البطل الهامشي في رواية «صمت يتمدد»

 البطل الهامشي في رواية «صمت يتمدد»

تصور رواية سليمان الشطي:
«صمت يتمدد»
(المؤسسة العربية للطباعة والنشر، 2009)، مشكلة الفرد والفردية في مجتمعنا المعاصر، وما آل إليه الفرد من «هامشية».
وهذا النموذج للبطل الهامشي «Marginal Hero» يأتي بعد ظهور نصوص روائية عالج فيها مبدعوها أزمة الفرد «الهامشي».
وأذكر على سبيل المثال «حسني» بطل «شجرة اللبلاب» لمحمد عبدالحليم عبدالله، و«سلوى في مهب الريح» لمحمود تيمور، و«فؤاد» بطل «أزهار الشوك» لمحمد فريد أبو حديد.

إن كان القارئ يشعر بأن «صالح» بطل رواية سليمان الشطي «صمت يتمدد» قد صُنع على عين مُبْدِعه، بحيث اتسعت أبعاد أزمة الإنسان الهامشي الذي يجسّده بطله، وازدادت عمقاً ومأساوية معاً. فقد انتهى «صالح» إلى الشعور بأنه «زائد على الحاجة» وهي ذروة أزمة البطل البيروني «Byronic Hero»، وقد ازدهر هذا النموذج إبّان عصر الرومانتيكية، تلك التي استمدت ملامحها المميزة من حب الذات.. وليس من شك أنه ملمح ضروري لها، وأعني بحب الذات الشعور المفرط بأهمية الذات.. ولا غرو فقد كان «بيرون» يشعر بأنه مركز العالم.

وقد أعطت الرومانتيكية وهي التجسيد الفني لعصر الفردية نموذجاً للبطل الرومانتيكي المتمرد الذي قدَّمه لورد بيرون للأدب. وتمثلت علاقة البطل البيروني بمجتمعه، بالتعقيد والتقلب والإحساس بالألم نتيجة للعجز عن الانتماء. وعند «بيرون» تحوّل البطل إلى الخارج، إنسان متمرّد، أهوج، مستهتر، بعد أن كان عطوفاً، يعشش الاكتئاب في جوانحه. وقد خلّد «بيرون» المشكلة الروحية للرومانتيكية، وعلى يديه أصبح القلق وضياع الهدف وباء العصر، وتطور الإحساس بالعزلة إلى عبادة مقيتة للوحدة.

والبطل البيروني، إنسان غامض، في ماضيه سر، يعيش بمعزل عن المجتمع، منفردًا، صامتًا لا أحد يقترب منه، والدمار والانهيار ينبعثان منه، لا يرحم نفسه ولا الآخرين.

وكما لا يعرف الأسف فهو لا يطلب العفو، وهو لا يأسى على شيء.

وعلى الرغم من حياته المدمرة، فإنه لا يرغب في أن يفعل أي شيء يغير ما هو عليه.

(أحمد الهواري: البطل المعاصر في الرواية المصرية، القاهرة، دار المعارف، 1979، ص 36، 37 وهوامشه هناك).

وتجليات أزمة الفرد والفردية؛ بدت في الأدب الغربي، وأشير هنا إلى رائعة الكاتب الفرنسي ديهامل، قصة «اعتراف منتصف الليل» وهذه من الأعمال القصصية الرائعة التي عربها شكري عياد، وهي تصور محنة الفرد، في عالمنا المعاصر.

وتدور حول التنافر بين الفرد ومجتمعه. وقد قدَّم Wylie Sypher في كتابه Loss of the Self in Modern Literature and art, Random House, New York, (1962, pp. 16) مضموناً لقصة «Robert Musil» «إنسان بلا صفات» (Man without Qualities) بوصفه نموذجاً لإنسان العصر.

وبطل هذه الرواية «أولرتيش» يشعر بالغربة، إذ إنه فريسة للغير، وللقضايا والمشاكل والأحداث والقوى، تماماً، كما لو كان نوعاً من رأسمال سائل. فهو تحت تصرف الغير.

