البيت العربي .. بحثًا عن طاقات جديدة

البيت العربي .. بحثًا عن طاقات جديدة

رئيس التحرير: د. سليمان إبراهيم العسكري

لا يكاد يمرُّ يومٌ من دون أن تطلعنا الأخبار على تقنية جديدة تزوَّد بها بيوت العالم، حتى أصبح الحديث عن اصطلاح البيت العصري متخلفًا، حيث يمكننا اليوم أن نصف تلك البيوت الرقمية ببيوت آلية، مبرمجة، فضائية، وكل ذلك من الأوصاف التي تنطبق على عصر قادم.

هل كان الإنسان بحاجة إلى كل هذا التعقيد ليسكن بيتًا، ويرتاح فيه، ويربي أبناءه، ويبدع؟! إن تلك التقنية الجديدة تكاد تستهلك أكثر مما توفر، وهي إذا وفرت لنا الراحة فقد أخذت مقابلها كل شيء مادي واعتباري.

أين بيوتنا العربية من ذلك التقدم؟ إذا كنا نقول إننا أصبحنا نستهلك تلك التقنية، كعرب، فنحن نتحدث عن شريحة

قد لا تمثل غالبية الشعوب العربية، التي لاتزال تبحث عن الضرورات والأساسيات، فضلاً عن الكماليات، ومن دون الدخول في عالم التكنولوجيات التي تصلح لمركبة فضائية أكثر مما تفيد قرية في الريف، أو ضيعة بالجبل، أو منزلاً بزحام المدينة، أو فيلا بصحراء قفر.

الحق أن بيوتنا العربية بحاجة إلى طاقات جديدة، مستمدة من الواقع، شمسية أو مائية بواسطة الرياح، وعلى معماريي المستقبل العرب أن يقدموا تلك الطاقة التدويرية المستمدة من المحيط البيئي بدلاً من الارتكان إلى الطاقة التقليدية التي بتنا نعاني منها أمرين، تقلصها وزيادة الإنفاق عليها.

---------------------------------------

  • الأسرة: شركاء الزواج واقع نجده عند كل منعطفات الحياة

د. كريستين نصار

تشكّل الحياة المشتركة التي يعيشها شريكا الزواج «الكوبل الوالدي»، في الواقع، ذلك الركن الأساسي الذي ينطلق منه الطفل لبناء شخصية قادرة على عيش مخاطرتي الحياة والاستقلالية، وعلى خط سيرته الشخصية مهتديًا بالنماذج والقواعد التي يقدمها له المحيط، والداه بالدرجة الأولى، الأمر الذي يمكّنه من فرض نفسه على مجتمعه بفضل احترامه للقواعد والمفروضات الاجتماعية، لكن من دون أن يشلّ هذا الاحترام إمكانية استقلاليته الذاتية ككيان مستقل.

يعد تكوين الثنائي الزوجي بمنزلة عملية تجلّ دائم يكشف عمّا في ذات كل من الشريكين (الزوجين) وعمّا تكون عليه ثمرة اتحادهما (أي الطفل)، تقدم عملية التجلّي هذه للإنسان مناسبة فضلى كي يولد من جديد ويستكمل ذاتيته وفرديته الخلاقتين عبر ذلك الاتصال الفريد من نوعه، الذي يربط الزوجين أحدهما بالآخر، وعبر تلك التبادلات المتنوعة «الجنسية واللفظية والمادية والثقافية والدينية» المشترط تأمينها بين هذين الشريكين كي تستمر حياتهما المشتركة. وحين يتكون هذا الثنائي، تكون بتصرّفه إمكانات بغية الغنى والتنوع يكتسبها اكتسابًا إذ لا يعطى أيّ منها له كهبة، بل عليه أن يرغب في تحقيقها مجنّدًا، في سبيل ذلك، كل قواه وطاقاته. هذا ما رشح عن مختلف الدراسات التي تناولته بالبحث والتمحيص، ومن ضمنها تلك الخاصة بنا.

تجدر الإشارة هنا إلى أن «الكوبل الوالدي» يتميز، كثنائي، عن باقي أشكال الاتحاد التي تربط عمومًا بين شخصين معيّنين بخصائص عدة يبقى أهمّها: اختيار مميز للشريك، تدعمه رغبة جنسية مشروعة اجتماعيًا وثقافيًا وتحرّكه سياقات دفاعية نفسية لاواعية لها الدور المهم، غالبًا، في ما يؤدي بهذا الثنائي إما إلى الاستمرار أو على العكس إلى التفكك والانهيار.

وبكلمة مختصرة نقول: يشكّل هذا الكوبل ركن الحياة واستمرارها إذ يستحيل إيجاد أي شكل من أشكال الحياة البشرية (حتى عند مَن انعزلوا عن المجتمع لسبب أو لآخر) من دون البحث عن الآخر، خصوصًا عن شقيق الروح، كما يقال في المجتمعات العربية، قد يكون هذا الآخر إبداعًا فنيًا أو مخدّرًا أو مهنة معينة أو تنسّكًا أو تعلّقًا بحبيب. هناك دائمًا بحث عند الإنسان عن اندماج تكافلي ينطلق من ذلك الذي عاشه داخل الرحم، ومن ثم بعد الولادة خلال مراحل النمو الأولى حيث تهيّئ خبرة الثنائي الأصلي (أم-طفل) الإنسان للتواصل في هذه الحياة.

مسئولية ثنائية

غني عن القول، إذن، أن على هذا الثنائي، كـ«كوبل والدي»، مسئولية ملء وظائف اجتماعية متنوعة: مرورًا بالإنجاب والارتباط الاقتصادي وصولاً إلى الوظيفة النفسية الكامنة، أصلاً، وراء تشكيل ثنائي الزوجين وتكوينه حيث يعزز كل منهما (أي من الزوجين) بناه الدفاعية لمواجهة غريزة الموت واحتمالات الانهيار. من هنا نقول بتوقف طبيعة المناخ الأسري «ذي الدور المهم في تحقيق صغير الإنسان لنموّه الطبيعي» على نجاح «الثنائي الزوجي» في ملء وظائفه، العاطفية والنفسية منها بوجه خاص، وكذلك القول بالنسبة لأهمية تضافر جهودهما تجاه الطفل الذي تعتمد إمكانية بناء شخصيته المتكاملة على اتحادها كشخصين متمايزين من حيث الجنس ويقدّمان له «أول صورة» عن الاتحاد المتناغم بين شخصين في الحياة بشكل خاص وعن العالم بشكل عام.

بتعبير آخر نقول مع موريس بورو (Porot, 1979,p44): على الفرد، ليصبح زوجًا، عضوًا في المنزل ثم والداً (أو والدة) ألا يتخلى عن أي من هذه الأوضاع لصالح الوضع الآخر، بل أن يغتني من كل منها كترقيات جديدة، ويبقى، في الوقت نفسه، شخصًا، زوجًا، وعضوًا في المنزل وقريبًا (والدا أو والدة). ومن الطبيعي أن ذلك ليس بالأمر السهل.

انطلاقًا من كل ما تقدم يمكن تعريف «الكوبل الوالدي» كونه «يتكون من شخصين عاشا، خلال لقائهما، علاقة ارتباط معينة، علاقة انتماء تجعل منهما عضوين في مؤسسة صغرى تسمى ثنائي الزوجين (المميزة عن كل أنواع اللقاء الأخرى)، ويكوّنان مجموعة خاصة تضم الاثنين اللذين يشاركان في بنائها واستمرارها».

