سلامة البشرية في سلامة البيئة

انقلاب في عالم التغذية

انصرفت وزارة الزراعة الأمريكية في السنوات الأخيرة إلى إجراء أبحاث شاملة مستفيضة لشؤون التغذية ولإعادة النظر في توصياتها السابقة في التغذية، تلك التي اعتمدتها في الخمسينيات من هذا القرن والتي حصرت عناصر الغذاء فيها بأربع فئات.. ورتبت هذه الفئات في هرم وذلك تبعاً لأهميتها أو قيمتها الغذائية.

وتجدر الإشارة إلى الباعث على القيام بتلك الأبحاث.. إنه الانقلاب الذي أحدثته في عالم التغذية شتى المكتشفات التي أحرزها العلماء والباحثون في السنوات العشرين الماضية.. ونخص بالذكر من هذه المكتشفات الدهنيات التي ثبت ضررها البالغ لمرضى القلب والسكر وسواهم ونذكر أيضا الألياف الغذائية، فقد أثبتت الدراسات والتجارب أن الألياف الغذائية ذات قيمة غذائية كبيرة للإنسان وأنها ذات قيمة علاجية أيضاً.. فالألياف في نخالة القمح علاج ناجح للإمساك.. والألياف في نخالة الشوفان علاج ناجح للكولسترول. لا عجب إذن أن تحركت وزارة الزراعة الأمريكية فأجرت الأبحاث الشاملة الباهظة التكاليف لإعادة بناء هرم التغذية الجديد..

أما الفئة الأولى من المغذيات في هذا الهرم الجديد فكانت الخبز والأرز ومشتقاتهما.. أي أن هذه الفئة قفزت من مرتبتها المتواضعة في الهرم القديم إلى مرتبة الامتياز في الهرم الجديد.. وما ذلك إلا بسبب الألياف التي يحتوي عليها القمح والأرز.. ناهيك بالفيتامينات وغير ذلك من عناصر الغذاء التي تحتوي عليها الحبتان.. وهكذا أصبح القمح والأرز وسائر الحبوب في مرتبة الغذاء الممتاز المفضل الذي يستأثر بالأولوية فيما تقدمه وزارة الزراعة الأمريكية من توصيات..

تليها فئة الخضار والفواكه.. التي تحتل مرتبة (جيّد) في هرم التغذية الجديد... ثم تأتي بعد ذلك فئة اللحوم ومشتقاتها وهي تضمّ الفاصوليا والجوز وأشياء أخرى شبيهة.. لقد هوت هذه الفئة من عليائها في الهرم القديم لتحتل مرتبة (لا بأس) في الهرم الجديد.. أما الفئة الأخيرة التي فقدت كل اعتبارها الذي حفظه له الهرم القديم.. فهبطت إلى الحضيض في الهرم الجديد فهي فئة الدهون والسكريات فأصبحت موضع ترهيب وتنفير في توصيات وزارة الزراعة الجديدة