كائنات ليلية محمود سليمان

 من يومها ولم أذهب هناك، من يومها ولم أضع قدمي في المنطقة كلها، كيف أذهب وحتى هذه اللحظة ضقت بتفسير ما حدث؟

كنت معي لحظة بلحظة، قبل أن يخرج صوتي ناطقا باسمك تكون أنت على باب منزلكم، لا نتصافح كالعادة، لكننا نتسلل بين شوارع البلدة صامتين، ونحن نضع أيدينا داخل جيوبنا، ونتطلع إلى صفي البيوت الممتدة يمينا ويسارا. دون أن نحرك من رءوسنا، بعيوننا فقط نتطلع إلى البيوتات المسنودة على بعضها في صفين متعرجين أشبه برسوم الأطفال، وثمة التفاتة سريعة عند بلوغ آخر الصفين تكفي لاشتعال شيء ما تحدثنا عنه طويلاً ولم نبلغه، انقباض أو خوف أو انسحاب للقلب كأنما يصعد إلى السماء حيث تقترب الجوانب من بعضها مع امتداد البصر. ثم لا تكون عودة النظر للإمام سريعة كما الالتفاتة.

كان الطريق من المنزل إلى هناك ليس طويلا، لكنه كان كافيا لكي نهيئ نفسينا فيكون ثمة انفصال بين ما هو كائن بالروح وما سيكون.

الشوارع الشبه مظلمة، الضوء الخافت الذي يرتمي على أرضيتها من خلال بعض مداخل البيوت المفتوحة أو الشراعات المشغولة بأشكاك مختلفة أعلى الأبواب، وتنعكس بغير حجمها على الأرض وهذا القرص المنور وسط السماء الذي يزيد ذلك الشيء اشتعالا داخلنا.

كنا نخلف بخطواتنا المتعجلة البيوت والشوارع الضيقة وراءنا، وعمارات المساكن الشعبية التي بزغت فجأة وسط الطريق، قبل أن نصل إلى بداية البلدة أو انتهائها حيث السيارات النادرة التي تمر هناك، وبذلك نكون في جانب آخر بعيداً بعض الشيء فيكون بوسعنا إلقاء نظرة سريعة من الخارج، كالغريب الذي يمر بالبلدة للمرة الأولى، ونحن نتساءل- كيف يراها؟ ما الذي يراه؟ وما الذي لا تقع عيناه عليه؟

ولم تكن تلك هي المرة الأولى. فما حدث؟!!

نزلنا إلى النهر معا، تأملناه في الليل معا، أغرانا شكل المياه القابع فوق سطحها نور القمر.

كان الليل والسكون وامتداد البصر الذي لا ينتهي ونسمة الهواء الطرية كفيلا بكل أشكال التفلسف والجنون، وانسيابنا إلى كتلتين هلاميتين ليسا ككل البشر.

كان الإحساس بالسمو لا يحد.

هل كنا طائرين يسبحان في الهواء بالقرب من سطح المياه، فينعكس ظلهما عليه. ويميلان بمنقارهما حتى يلامسا بلل الماء، فيرتفعا إلى أعلى، أعلى، أعلى، حتى يصير الوجود كله تحتهما، فيكون العالم غير العالم، والليل غير الليل، وزاوية الرؤية لا تقارن؟. لكن الاصطدام يكون وشيكا، فلا يلبث كل منا أن يحسّ ضرب قدميه في الأرض ورفرفة ذراعيه في الهواء، فيدرك. فلا كتلتان هلاميتان، ولا طائران ولا الوجود تحتنا، وتعود زاوية الرؤية فتنطلق من مكانها العادي.

- "ما رأيك في السباحة الآن؟".

قلناها في نفس واحد، لم أسبقك، ولم تسبقني أنت أيضا. تجردنا من ملابسنا، ألقينا بجسدينا في المياه.، كان ثمة إحساس بالتطهر.

