عندما فقدت أعياد العمال رونقها إلى الأبد.. السينما تعكس الواقع

مع تطور الثورة الصناعية كان العامل هو عصب التقدم والإنتاج، إلى أن كان الحدث الكبير في كندا عام 1870 بسبب النزاعات العمالية في العديد من المدن في ما يسمى بحركة التسع ساعات، وما تبعها من إضراب عمال الطباعة، وأدى ذلك إلى الاحتفال السنوي بهذه الحركة ابتداء من عام 1882، وقد تم نقل هذه الاحتفاليات إلى الولايات المتحدة، وتم الاحتفال بأول عيد عمال في الولايات المتحدة في الخامس من سبتمبر في العام نفسه، وقد كانت الولايات المتحدة مركزا لصعود الحركة العمالية طوال النصف الثاني من القرن العشرين، أما مسألة أول مايو، فالفكرة بدأت من أستراليا عام 1956، وهناك المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع في شبكة المعلومات.

الآن، تغير نمط الحياة، منذ قرابة ثلاثين عامًا، في المدن الجديدة، حيث إن ما يسمى بالثورة الإلكترونية، فرض وجود نوع جديد من العمال، صار هو السيد، يبرز في مكانه، هو الموظف الجالس فوق مكتبه في المدن، والبنايات الكبرى، يحرك الشركات التابعة له في كل أنحاء العالم، هذا الموظف أو العامل الجديد، تكمن قوته في تفرده بالعمل، ومن السهل استبداله، دون أن يفكر هؤلاء البيروقراطيون في التمرد على رؤسائهم عندما تنتابهم الأفكار في التخلص منهم، واستحضار مواطنين جدد.

إذا كانت السينما، قد تتبعت العمال بشكلهم التقليدي في الكثير من الحكايات السينمائية، فإن أصحاب المكاتب صاروا أيضًا أبطالًا لأفلام كثيرة يعملون في البورصات والمؤسسات المالية، مثل «وول ستريت»، «رجل واحد من أجل المال»، وصار صغار الموظفين الذين يعملون في المؤسسات السياحية، والمراكز التجارية، والمدن الجديدة هم من يرمزون إلى العاملين الجدد، والذين من الصعب إيجاد فرص عمل لهم، ويوقعون العقود مصحوبة باستقالاتهم عند رغبة صاحب العمل، ليس لدى أي منهم القدرة على الرفض، أو التمرد، أو اللجوء إلى القضاء.

لقد تغيرت الصورة الآن، لكنها لم تتغير كلها، فلاتزال بقايا الخصخصة موجودة، ولاتزال هناك شركات ومؤسسات لم يتم بيعها تعتمد على العاملين فيها بشكل ملحوظ.

تغيرت الصورة بالفعل، تغيرت تمامًا، فإذا كانت البداية، أن أول فيلم شاهده الناس في تاريخ السينما في ديسمبر 1896 في فرنسا، حول خروج العمال من أحد المصانع، قد دشن صناعة السينما، وعكس أهمية العمال في القرن العشرين من بعد، فإنه وبينما لايزال الناس يحتفلون بعيد العمال في الكثير من دول العالم، فإن أحدًا لم يرصد كيف تعامل الأدب، وفنون السينما مع العاملين الجدد في عالمنا المعاصر.

عصور شارلي الحديثة

العمال القدامى كتب عنهم إميل زولا روايته الشهيرة «جرمينال» التي تدور في عالم المناجم، وفي المناطق الصناعية، هذه الرواية ظلت السينما تقدمها لمرات عديدة، حتى قرابة ربع قرن مضى، كما أن تشارلي شابلن تعاطف معهم بقوة، وهو يقدم فيلمه الساخر «العصور الحديثة»، حول كيف تحول العامل الإنسان إلى أداة بين تروس الآلة.. تطحنه، وتأخذه بين تروسها.. وقد شاهدنا دومًا أفلاما أمريكية وبريطانية عن الحياة البسيطة التي يعيشها العمال في المدن الصغيرة بشكل خاص، مثل فيلم Fist إخراج جون أفيلدسون 1980، وهو اسم نقابة عمالية، يسعى أفرادها للوقوف مجابهة للرأسمالي المستقل، كما أن هناك فيلمًا مهمًا لإيرفن كيرشنر باسم «موللى ماجويرز»، عن الحياة الخاصة وسط مجموعة من المتمردين الإيرلنديين، ضد أصحاب المناجم، والفيلم من بطولة شون كونري عام 1968.