وبوسعنا أن نعرف ماذا يعني عندما يلاحظ أن مركز الثقل لا يكمن في الفرد، بل في العلاقات بين الأشياء والمؤسسات.

وتتراءى حياته مثل عش الطيور، تكراراً لا إرادياً لنشاطات محددة. وهو مكتئب؛ لأن مصيره ليس بيده، إنه النموذج الإنساني الذي أثمره عصرنا.

وهو من خلال حساسيته المفرطة لوضعه الهابط - يشعر بالعجز، وعدم القدرة على إنجاز أي شيء، وتلوح حياته مثل قصيدة شعر.. كتلة من العواطف الساخنة، عاجزة عن الفعل والتأثير.

إنه نموذج للإنسان المخدوع الذي يحيا وسط ظروف لا يملك أن يسيطر عليها أو يؤثر في مجرياتها، بل يسير تحيط به قوى قدرية لا يدركها، والعجز هو خبزه اليومي.

بعد قراءة رواية «صمت يتمدد» يستيقظ النظر ملحظان:

الأول: حيث يَبْدَهُنا سليمان الشطي في رسمه للوحات السردية لـ «صالح». فهو، برهافة قلم صناع يعرف أسرار صنعته، وبوعي ناقد يعرف أصول فنه، يوهمنا وكأنه قد تقمّص شخصية «صالح»، وبمكر الفنان يدع فُتات الخبرات الذاتية تنسرب في أخاديد السرد، وإذ نحن نشعر بالاقتراب من ضفاف «ذاتية الموضوعية»؛ وتلك تشي بأصالة المبدع، بفضل ما يسكب الفنان من روحه. لتَخْضَلَّ شعرية السرد.

والملحظ الثاني: كيف اجتهد سليمان الشطي، من خلال أداته: اللغة، في نسج بُرْدَة النص الروائي ليستوي على عوده ويعجب القراء بما تَوَافر له من احتباك في السرد؟

والسمة الرئيسة لهذا البطل تتمثل في أنها تجسّد الشعور بالهامشية.

وثمة مظاهر تكشف عن الملامح التي تشير إلى هذه الهامشية، منها:

الشعور بالخواء الديني:

«لم تكن صلاتي مشجعة.. إحساسي بالانفصال عن الآخرين راسخ، إنني أبتعد عنهم..

عن ماذا أبحث، عن شيء مثلي، عمن يطابقني؟ هل بينهم من يطابقني من الداخل؟ لا يساويني إلا نفسي وهي نفس حيادية توقفت عن النطق بحكم إزاء أي شيء». (صمت يتمدد: 107)

«دخلت المسجد حاملاً كَمَّاً من الْخَواء أحسه يمتد ويمتد، مثل شمس العصر راحت تنفرش على الأرض» (صمت يتمدد 108).

كثيرة هي المشاهد السردية التي رسمها «سليمان الشطي ليصور فيها افتقاد «صالح» للاهتمام بأي فعل يحمل معنى الشعور بالعزة والكرامة.. كرامة الوطن والمواطن.. فهو في المرحلة الثانوية «يتبع» زميله «سالم النايز» وهو يتقدم ليرفع صارية العلم:

«تبعته على غير عادتي دون تفكير» (صمت يتمدد: 11). حتى في العمل لجأ إلى الهوامش والأركان المتوارية. وهو في عمله الدبلوماسي، كما يحكى لنا: «اختير له أن يكون واحداً من أولئك الذين تتجول أقدامهم في الشوارع البعيدة ولا تلامس وطنها إلا زائرة.. لم يكن لديه أي شيء مهم» (صمت يتمدد 7 8).

وإذا كنا قد اعتدنا أن نصف المثقف بأنه الإنسان المهتم لقضايا مجتمعه، فصالح أبعد ما يكون عن ذلك، فحين يدعوه صديقه «سالم» لحضور بعض المناشط التي كان يقدمها الحزب، يعقّب صالح:

«استمعت دون تعليق، اقتربت، لفحتني حرارة الثوريين، ولكن مع هذا بقيت عند حدود الهامش» (صمت يتمدد: 13 14).

