من عيون الشعر العالمي: إلى فأر توفيق أبوإصبع

للشاعر الاسكتلندي: روبرت برنز
أيها الحيوان الصغير الماكر المختبئ الجبان
أي رعب دب في صدرك الآن
لا حاجة تدعوك لا تقفز مسرعاً هكذا
وتولى الأدبار ولا تعقب
إنني لا أنوي أن أطاردك
برفشي القاتل.
***
كم أشعر بالأسى لأن سطوة الإنسان
قد فرقت شمل مجتمع الطبيعة
هذا يفسر لي فكرتك السيئة عني
إنها تجعلك تجفل مني
أيها الرفيق الترابي المسكين
يا شريكي في الفناء
أعرف أنك قد تسرق أحياناً
ولا شيء عليك، أيها الحيوان المسكين، فلا بد أن
تعيش
إن بضع سنبلات تأخذها بين الفينة والفينة من الكوم
مسألة تهون
إذ ستحل البركة فيما يبقى
ولن أحس بالخسارة
بيتك الصغير الصغير قد تهاوى
أيها الفأر، لقد رأيت الحقول وقد أصبحت جرداء
خالية
والشتاء المكدود يقترب
في راحة ودعة مستوراً من قاصف الريح..
ظننت أنك ستقيم ها هنا
حتى مر المحراث القاسي
وسط ملاذك
وهوى مأواك وحصنك...
وعليك أن تحتمل مطر الشتاء اللاذع والصقيع.
***
ولكن، يا فأري ، لست وحدك الذي
ثبت له أن توخي الحذر لا يجدي دوماً
إن أفضل خطة وضعها الفأر والإنسان
كثيراً ما انحرفت عن مسارها وأخفقت
وخلفت النا الآلآم والأحزان...
بدلاً عن الهناء والفرح المرتجي
***
ورغم هذا فإنك أفضل حظا مني
ذلك أن الحاضر فحسب هو ما يؤذيك
أما أنا، يا ويحي، فإنني أنظر إلى ما في الماضي
من آمال محبطة
ولو أنني لم أر ما في غد بعد
إلا أنني أخمنه وأرتجف.

 

توفيق أبوإصبع