وعن صورة العمال التقليدية في السينما العربية، خاصة في مصر، فقد كان هناك تقديس ملحوظ لمكانة هذا العامل في ظل كافة الحكام والعصور، ربما حتى الآن، لكن لا شك في أن الصورة قد تغيرت بشكل ملحوظ، حتى اختفى من على الشاشة الوجه المألوف للعامل الذي يقف خلف الآلة، رغم وجود هذا العامل بشكل مكثف في حياتنا اليومية.

تعاطف مع العمال سينمائيا

في الأربعينيات، ومع بلوغ الملك فاروق سن الرشد، واعتلائه العرش بشكل طبيعي، بدأ السينمائيون يتعاطفون مع العمال المنتجين، في العديد من الأفلام التي صارت لها مكانة، من أبرزها «لو كنت غني» لبركات 1942، و«العامل» لأحمد كامل مرسي 1942، و«الورشة» لاستيفان روستى 1940، و«ابن الحداد»، لتوجو مزراحي عام 1944، و«سفير جهنم» عام 1945.

في هذه الأفلام، هناك تقديس ملحوظ للعمل اليدوي، والعامل الصناعي الذي يعمل في المصانع المنتجة ويرتدي الأفرول، كما بدا ذلك واضحًا في فيلم «المظاهر» لكمال سليم، الذي بدا شغوفًا بهذا النوع من الموضوعات، منذ أن قدم فيلمه الأول «العزيمة»، ففي فيلمه «المظاهر» 1945، هناك تقدير لمكانة العامل محمود «يحيى شاهين»، ابن البلد، على حساب الثروة التي تنزل على حبيبته بهية في صورة ميراث، والتي تترك عالم الثروة، وفى فيلم «العامل» فإن الفيلم يتحدث عن الإضراب العام لعمال أحد المصانع تحت زعامة مجموعة قيادية، ونحن نرى هنا موقفا عماليا جماعيا، يهدد بالتوقف عن العمل، ما يدفع صاحب العمل إلى اللجوء للوسائل القمعية، كما أنه يدفع إلى زعيم الحركة العمالية بامرأة من أجل أن يغير من موقفه.

وقد قدمت هذه الأفلام العمال بشكل مشرف، فهم يبحثون عن حقوقهم، وهم يرون أن العمل هو التاج الذي يضعونه على رءوسهم، وكل ما يفعلونه أنهم يطالبون بحقوقهم، من خلال التأمينات التي يطالبون فيها، في مواجهة أخطار العمل، والأمراض، وأمام تحرك الجموع، فإن أصحاب العمل في هذه الأفلام يمتثلون لمطالب العمال، وقد كانت هذه الأفلام بمنزلة رسالة إلى الحكومات المتتابعة، فأصدرت قوانين خاصة بحقوق العمال، في التأمين، والمعاش، والمكافآت، وبدأت هذه الحكومات في إعلاء شأن العامل، فشاركت العالم في الاحتفال بعيد العمال، وارتبط الأمر بمنح العاملين، وليس العمال فقط، منحة سنوية تسمى من رئيس الجمهورية، حتى إذا هدأت هذه الظاهرة، تمت إضافتها إلى المرتبات، ونُسيت.

ولا شك في أن الأمر قد تنامى مع ثورة يوليو، خاصة بعد تأميم المؤسسات الصناعية، وصارت ملكًا للدولة، وعليه فإن العمال أصبحوا من ممتلكات الدولة، وبدأت كاميرات الأفلام تدخل إلى المصانع وبيوت العمال، مثلما حدث في «النظارة السوداء»، لحسام الدين مصطفى في العام 1963، وقد بدأت الصورة تأخذ شكلها السلبي في سينما السبعينيات، من القرن الماضي، حيث رأينا العمال يقومون باستغلال مكانتهم في المصانع، ويسرقون الخيرات، والمنتجات مثلما فعلت العاملات في فيلم «الشيطان امرأة»، لنيازي مصطفى عام 1972، وتكرر الأمر في أفلام أخرى تنتمي إلى الحقبة نفسها، ومنها «لست شيطانا ولا ملاكا» لبركات في العام 1980، و«الأرملة تتزوج فورًا» لمحمد عبدالعزيز 1983، ويمكن أن نعتبر أن فيلم «خيوط العنكبوت» لعبداللطيف زكي بمنزلة نقطة تحول من الاهتمام بالعمال، إلى الصعود نحو الإدارة، والتكنوقراط، الذين برزوا بشكل ملحوظ في الحياة العربية.

