بعض محطات التلفزيون بأموال لإنتاج أفلام عربية - فرنسية، عرضت بين المدن العربية والفرنسية، وكانت تمثل كلا الوطنين في المهرجانات، مثل فيلم «باب الشمس» الذي أخرجه يسري نصرالله.

وأغلب صناع هذه الأفلام، هم من الناطقين بالفرنسية أو الأقرب إلى هذه الثقافة، ويطلق عليهم عادة اسم «الفرانكفونيين»، وقد سعى أكثر رجال السينما العربية، وأيضا الأفارقة، لإيجاد تمويل فرنسى لأفلامهم، حيث إن بعض المشاريع السينمائية العربية كثيرا ما عرقلت لأسباب إنتاجية، فاتجه المخرجون إلى الممول الفرنسى، وحدث ذلك كثيرًا في الجزائر والمغرب، وتونس، ومصر، ولبنان، ففى مصر مثلا، نجح العديد من المخرجين في العثور على تمويل فرنسى، كان يوسف شاهين على رأسهم في أفلام ذات صبغة ثقافية فرنسية، منها «الوداع يا بونابرت» عام 1985، و«اليوم السادس»، و«المهاجر»، و«المصير» وأيضًا يسرى نصر الله، منذ فيلمه الأول «سرقات صيفية» 1990، و«مرسيدس» و«باب الشمس» عام 2005، أما تجربة التمويل الفرنسى لفيلم «أخناتون» لشادى عبدالسلام، فلم تر النور لرحيل صاحبها، كما تم تمويل عدة أفلام للمخرجة أسماء البكرى، منها «شحاذون ونبلاء»، و«العنف والسخرية» 2003، وهما مأخوذان عن روايتين للكاتب ألبير قصيرى، كما تم تمويل فيلم «الأبواب المغلقة» لعاطف حتاتة، وهو أيضًا متكلم بالفرنسية عام 2001.

وقد تم تمويل مخرجين عديدين في فلسطين، مثل ميشيل خليفى، وفي الجزائر، مثل محمود زمورى ولاخضر حامينأن ومرزاق علواش، وأيضا رضا الباهى من تونس، وقد سعى الكثير من المخرجين المغاربة إلى أن ينتقلوا بين باريس وعواصم بلادهم، سعيًا وراء الحصول على تمويل جديد لمشروعاتهم السينمائية الجديدة، بحيث تحمل الهوية العربية - الفرنسية، والغريب أن هذه الظاهرة تقلصت في مصر عقب رحيل يوسف شاهين، وليس السبب بالطبع هو موت المخرج، ولا تقلص شركة مصر العالمية، التى كان يمتلكها، ولكن لأن المبالغ المعروضة من الجانب الفرنسى، لم تعد تكفي للمشاركة في الإنتاج، باعتبار ارتفاع الأسعار في مصر، ولا شك في أن تجربة فيلم «العنف والسخرية»، قد دفعت المخرجة إلى الاستعانة بممثلين شباب، لتدبير الفيلم بأقل الأسعار.
-------------------------------------
* كاتب وناقد فني من مصر.

 

محمود قاسم*