عزيزي القارئ المحرر

تحرير الكويت وحكمة التنوّع

  • عزيزي القارئ ..

يأتيك هذا العدد مواكبا للعيد الوطني الثاني والثلاثين لدولة الكويت، والعيد الثاني لتحريرها من العدوان الصدامي الذي تعامى عن الحقيقة الكبرى التي ترسخت في نهاية القرن العشرين، عبر سقوط أنظمة تدعي الشمول، ومحاور تنهار، وكيانات تخرج من هذا كله متوجهة إلى غايتها العظمى وهي التعبير عن خصوصيتها، حيث تصنع هذه الخصوصيات لوحة التنوع، أبرز لوحات نهاية القرن التي لم يدرك الديكتاتور ارتفاع شأنها واتساع تقبلها، فكان فشله كارثيا في كل الاتجاهات.

إن التنوع مطلب عصر، والخصوصية غاية ينبغي احترامها. والديمقراطية في نهاية المطاف هي التعبير عن الخصوصية والتنوع. ولقد كانت الكويت مثالا للوعي بذلك، فلقد أتبعت تحررها من قبضة الغازي الديكتاتور بإعطائه الدرس النقيض للاستبداد الذي مارسه ويمارسه، فأشهدت العالم على نزاهة انتخابات جرت على أرضها الحرة لتكوين مجلس أمة حر يعبر بحرية عن تنوع الآراء في بلد يحترم خصوصيته وخصوصية الآخرين، أي يؤمن بحكمة التنوع.

ولقد كان هذا الفهم في ضمير هذه المجلة نبراسا منذ مولدها، ولعل سر استمرارها الطويل وتقبلها الواسع يكمن في حرصها على التنوع في اختيار مادتها.

وهي في هذا العدد تواصل السير على درب تقدير التنوع فتنتقل الاستطلاعات المصورة من " آسيا الوسطى" لتقف على أحوال مسلميها، إلى واحة " سيوة " المصرية التي يكتب تاريخها النخيل، ثم أيتام الكويت الذين كسرت قلوبهم الكارثة فراحت ترعاهم الأيادي الخيرة.

وفي العلم نلقي نظرة على عبقرية " التقنية في الكائنات الدنيا"، ونصعد منها إلى " موعد على المريخ سنة 2019"، ومن الطب يطالعنا " زيت الزيتون واكتشافات الطب "، ثم يأتينا " الكمبيوتر والطبيب" فنكون كمن يتطلع إلى الحاضر والمستقبل دون أن ينسى خير الجذور.

أما في القضايا العربية فنقرأ " مستقبل الأمن العربي" لعبد الرزاق البصير، ونتتبع آلام" صيف الغدر" كما رآها أحمد السقاف، وننظر إلى " مقياس الرأي العام.. العلم الغائب عن العالم العربي " للدكتور سامي منصور، ونتأمل "وضع الثقافة العربية في عالم متغير" مع حسين أحمد أمين.

ولا تكف مواد هذا العدد عن الإيمان بحكمة التنوع في كل باب، فالتنوع سر جمال الحياة، وشرط من شروط قيامها واستمرارها.

وكلنا طموح - عزيزي القارئ - أن نتلامس مع جمال التنوع وحكمته في هذا العدد والأعداد القادمة.

 

المحرر