أغرابٌ

أغرابٌ

صدحَ الليلُ بأنغامِ الظلامِ
وتغنّى بهمومِ المستهامْ
وستار الليلِ كم حيكت بهِ
خلف ذاكَ السترِ أحداثٌ جسامْ
أيها الليلُ تُرى كم مدنف
وجدَ الأحلامَ في الموتِ الزؤامْ
أُمنياتُ الحرِّ والغاياتُ
أن يغصبَ العزةَ غصبًا والسلامْ
كل صبٍّ بالغٌ من أمرِهِ
غير صبّ الوطنِ الغالي المُضامْ
يتلظّى قلبه في وطنٍ
شَطرُه الدنيا ودنياهُ الظلامْ
وترى الأحرارَ أغرابًا بِهِ
خافقٌ كلٌّ وعينٌ لا تنامْ
موطني في كلِّ نجمٍ موطئٌ
منتهاهُ حيثما يجري الغمامْ
كيف للحاقدِ يسعى فوقَه
وشرارُ الخلقِ والناسِ نيامْ
يغرفُ النعماء من جناتِهِ
وحياةُ الناسِ سغبٌ وحطامْ
في زمانٍ أصبحَ المرءُ يرَى
صادقَ الأفعالِ مكذوبَ الذمامْ
يجهدُ المجرمُ فيما يبتغي
والورى يجهدُ في لغوِ الكلامْ
وعداوةٌ مشتْ ما بينهم
دون أسبابٍ - وحقدٌ وخصامْ
سيدٌ يبطش في مَن سادهم
بين ظهرانيهمُ قابيلُ قامْ
عجبًا للجهلِ لما يشتري
برضاءِ الناسِ بغضًا وحرام
ليس سجن الحرِّ في قضبانِهِ
سجنه أوطانه حين تسامْ
أمةٌ ذلّت على كثرتِها
رَضِيَت في أمرِها عيشَ الرغامْ
بعد ذاك العزّ في آبائها
شأنها اليومَ عبيدٌ للئامْ
قد غزا العالمُ بالعلمِ الفضَا
وغزَوْنا بعضَنا للانتقامْ
أيها الساعون في غفلتِكم
وعيونُ الحقدِ صحوٌ لا تنامْ
ليس في الدنيا سلامٌ دونما
شهداءٌ ونضالٌ وحسامْ
إن نسيت الموتَ لا ينساكَ هو
كلُّ مولودٍ إلى الموتِ أقامْ

-------------------------------------
* شاعر من الكويت.

 

 

خالد الشايجي*