ومن الأمور الملتبسة علاقة «صالح» بالصور الحيوانية التي حملت دلالة عميقة عن مدى التواصل مع الكائنات، مما يضفي ثراء للشخصية الإنسانية التي تتعاطف مع حيوان أليف مثل «الكلب». وهذا الحيوان، كما لاحظ الجاحظ «ألوف للناس» (الحيوان، ط. هارون، جـ 2، ص 177)، ويبدي حبه لصاحبه، ودُنُوُّه منه. (م. ن، ص 193).

أما في «صمت يتمدد»، وبعد أن هُزم كلب صالح «أخذ يحبو بين قدمي يبحث عن ملاذ،... قبضت عليه من مؤخرة الرقبة، حملته فاستكان آمناً» (صمت يتمدد: 218).

فهنا نجد البطل يندفع ليخوض في ماء البحر.. وانتهى مصير كلبه، إذ أصبح من المغرقين.

ويهمني في هذا المشهد الدلالة الكامنة من ورائه، فالكلب ينبض بحس إنساني يفتقده «صالح». وهنا الهجاء المر لسلوك البطل السلبي.

وقد كشف المشهد عن مدى جفاف ينابيع الإنسانية لديه.

إن الكلب، كما لاحظ الجاحظ، فيه صبر على الجفوة (الحيوان، جـ 2، 77).

وبالمقابل كان رد الفعل من البطل هو يد باطشة، فلم يستطع «صالح» أن يخرج من شرنقة «الأنا» إلى رحابة الـ «نحن».

والواقع أنه أخفق في إقامة علاقة إنسانية حميمة.

وكما يؤكد «برديائيف» في حديثه عن دور الحب في الانتصار على العزلة: «الحب حقاً هو أفضل الوسائل لبلوغ هذه النهاية، لأنه يجعل «الأنا» في اتصال مع «الذات الأخرى» مع «أنا» أخرى يمكن أن تنعكس فيها انعكاساً صادقاً، وهذا هو الاتصال الروحي بين شخصية وأخرى... والشخصية والحب يرتبطان ارتباطاً وثيقاً. ذلك أن الحب يُحيل «الأنا» إلى شخصية، والحب وحده هو الذي يستطيع أن يحقق الاندماج الكامل مع كائن آخر، هذا الاندماج الذي يعلو على العزلة» (برديائيف: العزلة والمجتمع، ترجمة فؤاد كامل، القاهرة، النهضة المصرية 1960، ص 131).

إن الإنسان يسعى إلى تحقيق الاتزان الداخلي Homeostasis من خلال التفاعل مع البيئة والإنسان الذي يحيا في مجتمع. وهنا يسعفنا التحليل الذي قدمه ستونكويست M.Y.Stonequist للإنسان الهامشي؛ فهو يقول في تعريفه: «الشخص الهامشي شخص قضت ظروفه أن يعيش في مجتمعين، وفي حضارتين ليستا مختلفتين فحسب، بل متعارضتين. ويزيد على ذلك كراتشي وكرتشفيلد وبلانش أن الهامشيين يحتلون موضعاً بين جماعتين لكل منهما معاييرها وأساليبها الخاصة في الحياة، وهو موضع يحوطه كثير من الغموض وعدم التحدد.

وفي هذا الموضع تتنازع داخل الشخص دوافع مختلفة بعضها يدفعه إلى الرغبة في الارتباط بإحدى الجماعتين وبعضها إلى الانتماء إلى الجماعة الأخرى. وفي الوقت نفسه لا تقبله أي من الجماعتين قبولاً تاماً. والنتيجة في معظم الأحيان أن يقع الشخص فريسة صراع نفسي شديد يزكيه أن مقتضيات الانتماء إلى إحدى الجماعتين تتعارض مع مقتضيات الانتماء إلى الجماعة الأخرى». (مصطفى سويف: التطرف كأسلوب للاستجابة، القاهرة، الأنجلو المصرية، 1968، ص 42، 43).