بين الشمولية والتواصل

تتصف هذه المؤسسة بميزات أساسية خاصة بها وتميّزها عن غيرها من المؤسسات الاجتماعية نذكر منها: الشمولية، إذ لا وجود لمجتمع بشري لم يتعرّف على مؤسسة الزواج، وهي ترتكز، أساسًا، على نزوات فطرية عند الفرد تستجيب للحاجة إلى استمرارية النسل وإلى التعبير بطريقة فريدة خاصة بالإنسان وتميّزه عن باقي الكائنات الحيّة، عن حاجته - أي الإنسان - لتجاوز حدود الجسد والإحساسات المادية والانطباعات المحدودة الإطار كي يتمكن من التقاط الحياة بكل معانيها، وبوجه خاص طاقته وقدرته على التبادل والتواصل الحيويين.

التواصل هو الميزة الأساسية الأخرى لمؤسسة الزواج إذ يسمح بحصول تبادلات عاطفية بين قطبيه، بحيث يتمكّنان من إدارة الرابط الغرامي الجامع بينهما. يمكن اختصار شروط التواصل الزوجي بالكلمتين: المفاتيح mots-cles والشفافية La Transparence أي قدرة الزوجين على تقاسم مخاوفهما وتمنياتهما، مشاعرهما وتوقعاتهما بشكل يمكّن كلا منهما من فهم كيف يلتقط الآخر ما يقوله له (وهذا نوع من العائد أو التغذية الراجعة Fee-Back الذاتية) والبصيرة La Clairvoyance أي قدرة كل منهما على فهم عالم الآخر، وردود فعله وتوقعاته فيتمكن من البقاء على مسافة منه وفهمه انطلاقًا من الإطار الخاص به.

هذا وتعتبر قدرة كل من الطرفين على التعبير عمّا يعتمل في داخله للآخر، وهي العنصر الأساسي للتواصل، ركيزة صحته الانفعالية إذ تسمح لكل من الطرفين بالتعبير عن التظلمات، والانتقادات أو العكس، عن المجاملات (المدائح) التي يرغب أحدهما في توجيهها للآخر، الأمر الذي يعزز إحساس كل منهما بالرضا، فيساهم ذلك في استمرارية العلاقة بينهما، خاصة إذا تم استخدام مقوّمات التواصل اللفظي الجيّد (كالتعبير بأسلوب مباشر، ودقيق وبسيط مع استخدام الضمير «أنا» للتعبير عن المشاعر..إلخ) حيث يتم احترام كل من الزوجين لحاجاته ومشاعره، وفي الوقت نفسه حاجات الآخر ومشاعره.

يضاف إلى ذلك أن تأكيد الشريك لذاته Affirmation de Soi والقيام باتصال سليم مع شريكه يتطلبان، ليس فقط معرفة ما يقوله (التعبير اللفظي)، بل يتطلبان أيضًا كيف يقوله، حيث يبقى حسن الإصغاء والتعبير غير اللفظي كـ«إيماءات الوجه التي تشير إلى سير التأثيرات Affects الانتقالية ووضعيات الجسم التي تشير إلى التأثيرات البطيئة كالمزاج والمواقف و..إلخ» أقوى من اللغة اللفظية لإيصال الفرد تعاطفه واحترامه وإخلاصه إلى شخص آخر. على كل حال، يطول الكلام كثيرًا إن شئنا إيفاء التواصل أهميته إذ لابد حينذاك من التوقف عند كل مكوّناته وأشكاله بالإضافة إلى مقومات تأكيد الذات.. إلخ، الأمر الذي يخرج عن إطار النص الحالي.

مؤسسة الزواج

تم وصف مؤسسة الزواج من قبل أنصار العلاج العائلي Le Courant Systemique كونها نظامًا Un Systeme: - وظائفيًا كالجهاز العضوي L'organisme إذ إنه ينبني ويعاد بناؤه مع مرور الزمن، وهو يتطور، ليس فقط تبعًا لتطور الشريكين اللذين يكوّناه أو تبعًا للتفاعلات التي تحدث بينهما، وإنما أيضًا وبشكل ما تبعًا لحياته الخاصة به كثنائي يتميّز باستقلالية وديناميكية خاصتين به، حيث تشكّل هذه الديناميكية ما يسمى بـ«التفاهم الزوجي» ذي المساهمة الحاسمة في تكوين الثنائي الزوجي. وكالطفل، يولد هذا الثنائي، ينفتح على الحياة وله وجوده الخاص به، لديه متطلباته ولا يتردد في الدخول في صراع مع الحاجات الشخصية الخاصة بالشريكين اللذين أعطياه الحياة، ثم كغرسة، سيكبر هذا الثنائي ليعطي أغصانًا وأزهارًا وثمارًا إن قدّمت له العناية اللازمة.. إلخ.

- نظام مسيّر بقواعد تتمثل في عقد ضمني Contrat Implicite يميّزه، كثنائي زوجي، عن باقي الأشكال الثنائية وفي الوقت نفسه يفسّر أدوار ومهمات الشريكين.

- نظام دائري حيث يكمن المهم في التسوية أو المصالحة Transaction، أي أن كل عناصر النظام متداخلة مع بعضها بعضًا بشكل يجعل كلا منها، ومن دون أن يعي، عاجزًا عن الفعل في أي مجال من دون التأثير في الحقل ككل، نعني بذلك أن هناك ردود فعل

«أ»، و«ب» يزعم أنه لا يقوم سوى برد فعل على سلوك شريكه. وانطلاقاً من ذلك، يمكن القول إن الاضطراب الذهني الذي يصيب أحد شريكي الزواج قد يعبّر عنه الآخر، كما الطفل ثمرة اتحادهما، بعارض مرضي Symtome معين لأن الثنائي الزوجي ليس فقط إطارًا شكليًا لحياة مشتركة تضم الشريكين، بل محور ديناميكي يحرّك جميع عناصره.

الحب هو الأساس

الحب ميزة أساسية أخرى، كيلا نقول المكوّن الأول للكوبل الوالدي، على حد قول العديد من العلماء: إنه، في الواقع، ذلك العامل الجوهري في تكوين الثنائي الزوجي لأنه ينطوي على أربعة مفاهيم تفرض نفسها، وهي الثبات، أي استمراريته خلال فترة زمنية طويلة نسبيًا، كيلا نقول طوال حياة «الثنائي الزوجي»، تسمح لكل من الطرفين بالتأثير في الآخر وتقبّل تأثيره، وتجاوز الارتباط الجنسي واستتباب ما يسمّى بـ«علاقة جنسية تتسم بالثبات والاستمرار». وجود رغبة واعية، أو لاواعية بوجه خاص، توجه أحد الشريكين نحو الآخر، والإحساس بجدوى الاختيار الذي قام به الطرفان.

والمقصود بالحب هنا هو ذلك الشعور بالانجذاب بين شخصين متغايري الجنس القائم على أساس من التفهّم والتفاهم والاحترام المتبادل بين طرفي «الثنائي الزوجي» والمتميّز بطابع الذاتية لأنه دائمًا خاص بفرد له شخصيته الفريدة وبالتالي خبراته المطعّمة بأوهامه وهواماته، وهو يرتبط بالحدس الشخصي غير القابل للنقل إلى الآخرين.

