المفكرة الثقافية

  • تشكيل: 90 فنانًا في مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي

 على مدى سبع سنوات متتالية... والكويت تشهد تظاهرة تشكيلية مهمة، يشارك فيها نخبة من الفنانين التشكيليين بأعمالهم الفنية (تصوير ونحت وخزف وغيره)... وذلك عبر مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي، الذي تنظمه كل عام الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. احتفالاً بالذكرى السنوية لتولي صاحب السمو أمير البلاد - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم والاحتفالات الوطنية بعيدي الاستقلال والتحرير.

 وافتتح المهرجان في دورته السابعة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد نيابة عن راعي المهرجان الرئيس الفخري للجمعية الشيخ ناصر صباح الأحمد، في قاعتي «الخرافي» و«أمير عبدالرضا».

وشارك في معرض المهرجان 90 فنانًا وفنانة بـ 187 عملاً إبداعيًا.

وتضمن المهرجان- في إطار فعالياته- توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات الفنية... ليحصل على جائزة لجنة التحكيم عشرة فنانين هم أحمد جوهر وشعاع الرشيدي وسليمان حيدر وعلي المري وبدر حياة وفاطمة الفضلي وفاطمة يوسف احمد وحسين ديكسن وعبدالله العتيبي، وعمران عبدالرضا.

و فاز بجائزة الشيخة سلوى صباح الأحمد الفنان مختار ديكسن وجائزة الشيخة فتوح سلمان الصباح الفنان سعد البلوشي.بينما فاز بجائزة صاحب السمو أمير البلاد مناصفة الفنانتان مي السعد وأميرة أشكناني.

وتكونت لجنة تحكيم المسابقات من ثلاثة فنانين سعوديين هم: الدكتور صالح خطاب وفواز أبونيان وعمر المنيف.

وتنوعت الرؤى والأساليب الفنية فيما قدمه الفنانون من أعمال ذات توجهات فنية مختلفة، وذلك على سبيل تقديم صورة شاملة لتطور الفنون التشكيلية في الكويت، عبر أعمال اتسمت بالكثير من المضامين والإيحاءات، والتواصل مع الحداثة في ملامحها المختلفة، كي تُعرض أعمال الفنانين الكبار جنبًا إلى جنب مع أعمال الفنانين الشباب، في مشاهد مفعمة بالحيوية.

وفي حفل توزيع الجوائز على الفائزين بها ألقى الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد كلمة- نيابة عن راعي المهرجان الشيخ ناصر صباح الأحمد- قال فيها: «إن الفن التشكيلي الواعي الأصيل ليس مجرد نشاط لملء الفراغات بالأشكال والألوان الزاهية والجذابة، لأنه إذا اقتصر على ذلك فسيفقد مضمونه الإنساني ورسالته الإنسانية، فالفن التشكيلي، وشتى الفنون الإنسانية الأخرى هي تعبير إنساني عن العالم الذاتي للفنان، إنه في الوقت نفسه له أسلوب في التفاعل معه والارتقاء به وتحصينه بالقيم الإنسانية والأخلاقية والإسهام في معالجة مشكلاته في سبيل بناء مجتمع إنساني حيوي متمدن، وهذا لا ينطبق على الفن التشكيلي وحده وإنما على جميع الفنون والأنشطة الإبداعية والإنسانية فذلك هو ما يجعل الفن التشكيلي وغيره من الفنون تحظى بمكانتها اللائقة وتقدير المجتمع لها... واليوم نحن نحتفي من خلال هذه التظاهرة الثقافية بمبدعي الفن التشكيلي في الكويت، إنما نحتفي بهذه النخبة من أبناء الوطن باعتبارهم في طليعة مكونات الواقع الثقافي الكويتي ومفصل حركة فيه، خصوصًا عندما تحمل هذه الاحتفالية الفنية جائزة باسم سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، راعي نهضة الكويت الحديثة».