كيف خرجت وحدي!!!

كان الخوف يحملني كطائر، وقتها فقط فكرت أن الطير ليس على ما يرام دوما كما كنا نظن.

الشوارع التي كنا نسيرها متمهلين في العودة وأيدينا داخل جيوبنا قطعتها مذعوراً، لم أكن أتطلع بعيني الزائغتين إلى البيوتات. استقبلني الأهل والأصدقاء والجيران. كل ما قلته أننا كنا نسبح كسمكتين صغيرتين، أبدا لم نذهب بعيدا عن الشاطئ، كنا نغطس لحد انقطاع النفس، فكان بوسعنا أن نتبين سمكات صغيرات كن قد اختبأن أسفل طمي الشاطئ، ثم نقفز نستنشق بعمق ونحدث بعضنا.

فجأة صدر صوت في المياه وكأن ثالثا ألقى بجسده، بعدها كان بوسعي أن أحس بعض سمكات مذعورات،

بعدها كنت أتحدث بمفردي،

بعدها سمعت استغاثتك مكتومة،

بعدها ناديتك بكل صوتي المتحشرج،

بعدها لم ترد،

بعدها صدر نفس الصوت في المياه ثانية،

بعدها سابقت الرياح، ملابسي لم أرتدها، القمر لم أودع كعادتنا في الإياب.

شاع الخوف في البلدة مع كل نسمة هواء:

- "المسحور ظهر في النهر ثانية"

كبير قال "لم يختف، ولم يغب، كان بيننا، لكننا لم نكن نشعر به "بعد اختفاء الشمس خلف الجبال والتلال البعيدة، لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من النهر.

كثير من الناس لم يخرجوا حتى إلى الشوارع البعيدة. قال بعضهم - "يستطيع الصعود إلى الطريق" - لزم الأطفال المنازل، امتنع عجائز البلدة عن الجلوس على المصاطب الحجرية قرب الشاطئ بالليل، أوصدت الحوانيت أبوابها مبكراً واشتاق الناس إلى لحظة الشروق.

كثرت تساؤلات واستفسارات الصبية، نسيت الأفواه فلانة التي طلقها زوجها، ابن فلان العيل الذي عاد من الخارج محملا بخيرات الله، وصندوق المسجد الذي سرق بالأمس.

كثرت الخلافات والروايات:

أقسم واحد إنه رآه في طفولته،

أنكر الكثير وجوده أصلا،

وتخوف البعض حتى من الخوض في الحديث عنه.

قالت أمي - " إنه إنسان عادي، سحرته جنيّة ماهرة، جذبته للحياة في المياه بمعزل، يخرج في الغالب ليلاً، ولا يخرج لجماعة".

حكت النساء في البيوت عن الفتاة العروس التي خرج لها وجردها من الذهب ثم رحل بها وبما في أحشائها في المياه.

وقال أبي - " المسحور ينسخ فريسته، يشكلها لتصير نسخة منه فلا تأمن لصديقك الغريق إذا ظهر لك في الطريق مرة".

أعرف أن هذا الكلام لا يستهويك، الجنيّة بالنسبة لك شيء آخر، كنت تكذب كل الأقاويل، وتطيح في وجه كل قائل بأنها تبعث المسحور ليخطف النساء ويسرق ذهبهن.