هذا الحب يستلزم، كما قلنا، سمات الثبات والعلاقة الجنسية المستمرة والموجهة نحو الشريك المختار، حيث يشكل النشاط الجنسي إحدى ركائز شخصية الإنسان لأنه يولد - رجلا أو امرأة - ينقصه دائمًا النصف الآخر كي يكتمل، و«الثنائي الزوجي» يشكّل بحد ذاته تلك النواة الاجتماعية الصغرى التي تشتمل على تكامل أهم عنصرين (الذكر والأنثى) يكوّنان ركيزة المجتمع الأكبر، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن الجنسانية La Sexualite لا تقتصر على المستوى التناسلي «الذي يشكّل أحد تشعباتها» فحسب، بل تتعداه لتتناول الحياة بأكملها وبكل معانيها، فقد نجد في الحياة الواقعية العديد من الأزواج المتحابّين من دون حاجة لتواصل جنسي فيزيقي «مثال: استمرار الاتحاد داخل كوبل معيّن بالرغم من إصابة أحد عضويه بالعجز الجنسي، حيث يبقى الطرف السليم إلى جانب الطرف الآخر يرعاه ويهتم به، من دون أن يتم التواصل الجنسي الفعلي بينهما..إلخ». لاختصار أهمية العامل الجنسي نقول: «لا وجود للـ«كوبل» من دون انخراط جنسي، لكن التواصل الجنسي ليس الوسيلة الوحيدة لتحقيق العلاقة الزوجية الناجحة، والتاريخ يفيدنا باستحالة استمرار حياة «ثنائي» لم يجمعه سوى التواصل الجنسي لفترة زمنية طويلة.

باختصار نقول: «الكوبل الوالدي» واقع يفرض نفسه كما الهواء الذي نتنفس أو الدم الذي يجري في عروقنا إذ ينطلق بناؤه من تلك العلاقة التي تجمع بين شخصين مغايري الجنس، يشعر الواحد منهما تجاه الآخر بانجذاب يدفعه لتكوين ما سمّي بـ«ثنائي الزوجين»، المسئول عن إنجاب صغير الإنسان ورعايته والاعتناء به حتى يبلغ سن الرشد. إنه، وعن حق، ذلك الواقع الذي نجده عند كل منعطفات الحياة «بدءًا بالولادة، مرورًا بمختلف مراحل التطور ووصولاً إلى البلوغ والرشد والشيخوخة».

---------------------------------------

  • ديكور: 7 أفكار للصورة والإطار

إقبال محمد فريد

لا يخلو بيتٌ عربيٌّ من إطار، ولذلك يطمح الكثيرون إلى ألا يكون الإطار مجرد غطاء للجدار، بل إضافة حقيقية للزينة، وبهجة حية للبصر.

1- مرايا وإطارات

المرايا مكون أساسي في الأثاث قديمًا وحديثا. وهناك أكثر من حيلة في تصميم المرايا واختيار أماكنها، فالمرآة الكبيرة تخلق وهم المساحة الإضافية المضاعفة، وخاصة في المساحات ذات اللون الواحد. إطار المرآة الكلاسيكي الأبيض يعد إحدى وسائل الإضاءة الخفية. ولإطارات المرايا أساليب عدة، فمنها ما يأتي سلسلة مستديرة ويمثل احتفاء بالناظر إليه، كما يجعل من تلك المرآة المستديرة نقطة ارتكاز واهتمام بأية غرفة.

2- الإطارات الذهبية

تتناغم الإطارات الذهبية مع مكونات أثاث الغرفة بما يضيف حوارًا دراميًا مع كل قطعة أثاث. الإطارات الذهبية المزينة تمثل استدعاء لروح الفن القديمة.

3- إطار داخل إطار.. أو معه

يمكن وضع إطار على الجدار، يمثل إطارا لإطار أصغر منه. الإطار الكبير قد يكون استكمالاً لطاولة أو خزانة ملابس أو صندوق أمتعة. كما أن هناك قولاً يؤكد أن إطارين أفضل من واحد، ويمكن اللعب باختيار إطارين بصورتين مقابل إطارين آخرين، ويكون الأولان أفقيين والثانيان رأسيين، وهكذا.

4- ألوان بجوار الإطار

بإضافة مزهرية بلون وردي، أو آنية زهور حمراء داكنة، سيقدم تباينًا مطلوبًا ومحببًا بجانب إطار أحادي اللون، أو ذي لونين أسود وأبيض.

5- هواياتك على الجدار

الصور الملتقطة للأشياء التي نحبها والرياضات التي نمارسها والهوايات التي نهتم بها هي الصرعة الحالية في تنسيق الإطارات والصور، البعض أيضا يؤطر الحلي التقليدية.

6- أسود وأبيض وفضي

الصور ذات اللونين الأسود والأبيض تعد جزءًا متكاملاً مع إطارات فضية، إنها قران بين الكلاسيكية والأناقة معًا.

7- الإطارات المرحة

غرف الأطفال، والحمامات، والممرات الضيقة تحتاج إلى إطارات مرحة، سواء في ألوانها، أو تصميمها، أو في محتواها، الذي يمكن أن يمزج بين الصورة والتعليق. وهناك طريقة إضافية للمرح والكلاسيكية بوضع إطارات فارغة متعددة الأحجام والألوان والأشكال.

---------------------------------------

  • مجتمع: الإجهاض بين الإباحة والتجريم

منى خير

من خلال كتاب «الإجهاض بين الإباحة والتجريم في قوانين العقوبات»، تسلط الكاتبة وفاء الحلو (المحامية البحرينية) الضوءعلى الخلفية التاريخية لفعل الإجهاض وغيرها من الجرائم المشابهة مثل جريمة القتل للمواليد حديثة الولادة وارتباط الإجهاض بتحديد النسل ووسائل منع الحمل، ودراسة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتجارية المؤدية للإجهاض، ودراسة جريمة الإجهاض من كل النواحي القانونية.

الجدير ذكره أن النظام الجنائي لجريمة الإجهاض ليس ثابتًا في جميع المجتمعات حيث إنه توجد أنظمة أباحت الإجهاض في حين جرمت بعض الأنظمة الجنائية فعل الإجهاض لأنه يهدد بقاء الأمم. كما عرضت الكاتبة موضوع الإجهاض من الناحية التاريخية لتجد أن القوانين السومرية والآشورية والهندوسية عالجت موضوع الإجهاض العمد كما أخذت الديانات السماوية فعل الإجهاض على محمل الجد، في النص على عقوبته.

الإجهاض

بدأت الكاتبة هنا بتعريف الإجهاض بالمعنى اللغوي لكلمة «الإجهاض» والفرق بينها وبين كلمة «الإسقاط». واستخلصت الكاتبة من كلتا الكلمتين أنهما يعطيان معنى ومدلولاً واحدًا وهو إنهاء الحمل قبل الأوان. والإجهاض هو إنهاء الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من داخل الرحم قبل أن يصبح قادرًا على الحياة. وجاء تعريف الإجهاض على أنه سقوط الجنين عمدًا في الرحم قبل الموعد الطبيعى للولادة أو قتله عمدًا في الرحم.