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان في كلمته: «إن المشاركين في هذا المهرجان حققوا التوازن بين الأساليب والاتجاهات المعاصرة وأكدوا جدارتهم من خلال الطرح الأصيل الذي جسدوا فيه على مفاهيم جمالية وأساليب حديثة تبدو في هيئة معاصرة وتطرح جملة من المفاهيم اعتمدوا على قدراتهم في استلهام الواقع الاجتماعي والتراث العربي عبر تقنيات ووسائط تمتاز بالابتكارية والروح العصرية ناجحة وقادرة على إثارة الدهشة وشد الانتباه».

الكويت - مدحت علام


  • ترجمة: من عباءة الريف الصيني إلى أجواء الكتابة العربية

في «الداون تاون» القاهري المزدحم بانفعالات وأحداث ليس لها أول ولا آخر اجتمع عدد من المثقفين فى ندوة مشحونة بالجدل والأفكار كأجواء القاهرة للاحتفال بصدور الترجمة العربية لرواية «الحلم والأوباش» للكاتب الصينى مويان صاحب نوبل 2012 التى أنجزها عن الصينية مباشرة الدكتور محسن فرجاني، أستاذ اللغة الصينية بكلية الألسن العريقة، الذي حرص على أن ينقل النص من عباءة الريف الصيني إلى أجواء الكتابة العربية، عبر أساليب سرد اشتقت لنفسها مادة حكائية تراثية، لتدمجها بطابع الواقعية السحرية مستلهمة أثار الإبداع عند كل من جارثيا ماركيز، ووليم فولكنر.

تحدث إلينا الدكتور محسن فرجاني عن تجربته في ترجمة هذه الرواية الصادرة عن دار العين، وكيفية معالجته للنص مستطلعاً أجواء الكتابة عند مويان وخصائصه الإبداعية في الرواية، وذكر طرفاً من أحوال الأدب الصيني المعاصر، ولاسيما عند أجيال «الفترة الجديدة» التي تجذب إليها الأنظار الآن، داخل الصين وخارجها، وتحظى بقدر غير مسبوق من الترجمات في عدد من اللغات الأوربية. وقال: «لو كان صحيحا أن براعة الروائي الصيني مويان في المزج بين الواقعية السحرية والحكايات الغرائبية المعهودة في التراث الصيني القديم، هي المسوّغ لحصوله على جائزة نوبل في الأدب، إذن لاستحقها معه بالتساوي عدد من أهم كتاب القصة في جيل مايُعرف بـ «أدب البحث عن الجذور».. وهؤلاء كثيرون جدا، منهم: ليو سولا، شو شين، تسان شيو، جاهيداوا، هونفن، يو هوا، سوتون، مايوان (قد يقترب هذا الأخير في نطقه مع مويان، أديب نوبل!) والأساس الإبداعي عندهم جميعا يقوم على فكرة الانتصار لطاقات الحياة البدائية وكشف الجوهر العبثي للإنسان، تنديداً بضعفه وزيف ثقافته الحديثة. والكتابة الروائية عند كثير منهم تجسد إحساساً بعبث الوجود، لكن منابع إلهامهم لم تأت مباشرة من نماذج غربية الطابع؛ صحيح أنهم استفادوا من الترجمات والمدارس النقدية في الغرب، لكنها استفادة دون نقل!».

ويكشف لنا الدكتور محسن فرجانى كيف أن القصة لم تكن محل احتفاء أو استحقاق لجدارة حتى في التراث الفكري والأدبي الصيني القديم ، وكثيرا ما اعتبرتها الكونفوشية مجرد هزل وثرثرة صبيانية واسمتها «شياو شو» أي: الكلام التافه.