- "ما حاجة عالم آخر يعيش تحت المياه أو في الهواء للذهب" !! - اذكر ساعة كنت تنام على الشاطئ بالليل، بعد أن كان يدهمنا الحزن في كل مرة. كنت ترخي جسدك قدر استطاعتك، وتحدثني عن تلك الجنيّة التي ستأتي إليك يوما ما في ظلمة حجرتك التي لا تعرف المصابيح، كنت تنتظرها كل مساء على سريرك فاتحا النافذة، شاخصا إليها ببصرك، وتقول لي إنها لا بد آتية، فتأخذك مما أنت فيه. بل كنت تمارس كل الطقوس التي تقرؤها في الكتب، فتهيئ لها كل شيء فقد تأتي إليك في ليلة ما بعد منتصف الليل في شكل قطة كسيرة تنتظرك عند عودتك، فتستحوذ على قلبك منذ اللحظة الأولى، تأخذها، وتقدم لها الطعام والشراب، وتصير هي مثل ظلك في البيت، حتى تقف بالنافذة ذات مرة وأنت تنظر لها من على سريرك، فإذا بساقيها الأماميتين تزدادان طولا فترتفع لأعلى، وشيئا فشيئا تتحول إلى امرأة مذهلة.

ترتجف أنت، وسوف تهدئ هي من روعك بأن تجعل وجهك بين كفيها الغضّتين، حتى تسكن تماما وتبدأ الحديث بأنها اختارتك من دون سائر البشر وسيكفيك سماع كلمة كهذه حتى تدرك على الفور فتبدأ أنت في الكلام.

- " أنت ضالتي، أكثر من عشرين عاما أبحث عنك بين كل الإنسيين ولم أجدك، أنت منتهاي لأني منتهاك "- وتخبرك هي أنها ستحضر مساء غدٍ بصحبة ثلاثة من أقاربها، وفي تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، يدق الباب، تفتح أنت في وجل، تكون هي تتوسطهم، صلع الرءوس، ذوي أعين مدببة وبعد دقائق قليلة يكون قد تم الزواج. الجنيّة تستطيع التشكل.

أنت فقط تريد، فتكون على الفور، كنت تملأ مكتبتك بأنواع الكتب التي تسرد تلك التجارب، وتحدثني عن التفرد والتوحد المستحيل. كنت تحكي لي أنت عن الجنيّة الحبيبة، وأحكي لك عما يفعله بي "البروجكتور" في ظلام حجرتي بالليل.

كنت أنت تقرأ كل كتب الجن والعالم الآخر، بينما أنا أدور في الشوارع والأمكنة، ألتقط بكاميرا صغيرة في يدي لقطات بأحجام مختلفة، لوجوه وعيون تقول شيئاً ما دون أن تدري، وأخرى لجموع الناس والأشياء وبلهفة المرة الأولى، كل مرة، أذهب إلى الاستوديو لتحميض الفيلم وفي الليل تكون أنت راقداً على سريرك، فاتحاً النافذة، شاخصا إليها ببصرك، وأكون أنا هناك في حجرتي أيضا، أضع شريطا للموسيقى في جهاز التسجيل بجانبي، ثم أطفئ مصباح الحجرة وأضع فيشه "البروجكتور" في الكهرباء، تكون الموسيقى قد بدأت بصوت خفيض وأنا أتأمل الصور على الحائط، وأبدّل بيدي صورة بعد أخرى، لقطات كبيرة وعامة ومتوسطة لأناس وأشياء قد لا ألاقيهم مرة أخرى، وقد ألاقيهم كل مساء على الحائط بالليل، كنت أسألك عما يفعله بي "البروجكتور". كنت أشبهه لك بما يحدث لنا في الالتفاتة السريعة عند بلوغ آخر الصفين، ذلك الشيء الذي يشتعل داخلنا، كنت أريد أن أمسك به. وكنت أنت تواصل حكيك عن طقوس الولادة بعد أكثر من عشرة شهور من الزواج، كنت تقول لي إنها ستأخذك عندما يحين ميعاد الوضع إلى عالمها، بضغطة بكفّها على موضع في رأسك، تشعر بعدها بالدوار شيئاً ما، فتقول لي:

"يتمنى الواحد منا الرحيل من بلد لبلد، فما بالك من عالم لآخر". لون غروب الشمس يسيطر على المدى، البيوت من طابق واحد، بيضاوية الشكل، وليس لها أسقف، النساء يحملن شعرا كثيفا، والرجال صلع الرءوس، عالم آخر، معادلة بسيطة، لم تكن تظن أنها ستحتاج عمرك للتحقق.