تاريخ الإجهاض

يرجع تاريخ الإجهاض إلى عصور ما قبل التاريخ حيث كانت البشرية لاتعترف بحياة الأطفال الحديثي الولادة حيث إنها ليس لها ثمن وكان رب الأسرة هو الذي يستطيع أن يقرر إذا كان يريد الجنين أم لا حيث كان يعتقد أن الجنين مملوك لرب الأسرة، إن شاء أبقاه وإن شاء قتله. ففي بعض الدول مثل اليونان يحق للأب وحده حرية التحكم في الجنين من حيث بقاؤه أو لا، حيث إن الأم لا شأن لها، ولكن بعد التطور التاريخي اعتبر اليونانيون الإجهاض جريمة تستحق العقاب سواء للأم التي أجهضت نفسها أو لمن قدم لها المساعدة لإتمام عملية الإجهاض، وتتمثل عملية الإجهاض في أن المرأة التي ترغب في إجهاض نفسها أو إنهاء الحمل لابد لها أن تقوم بمجهود بدني عنيف مثل القفز من علو أو حمل أشياء ثقيلة أو استعمال بعض الأعشاب.

أنواع الإجهاض

هناك ثلاثة أنواع من الإجهاض تتمثل في الآتي:

الإجهاض التلقائي: وهو يحدث من تلقاء نفسه لأسباب صحية.

الإجهاض العلاجي: وهو الذي يجريه الطبيب في حالة مرض الأم وعدم قدرتها صحيًا على تحمل واستمرار الحمل لما يكون له من تهديد على حياة الأم الحامل.

الإجهاض المفتعل: والذي تقوم به الحامل بنفسها أو بمساعدة أحد للتخلص من الحمل.

الإجهاض وتحديد النسل

هناك ارتباط بين الإجهاض وتحديد النسل أو وسائل منع الحمل. وتحديد النسل هو عملية تنظيم عدد الأبناء داخل الأسرة الواحدة عن طريق أخذ بعض الوسائل المتاحة لمنع الحمل، وتعتبر وسائل تحديد النسل مباحة حيث إنها لا تشكّل أي خطورة على صحة الأم أو خطورة اجتماعية أو أخلاقية على المجتمع الذي نعيش فيه، هناك بعض الأطباء يقولون إن بدء الحمل يحدث بمجرد التلقيح، والبعض الآخر يقول إن الحمل يبدأ بعد عملية زراعة البويضة بجدار الرحم، لكن استقر الرأي على أن الحمل يبدأ بمجرد التلقيح.

ونجد أن هيئات تنظيم الأسرة قسمت وسائل تحديد النسل إلى نوعين:

النوع الأول: وسائل وقائية وتتمثل في حبوب منع الحمل.

النوع الثاني: وسائل علاجية ويقصد بها الإجهاض.

ونشب خلاف حول هاتين الوسيلتين، فذهب رأي إلى إباحة الإجهاض على أساس فشل وسائل منع الحمل في تحقيق أهدافها بالإضافة إلى ما تسببه الحبوب من مضاعفات خطيرة على صحة الحامل.

الموقف الديني من الإجهاض:

موقف اليهودية:

ترى الديانه اليهودية أن الجنين ليس بالإنسان الكامل حيث إن قتل الجنين ليس بالجريمة شريطة أن يتم التخلص من الجنين غير المرغوب فيه قبل 40 يومًا من الحمل لأن العادات والتقاليد اليهودية تقدس الحياة فهي لا تنهي حالات الحمل إلا إذا كان بقاء الحمل يهدد حياة الأم أو لولادة طفل غير طبيعي.

موقف المسيحية:

في الديانة المسيحية حياة الإنسان يجب ألا تمس بأي سوء. إن حياة الإنسان - بغض النظر عن عمره أو حالته - ثمينة جدًا، ولها مكانتها وتقديرها وهذا يسري على المرأة الحامل كما على الجنين، فحياة الإنسان مقدسة.

موقف الإسلام:

ذهبت بعض الآراء الفقهية إلى جواز الإجهاض قبل نفخ الروح حيث عللوا بأن الجنين في تلك اللحظة ليس بآدمي حي، ولكن هناك اتفاقًا لدى فقهاء الشرع الإسلامي على تحريم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح بالأدلة الواردة في القرآن الكريم بقوله تعالى وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا . وقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

آراء المؤيدين للإجهاض

ركز المؤيدون للإجهاض على أن جميع الدساتير والمواثيق الإنسانية أكدت على الحق في الحرية الشخصية، فالمرأة الحامل لها الحق في الاحتفاظ بالجنين أو التخلص منه فالجنين الذي تحمله الأم ليس إلا جزءًا من جسدها الذي يفترض أن تكون حرة فيه. وهي ممارسات لها صلة بنواح أخلاقية ودينية وليس لها علاقة بالقانون، هذا من وجهة نظر المؤيدين كما ذكرته الكاتبة في كتابها.

آراء المناهضين للإجهاض

يرى المناهضون للإجهاض أن إسقاط الجنين يشكل اعتداء لا يغتفر بحق الجنين في الحياة وهذا الحق تكفله جميع الأديان والمعاهدات الدولية والدساتير المهتمة بحقوق الإنسان. ونرى هنا أن كلا الطرفين يدافع عن الحق في الحياة ولكل من الاتجاهين رؤاه الفلسفية التي يعبر بها عن رأيه.

ارتباطه بتحديد النسل ووسائل منع الحمل

هناك ارتباط وثيق بين الإجهاض وتحديد النسل ووسائل منع الحمل والمقصود بتحديد النسل هو عملية تنظيم لعدد الأبناء في حين أن وسائل منع الحمل تعمل على الحيلولة دون حدوث الحمل.

جريمة الإجهاض والقتل

يقصد هنا بجريمة الإجهاض إنهاء حياة الجنين في رحم الأم قبل موعد الولادة الطبيعية أو بمعنى آخر (إزهاق روح المجني عليه)، وهنا تطرّقت الكاتبة إلى النواحي القانونية التي شرعها المشرع لحماية الإنسان.

وتؤكد الكاتبة في ختام كتابها أن النظام الجنائي للإجهاض اتسم بالصرامة وأنه جرّم فعل الإجهاض الذي يهدد بقاء الأمم.

---------------------------------------

  • مساحة ود: كوب حياة!

جيهان بركات

أفضلها باللبن، واعتدت أن أشربها في كوب صغير.

لم أسأل نفسي من قبل لماذا أشرب القهوة في كوب، بعكس الشاي الذي أفضله في فنجان، ولماذا أحبها أكثر باللبن? لا أحب أنا أسئلة التعليل في الحب والكره والتفضيل، فهي أشياء لا تعلل.

ذات صباح بعد إعدادها، جلست بالقرب من الكوب فجذبني ما رأيت. شفافية الكريستال سمحت لي برؤية ما يحتويه الكوب، ولون اللبن سمح لي برؤية أوضح منها لو كانت القهوة بالماء.

كانت حبيبات البُن تتحرك في مشهد بديع. تأملت بشكل أعمق، فوجدت أنها تتحرك في اتجاهات مختلفة.

فمنها ما تزاحم ليطفو على سطح الكوب في صراع حميم للوصول، كل حبة أبت إلا أن يكون لها مكان على السطح، حيث «وش القهوة» الرشفة الأولى والمذاق الذي يصبو إليه الشارب، والذي من دونه لا تكون القهوة قهوة ويحكم على صانعها بالفشل.

ومنها الحبيبات الثقال التي اختارت منذ البدء أن يكون مكانها القاع، حيث السكون والركود. فأخذت تتحرك لأسفل في سرعات متفاوتة مسلمة لقدرها في السقوط.

ومنها ما حاولت التشبث بالسطح ولكنها أخفقت في أن تجد لها مكاناً، فأخذت تهيم بين القمة والقاع. ربما لم تستطع الوصول للقمة ولكنها لم تسلم للسقوط في القاع.