وأوضح فرجانى أن الكتابة الروائية في الصين لم يكن لها أن تحتل مكانة معتبرة إلا بما اشتقت من الأساطير القديمة، أقدم واقع سحري نهلت منه أجيال الكتابة في أوائل الثمانينيات،حتى قبل أن تجري أقلام المترجمين بنقل نصوص جارثيا ماركيز؛ ذلك أن الساحة الأدبية كانت وقتئذ تبحث عن يقين ضاع منها إبان الثورة الثقافية.. لم يكن ثمة أساتذة (هذه المرة حقًا وفعلاً..دع عنك ماكان يقوله الأديب السكندرى محمد حافظ رجب، تحت ظروف مختلفة، بشأن أجيالنا الأدبية في ستينيات الأدب العربي بمصر) فكانت العودة إلى الجذور الثقافية، حتى بمحتواها المتضمن لشرائح عريضة ممتدة من التراث الكونفوشي إلى الفولكلوريات الشعبية، فتشكلت ملامح يقين بالأسطورة منسجمة مع تقاليد باقية في المواريث، وكانت «الحداثة» هي الكلمة المفتاح في فهم اتجاهات الإبداع، منذ أوائل القرن العشرين، أو هكذا قد يقال؛ ثم إن تاريخ الحداثة في الصين يبدأ أيضا مع حد زمني قاطع بين زمن قديم انتهى وفات، وعصر جديد بدأ يشق طريقه إليها فيما سمي بحركة الرابع من مايو 1919.

وتحدثت الدكتورة جان بدوي أستاذة اللغة الصينية عن ظروف الكتابة عند الأجيال الجديدة من كتاب الرواية الصينيين، وأشارت إلى مويان وإنتاجه الروائي بالنظر إلى خصائص الكتابة من منظور الاتجاه الأدبي المعاصر في الصين.

 كما تكلم الدكتور حسانين فهمي عن أهمية ترجمة أعمال مويان إلى العربية، ومن المعروف أنه أول من ترجم رواية له إلى العربية «الذرة الرفيعة الحمراء» صدرت عن المركز القومى للترجمة في مصر عقب إعلان حصول الكاتب على جائزة نوبل. وذكر جانبا من صداقته الوطيدة بمويان ولقائه به منذ سنوات في الصين.

وعلّق الدكتور مجدي يوسف على اختلاف مصطلح الترجمة وأهمية الاتفاق حول مفهوم واضح له، مؤكداً أن الترجمة تعد إضاءة لأوجه الاختلاف بين الثقافات بنفس القدر الذي تبرز به نقاط الالتقاء بينها. وتحدثت الدكتورة فاطمة الصعيدي، أستاذ الأدب الحديث بجامعة حلوان، عما لمسته من حس ريفي في أعمال مويان ومدى ما يمكن أن تكشف عنه الرواية من أوجه تلاقٍ مع الطابع الريفي في البلاد العربية، مما يشكل ملامح رؤية إنسانية قادرة على استيعاب خصائص التفرد الثقافي ضمن نسيج قصصي يقدم نفسه إلى العالمية، من منطقة ذات خصوصية معهودة.

وتضيف الدراسة التى يذيل بها فرجاني ترجمته لهذة الرواية قيمة بالنسبة للقارئ الذى يحتاج إلى التعرف على طبيعة الساحة الأدبية فى الصين حيث نقرأ فيها:

لكي نحدد موقع مويان كروائي صيني متميز، ونقف على قيمة إبداعه، فمن المفيد أن نستحضر أجواء المرحلة الأدبية التي ينتمي إليها، ونعيّن صلتها بمجمل حلقات التطور في مسيرة الأدب الصيني المعاصر.

