صرح «العربي» يُبنى لبنة.. لبنة

صرح «العربي» يُبنى لبنة.. لبنة

عندما قرأت كلمة «المحرر» في باب «عزيزي القارئ» العدد 636 - نوفمبر 2011م والتي كتبها تحت عنوان: «الديمقراطية التي نعيشها». وفي السطور الأخيرة من هذه الكلمة القيمة لفت انتباهي عزم إدارة التحرير لمجلة «العربي» على إصدار ملحق مجاني مستقبلاً (يولد هكذا صغيرًا- ملحق- وتمنح له الفرصة الكافية حتى ينضج ويكبر) تحت عنوان «البيت العربي». قلت في نفسي: إنها فكرة جيدة التي أقدمت عليها أسرة تحرير «العربي» وقد لا تتوقف عند هذا، فقد تفتح شهية القائمين على «العربي» إلى إصدار ملحق آخر بعد أن يصير ملحق «البيت العربي» مجلة مستقلة خالصة كما حدث مع ملحق «العربي العلمي». لا يمكنني أن أتنبأ بالملحق القادم، لكن حتمًا سيصب في خدمة الأمة العربية (لغة وثقافة وعلمًا ووعيًا).

وقلت في نفسي: إذا أمسكت أنا بـ«العربي» أتصفح وأغرف وأتناول من أطباقها المختلفة: أدب، وعلم، وفكر، وشعر، وقصة، وسياحة، وثقافة بصفة عامة، ويتناول ابني أحمد أو أحد أبناء إخواني وأخواتي مجلة العربي الصغير يقرأ فيها قصص الأطفال والطرائف والتعارف وثقافة عامة ومعلومات جد مفيدة، ويُمسك أخي بـ«العربي العلمي» ليضطلع على آخر تقنيات العصر في جميع الميادين. فأين تجد ضالتها زوجتي، وأختي، وزوجات إخواني ممن لا نصيب لهن أو لا رغبة لهن في الفكر والسياسة والشعر.. وأين يجدن رغبتهن؟ حتمًا في «البيت العربي» الذي قد يكون من أبوابه: الحديث عن مختلف الأطباق العربية، وبعض التدابير المنزلية، وتسريحات الشعر، وعن منافع الحنة للشعر ومنافع «الملوخية» للمعدة، وآخر صيحات الموضة، واقتحام المرأة أو مدى تهميشها في عالم السياسة. إلى غير ذلك من المواضيع التي من الممكن أن يتناولها هذا المولود الجديد (ملحق البيت العربي) الذي نتمنى له الدوام والاستمرارية بفضل الإرادة والإدارة الحكيمة للقائمين عليه.

إقدام إدارة التحرير على إصدار ملحق «البيت العربي» يبين أنها تسير بخطى وئيدة من أجل تلبية أذواق كل البيت العربي، وهي تريد بهذا أن تدخل كل بيت عربي تحت أي غطاء كان: «العربي» أو «العربي الصغير» أو «العربي العلمي» أو «البيت العربي»... وقد راودتني فكرة اللحظة وأنا أشرف على كتابة هذا المقال: لماذا لا تفكر إدارة التحرير في إصدار ملحق: «العربي الرياضي»، هذا الملحق الذي قد يتحول إلى مجلة مستقلة قد يأتي ليسد ثغرة كبيرة في هذا المجال ويشبع ظمأ شريحة كبيرة من الشباب المولعين بالرياضة لتغرس فيهم مثل التسامح ونبذ العنف وتهذب أخلاقهم، وكذلك ملحق «العربي الصحي». ولا أغلق مجال الاقتراحات... وبهذا تستطيع أن تكون «العربي» قد كونت عائلة كاملة.

د. عبد الحفيظ بوناب - الجزائر