كوب قهوة يعج بالحياة وتفاصيلها، ويمثل جميع أنواع البشر في اختزال عجيب.

فمنهم من يتصارع لأجل الوصول إلى القمة حيث الظهور والوهج السريع الذي ربما يعطي للحياة بريقها، ولكنه لا يمثل المجتمع ( ولا يعبر عن الطعم الحقيقي الدائم لكوب القهوة).

ومنهم من يفضل الركون للراحة والتسليم الخاضع لمَجريات الأمور، فلا يخوض معارك للوصول إلى القمة، ولا يقاوم السقوط للقاع. وهؤلاء - كما اختاروا- لن يكون لهم تأثير يذكر في الحياة، فهم لم يجربوها (ولن تمسسهم شفة الشارب المتذوق).

أما من يشكل الحياة بنبضها الحقيقي، فهم أولئك الذين يستمرون في السعي بين محاولة الصعود ومقاومة الهبوط، فهم دائمو الحراك والتأثير فيمن حولهم، فيظل أثرهم باقيًا حتى وإن فارقوا الحياة، (وهم من يعطون القهوة طعمها ونكهتها التي تدوم في الحلق حتى بعد انتهائها).

يالها من حبيبات بُنٍ بشرية صنعت كوبًا للحياة.

---------------------------------------

  • تربية: توظيف مخيلة الطفل أدبيًّا

عبد الباقي يوسف

يكتب الكبير أدبًا للصغير، وهو يدرك جيدًا أن عالم الصغير عالم مختلف عن عالم الكبير، وفي اللحظة التي يثق فيها بأنه يستطيع أن يقنع الكبير بوجهة نظره، فإنه يتردد كثيرًا في هذه الثقة بالنسبة للصغير.

ذلك أن الصغير يعقد على الكبير آماله، وأحلامه، وأمنياته، ونظرة الصغير للكبير مختلفة عن نظرة الكبير للكبير.

إن الخيال الطفلي يتدخل ليضفي على الكبير إمكانات قد لايبلغها، بيد أن الكبير عليه أن يستجيب لهذه الصورة الخيالية، ويتعامل معها بشيء من الذكاء.

يحتاج الطفل إلى من يتمكن من مخاطبة مخيلته بشكل موجه يتقبله الطفل، ويتجاوب معه.

قد يحدث أن تريد أم أخذ طفلها إلى الطبيب، فيرتعد الطفل ويمتنع، لكنها تقول له: سنذهب إلى بيت جدك، فيرضى ويمضي معها بيسر.

حساسية التحاور مع مخيلة الطفل

إن المتعامل مع مخيلة الطفل عليه أن يلجأ إلى شيء من الخيال حتى يستطيع أن يتواصل مع الطفل، أما بالنسبة لكاتب قصة الأطفال، فهو يحتاج إلى توظيف هذا الخيال بشكل إيجابي أكثر من الأبوين، لأنه يمد حبلاً إلى عالم الطفل من بعيد، ويفترض أن الطفل سوف يتناول منه رأس الحبل كي يغدو جسرًا تواصليًا بينهما، وهنا قد يعفي الكاتب الأبوين من الكثير من المشقة بقصصه الهادفة.

إن كاتب قصة الأطفال عليه أن يتمتع بخيال خصب معافى يشطح به في آفاق واسعة شطر اكتشاف مساحات سحرية الواقع كما الحال في الكثير من القصص التي خلدت في ذاكرة مكتبة الطفل مثل: كليلة ودمنة، وعلاء الدين والمصباح السحري، والسندباد البحري، والأمير الصغير، وتوم أند جيري، وعلي بابا والأربعين حرامي، وسندريلا، وأليس في بلاد العجائب، وحكايات أندرسون، وتان تان، وميكي ماوس، وحكايات ذات الرداء الأحمر، وبياض الثلج، والأقزام السبعة للأخوين الألمانيين غريم.

في قصة «الأمير الصغير» يستخدم أنطوان دي سانت إيكزويري هذه السحرية الموجهة إلى الطفل، فلو كان الطفل الذي يؤدي بطولة هذه القصة من أبناء كوكب الأرض، لفقدت القصة عنصر السحرية والدهشة والغرابة، بيد أنه يقدم من كوكب آخر، ويكتشف للناس جماليات هذا الكوكب، وهي قصة يمكن قراءتها بالنسبة للصغار، واليافعين، والكبار أيضًا، فقد قرأتها في مراحل متعددة، وكل قراءة كانت تقدم لي شيئًا لم أكن قد عرفته في القراءة التي سبقتها، على الرغم من أن كاتبها كتبها بشكل سريع ومختصر، وهي لاتتمتع بفنية القصة العالية، ولا بالتقنيات القصصية البارعة، لكنها قصة الفكرة الجيدة، إن الفكرة في هذه القصة شفعت للكثير من المآخذ عليها.

يقول السارد الذي تعطلت به طائرته في الصحراء الأفريقية:

رأيت وأنا في السادسة من عمري صورة رائعة في كتاب عن «الغابة العذراء» يدعى «قصص حقيقية» وكانت الصورة تمثل ثعبانًا يبتلع وحشًا.

وقرأت في الكتاب: إن الثعابين تبتلع فريستها بكاملها، من دون أن تمضغها، فإذا ابتلعتها عجزت عن كل حركة ونامت مدة ستة أشهر حتى تنتهي من هضمها، وبعد أن فكرت مليًا فيما يقع في الغابات من الحوادث أخذت قلمًا فيه رصاصة ملونة وخططت أول رسم رسمته.

ثم أَريتُ الكبار باكورة فني من الناس وسألتهم قائلًا: أما يخيفكم هذا الرسم؟

فأجابوا: متى كانت القبعة تخيف الناس؟

ما كان رسمي يمثل قبعة بل كان ثعبانًا يهضم فيلًا. ثم رسمت باطن الثعبان عسى أن يفهم الكبار فإنهم في حاجة دائمة إلى الإيضاح. وكان رسمي الثاني كما ترى: فلما أبرزته لكبار الناس نصحوا لي بأن أدع جانبًا رسم الثعابين من الخارج والباطن وقالوا: الأفضل لك أن تعنى بدراسة الجغرافيا والتاريخ والحساب وقواعد اللغة، فأهملت، وأنا في السادسة من عمري مستقبلًا باهرًا في فن التصوير لأن رسمي الأول والثاني لم يروقا لكبار الناس. إن هؤلاء الكبار لا يدركون شيئًا من تلقاء أنفسهم فلا بد للصغار من أن يشرحوا لهم ويطيلوا الشرح ويكرروا. ولا يخفى ما في هذا من التعب والعناء. إنها قصة تعليمية تصلح للقراءة في كل زمان ومكان، وهي قصة تربوية وتوجيهية، توجه الطفل كي يعرف قيمة الزمن، وقيمة المنجزات البشرية، وقيمة فصول الطبيعة.

الخاتمة

إنها قصص تقدّم للطفل التسلية والمتعة، وتحضه على استخدام الخيال من جهة، وعلى تلقي الخيال والتفاعل معه من جهة أخرى ، بيد أن هذا الخيال يستخدمه القاص غير المتمكن بشكل ممل يبعث على الضجر لأنه يخلو من القدرة على سحر الطفل. والقصة التي تخلو من عنصر التشويق هذا لاتترك أثرًا لديه، وهو يتأثر بها ويتفاعل معها بقدر ما تدخله في سحرية عوالمها.