والهامشي يقف على الطرف المقابل للإنسان المغترب. كلاهما غريب، لكن الفارق بينهما أن الهامشي يعتصم بسلبية تجاه مجتمعه، في حين أن المغترب يشعر بغربته وبمجتمعه معاً.

فهو يشعر بغربته عن مجتمعه، لكنه يسعى، بفضل ما يحمل من رسالة/ خطاب إلى أن يقنع المجتمع بقبولها.. إنها غربة أصحاب الرسالات والقضايا الإنسانية الكبرى.. فما أبعد المسافة بين الهامشي والمغترب، إنها المسافة بين الثرى والثريا.

لكن الناظر في حياة «صالح» يلمس أنها تتجاوز هذه المحددات التي طرحها ستونكويست للشخصية الهامشية، وتدرع بِصَدفة السلحفاة عاكفاً على نفسه. لقد تحوّلت سلبية «صالح» إلى ثقافة «الصمت».

وهنا يستيقظ النظر الدلالة السيميائية للعنوان: «صمت يتمدد».

وثمة وشائج قُربى بينه وبين «إبراهيم الكاتب» بطل رواية المازني الذي أهدى عمله إلى التي في سبيلها يحيا.. يعني نفسه.

***

وفي الملحظ الثاني:

كيف صوّر «سليمان الشطي» شخصياته؟ وبأي لغة جاء خطابهم؟

يشي النص الروائي:

«صمت يتمدد» بأن «سليمان الشطي» اهتدى بحس الفنان وبصيرته، وبصر الناقد ووعيه إلى أن القضية ليست انحيازاً للفصحى وتعصباً لها أو امتهاناً للعامية، وإنما الأساس هو لغة الفن. وهو هنا يأوي إلى ركن شديد من تراث البلاغيين القدماء فلم يصادر الجاحظ (160 255هـ) أو ابن قتيبة (213 -276هـ) أو قدامة بن جعفر (- 337هـ) أو أبو هلال العسكري (- 395هـ) الألفاظ الملحونة في نصوص النوادر والأخبار. فقد ذهب هؤلاء إلى أن إعراب النادرة يذهب بحلاوتها. ومن ثم يعد هذا إخلالاً بمطلب من مطالب الفن، أعني المتعة، ويخرج النادرة عن مشاكلتها للواقع، واقع الموقف الْمَحْكِي وواقع الشخصية. (أحمد الهواري: نقد الرواية، ص 89 ومراجعه هناك).

كما أنه يقف، ومن ورائه كوكبة من المبدعين ممن صنعوا شخوصهم على أعينهم وببصيرتهم اهتدوا إلى أن لغة الفن تعد تعبيراً كاشفاً عن بعد من أبعاد الشخصية، بما يشف عن حركتها في مواقف حية، فنحن نستطيع أن نتعرَّف إلى أخلاقها، ومزاجها وبيئتها من خلال مجموع الألفاظ أو اللهجات التي تنبئ عن موطنها.

ومن ثم، فاختلاف صور اللهجات العامية، تبعاً للأقاليم الجغرافية يقف عقبة في اكتمال المحاورة الفنية والذهنية عند الجمهور القارئ وهي الحجة التي يستند إليها أنصار الفصحى في هجومهم على استعمال العامية، في حين أن أنصار العامية يرون فيها طاقة فنية ضخمة يمكن للروائي أن يستثمرها بوصفها أداة فنية تهيئ إذا ما توافرت لدى الأديب الروح الروائية أو لنقل شعرية الرواية خلق الشعور برائحة «جو المكان» بكل ما فيه من ظلال متداخلة، وهو ما يساعد على خلق الإحساس بالمسافة المكانية، برائحة أهله ولغتهم، وأيضاً بوصفها بعداً من أبعاد الشخصية في آن معاً. (أحمد الهواري، نقد الرواية في الأدب العربي الحديث، القاهرة، دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 2003، ص 278).

وسأقف أمام نماذج من لغة الرواية (سرداً وحواراً) لنتعرف إلى فرائد صنعة الروائي «سليمان الشطي».