غادرت المنزل إلى الشوارع هائما، مررت على بعض الأصدقاء، أحدهم أخفى نفسه، واعتذر الثاني بأن لديه موعداً مهما بعد قليل، استأذنته وواصلت السير في الطريق إلى هناك، جلست على الصخرة البيضاء المتسخة، مازال اسمي واسمك منحوتين والتواريخ بائنة، حاولت كثيراً لكنها غلبتني تلك الدمعة وفرّت من عيني، انتابني شعور بالذنب وساءلت نفسي:

هل كان بوسعي أن أفعل شيئاً؟. أوغل الليل في البلدة وأنا في مكاني، كانت الشوارع خالية إلا من الصمت والخوف والظلام، ارتعشت وسابقت الرياح كيومها.

بالأمس رأيتك، كنت ترمقني بنظرة عاتبه وتختفي، أهرول إليك فتختفي، تختفي وتعاود الظهور عدة مرات، ناديت عليك، لكنك طرت بجناحين كبيرين في الهواء.

استيقظت وفرّ النوم من عيني، رحت أستعيد الاستغاثة المكتومة، هروب الأصدقاء وجمودهم، ونظرتك المعاتبة لي.

عاودني السؤال مرة أخرى:

- هل كان بوسعي أن أفعل شيئا؟! ولم أستطع النوم فجلست على سريري دون حراك، لا أدري فيما كنت أفكر، ثم نهضت فجأة وأخرجت علبة الأفلام من درج مكتبي ورحت أبحث عن كل الصور التي تحتويك أو تحتوينا، ووضعت فيشه "البروجكتور" في الكهرباء ولم أضع شريط الموسيقى في جهاز التسجيل، ورأيتك على الحائط في لقطات قريبة وبعيدة، على الشاطئ بالليل وفي منزلكم وفي الشارع وكنت أحرك "البروجكتور" من مكانه للأمام والخلف وأحرك من عدسته حتى اصل لدرجة الوضوح المثلى لوجهك في لقطة قريبة جدا.

وللمرة الأولى ألمح حزن عينيك لهذه الدرجة ومرارة ابتسامتك، للمرة الأولى أستوعبك جيداً، للمرة الأولى أستطيع احتواءك، قمت واقفاً وحاولت إمساكك، حاولت فكّ التصاقك بالحائط، كنت أفكر وأثق في أنني سأمسك بك لحما ودما، كتلة في يدي وفكرت أني سأصافحك للمرة الأولى، ربما احتضنتك أيضا، لحما ودما بين ذراعي وعدت إلى مكاني خلف "البروجكتور" وأنا أتطلع إليك جيدا وفكرت في شيء قفز فجأة إلى رأسي.

فكرت في أنك قد نلت ما أردت، نعم، ولم لا !!

ألم تكن تهيئ لها كل الطقوس؟ منعت نفسك من أي طعام به ثوم وبصل، وأطفأت مصباح حجرتك مبكراً، خلعته نهائياً من الحائط، خاصمت كل البنات وقدمت انعزالك عربونا لمجيئها، كانت المشكلة أنها لا تحب أن تخبر أحدا بها، وكنت تحتار فيّ، كيف ستخبرني دون أن تضايقها؟، كنت تطمئنني أنك ستستسمحها في شأني ربما وافقت وصورتكما، وتفرجت عليكما على الحائط بالليل وكنت تعدني أنك ستصور كل شيء في عالمهم عندما ستهبط هناك في وقت الولادة وتعطيه لي، أتطلع إليه جيدا وحدي بالليل في ظلام حجرتي. لماذا لم تكن قد نلت ما أردت؟!! وكانت لك هي وكل شيء، ربما لم توافقك على إخباري بشأنها، فتركتني وحيدا.