يعتمد الطفل في مراحل نموه على خياله الذي يزيّن له معالم المستقبل، ويجعله يقبل على الحياة بجد ونشاط، والكاتب المتمكن من أدواته الأدبية ينجح في مخاطبة هذا الخيال وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وهو يقوم بعملية تربية وتنشئة وبناء شخصية الطفل.

يأنس الطفل للخيال ويتفاعل معه، ولذلك اعتمد أدباء الأطفال على توظيف هذه الطاقة لدى الطفل فكان التوجه إلى التحاور مع الطفل من خلال عالمي الحيوان والنبات.

---------------------------------------

  • صحة: إفطار يكافح شيخوخة البشرة

سناء محمود

قد تخفي مساحيق التجميل آثار الشيخوخة بشكل وقتي، ولكن الحصول على بشرة صحية ومتوهجة ومثالية تحارب الشيخوخة، يمكن أن يوفرها اتباع نظام غذائي كامل لإفطار من الأطعمة الشهية، كما تقول ليزا دراير مؤلفة كتاب عن «حمية الجمال». إن بداية اليوم مع فطور يعزز الجمال ويحمي جلد البشرة فيبقيه شبابًا ونديًا ومشعًا.

البيض على الطريقة الإيطالية

في الأومليت الإيطالي تضاف الطماطم، وهي لا تمنح نكهة العصير لهذه «العجة» وحسب، ولكنها أيضًا تعزز صحة البشرة. «الطماطم هي رقم واحد للجلد بين الخضراوات»، هكذا تقول جيسيكا (دكتوراه في الطب، لوس انجليس، وأستاذة الأمراض الجلدية)، ومؤلفة كتاب «أطعمي وجهك». وتظهر الدراسات أن تناول الطماطم الحمراء يمكن أن يساعد في مكافحة حروق الشمس، وزيادة الكولاجين، ويقلل من خشونة الجلد.

الفاكهة والتوابل بصحبة الشوفان

بالإضافة إلى كونه صحيا للقلب، يمكن لإفطار الشوفان الصلب تحسين بشرتك، وإذا كانت جميع أنواع الشوفان متخمة غالبا بالسكر، فإن هذه الوصفة تعتمد بدلا من ذلك على التوابل والفواكه، مع قطرات العسل، وتقول ليزا دراير «السكر قد يزيد التجاعيد، وقد أظهرت نتائج الأبحاث أن اتباع نظام غذائي أقل في الكربوهيدرات المكررة يحسن من الحيوية الشابة للكبار».

الفريتاتة اليونانية

ثلاثون دقيقة تحتاج إليها تلك الوجبة الشهية كل صباح، لكنها تمنح قيمة جمالية كبيرة.

فيتامين A في السبانخ يزيد تجدد الجلد، مما يسمح بالتوهج. وبروتين البيض يساعد على تكوين الكولاجين، مما يحسن مرونة الجلد، ويعطي حزمة من المواد المضادة للأكسدة مثل «لوتين» و«زياكسانثين» اللذين يحميان البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

عصير الفراولة مع الكيوي

لمن يعوزها الوقت الكافي صباحًا لإعداد إفطار شهي وصحي للبشرة، هناك وصفة تستغرق خمس دقائق تخلط ثمار الفراولة والكيوي، وتمنح البشرة جرعة كبيرة متجانسة من فيتامين (ج)، وهو ما يُعزز توليف الكولاجين ويمنع ظهور التجاعيد.

فطائر التفاح ببروتين الجوز

هذه الفطائر الشهية بما فيها من كمية الحبوب الكاملة والبروتين والقليل من الدهون تعد المكونات المثالية لإفطار صحي. إن بضعة ملاعق طعام من الجوز تمثل مصدرًا ممتازًا لأوميجا الدهنية التي تعزز أيضًا صحة الجلد. وصية دراير هي أن نعزز نظام حماية البشرة بجيش إنقاذ مما يعتري البشرة من علامات وجفاف وقشور.

كعكات شرائح الموز

الكعك وجبة إفطار خفيفة، لكن علاج البشرة الداكنة يحتاج إلى بعض الشوكولاته، حيث تزيد ترطيب الجلد وتقلل الترهل. وتوصي خبيرتنا بالاكتفاء بأوقية واحدة لأن الكثير من السكر لا يفيد لبشرة صحية.

الشاي الأخضر والتوت البري

هو مشروب عجيب، ذلك الشاي الأخضر، يمنع أمراض القلب، ويزيد الأيض، ويمكن أيضا أن نضيف لفوائده تعزيز جمال البشرة، فشرب الشاي الأخضر قبل الخروج إلى الشمس قد يساعد في تقليل الضرر من الأشعة فوق البنفسجية، والمواد المضادة للأكسدة القوية به قد توفر أيضًا حماية ضد سرطان الجلد، وتزيد هذه القوة بخلطه مع التوت البري، الذي يزيد أيضا من القوة المضادة للأكسدة، وزيادة نعومة الجلد، ومنع تلف الجلد فعليًا.

الحبوب والموز

يبدو أنه لا جديد حين نقول إن خلطة الحبوب والفاكهة تبدو كأنها وجبة الإفطار الأساسية، فالحبوب الكاملة هي السند الكامل بما فيها من المواد المضادة للأكسدة، وهي من المكونات الرئيسية لبشرة شابة، وخاصة لما في بعض الحبوب من الزنك الطبيعي المضاد للالتهابات، والباني للكولاجين الصحي.

فطائر البطاطا الحلوة

للبطاطا الحلوة نكهة سكرية رائعة، وبها قيمة عالية لحماية الجلد، مثل «بيتا كاروتين» الواقية من الشمس، من أجل حماية البشرة والحفاظ عليها ناعمة وسلسة.

السلمون المدخن مع الخبز والجبن

السبب الأول لظهور ملامح تقدم السن على جلد البشرة هو أن إنتاج الزيوت المرطبة للبشرة يقل مع الشيخوخة. التوهج المطلوب يأتي عن طريق إضافة بعض الأحماض الدهنية أوميجا 3 في النظام الغذائي الخاص بك. سمك السلمون هو واحد من أفضل مصادر أوميجا S3، ويمكن إضافة الخبز المحمص لنجعلها وجبة لا يعترض عليها الذواقة.

---------------------------------------

  • تصميم: أمل مراد تحافظ على الموروث الثقافي في تصاميمها للعباءة

هايدي عبد اللطيف

من بين عشرات الأسماء في عالم تصميم العباءة في منطقة الخليج وخاصة الإمارات، يلمع اسم المصممة الشابة أمل مراد بوصفها أول مصممة خليجية استطاعت أن تعرض تصاميمها للعباءة الإماراتية في أسبوع الموضة في روما Alta Roma عام 2010. ونجحت أمل في أن تبهر الحضور بعباءاتها التي تحمل سحر وغموض الشرق بلمسات عصرية والتي عرضت في افتتاح ليالي الشرق ضمن أسبوع الموضة العالمي.

كما حققت أمل مراد نجاحًا كبيرًا في الإمارات مما دعا فرع المتجر الأمريكي الشهير ساكس فيفث آفنيو في دبي لأن يعرض تصاميمها التي تحمل العلامة التجارية «رداء»، كأول مصممة إماراتية تتوافر تصاميمها في سلسلة المتاجر العالمية.. واليوم ترتدي العديد من المذيعات العربيات من تصاميمها، إضافة إلى أفراد العائلات الحاكمة في دول الخليج.

