مَشْهَدان

ضحكَ الجبلُ العالي

يومًا

فاخضرتْ شفتاه

وتنفَّسَ من بعدِ الصبرِ

الصعداءْ

وتثاءبَ فانزاحتْ

أشجارٌ ووهادْ

واهتزتْ أعماقُ البحرْ

وتناثرتِ الحيتانُ

على الرملِ الحارقِ أشلاءْ

وتبعثرتِ الشطآنْ

وحين بكى

كان الثلجُ يذوبُ

دموعًا بيضاءْ

تنزفُ فوقَ الأعشابِ

الميتهْ

وتعودُ لتبصرَ

وجهَ اللهِ الأعلى

محفورًا في شَفَةِ الوردهْ

مكتوبًا في صُوَرِ

الأسماءْ

في فصلِ المطرِ القاطعِ

كالسيفِ البتَّارْ

تنعدمُ الرؤيا

تنكشفُ الرؤيا

تنكشفُ الأسرارْ

يتلاقى قوسُ قزحْ

بجدارِ الأفق

فتنفلشُ الأنوارْ

يتلوى الجبلُ العالي

وينوءُ بحملهْ

وتكادُ تغورُ قوائمهِ

في قعرِ الوادي

فتجيء الشمسُ وتُنْجدِهُ

من هذا الحِمْلِ الجبَّارْ

فيسيلُ الثلجُ شرائحَ عنبرْ

تتمايلُ في الفلكِ القرميدي

وتغادرُ نحو النهر الأجوف

بقفازين اثنينَ

الخضرة والماء.

------------------

* شاعر من لبنان.