نستطيع أن نقول، بدرجة كبيرة من الثقة، مدعومة بأسانيد مؤرخي الأدب واتفاق معظم مدارس النقد الأدبي، إن مسيرة الأدب الصيني المعاصر بدأت في الصين الأم مع تأسيس الجمهورية في عام 1949 (والمعاصرة في الأدب الصيني جزء من اتجاه التحديث الأدبي الذي بدأ، كما أسلفت، في 1919) حيث تبدأ المرحلة الأولى من تاريخ الأدب المعاصر (أتكلم عن محتواه في الإبداع القصصي) مع أول الخمسينيات، وتعرف في اصطلاح تاريخ النقد باسم «مرحلة السبعة عشر عاماً» وسيقترب فيها المبدعون من معالجة التناقضات الاجتماعية الكبرى، وتثمر محاولاتهم أعمالاً ناجحة، كرّست لهم وضعًا فريدًا في ساحة الكتابة الروائية؛ فعرف الناس كتّابًا مثل: رو جي جوان، لو ون فو، وانغ منغ (سيتولى وزارة الثقافة فيما بعد، ويؤسس لاتجاه تيار الوعي في الرواية الصينية، مطلع الثمانينيات) في هذه المرحلة ينجح الإبداع الروائي في أن يرصد التغيرات الحياتية السريعة، جنباً إلى جنب مظاهر الحياة النضالية للثورة الاشتراكية، وفصول رائعة من تجارب بلد في خضم تحولات بالعمل والبناء، ولم يغب عن باله تسجيل تناقضات البيئة الاجتماعية في حينها، وقد شهدت مرحة السبعة عشر عاماً فترتين تميزتا بالحيوية الشديدة:

- فترة ما قبل العام 1956 حيث سيكتب الروائي «جاو شو لي» عن أحوال الريف الصيني (قبل أن يولد «مويان» بنحو أربعة أعوام) ويقدم روائع القصة الصينية المعاصرة: «تدوين الأسماء»، «قصة أفسدها المونتاج»، «زوايا الحب المنسية»، «العم شوماو وبناته»، «أهل المعجزات ينزلون القرية»، «على هامش سيرة الغرام»، «تغييرات جبلية»؛ وكلها كانت تأخذ بمنحى واقعي، أسهمت في تعميقه كتابات مبدعين آخرين ساروا على نفس المنوال، مثل: «ما فنغ»، و«لي جون»، و«جوليبو».. فهؤلاء جميعا اتخذوا موضوعاتهم من قلب الريف الصيني، وبرغم ما حققوه من إنجازات رائعة، فقد كان يؤخذ على أعمالهم عجزها عن نحت صور بطولية في زمن شهد ملاحم أقدار ريفية، لم ير التاريخ الصيني مثيلها منذ زمان، مع ضعف في إبراز العالم الداخلي المعقد للشخصيات وترهل في أساليب السرد.

- أما ثاني الفترات فيقصد بها بداية الستينيات، حيث سادت أجواء استقرار عام، برغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وتمكن السرد الروائي أن يلمح الواقع الموضوعي لمجتمع يحفل بتحولات ويموج بأحوال. وهنا سيبرز دور «قاو شياو شنغ» (الروائي العظيم الذي سيغفل ذكره طويلاً، دون أن ينكر دوره!) حيث سيشترك مع عدد من الكتاب، سنة 1957 في تأسيس مطبوعة «الاستقصائيون»، لكن يتم استبعادهم من الساحة الأدبية، على خلفية اتهام بأخطاء سياسية، وبعد عشرين عاما يعود قاوشياو شنغ، بقصة «العم شون يبني غرفة»، فتبرز براعته في رسم العالم النفسي لشخصياته وتصوير تقلباتهم عبر أسلوب في الكتابة كان «يمزج حقا بين أساليب الكتابة الروائية الصينية التقليدية، ومفاهيم الكتابة الحديثة» (قبل أن تصدر لجنة التحكيم السويدية قرار منح الجائزة لمويان، بتقدير نفس القيمة، وبنصوص قريبة من أحكامها، رغم صدورها عن أقلام النقاد الصينيين، للكاتب «قاو شياو شنغ» منذ نحو خمسين عاما تقريبا) حتى إن كتابات نقدية كانت تقدر له دورًا مساويًا لأولئك الذين خرج الأدب الصيني الحديث من جعبتهم، مثل «لوشون» و«جاوشولي».