تستوحي أمل مراد تصاميمها من روح الصحراء المترامية، من أصالة العباءة الخليجيّة وفن التطريز الأصيل، وتهديها للمرأة الخليجية لتزيدها غموضًا وأنوثة تحاكي أساطير ألف ليلة وليلة. العباءة الخليجيّة الأفضل، وفقا لأمل، هي تلك المصمّمة بأنامل محليّة تمرّغت على رمال الصحراء وتنعّمت بوهج شمسها وتشرّبت تقاليدها، لذا تعجز الدور الأوربيّة عن تقليدها.

وبالرغم من المحاولات التي قامت بها بيوت أزياء أوربية شهيرة مثل بلومارين وإيميليو بوتشى وقامت بدمج العباءات مع الروح الغربية إلا أنهم لم يجيدوا نقل العباءة الخليجية، فلم تتعدّ تصاميمهم كونها مجرّد قفطان أقرب منها إلى العباءة المغربيّة ولم تتشبّع بروح الخليج فالعباءة الخليجيّة تتميّز بخصوصيّة لا تضاهيها غيرها من العباءات الشرقية بل هى أصعب لأنّها تعتمد اللون بشكل أساسى مع إدخال التطريز المنمّق.

وهذا ما يؤكد أن العباءة ليست فقط زيًا تراثيّا بل هي اليوم عنصر رئيسي في خزانة المرأة العصرية، بعد أن تضاف إليها لمسات العصر مع المحافظة على هويتها الأساسية، لتواكب تطلعاتها في كل المناسبات، وبعد أن باتت هناك خطوط مميزة لعباءات الأفراح أو العباءات المتعددة الاستخدامات.

اتجهت أمل مراد لاحتراف تصميم الأزياء عام 2005 وشاركت في عدة عروض أزياء مثل معرض العروس في دبي و أبوظبي و أسبوع دبي للموضة و عروض خاصة في قطر. كما شاركت لعامين على التوالي في لجنة تحكيم مسابقة «أروع عباية» لقناة الـ«أم بي سي» وفازت بجائزة Arab Women Award 2010 التي تقيمها مجلة «L OFFICIEL» المتخصصة في الموضة.

كان الدعم العائلي الذي تلقته أمل سبب نجاحها كما تقول، فالبداية كانت وعمرها 12 عامًا عندما بدأت تصمم لوالدتها وشقيقتها ثيابًا للأعياد وكن يقمن بتنفيذ تصميمات أمل وارتدائها، ثم شجعها زوجها لأن تحترف تصميم الأزياء وتتجه لعرض تصاميمها بشكل أوسع وكانت أول مشاركة لها في معرض العروس بأبو ظبي. ورغم أنها لم تدرس تصميم الأزياء فقد درست الرياضيات - فدراسة الأزياء في المجتمع الخليجي أقرب إلى الهواية منها إلى المهنة بحسب وصف أمل - إلا أنها اختارت أن تمتهن هوايتها المفضّلة فبدأت بتصميم عباءات نالت إعجاب الجميع حيث كانت تحرص على مزج العباءة الخليجية مع خطوط الموضة الغربية من دون الخروج عن نطاق التقاليد وهو ما صنع لها بصمتها الخاصة وحقق لها النجاح محليًا وعالميًا.

وتؤكد أمل أن لكل مصمم روحه الخاصة التي يضفيها على العباءة التي بين يديه، مشيرة إلى أنها خلال متابعتها العروض في أبرز عواصم الموضة، رأت أن المصممين العالميين باتوا يستوحون تصاميمهم من الروح الخليجية.. لذا تحاول في تصميماتها إيصال رسالة إلى العالم الغربي بأن العباءة الخليجية ليست كما يعتقدون، ذلك اللباس الأسود المخيف، والذي يحول دون تحقيق النجاحات، بل هو الزي الإسلامي الذي نفخر بلباسه والتحلي به.

من جانب آخر، نزعت أمل صفة الجلباب الأسود عن «العباءة»، وحوّلتها إلى مساحة للابتكار، حيث برز معها الأبيض بتألّقه، والأزرق بانسيابه، والأحمر بحرارته، والبنيّ بدفئه، والبرتقالي بتوهّجه، والأصفر بإشعاعه، والبنفسجي بنقائه، والخمري بغموضه، وتمازج الأبيض مع الأحمر والنيلي، والبيج، كما برزت عباءات على شكل الفراشة، وقصات وعقد عند الخصر بربطة عرضية، وتميّزت بوفرة القماش، لتمنح المرأة مزيدًا من الراحة وحرية الحركة.

كما تحرص أمل على أن تتناغم تصاميمها مع خطوط الموضة العالمية التي تسير معها بخطٍ مواز. فهي تحب محاكاتها لكن في الوقت نفسه تعمل على تقديم تصاميم ترمز إلى الهوية العربية. وتشكل الخامات والأقمشة المتداخلة نقطة إبداع تنطلق منها أمل، حيث تستخدم خامات متنوعة فيها أقمشة «الشيفون» و«الساتان» و«التول» والحرير، وتغدق عليها التطاريز الناعمة والحاشيات الملوّنة على الصدر والجانبين. كذلك تقدم أحيانا الأقمشة المقلّمة، والمتداخلة حينًا مع الإكسسوارات مثل الشراشيب.

وتوصف عباءات أمل مراد بأنها أنيقة محتشمة ومتميزة فهي ترى أن التحدي أمام المصمم يكمن دائمًا في أن عليه أن يبدع أشياء جديدة في هذه المساحة القليلة من القماش. كما أن عليه نقل الموروث الثقافي لها بشكلِ صحيح غير ممسوخ. وإذا قام بإضافة شيء جديد إلى العباءة فيجب مراعاة شرط عدم الخروج عن نطاقها الديني والثقافي التقليدي.

---------------------------------------

  • مكتبة: طعامنا والمجتمع

أحمد فضل شبلول

يعالج بيتر غرانسي الأستاذ في جامعة كمبريدج جدلية الطعام والمجتمع في العصور القديمة من خلال كتابه «الطعام والمجتمع في العصر الكلاسيكي القديم» والذي قام بترجمته علي للو، وصدر عن مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

والكتاب يتصدى - من منظور ثقافي وبيولوجي - لمعالجة ظاهرة الطعام في السياق التاريخي للعصور القديمة، وربما يتسم هذا النوع من البحث بأهمية خاصة بالنسبة للقارئ العربي، خاصة أن المكتبة العربية تفتقر إلى مثل هذه الدراسات الثقافية، إذ تتجاوز الدراسة أصناف الطعام، وأشكاله، وطرق إعداده، ومحتوى قيمته الغذائية، لتذهب إلى استقراء السياق الاجتماعي والحضاري للأغذية، وأبعاد الطعام الذي يتناوله شعب أو طائفة اجتماعية معينة، إضافة إلى دلالاته الصحية والطبقية والثقافية وما إلى ذلك.

وينصب تركيز المؤلف على مجتمعات البحر المتوسط وجيرانها، إذ يتناول موضوع الطعام وطرق تحضيره وتناوله، والوضع الغذائي لشعوب هذه المجتمعات قديمًا وحديثًا، فيتحدث عن النظام الغذائي، والصحة، والمجاعة، وسوء التغذية، وكذلك المعاني والاستخدامات غير المادية للطعام، وطرق تناول الطعام، والطعام كرمز ثقافي، فالطعام أولًا «ولا حياة بلا طعام».