لا نستطيع أن نقول إن فيلما بعينه، كان هو الفيصل، بين الاهتمام المركزي بحياة العمال المنتجين، ثم التركيز على الموظف الذي يعتبر جهة سيادية، هو في الحقيقة يؤدي خدمات لما يتعلق بالعمل، دون أن يقترب من الآلات، أو عنابر الإنتاج، لكن هناك أفلامًا تحدثت عن صعود البعض إلى مراكز إدارية عليا، ويبدأون في التخلي عن العمال، في حين كان هؤلاء من أكثر المناصرين لحقوق العمال وهم في الصفوف الدنيا من الإدارة، وقد رأينا ذلك من خلال المهندس الذي يرتقي إلى مناصب عليا، عن طريق ابنة رئيس مجلس الإدارة في كل من «النظارة السوداء» لحسام الدين مصطفى في العام 1963، و«أغلى من حياتي» لمحمود ذو الفقار في العام التالي.

تمرد عمالي ضد الطبقة

وفى فيلم «ميرامار» لكمال الشيخ 1969، رأينا كيف قام الموظف المسئول بتهريب ما تنتجه الشركة بشكل غير قانوني، وبدأت بعض الأفلام في تقديم الموظف المكتبي على أنه البديل للعامل المنتج، مثلما حدث في فيلم «العيب» لجلال الشرقاوي 1966، و«مراتي مدير عام» لفطين عبدالوهاب في السنة نفسها.

في هذه الأفلام، فإن العمال الذين ارتقوا إلى فئة إدارية أعلى، لا يرغبون في العودة مرة أخرى إلى الطبقة التي صاروا منها، وهناك تمرد موجود داخل كل منهم ضد طبقته، حتى وإن غلف موقفه ببعض العبارات التي تعبر عن انتمائه إلى الطبقة التي جاء منها، مثل موقف المهندس في فيلم «لست شيطانا ولا ملاكا».

ونرى أن فيلم «خيوط العنكبوت» بداية التحول الحقيقي لعدة أسباب، لأننا نقصد بالاحتفالية بعيد العمال، هؤلاء الذين مركز عملهم هو العنابر الإنتاجية، وليس الموظف الأوتوقراطي، رغم أن كلمة «عمل» تنطبق على جميع من يعمل، ويساهم في الإنتاج، فالعامل منذ البداية، ومع الثورة الصناعية، هو من يكدح في الدائرة الإنتاجية، رغم أننا نعرف أهمية الوظائف الإدارية في تسيير العمل، وتسويقه.

جمع فيلم «خيوط العنكبوت» بين الفئتين معًا، المهندس الذي يعمل مباشرة في الإنتاج، ومن يجاوره من العمال، ثم الموظف المكتبي، فمن خلال العمال، والانتخابات يصعد المهندس إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، وما إن تصبح له مكانته، حتى يصبح فاسدًا، ويمارس كافة أخطاء منصب رئيس مجلس الإدارة السابق، من خلال الاستعانة بنفس الحاشية من الموظفين، والموظفات الذين يدفعون به إلى الفساد.

في هذا الفيلم، رأينا الدائرة العاملة في المصنع بأكملها، من عمال، وإداريين، وصعود وظيفي حتى إذا بلغ الفساد حدًا كبيرًا لدى رئيس مجلس الإدارة الذي كان مهندسًا ثوريًا ذات يوم فإنه يتم إبعاده عن المنصب، ويأتي رئيس جديد، عليه أن يسقط في أسر البطانة نفسها.

وقد تكرر الأمر نفسه في فيلم آخر هو «أبو كرتونة»، إخراج محمد حسيب العام 1991، حيث إن العمال الذين تم انتخابهم لمجلس الإدارة قد سعوا دومًا للاستفادة من الامتيازات التي تمنح لهم، من مكافآت، ومكانة إدارية، ومكاسب متعددة.