القاهرة - مصطفى عبدالله

  • ثقافة: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013

تحظى المدينة المنورة بمكانة مرموقة في قلوب المسلمين ولاسيما أنها دار الإسلام والمركز الثقافي الأول الذي احتضن نواة الحضارة الإسلامية الأولى التي أرسى دعائمها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، فلا غرو أن تكون المنطلق الذي شعت منه شمس الإسلام وانتشر نورها في الآفاق تتوج المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013.

وتنتظر مدينة الرسول بهذه المناسبة انطلاق أضخم الفعاليات الثقافية بمناسبة اختيارها «عاصمة للثقافة الإسلامية»، كما ستشهد المنطقة حراكًا ثقافيا غير مسبوق حيث ستقام فعاليات وبرامج متنوعة تستمر لمدة عام كامل، تشمل جميع فئات وشرائح وأطياف المجتمع وستشمل معارض وملتقيات ومؤتمرات وندوات، وإصدارات وثائقية، إضافة للأمسيات والمسابقات والمحاضرات والمسرحيات والنشاطات الثقافية الأخرى المتنوعة.

من جانب آخر تستعد المؤسسات الثقافية والأكاديمية للمشاركة في هذه الفعالية، وتعمل من خلال هذه الفعاليات للتأكيد على إعلاء قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - في العالم ونصرته وإبراز مكانة المدينة المنورة الثقافية والتاريخية والاجتماعية بصفتها عاصمة للثقافة الإسلامية، والتأكيد على رمزية المدينة المنورة وترجمتها لثقافة إسلامية عالمية، وستنظم بهذه المناسبة «الجامعة الإسلامية» عدة فعاليات علمية وثقافية، تشمل مؤتمرًآ عالميًا بعنوان «الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وحقوقه على البشرية» الذي يسعى إلى دعوة الإنسانية جمعاء إلى الحوار العقلي للوصول إلى كلمة سواء حول دور وجهود الرسول - صلى الله عليه وسلم - كمُصلح اجتماعي وهادٍ للبشرية إلى طريق الخير، له حقوق واجبة بمقتضى الشرع والعقل على البشرية جمعاء.

إلى جانب هذا تنظم وزارة الثقافة والإعلام ضمن فعاليات المناسبة معرضًا دوليا لـ«الفن الإسلامي المعاصر» تحت شعار «وحدة وتنوع.. إبداع والتزام» يتاح من خلاله المجال للفنانين من الدول العربية والإسلامية من الجنسين المشاركة بإبداعاتهم، وفق القيم الجمالية للعمل الفني.. وسيعقد ملتقى الأدباء السعوديين الرابع في المدينة المنورة كما وجهت الوزارة الأندية الأدبية بوضع شعار «المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية» على جميع الكتب التي تصدرها خلال العام.

وعلى الصعيد الشعبي والفلكلوري ستشارك إدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة، بتقديم حزمة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية بمقر متحف سكة حديد الحجاز بالعنبرية (الأستصيون) بهدف إبراز العديد من الجوانب التراثية التي تجسد مظاهر الحياة الاجتماعية القديمة في المنطقة، التي يأتي ضمنها: الكتاتيب، الألعاب الشعبية. وذلك من خلال المشاهد التمثيلية واللوحات الإنشادية.. إضافة إلى فقرات من الشعر الحجازي، وتعريف الزوار بأنواع الأكلات والمشروبات الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة قديما.