وقد أعرب غرانسي عن سروره لصدور النسخة العربية من كتابه، قائلًا: «إنه لمن دواعي سروري أن أشهد إمكانية أن يكون كتابي عن «الطعام» متاحًا للقراء العرب من خلال مشروع "كلمة"، وإنني أدرك جيدًا تلك المساهمة الكبيرة التي قدمها الباحثون من العالم العربي في العصور السابقة في نقل المعارف الكلاسيكية عبر الترجمة إلى العصور اللاحقة والثقافات الأخرى».

---------------------------------------

  • العمارة غدا: مدن الخيال العلمي

أشرف أبو اليزيد

لم تكن المدينة الخيالية الجديدة وليدة الأمس القريب وحسب، فقد سعى الأسلاف، علماء وفنانون ومؤرخون وأدباء، إلى التفكير في عالم جديد مغاير لواقعهم، ومن هنا نشأت أفكار حول مدن في السحاب، وأخرى في الفضاء، وغيرهما تحت الماء. الحقيقة أننا اليوم نعيد استنساخ تلك الأفكار عن المدينة الطوباوية التي تُخضِعُ قوانين الطبيعة وتسيطر على محيطها وتمتع ساكنيها، فكيف بدأت الأفكار وإلى أي مرتبة وصلت؟

بعد فترة مظلمة في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر غشيت الإمبراطورية الفرنسية الثانية، بسبب تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي انخفضت فيه الأرباح وارتفعت معدلات البطالة، اهتزت البلاد تحت مطرقة مطالب، وصعد خط المعارضة بالتدريج، وقد لجأ بعض الفنانين مثل بول سيناك مدفوعًا بمثالية التجديد، إلى الهروب من واقع الألم، ومعطف الحداثة، ليرسم باحثًا عن الجنة الأسطورية، التي صورها في لوحته الشهيرة «أزمنة متجانسة» (1895م).

هاربون من واقع أليم

الواقع أن مثل هذا الفنان كثيرون ممن كانوا يهربون من الواقع ليرسموا مدينة فاضلة. مثلهم كذلك كتّاب يئسوا من الأرض فبحثوا في السماء عن متنفس فسافر جول فيرن في رحلة إلى مركز الأرض، وطاف العالم في ثمانين يومًا، وكتب من الأرض إلى القمر، حتى وصل إلى عشرين ألف فرسخ تحت سطح البحر، كما تقول عناوين بعض رواياته المكتوبة بين عامي 1859 و1902م. كما دفعت قسوة العالم وتجدب المجتمع روائيا فرنسيًا بالمثل هو إيميل سوفيستري (1806 ـ 1854م) إلى تصوير العالم به سوق لبيع الأطفال، كما يصوره رسم كاريكاتوري نشر في العام 1846م.

إذن، كان رسم المدن الفاضلة، مدن الخيال العلمي، بحثًا عن واقع أفضل، عبر الخيال، وهو ما حاول العلماء والمهندسون تحقيقه، خاصة خلال السنوات المائة الماضية، ولنا أن نتأمل في وجود تاكسي طائر، تحول اليوم إلى الطائرات الخاصة، كما نجد صورة من الأنفاق تحت البحر، والجسور المعلقة حقيقة، وليس خيالاً ينسب إلى أبراج بابل وحسب.

كنتُ أطالع كتابًا، وضعه يولين ديلان ولوران جيرفيرو، وتييري باكو عن مدن الخيال العلمي الفاضلة (Rever Demain: Utopies Science-Fiction Cités Idealés) حين عثرت على الرسم المنشور لأبراج بابل الجديدة، وتزامن ذلك مع عرض لبرج تسعى مدينة دبي لتشييده، ليكون أول برج يدور حول نفسه في العالم.

فكرة دوران المكان متحققة في المسرح، حيث تبنى المسارح الحديثة بأرضية دوارة لتبديل المشاهد، ومتحققة أيضا في المطاعم التي تعلو الأبراج، هكذا حدث حين جربنا وجبات في أبراج الكويت وبرلين وأنقرة، فيدور بك المطعم 360 درجة، أما أن يدور كل طابق ليرى ساكنه شروق الشمس وغروبها بالخليج العربي، وأن يلف دورة كاملة حول نفسه بتحكم صاحب البيت، أو الفيلا الدوارة، فهذا جديد، وهو يكلف ـ والعهدة على ما ذكر البرنامج التلفزيوني ـ

30 مليون دولار للمسكن الواحد. فما هي حكاية ذلك البرج، وما هي مدينته الفاضلة؟

برج دبي الدوَّار

الحكاية مع العمارة الحيوية، وصاحبها المهندس الإيطالي ديفيد فيشر، الذي يخطط لأبنية مماثلة في دبي ولندن وباريس. حين تفتح موقعه الإلكتروني من دون أن يظهر سيقدم لك نفسه عبر شريط مصور يجعلنا نعتقد بأن حلم الهندسة الحيوية هو خلاصة تجربة مرت بها البشرية المبكرة، لذلك سنرى عباقرة سبقوا فيشر، بدءًا بليوناردو دافنشي، حركهم الخيال فغيروا العالم، مثل مخترعي الطيران، وكاتبي نظرية النسبية، والمسافرين إلى القمر، وبعدهم يأتي فيشر مباشرة ببرجه الدوار.

فيشر (الذي ولد في تل أبيب وأصبح لاحقًا القنصل الفخري لبلاده في دولة الاحتلال الصهيوني)، بدأ عمله المعماري في نيويورك منتصف الثمانينيات، حيث يشارك في تطوير وبناء الفنادق، وتطبيق تقنيات جديدة مثل حمامات ليوناردو دافينشي الذكية، وسيؤسس في دبي ذلك البرج الذي سيصل ارتفاعه إلى 80 طابقا، و ستكون دبي محطة لها شقيقات مثل لندن وباريس وموسكو ونيويورك وبوجوتا. ويرى فيشر، الذي يصمم أول ناطحة سحاب في حياته, أن دبي مدينة المستقبل، ولذلك فإن عمارة الغد يجب أن تشيد هناك، ويقول أيضًا إنه استلهم كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي بأن علينا ألا ننتظر المستقبل بل نسعى لمواجهته.

80 طابقا، منها عشرة طوابق للفيلات الفاخرة، تحتها 35 طابقا للشقق السكنية، ثم 15 طابقا أخرى أدناها لفندق دوار، وتخصص العشرون طابقا الأولى لمحلات التجزئة. وإذا كان البرج سيبحث في موسكو عن طاقة شمس ليستفيد منها مادامت قد أشرقت، فإن البرج الدوار سيكون ناطحة سحاب لا تغيب عنها الشمس أيضًا، إذا أراد أن يستمتع ساكنوه بضوء النهار، وستوفر الخلايا الشمسية طاقة كهربائية يمكن أن يبيعها ملاكه للجيران، كما سيستخدم التكنولوجيا الألمانية المختبرة في إيطاليا لتوليد طاقة من توربينات الرياح بين الطوابق بحيث لا تنفد الكهرباء أبدا، فيكون برجا صديقا للبيئة، لا يستهلك الطاقة، بل يولدها.

كما سيسمح تصميم البرج لكل طابق على حدة بالتحكم المستقل في استخدام تكنولوجيا التعرف على الصوت وإعطاء الأوامر، لكي يقوم الطابق بالتحول خلال الساعات التالية، وحين يتعرف على صاحب البيت يمكنه أن يأتمر له فيتوجه يمينا وشمالاً، مثل كلب أليف، طاعة له، وبأي لغة يبرمجها له.