وفي ما بعد، ومع زيادة الخصخصة، في الحياة الاقتصادية، وانهيار المئات من هذه المؤسسات الصناعية في الواقع، فإن السينما عبرت عن الواقع الجديد، حيث تمت تصفية العمال، والتخلص من أغلبهم عن طريق منحهم المعاش المبكر، وتم تفتيتهم إلى المجتمع، وصارت مؤسسات الدولة مملوكة للرأسماليين الجدد، الذين صاروا بمنزلة حكومة جديدة، تمنح وتمنع، تهب، وتذهب عن العمال ما تشاء.. وبالتالي، فإن السينما كانت في البداية ضد هذا النوع من التحول الاقتصادي الجديد، فوقفت ضد الرأسمالية التي برزت في الثمانينيات ثم التسعينيات، حيث تعاملت معهم على أنهم أس الفساد في المجتمع، صعدوا عن طريق الصفقات المشبوهة، والعمليات الفاسدة، وامتلأت قصص الأفلام بهؤلاء الذين صعدوا سلم الحياة الاقتصادية، عن طريق الاتجار في الممنوعات فكونوا الثروات أو أخذوا الرشاوى، وقد بدا ذلك واضحًا في أفلام كثيرة، منها «سوق المتعة» العام 2000، «رحلة مشبوهة» 2002، «الرجل الأبيض المتوسط» 2001، «عودة الندلة» 2006، «مطب صناعي» 2006، «ليلة البيبي دول» 2008.

صور سلبية جديدة

إلا أن رجال الأعمال الجدد اشتكوا إلى الرئيس السابق عن الصورة السلبية لهم في وسائل الإعلام وفي الدراما وأفلام السينما بشكل خاص، فبدأت صورة هذا الاقتصادي تتغير وتتحسن بشكل ملحوظ، في أفلام عديدة فهم يتمتعون بعاطفية ملحوظة في «عمر وسلمى» و«لحظات أنوثة» و«الريس عمر حرب»، وغيرها من الأفلام.

لقد تغيرت صورة العامل في العقدين الأخيرين، حيث خرج من مصنعه إلى الأبد، وصار إلى البطالة، أما الشباب فلم يجدوا المصانع من الأساس، وتم هدم المباني، لتحل محلها العمارات والمشاريع الإدارية الجديدة، وفي العقد الأول من القرن الجديد، اتجه الشباب للعمل في قطاع السياحة، ابتداء من «شورت وفانلة وكاب» 2000، و«اللمبي» عام 2002، إلى «أشتاتا أشتوت» عام 2004، وقد عاش الشباب في أطراف وطنهم فوق صفيح ساخن، فهم مهددون بالطرد من العمل في أي وقت، ومحاطون دومًا بعيون أمنية في هذه المناطق السياحية، مثلما حدث لاثنين من الشباب النصابين في «سنة أولى نصب» العام 2004، وعمل شباب كثيرون في أركان اللهو، والمشاريع الوهمية مثلما حدث في «خليج نعمة» العام 2007، وهي كلها سميت بالأفلام الشبابية.

هذا الشباب الجديد، ليست لديه فكرة واضحة عن الأول من مايو، وهو لا يحتفل به، ولا يعرف أنه إجازة قومية، فالمطلوب من هؤلاء الشباب أن يعمل حتى في الإجازات، وبالتالي فهو لن يخبرك بسبب احتفال العالم بأعياد العمال، التي فقدت رونقها بشكل ملحوظ عقب سقوط كتلة المعسكر الشيوعي، قبل عشرين عامًا، وفي هذه الدول نفسها، عانى الشباب الجديد من الخصخصة، وشهدوا النظام الاقتصادي الأمريكي الحديث يزحف على بلادهم، من خلال انتشار المراكز التجارية، التي أصبحت سمة عالمية.

إذن، لماذا تحتفل البلاد التي تملأها المولات (المراكز التجارية) ويرتادها الناس؟ لقد صارت هذه البنايات هي البديل للمصانع، وهي مفتوحة ليل نهار، مزدحمة بالعاملين والزبائن، الذين اجتاحتهم شهوة الشراء، وسعوا إلى ما تنتجه مصانع الآخرين في دول أخرى، وتحول العامل المنتج سابقًا إلى مجرد بائع، أو حارس أمن في هذه البنايات، ليست لديه أي آلية حول الإنتاج، وأهميته، رغم أنه يحصل على مكافآت كبيرة، مقارنة بما يحصل عليه العمال قديمًا وحديثًا.

