عزيزي العربي

  • تعقيب: الرفرافي لم يترجم شيئًا لنيرودا

في العدد 653 (أبريل 2013)، نشر مقال لمحمد الغزي عن بابلو نيرودا يقول فيه: «ومن أجمل كتب نيرودا الشعرية كتابه الموسوم «كتاب الأسئلة» الذي ترجمه الشاعر محمد الرفرافي.... «(ص 89). ثم يستشهد بأربعة أبياتٍ منه، وهنا يتوهم القارئ أن الكتاب المترجم بين يدي الغزي، يستشهد به، ويقتبس منه، ذلك أن الرفرافي لم يترجم شيئًا لنيرودا، وكان على الغزي أن يتحقق مما يكتب، ويورد المعلومة التي لا تضلل القارئ. والحقيقة أن أول من ترجم ديوان نيرودا هذا هو رفعت عطفة، وصدر عام 1978 عن وزارة الثقافة السورية، ثم أعقبته ترجمة أخرى، أنجزتها سحر أحمد، وصدرت عام 2006 عن دار أزمنة الأردنية. وسحر أحمد هي نفسها من ترجمت لنيرودا «مائة قصيدة حب»، و«البحر والأجراس»، ولها طبعة أخرى جديدة، مزدوجة، من «كتاب التساؤلات»، من المقرر أن تصدر في سبتمبر القادم. من ناحية أخرى، فعنوان ديوان نيرودا هو «كتاب التساؤلات»، لا كما أورده الغزي بكتاب الأسئلة، والفرق واضح.

شكرًا لكم..

حسين عبد الزّهرة مجيد
كلية الآداب - جامعة البصرة – العراق

  •  الأشباه والأضداد في حكومة بغداد

قرأت في العدد 651 (فبراير 2013) من مجلة العربي، عرضًا لكتاب يتناول الحياة السرية لنظام حكم البعث في العراق، والذي شارك في تأليفه مجموعة من الباحثين الأجانب، وأقول: تتمايز الأنظمة الاستبدادية عن غيرها من أنظمة الحكم الأخرى ببساطة تكوينها الأيديولوجي من جهة، وتعقيد هيكلها التنظيمي من جهة أخرى، وهكذا يصبح الحديث عن المسارات العامة الحاكمة للسياسات الداخلية والخارجية لها غاية في اليسر والسهولة، إذ لا تحتاج معرفة تلك المسارات إلى دقيق عناية للكشف عنها واستقصائها، على النقيض من الجهات التنظيمية للأيديولوجية الحاكمة، التي تتميز بالتعقيد الذي يصل في حالات كثيرة إلى حد الإرباك المقصود للمؤسسات الحكومية ذات الاختصاص بالشأن العام، الأمر الذي يترك الانطباع الذي تريده تلك الأنظمة في المخيال الاجتماعي أيًا كان المستوى المعرفي الذي يتصف به ذلك المخيال، فمثلاً كان انطباع المواطن العربي عن نظام الحكم في العراق ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي يتسم بالإيجابية بالمقارنة مع الأنظمة العربية الأخرى، فهو الذاب عن حياض الأمة، وبطل تحريرها القومي وماردها الذي لا يجارى، وذلك بالضبط ما حاول النظام إيصاله إلى العقلية السياسية للمواطن العربي العادي، فأصبح الحديث عن شجاعة ومصداقية وديمقراطية القائد الضرورة مدار الندوات والمؤتمرات التي تقيمها المؤسسات الثقافية في ربوع عالمنا العربي.

أما اليوم فليس من عاقل يتحدث عن شجاعته بعد أن عُثر عليه مختبئًا في حفرته، التي تتماهى مع تفصيلات مأوى الشخصية الرئيسية لرواية أحدب نوتردام، وثمة تماهٍ آخر بين صاحبنا والأحدب يتبلور في تعاطف الجماهير مع كليهما، فمن يقرأ الرواية أو يشاهد مقطع الفيديو المتعلق باعتقال رئيس جميع السلطات في العراق - والجندي الأمريكي يتفحص أسنانه كحصان (رايسز) يروم صاحبه بيعه إلى اسطبل آخر - تنتابه نوبة تعاطف فطرية، بغض النظر عمّا ارتكبته السياسات الخرقاء لنظام حكم فاشي أحرق الأخضر واليابس، وأضاع عقودًا من عمر الأجيال العربية في أحلام جوفاء لا تنتمي إلى الواقع بشيء يُذكر، ومن المؤكد أن هذا الشعور ناشئ من رواسب تلك الحقبة التي ضخ فيها النظام مليارات الدولارات في أقنية وممرات وسائل الإعلام لكسب هذه اللحظات البسيطة من التأييد لمشروع البعث الهدام.