وعلى الصعيد الفردي رحب الأدباء والمفكرون في المملكة بهذه المناسبة، يقول عضو مجلس الشورى سابقا الدكتور الشريف نايف بن دعيبس البركاتي: «المدينة المنورة لها عمق تاريخي عظيم قد لا يشبهها كثير من المدن التي لها جذور في التاريخ فهي موغلة في القدم، سبقت عهودا كثيرة وأجيالا ماضية من قبل قوم عاد وامتد تاريخها حتى انبثق فجر الإسلام متألقة وسمت بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها وكان بقدر من الله حيث اختارها لرسوله صلى الله عليه وسلم وعندئذ تغير مجرى تاريخها فأصبحت الدار الإسلامية الأولى حيث خرجت منها الجيوش الفاتحة بسم الله تعالى تضيء للبشرية بكواكب من نور منزل فانتشر القرآن الكريم والسنة المشرفة والفقه الإسلامي المتين من ربوع هذه الأرض المتواضعة فلا تجد علما في الدنيا إلا وفيه من المدينة مرسوم على جوانبها ولا تجد علما في الشريعة الإسلامية إلا ولعلماء المدينة يد ظاهرة ولايزال الناس يستقون من معينهم حتى يومنا هذا وقد بارك الله في ذرية العلماء والمجاهدين في سبيل الله فانتشروا في بقاع الأرض يحملون حضارة الإسلام وسيبقى ذلك ما بقيت الدهور والأعوام، وأنه لمؤكد أن هذه «المدينة» هي وارثة العلم النبوي وستكون مصيره ومآله بعد انقضاء الحضارات واضمحلال الدول وفناء المدن».

المدينة المنورة - أحمد الهلال

  •  تكريم: الجزائر تُكرِّم الأديبة زهور ونيسي

عرفاناً من وزارة المجاهدين الجزائرية بالدور الكبير الذي أدته الأديبة زهور ونيسي في ميدان الإبداع الأدبي والحركة الثقافية مدة ما يزيد على نصف قرن، وتقديراً لمكانتها الأدبية بصفتها واحدة من أبرز الوجوه الثقافية التي عرفتها الجزائر في العصر الحديث، فضلاً عن كفاحها ونضالها في صفوف جيش التحرير الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي أقامت الوزارة حفلاً خاصًا للاحتفاء بها بمناسبة صدور مذكراتها الموسومة «عبر الزهور والأشواك.. مسار امرأة» في إطار برنامج وزارة المجاهدين للاحتفاء بخمسينية استقلال الجزائر.

الأديبة زهور ونيسي

وتعتبر زهور ونيسي واحدة من أكبر الأديبات الجزائريات اللائي دخلن الوطن العربي من الأبواب الواسعة،وحظين باهتمام وتقدير كبيرين من لدن كبار نقاده وناقداته،فقد أثنت الناقدة المصرية الدكتورة سهير القلماوي على كتاباتها أيما ثناء حينما كتبت مقدمة مجموعتها القصصية الأولى «الرصيف النائم» سنة 1967م ووصفتها بالثائرة التي ألهمتها الثورة سر الحياة، ورأت أن قوة إبداعها تكمن في أنها تنفذ إلى أعماق نفسية المرأة والشعب، وأكدت على أن إيمانها بالثورة والشعب سيلهمها عملاً فنياً خالدًا.

ووصفتها الناقدة الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) بأنها لا تملك قلمها العربي فحسب، وإنما تملك كذلك فنها القصصي بأصالة واقتدار، ورأت أنها بارعة في عملية الأداء والتعبير وتحدد لكل كلمة دورها في التعبير ومكانها في البناء القصصي،وذلك ما لا يستطيعه إلا أديب مقتدر، وقالت عن مجموعتها القصصية المعنونة بـ «على الشاطئ الآخر»: (إنني لم أكد أمضي في قراءة قصص زهور حتى أخذني منها ما يشبه المفاجأة، فعلى رغم ما أعتز به من حرصي على الاتصال الفكري والأدبي بكتّاب الوطن العربي على امتداد أبعاده ورحب آفاقه لم يدر بخلدي من قبل أن الكاتبة الجزائرية تملك قلمها العربي إلى هذا المدى...).

