حب متعدد...! حسن عبدالله القرشي
شعر
فكان مجنّي دون من كنت أتّقي |
ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
|
(عمر بن أبي ربيعة) |
ثلاث من الحور في محضري |
تراءين كالحلم المسكر |
تبدين كالصحو غبّ الحيا |
وكالأنجم الزهر في المخبر |
ثلاث من الغيد مستشرفات |
بطرفٍ ندي السّنا، أحور |
كأطياف شمس أطلت علينا |
من الغيم، ماتعة المظهر |
تضيء بمبسمهن الحياة |
وتشدو، فيا روعة المنظر |
تصبين فكري، وأشعلن صدري |
بكل محيا، أنيق، طري |
بقاماتهنّ كأغصان روض |
تأودن بالثمر الأنضر |
بأردانهن تمج العبير |
كزٍهر تَفَتَّحَ في عَبْقرِ |
بشعر أثيث، بحسن رشيق |
يشفان عن كرم العنصر |
تألقن كالفجر، مستضحكات |
مطل الصبا، يافع الأظفر |
فهش لهن الفؤاد المعنى |
وغرّد بعد الأسى المصحر |
ودب به بعد طول اليباس |
حنين إلى أمسه الأخضر |
إلى غابة العشق كم هدهدت |
شجوني، وكم رنحت مزهري |
فعشت الذهول، وعشت الجنون |
وعاش معي الشوق في مئزري |
لقد هزني من جناهن دل |
فكنت له الرابح المشتري |
وكنت وقد ضوءوا لي المكان |
أعيش بفردوس صب ثري |
وعدت كطفل صغير غرير |
وعدن اللآليء في محجري |
وقلن تخيرّ فقلت وأني |
وهذي الشموس صدى أعصري؟ |
وهذي الخصوبة ليس تجزّأ |
في خاطري ومدى جوهري |
لأحسد نفسي بما أحرزت |
من الزمن الجائر المفتري |
تعالين كل لها قطعة |
من القلب فاسبحن في أنهري! |