قدّم نموذجاً للأم القوية الشخصية الحاسمة في مواقفها، إنها تخاطب «صالح» بشأن رغبتها في أن تلحق ابنتها «نجيبة» بمدارس الحكومة:

«- ولكني أريد أن أدخلها مدارس الحكومة السنة الجاية. شالراي» والسارد يعلق مناجياً ذاته: «أخيراً أصبح لي رأي» وتكشف لغة الحسم القاطع عن شخصية طاغية في حضورها:

- خلاص. «تدخل نجيبة المدرسة السنة المقبلة إن شاء الله» (صمت يتمدد: 88).

وعلى لسان «الأم» يمتح الروائي من الذاكرة الشعبية فيلتقط المثل الشائع يُجريه في الحوار الآتي:

«الْتَم المتعوس على خايب الرجا...» (صمت يتمدد: 119).

كما أنه ينسج «بُرْدة السرد بمسكوكات شائعة، تقول الأم: «... أصبحنا وأصبح الملك لله» (صمت يتمدد: 127) ويتراءى أمامنا عنصر الحركة والصوت عندما نسمع «هسيس احتكاك قبقابها (الأم) بالتراب» (صمت يتمدد: 127). وهنا تتألق ريشة الروائي في خصوصية وصف نوعية الحركة. والهسيس كما في لسان العرب ضرب من المشي.

وفي تعليق الأم على عبارة فاحشة تفوه بها «عيسى»: «كَبَّرت أمي وحوقلت، وضعت يدها على رأسها»:

«وي.. وي.. عيسوه ما تستحي» (صمت يتمدد: 85).

والروائي هنا، عَبْر السارد، يستحضر الصوت المُحاكَى ليجسِّد أبعاد المشهد السردي من خلال توظيفه للكلمات ذات الإيحاء الصوتي Onomatopea وتتنوع اللغة بتنوع الشخصية. فالخادمة تقول:

«- ماما يروح عُمْره» (صمت يتمدد: 22).

إن الروائي سليمان الشطي يلفت النظر حين يُوَظِّف «اللغة المحكية المحلية بِقَدر»، لنستمع إلى الحوار الآتي بين «صالح» و«سميرة»:

«إشدعوه.. لابد من أن أراك، إحنا أهل وجيران..

- زارتنا البركة.

- ساعتك أبرك...» (صمت يتمدد: 196).

في مشهد آخر يتناهى إلى مسامعنا صوت «مريم» «... تبرطم بكلمات احتجاج مبهمة الصوت» (صمت يتمدد: 52).

و«سليمان الشطي» لا يتحرز من استخدام المفردة المألوفة التي شاعت على الألسنة؛ واستقرت في رحاب الحس الشعبي المضياف، وهو، ببصيرة الفنان، يدرك أن كثرة من هذه المفردات المتداولة في المجتمع اللغوي ذات أصول فصيحة. ففي اللسان: «البرطمة: الانتفاخ من الغضب، برطم الرجل إذا أدلى شفتيه من الغضب».

والروائي يَجْدل الحواس في كرنفالية لافتة، فالأم «ترى بيديها (توظيف حاسة اللمس), أما عيناها (حاسة البصر) فترقبان الدجاج والعنزتين» (صمت يتمدد: 52).

ما أكثر المشاهد السردية التي ظل «سليمان الشطي» فيها على شخصياته عاكفاً? لاسيما «صالح». وهو يقف وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه يفتش في كهوف هذه الشخصية الفردية لِيُجْلِي هامشيتها عبر مقامات سردية.

إنَّ «صالح» بطل رواية «صمت يتمدد» مثل سلفه «إبراهيم الكاتب» للمازني: «عود نابت في الخلاء» سرعان ما تعصف به ريح عاصف تؤكد مقولة «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه».
---------------------------------
*أستاذ النقد الأدبي الحديث - جامعة الكويت.

----------------------------------------

يا مجلس الأمن بل يا هيئة الأمم
ماذا التلاعب بالألفاظ والكلم
هل العدالة سلب المرء موطنه
والأمن؟ هل هو في التقتيل والنقم؟!

خالد الفرج

 

أحمد إبراهيم الهواري*