وجدت السينما المصرية نفسها تتجه إلى جمهور مختلف مع زمن الخصخصة، حيث امتلأت بنايات المراكز التجارية، بقاعات السينما الفخمة، التي تبيع التذاكر بأسعار عالية، وانحصرت موضوعات هذه الأفلام في عوالم رومانسية سياحية، يذهب إليها أبطال الأفلام، ولعل أبرز مثال على ذلك هو فيلم «عايز حقي»؛ حيث إن صابر حاصل على شهادة عليا، يعمل سائقًا، ولن يلبث أن يتحول إلى مواطن «نطع» يحاول الاستفادة من فقرات الدستور، كي يرتزق على حساب الوطن، يأكل مجانًا في فنادقه، ويكون تحالفًا شعبيًا ليس للإنتاج، ولكن من أجل بيع الوطن إلى اقتصادي أجنبي يسعى للشراء بأبخس الأثمان.

ورغم المدينة المزدحمة بالعاطلين، الذين لا يهمهم الاحتفال بعيد العمال، فإن شبانًا آخرين قد هاجروا خارج الوطن بحثًا عن فرص أفضل، وهم في الغربة، يمارسون الشيء نفسه الذى في وطنهم وهو بيع سلع أنتجها الآخرون، مثلما رأينا الشباب المصري المتكدس في شقة واسعة في فيلم «الرهينة» عام 2002، الذين هاجروا للعمل في أوكرانيا، وكل ما فعلوه هو الاتجار في ما لا يفيد، كما رأينا نموذجا مشابها في «السيد أبو العربي وصل»، حيث إن ابنا لمناضل بورسعيدي قديم قد ذهب إلى اليونان، وتعرف على سيدة أعمال عاد بها إلى مدينته، من أجل إقامة مشروع اقتصادي، فيما يمكن أن نسميه النجاح الوهمي. كما أن الشباب حاولوا الهروب من الوطن عن طريق البحر في فيلم «العيال هربت».

فرص عمل كاذبة

وبالنظر إلى الوظائف التي عمل بها الشباب في أفلام السنوات الأخيرة، فهي إما حارس أمن في «وش اجرام» وإما الحصول على فرص كاذبة، مثلما حدث في «جعلتني مجرمًا»، أو «مطب صناعي» والعيش في بيت الحبيبة الريفي كنطع في فيلم «في محطة مصر»، وكان أعلى ما قام بعمل هو بيع الوهم للناس في محطة قطار القاهرة، كما أن أحد أبطال «قص ولزق» العام 2007، يعمل في تركيب الأطباق الفضائية مثلما فعل «ميدو مشاكل» بالإضافة إلى تسريح الأطفال، والعمل في الملاهي الليلية في «ديل السمكة»، وبلغت المشكلة ذروتها في فيلم «كده رضا»، حيث إن الأب أخفى سر أبنائه التوأم الثلاثة، حتى لا يذهبوا إلى التجنيد، وفي ظل هذه الظروف، فإنهم لا يعملون عملًا حقيقيًا، بينما اضطر المحامي إلى أن يعمل سائق تاكسي.

لقد سافر الكثيرون من الشباب في الأفلام، ولم يعودوا إلى بلادهم، مثلما حدث في «قص ولزق» و«جوبا» و«الديلر»، أما الذين بقوا في الوطن فقد تحولوا إلى باعة فوق الأرصفة، مثلما حدث في «قبلات مسروقة»، وقد حققوا مبالغ صغيرة، يمكن من خلالها فتح بيوت صغيرة، واستحضار مواطنين جدد عن طريق الإنجاب، لن يجدوا في الغالب أرصفة للعمل فوقها كباعة مستقرين في العقود القادمة، وهكذا ستتغير مفاهيم العمل، والعمال في المستقبل، ولن يصبح لأعياد العمال أي أهمية أو قيمة.
--------------------
* كاتب وناقد سينمائي من مصر.

 

 

العامل ترس في آلة.. شارلي شابلن

 

الإنسان رجلا كان أو امرأة .. ترس في آلة العمل

 

محمود ياسين بطل فيلم خيوط العنكبوت

 

«ميرامار» رائعة نجيب محفوظ التي قدمها للسينما كمال الشيخ

 

هاني رمزي بطل فيلم «عايز حقي»

 

خيوط العنكبوت للمخرج عبد اللطيف زكي

 

ملصق فيلم «أبو كرتونة» إخراج محمد حسيب

 

 

 

وللعاملات نصيب في السينما