هذا التناقض بين الممارسة العملية والصورة الذهنية التي رسمتها أجهزة الإعلام الموجه في العقلية العربية، تكشف عن خواء فكري ومعرفي بالإضافة إلى كشفها عن زيف الادّعاءات التي كان النظام يشيعها في الشارع العربي عن مصداقية الشعور القومي لنظام البعث، وهكذا لا يكون لتسجيلات تحتوي على أفكار خرقاء أهمية تُذكر، بعد أن ناقضت الممارسة السياسية الأسس والمنطلقات الأيديولوجية التي يؤمن بها النظام برمته والتي تعبّر عنها أفكار وخطابات صدام المسجلة وغير المسجلة، وبعد أن ثُبت أن القرار السياسي في العراق كان حكرًا على رأس النظام الماسك بجميع السلطات التشريعية والتنفيذية، وهذا بالضبط الذي استنفد فاعليتها في الوسط الجماهيري عندما كانت تعبّر عن سياسة الدولة، وذلك بالضبط الذي أنتج انتفاضة مارس 1991 في العراق، وفي تقديري أن هذه الانتفاضة كانت البذرة الأولى لحالة الربيع التي نشهدها اليوم، فما بالك والعالم العربي يشهد موجة من الوعي السياسي يمكن أن توصف بالظاهرة الفريدة من نوعها، عندما عبّر الشباب العربي من خلال نهضته في هذا الزمن عن رأيه بكل مدار النفاق السياسي، التي كانت تقودها أنظمة إعلامية حكومية تُسخّر القضية العربية والإسلامية الأولى وتَسخر منها، في سبيل إطالة عمر بقائها في السلطة في هذا البلد أو ذاك، وفي الختام كان على الباحثين العرب أو الأجانب ممن يهتمون بالكتابة عن الأنظمة الشمولية، أن يسألوا أهل العراق عن نظام البعث، بلحاظ الممارسة الواقعية لسياسة الدولة، فقد قيل قديمًا: أهل مكة أدرى بشعابها، بدلا من الاعتماد على تسجيلات مشوشة ومبتورة وغير مفهومة.

حسين جويد الكندي - العراق

  •  كتابة الشعر

الكتابة فن وإذا تعلقت بالشعر أصبحت ذوقًا، هذا الامتداد الطبيعي للحالة النفسية التي تخدمها القوة العقلية من خلال ذلك التفاعل من أجل الترفيه عن النفس والترويح لها.

نقول إن الشعر مجال يتعلق بالإحساس وهو النافذة المطلة على بحر العواطف التي تفسر الشعور حسب منظومة القراءة التي تغذي الروح وتمنحها سخاء الطبيعة التي تتجاوب مع ملكة التقدير والإيمان.

لا نختلف عندما تقول إن المناجاة هي جمرة متقدة تتغذى من حرارة الدماء، ذلك أن الهجاء قد يكون فحشًا يبحث عن العيوب ويشهر بها، المدح قد يكون طمعًا في المال والجاه، الاعتذار هو شعور بالذل والضيعة، أقل هؤلاء هو الوصف الذي هو أثر الموصوف على النفس ونبض القلب، الغزل هو قضاء حاجة طبيعية تؤثر في القلب حسب شريعة الجمال والرونق، أما الزهد فهو اعتداء على حق النفس في الحياة.

أعتقد أن أفضل مجال للتعبير عن المشاعر هو المناجاة خاصة إذا عبّر عن التوسل لله من أجل ترقية النفس، أفضل مقام للكتابة هو الليالي الصيفية حيث مخاطبة النجوم في عليائها وفي الشتاء عندما يكون الجو مظلمًا والمطر يتساقط على زجاج النوافذ ويخدش زجاجها بتجاعيد الإحساس.

