مساحة وُدّ أحلام محمد

مساحة ود

الدينامو الاجتماعي

التقيت بها مصادفة. في نظراتها ثبات. وفي سلوكها ثقـة واعتداد. حييتها، وجلست إلى جانبها، ولم يخب حدسي عندما تحدثت إليها وأدركت أن السيدة القادمة من بلد عربي إفريقي شقيق ذي شأن، وعلى قدر من الثقافة والمعرفة بشؤون بلدها والمجتمع الذي انحدرت منه.

سألتها عن دور المرأة عندهم.

فأجـابت: هي الدينمو المحـرك للأسرة وللمجتمع، وهي ليست " نصف " ولكنها " كل " في معظم الظروف وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الأمية، فإن المتعلمات يقدن حركة توعية حثيثة تحقق نشاطا اجتماعيا بعيد الأثر.

قالت: لقد بدأنا بالروابط الأسرية، ثم طورناها إلى روابط اجتماعية تعمل بدستور ولوائح وتسجل لدى السلطات كجمعيات خيرية واجتماعية، تتحدد برامجها وفقا لأهدافها، وتسعى إلى نشر الوعي بإقامة الندوات والمحاضرات والأسواق الخيرية والاحتفال بالمناسبات الوطنية والقومية.

ثم أضافت: لقد درجت بعض الروابط على تقديم المساعدات المالية للأعضاء في مناسبات الأفراح، ليس هذا فحسب، بل إن اللجنة التنفيذية تظل في حالة استنفار دائم لتقديم الخدمات حيال كل ما تتطلبه المناسبات من عون.

ولرفـع المعاناة عن كاهل الأسر والتي باتت تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة بسبـب ارتفاع الأسعار وزيـادة الغلاء، فإن الروابط تسعى إلى جلب السلع التموينية والمواد الغذائية الضرورية وبيعها إلى الأعضاء بأسعار خاصة.

ثم هناك مشروعات نخططها للشباب وللأطفال. قلت: ما أروعكم، لقد قطعتم الطريق على مهددات المجتمع.

قالت: بل أخـذنا بيـد المجتمـع ليجتاز المحن والأزمات. المرأة التي هـي النصف العـددي للمجتمع تستطيع أن تلعب دور " الكل " في أحيان كثيرة، خاصة في المحن والأزمات الوطنية.

 

حليمة عبدالرحيم