المكوث في حجرتي صار يستهويني، لا أتحدث لأحد ولا أغادر الحجرة إلا لضرورة، صرت كالخفافيش.

احمرت عيناي، وخاصمت الطعام والشراب وذبل أبي وأمي لحالي وذرفت عيناي الدمعة مني عليّ.

وعندما غفوت في الظهيرة رأيتك. عند نفس المكان بالشاطئ، بينما أنا في حجرتي، ساقاي مربوطتان بحبل يتدلى من سقف الحجرة، ورأسي يلامس نهاية دلو مملوء بالماء، أنت بالشاطئ عند نفس المكان وأنا مدلى من سقف الحجرة، أنت بالشاطئ وأنا بالحجرة، أنت هناك وأنا هنا، حتى أفقت على همهماتي المكتومة وإحساس داهم بالاختناق عندما طرقوا علي الباب ولم افتح.

أخذتني أمي بالعتاب وقالت:

- سأجن أو أفقد إيماني من أجلك.

وقال أبي: اتركيه.

وفي المساء رأيتك مرة أخرى، كنت تبتسم لي وتفرد ذراعيك على وشك الاحتضان، فركت عينيّ، وأزحت الغطاء عني، سرت في شوارع ضيقة وواسعة، انحدرت يمينا ويساراً، حتى ضربت مياه النيل قدمي، وهناك جلست طويلا وتحدثت إلى المياه كثيراً. في العودة غار الصمت والخوف من الشوارع، انتابتني نشوة غير عادية خلعت باب حجرتي، استقبلت الأهل والأصدقاء والجيران، ألقيت السلام على من أعرف ومن لا أعرف، جلست إلى الأصدقاء، وتحدثت معهم كثيراً عنك، قلت لهم إنك قد نلت ما أردت.

راق الحديث للبعض، بعض آخر تحجج بدخول الليل ووجوب النوم وتسربوا إلا قليلا.

رحت أحدثهم عن الالتفاتة السريعة، عن شكل الشوارع بالليل، طعم البيوت، رائحة النيل، قلت لهم كثيراً "لو ذاق أحدكم طعم الالتفاتة وعودة النظر للأمام ببطء ما تخلف ليلة عن الذهاب، لو ذاقها مرة واحدة فقط".

قال واحد: والذي راح ولم يجيء؟!

قلت: لا، كان له ما تمنى.

وراح قليل منهم يتبعني إلى النهر، كل شيء كما هو الشوارع والبيوت والفجر وابتداء البلدة والظلام الخافت غير أن شيئاً ما ينطفئ داخلي ينهدّ رويداً فيّ، وتسلل بعض آخر من بعيد ووقفوا عن قرب لم يكن ثمة كتلتان هلاميتان، ولا طائران يسبحان في الهواء، كان ثمة فتور ووجوم، غير أنني لا أعرف لماذا خلع أحدهم ملابسه في بطء وكأن شيئاً ما يناديه ثم ألقى بجسده في المياه، وأنا أصور بكاميرتي كل شيء.

بعد قليل صدر صوت في المياه وكأن ثانيا ألقى بجسده، فنظرنا لبعضنا بسرعة، وسمع الناس بعض همهمات، وثمة صراع، وعراك، يولد ثم يغيب، ثم يكبر. فازدادت عيونهم اتساعا، بعدها هدأت المياه كثيراً فوضع الناس أيديهم على قلوبهم، ومرّ وقت غير قصير فتحسس بعضهم الطريق إلى ملابسه، وفي العودة كان الواحد منهم حريصا على ألا يسمع الآخر صوت تنفسه، ولم يكن يدري كل منهم سبب هذا الشعور الشديد بالصغر.

بينما كنت أرنو أنا للحظة التي سأختلي فيها بنفسي في ظلام حجرتي وعيناي معلقتان بالحائط.

 

محمود سليمان