حمامي بوجمعة - الجزائر

  •  اللغة كائن حي يحس ويتأثر ويؤثر

بعد قراءة متأنية للمقال الرائع الذي يدل على أن صاحبه أحد المهتمين بهموم الأمة ومن أهم همومها لغتها «لغتنا العربية بين احتفاء العالم وإهمال أهلها» العدد 651 (فبراير 2013) من مجلة العربي الغراء، والذي عبّر فيه رئيس التحرير عن قلقه على اللغة العربية وطرح طرق العلاج المناسبة، وأوصى بإنشاء مجمع للغة العربية في الكويت كي يرى النور قريبًا.

وهو أحد المحاربين عن اللغة في الوطن العربي وإن كانت كلماتي تعبر عما هاج في صدري وأنا أحد متحدثي لغة الضاد ومهتم بها فأقول وعلى الرغم من انتشار اللغة العربية في بقاع الأرض عبر وسائل الإعلام المختلفة وكما يتفق علماء اللغة على أن اللغة أهم الوسائل التي يملكها الإنسان للتواصل مع الآخرين ولتبادل ونقل الأفكار وأيضا للتعبير والتعريف وهي جزء أصيل منه ولا أحد ينكر أن اللغة كائن حي يحس ويتأثر ويؤثر في غيره وينمو ويفنى وبكهل ويموت، ومن المعروف أن القول عند العرب شعر ونثر وقرآن ولأنه قد سبق في لوح الغيب أن اللغة العربية أشرف اللغات وأنصعها، فاختارها الله تعالى لأشرف كتبه وهو القرآن الكريم الذي نزل على نبينا الكريم ليس لمكان بعينه أو أقوام بعينهم ولكن للعالمين، وأؤكد بأنه مما لاشك فيه أن البشر لديهم القدرة على تعلم هذا الكتاب الكريم لأن الله أرسله لهم جميعا فهم مؤهلون لحفظه فانطلق من الجزيرة العربية إلى كل أنحاء المعمورة حتى أن علماء الإسلام حفظوا القرآن وهجروا لغاتهم الأصلية وكتبوا بالعربية واشتهروا بها، وقد أثبتت الدراسات المعاصرة امتياز العربية وأولويتها في سلامتها وفصاحتها وأصالتها لأنها لغة القرآن، ولما كان الحفاظ على اللغة العربية من تغول اللغات الأخرى عليها كالإنجليزية والفرنسية ومن ترك المجال للغة العامية يسود بما فيها من أخطاء وهذا يؤثر أيضا على اللغة العربية. فالهم همان:

1 - هم خارجي من تقدم الدول علينا في كل المجالات وبالتالي إنتاجهم البحثي والعلمي أكثر فتسيطر لغاتهم على العالم في كل المجالات اقتصادية, اجتماعية, تجارية, علمية وإعلامية حتى في أي أبحاث علمية تجد العرب لا يمثلون أكثر من 2 في المائة إن وجدوا. يجب على الأمة العربية أن تنهض من غفوتها فهي تملك الإمكانيات المادية والعقول البشرية اللازمة لإقامة حضارة جديدة قوية نعيد بها مجد الحضارة الإسلامية وقت ما كان المسلمون يحكمون أكثر من نصف العالم حيث كان الغرب يترجم كتبنا ويعلمها لأطفاله في مدارسهم حتى غرتنا الدنيا وغرت حكامنا فلم نعد قادرين على قيادة العالم لأننا ظلمنا أنفسنا وغرت الدنيا قادتنا فانهارت حضارتنا واستعمرنا طويلا ثم استيقظنا حتى تحررنا من الاستعمار في القرن الماضي, إلا أننا لم نفهم فقطعنا الاستعمار قطعًا صغيرة وبدأ يغزونا مجددا بطرق مختلفة، لم يحتلنا هذه المرة بل احتل أفضل ما فينا، احتل عقولنا بالأفلام تارة، وبالمخدرات تارة، وبالموضة تارة، وبالسطوة العلمية وإحداث فجوة اقتصادية بيننا وبينه تارة أخرى لنمد يدنا وننتظر طعامنا على سفنه فيأتينا بكل ما لذ وطاب من قمح أو دقيق أو زيت أو سكر، كل ما نريد شرط ألا ننتج نظل هكذا ضعفاء وكسالى لا نملك قوتنا على الرغم من امتلاكنا الأرض والموارد والبشر وأصبحنا نفتخر بأن أولادنا يدرسون بلغات أجنبية وفي دول أجنبية، يا له من عار! والحل لهذا الداء أن نستخدم اللغة العربية وقبله نعلم أولادنا القرآن، نعيد فتح كتاتيب ومكاتب تحفيظ القرآن في كل مكان وندعم الأولاد والمحفظين ماديًا ومعنويًا. لن تقوى العربية إلا بالقرآن وكذلك علومه يجب أن تنتشر مسابقات القرآن الآن لأفضل قارئ وأفضل تلاوة وأفضل تجويد وأفضل صوت وأفضل حفظ بالتفسير وهكذا لكل المراحل وتذاع وتبث يوميا في أغلب القنوات تحت رعاية الدولة أو القطاع الخاص أو يتكفل بذلك ويدعمه رجال الأعمال كما يبثون الآن عشرات البرامج لأفضل صوت عربي.

