الجديد في العلم والطب يوسف زعبلاوي

دواء جديد لمرض الإيدز

من المعروف أن مركز أزت(Azt)هو المستحضر الوحيد الذي فاز بترخيص وكالة الغذاء والدواء بواشنطن لاستعماله علاجاً لمرض الإيدز.. ومن المعروف أيضاً أن مستحضر أزت هذا لم يكن العلاج الناجح المنشود، لمرض عنيد ومخيف وخطير... إلا أنه كان، ومازال، العلاج المرخص الوحيد.. والمفيد على كل حال..

ومضت السنون دون أن يظهر مستحضر آخر ينافس آزت هذا بالرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها العلماء في كل مكان.. في فرنسا والولايات المتحدة واليابان.. وسواها.. بقصد معالجة مرض الإيدز، بلا طائل.

وفجأة حملت إلينا أخبار العلم والطب نبأ مستحضر جديد لمعالجة المرض الفتاك.. اسمه (didcoxycytidine) أو اختصاراً: (DDC) ولكن المستحضر الجديد هذا ليس منافساً للأزت.. بل إنه مجرد حليف رديف، وذلك بإقرار الشركة الصانعة نفسها.. ذلك أن تناول المستحضرين معاً يتيح للمستحضر الجديد ( DDC ) فرصة العمل على إحياء بعض خلايا جهاز المناعة.. تلك الخلايا التي غالباً ما يفتك بها فيروس الإيدز.

التدخين يضر البصر!

اتحاد الأطباء الأمريكي هيئة طبية كبيرة. ورفيعة المستوى في الولايات المتحدة الأمريكية.. وهي تصدر مجلة رفيعة المستوى وتحتل مكانة مرموقة بين المجلات طبية والعلمية في العالم ككل...

والذي يهمنا هنا التجربتان العلميتان الضخمتان اللتان أجراهما أخيراً القائمون على الاتحاد المذكور والمشرفون على مجلته، وقد بلغ من ضخامة هاتين التجربتين أن استغرقت إحداهما (5) سنوات وشملت (18000) طبيب، واستغرقت الأخرى (8) سنوات وشملت (5000) ممرضة.

أما القصد من التجربتين فتحديد العلاقة، إن كان ثمة علاقة، بين التدخين وبين علة الساد (أو الميّه الزرقاء كل تسمى في بعض البلدان ومنها سورية أو الميّة البيضاء، كما تسمى في بلدان لان أخرى، ومنها دولة الكويت).

وعلة الساد (Cataract) هي العلة البصرية التي تصاب فيها عدسة العين بالتغيّم... وقد يتفاقم تغيمها هذا حتى يستوجب إجراء العملية الجراحية.. عملية استئصال العدسة المتغيمة (Clouded lens) واستبدال عدسة أخرى سوية بها.. تزرع في العين من الداخل، أو تركب في نظارة يضعها المريض على عينيه من الخارج...

على أن علّة الساد هذه انتشرت في السنوات الأخيرة وعلى نطاق عالمي بحيث أصبحت السبب في تلف البصر لحوالي 30 مليون نسمة سنويا في الولايات المتحدة وحدها..

وما أسرع ما تكشفت العوامل التي أدّت إلى ذلك الانتشار الخطير... وكان تكاثر الأشعة فوق البنفسجية المتسربة عبر ثقب الأوزون في طليعة تلك العوامل.. وكان الإدمان على الكحول هو العامل الثاني الذي تأكد العلماء من علاقته الوثيقة بانتشار علة الساد..

ثم كانت الدراستان السالفتا الذكر، وإذا بالعلماء يكتشفون عاملاً ثالثا قد لا يقل خطورة عن العاملين اللذين ذكرناهما في انتشار العفة... فقد ثبت لهم بما لا يقبل الشك أن التدخين هو ذلك العامل الثالث.. وأن ما لا يقل عن 20 % من حالات الإصابة بالساد إنما يعزى إلى التدخين.. نعم تدخين لفائف التبغ وكذلك تدخين السيجار والغليون وما إلى ذلك... وقد ثبت للعلماء أيضاً أن تدخين (20) سيجارة في اليوم، كفيل بمضاعفة احتمالات الإصابة بعلة الساد ومضاعفة احتمالات الاضطرار لإجراء عمليتها أضعافاً مضاعفة.. قدروها بنحو 200%!

مختبر لتحليل الدم في حجم راحة

اليد تحدثنا في عدد سابق عن أداة جديدة مبتكرة تمكننا جميعاً من تحديد نسبة الكولسترول في الدم بدقة وسرعة كبيرتين.. في المنزل ودون الاعتماد على مختبر من مختبرات التحليل.. وبدت لنا تلك الأداة وكأنها من منتجات القرن الواحد والعشرين الذي لم يحّل بعد. ولم يكد يمضي على تلك المفاجأة العجيبة شهر أو بعض شهر حتى ظهرت مفاجأة أخرى ثانية أعجب من الأولى وأغرب.. فلعلها من منتجات القرن الثاني والعشرين.. فهذا جهاز يمكننا من الاستغناء عن المختبرات.. فيما يتصل بستة من أمراض الدم الخطيرة التي تستوجب تحليل الدم في المختبرات المتخصصة والمؤهلة لإجراء تلك التحاليل..

هذا والجهاز الجديد صغير الحجم، بحجم بطاقة البريد أو أصغر، وخفيف الوزن ويسهل حمله باليد واستعماله.. في المنزل أو المكتب بل وحتى في الحديقة أيضا. وهو يضمن للإنسان، أي إنسان لا تحديد مستوى الكولسترول في الدم فحسب.. ولكن تحديد مستوى السكر ومستوى حمض البول أيضا.. فضلا عن ثلاثة أمراض أخرى..

ويؤدي الجهاز عمله بسهولة وببساطة.. فالمريض لا يحتاج إلى أكثر من قطرتين من دمه، يضعهما على حامل صغير الحجم.. بحجم طابع البريد... ثم يضع هذا الحامل، الذي يحتوي على مجسّات حيوية biosensor .. يضعه في مكانه من الجهاز.. ولما كان قوام هذا الجهاز حاسباً آليا (Computer) من شأنه أن يحول أو يترجم النبضات الكهربائية إلى حروف مقروءة.. كان من المؤكد ألا يمضي على إدخال قطرتي الدم إلى الجهاز سوى لحظات.. (90) ثانية بالتحديد، حتى تظهر على شاشة الجهاز نتائج الأمراض الستة كلها في آن معاً... وهكذا يحصل المريض على النتائج التي تكلّف المختبرات لإجرائها وقتاً لا يستهان به... وتكلف المريض للحصول عليها رسوماً لايستهان بها أيضاً.

 

يوسف زعبلاوي