وتريات

رحلتي

 

أنا في رحلةِ الأيامِ ألقى الله رَزَّاقا

 

فليس بغيرِ باريهِ يشعُّ الكونُ إشراقَا

وليس لغيرِ ربِّ العرشِ يدنو الرأسُ إطراقَا

 

وليس لغيرِ نورِ سناهُ كانَ الحُبُّ خفّاقا

ولي قلبٌ إلى الأجواءِ والأنواءِ قد تاقا

 

أحَبَّ الخلقَ والأرواحَ إقبالاً وإشفاقا

وحرٌّ قلبيَ الفاني على نهجِ الهُدى راقا

 

كذاك الشعرُ، كان الشعرُ للأحرارِ مِصداقا

عشقتُ الزهرَ والأشجارَ أوعيةً وأوراقا

 

وفوق عروقِ أغصانٍ كتبتُ الشعرَ مُشتاقا

تبِعتُ الذِكرَ خلفَ خُطاهُ عاشَ القلبُ توّاقا

 

لبستُ الوردَ ذا الأندادِ أرديةً وأطواقا

نبذتُ السوءَ والأكدارَ والأحقادَ إطلاقا

 

رعيتُ الفكرَ معطاءً ولمّاحًا وخلاّقا

ركبتُ البحرَ ذا الأمواجِ مُنسابًا ومُنساقا

 

سمعتُ الدُرَّ في طُهرٍ يناجي الله أعماقا

كذاك القلبَ حينَ صفا حباهُ اللهُ أرزاقا

 

وصار بغيرِ أحوالٍ، مَعينَ الحبِّ إذ ذاقا

وحلَّ ربيعيَ الأبدي.. جاء الخيرُ دفّاقا

ندى الرفاعي - الكويت

 

 

غادة الحي

 

لولاكِ ما بحت بالأشعارِ لولاكِ

 

ما قُلتُ للناسِ مَا قالتهُ عَيناكِ

ولا نظمتُ من الأبياتِ قَافيتي

 

تُخاصمُ النَّبضَ من عِرقي وتهواكِ

وتزرعُ الحرفَ مجنونًا على شفتي

 

وتحصدُ الشوقَ من روحي لترعاكِ

يا غادةَ الحيِّ ما جدوى تفرّقنا

 

لو أن بالقلبِ ما يكفي لمثواكِ

من وقعِ خطوكِ في أعطافِ شارعنا

 

وكلُّ طَرْقٍ على أركانِ شُباكي

بدلتُ عيد الورى في يومِ موعدنا

 

وكلُّ عيد أتى في يومِ لقياكِ

 

عمرو حويلة - مصر