إن تعريب العلوم أصبح ضرورة ملحة وعلينا أن نثق في أنفسنا ونترك لغتنا تعارك اللغات الأخرى. على العالم أن يسمعنا بلغتنا حكامًا ومحكومين في الشوارع والمنتديات والمؤتمرات. على العالم أن يسعى جاهدًا ليتعلم لغتنا.

ونحن نملك القدرة المادية أن ننشئ مدارس للعربية في كل بقاع الأرض، وذلك أن يكون مع كل سفارة أو قنصلية لدولة عربية مدرسة لتعليم العربية وكذلك مكتب لتحفيظ القرآن. يجب على سفرائنا ألا يتحدثوا إلا بالعربية في كل مكان .

2 - أما الهم الداخلي فحديثنا الذي لا ينتهي في بيوتنا وفي وسائل الإعلام بلغة لا هي فصحى ولا عامية سليمة، أضف إليها تتبيلة من إنجليزية وفرنسية وربما قريبا صينية. لحل هذه المشكلة نقسم اللغة إلى ثلاثة مكونات الأول المتلقي (طفل أو متعلم) والثاني المعلم والثالث الوسط (بيئة التعلم) فإذا بدأنا بالأول (طفل دون الثانية يستمع إلى الأسرة) فيجب تعليم الأبوين لغة سليمة وتعليمهما كتاب الله القرآن الكريم لأنه أساس اللسان العربي المبين وكذلك المعلم بداية من معلم الحضانة ومرورا بمراحل التعليم المختلفة يجب عليه أن يمتلك من المهارات التي تؤهله لذلك، وهذه مسئولية الجامعة وأعضاء هيئة التدريس الذين يجب عليهم الاستعانة في تدريس اللغة العربية بالوسائل السمعية والبصرية الحديثة، لمختبرات اللغة وأجهزة الاستماع، والأشرطة المرئية، والشرائح المصورة، وأقراص الحاسوب والاستفادة من التقنيات الفضائية لنشر العربية عبر برامج التعليم عن بعد، والاستفادة من تجارب الآخرين في كل هذه المجالات لمعرفة استراتيجيات التدريس ومداخله وأساليبه وتقنياته، عليهم القيام بدورهم كاملا.

إن الأعداد الكثيرة التي لا تدخل أقسام اللغة العربية في كليات التربية ودار العلوم ومعاهد المعلمين إلا لسوء مجموعهم يجب أن تتغير ويحظى معلم هذه اللغة بأعلى أجر في الدولة وبالتالي لن يدخل أقسامها إلا النخبة لأن سوق العمل عرض وطلب، وإلى أن نصل إلى ذلك يجب تأهيل المعلمين الحاليين وتطويرهم ومدهم بما هو جديد ومطور في علم اللغة العربية ليواكبوا التقدم الحادث في المجتمع وخاصة ما يصدر من مجمع اللغة العربية والمؤتمرات والندوات .

وأخيرا الثالث وهو البيئة أي الوسط المحيط من وسائل إعلام مسموعة ومرئية ومقروءة يجب أن يكون للدولة رقابة عليها من الناحية اللغوية، فيجب أن يعين في كل صحيفة أو مجلة أو مطبوعة خبير لغوي لمراجعة المادة قبل النشر وكذلك في البرامج الإعلامية وفي كل عمل فني إذاعي أو تلفزيوني أو سينمائي وأخيرا أؤكد أن حال اللغة لن يتغير إلا بتغير المجتمعات العربية بنهوضها وتقدمها واعتزازها بهويتها العربية وكذلك بلغتها العربية لغة القرآن الكريم.

مصطفى أحمد عبدالقادر البواب
دمشيت - مصر