شارك في احتفالية تكريم هذه الأديبة الرائدة عدد من الباحثين والنقاد، وبحضور نخبة من الوجوه الإعلامية والثورية والسياسية في مقدمتهم محمد الشريف عباس؛ وزير المجاهدين الجزائريين الذي نوه بالدور الريادي الذي لعبته الأديبة زهور ونيسي عبر مسيرتها الزاخرة بالعطاء في الأدب والفكر والثقافة والإعلام.

وألقت الأديبة زهور ونيسي كلمة تحدثت فيها عن مذكراتها، وركزت على أهم الجوانب التي تطرقت لها وقالت في البدء: «أحمد الله الذي أطال عمري لأحقق أمنيتي بإصدار مذكراتي وسعيدة أكثر لأنها صدرت بالتزامن مع الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال».وأشارت إلى أن مذكراتها جاءت من منطلق إيمانها بضرورة تسجيل بعض الأحداث والتجارب التي مرت عليها كجيل عايش الثورة التحريرية، وقد عكفت على كتابتها للتعبير عن مرحلة معينة من تاريخ الجزائر من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية.

من جانبه نوه الباحث الدكتور جمال يحياوي؛ مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954م بجهود هذه الأديبة الفذة والمناضلة الرائدة وقدم قراءة في مسيرتها وقال إن من يتأمل مسارها الثري يجده متنوعاً ما بين الكفاح الثوري والتعليم والإعلام والعمل السياسي والكتابة الأدبية.

ومما يجدر ذكره أن الأديبة زهور ونيسي تعتبر أول امرأة تعين وزيرة في الجزائر بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسي حيث شغلت منصب وزيرة للشئون الاجتماعية، ووزيرة للتربية الوطنية لمدة سبع سنوات، وانتخبت نائبة في البرلمان الجزائري ما بين سنوات 1977-1982، كما ساهمت في تأسيس وإنشاء العديد من المؤسسات والهيئات والاتحادات والتنظيمات الوطنية مثل: الاتحاد النسائي الجزائري، واتحاد الكتاب الجزائريين، واتحاد الصحفيين.

ولعبت دوراً كبيراً في تعريب الإعلام الجزائري، وأسست وأدارت أول مجلة نسائية في الجزائر، وقد سجل اسمها ككاتبة مغاربية أولى في القاموس الأدبي النرويجي والفرنسي والموسوعة الأدبية بجامعة نيويورك، وهي تحمل وسام الاستحقاق الوطني، ووسام المقاوم تقديراً لجهادها في صفوف جيش التحرير.

وقد ولدت سنة 1936م بمدينة قسنطينة، وبدأت دراستها بمدرسة التربية والتعليم، وحازت على الشهادة الابتدائية سنة 1955م، واحتلت المرتبة الأولى على مستوى الجزائر، ثم عملت معلمة في المدارس الحرة، وبعدها انضمت إلى صفوف جيش التحرير، وتحصلت على شهادة الإجازة في الآداب سنة 1966م، ثم على الإجازة في الفلسفة سنة 1969م.

 وقد صدرت لها الكثير من المؤلفات في القصة والرواية والمقالة، ومن أهم إصداراتها الأدبية «من يوميات مدرسة حرة»، «الظلال الممتدة»، «عجائز القمر»، «لونجة والغول»، «دعاء الحمام»، «جسر للبوح وآخر للحنين»، «روسيكادا».

الجزائر
محمد سيف الإسلام بوفلاقة

 

 



الشيخ صباح ناصر الصباح وعبد الرسول سلمان مع الفنانين الفائزين في المسابقات



جانب من المعرض



غلاف الترجمة العربية لرواية مويان «الحلم والأوباش»



الدكاترة: محسن فرجاني وجان بدوي وفاطمة البودي ناشرة الكتاب وحسانين فهمي











الأديبة الجزائرية زهور ونيسي