عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

الدستور، والحرية، والإبداع

مع ذكرى احتفال دولة الكويت بعيدي التحرير والاستقلال هذا الشهر، يأتي الاحتفال بعيدٍ تاريخي ثالث يتزامن مع مناسبة اليوبيل الذهبي لمولد الدستور الكويتي، علامة على طريق استقلال الوطن، وديمقراطية الدولة، وحرية الشعب. الملف الذي أعدته «العربي» يؤكد على تكريس هذه المبادئ، حيث يأتي هذا الاحتفال -كذلك - ليعلن انحياز الدولة لحقوق مواطنيها، فقد كان دستور 1962 - ولا يزال - من أهم مظاهر تحول الكيان السياسي نحو الدولة الحديثة، امتدادًا لتراث دستوري استوعب التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ليعلي من قيم الحرية والفكر.

أهمية الدستور تعني كفالته لحقوق المواطنين، لأن حرمان هؤلاء من حقوقهم يعد ظلمًا يدفعهم للثورة، وهو ما حدث بدول الربيع العربي خلال عام مضى، كان شاهده الأكبر التغيير الذي قدم وقوده الشباب، حين قاموا بإذكاء ناره، وتقدموا الصفوف المليونية للمطالبة به، بل وفدوه بأرواحهم، وهو ما يعالجه رئيس التحرير في حديثه الشهري الذي يتناول إرهاصات مخاض الثورات العربية، مركزًا على حضور الشباب في القضايا الساخنة استعراضًا لما حدث، وتفسيرًا لما جرى، بل، وعلى الأغلب، للتنبؤ بما سيأتي، خاصة وأن الشباب العربي يشكلون ثلثي عدد سكان الدول العربية.

ولعل الملمح الأساسي في الحريات التي كفلتها الدساتير لهو حرية الإبداع، وهو ما جعل «العربي» تخصص صفحات للمرأة العربية المبدعة، التي قالت على لسان ابنتها الشاعرة التونسية زبيدة بشير: «كانت الأوطانُ حضنًا دافئا يحتوي الابن، فصارت مطلبًا». كما تفرد مساحة زاوية «وجهًا لوجه» لحوار بين جيلين يمثلان رحلة الإبداع المسرحي في الكويت؛ وهما الكاتب عبدالعزيز السريع، والمخرج سليمان البسام، يحتفلان بمرور 90 عامًا على إقامة أول عرض مسرحي بالكويت، باستعراض قضايا المسرح التي لا تزال ساخنة، كما تضيء «العربي» حرية إتاحة المعرفة عبر تحقيق مصور لمكتبات الكويت، كما يتناول حرية الإبداع تحقيق آخر عن ملتقى الشعر العالمي الذي أقامته مؤسسة البابطين في دبي من أجل التعايش السلمي، وحرية الصحافة في معرض باريسي، كما صورتها عدسة تناولت مآسي الإنسانية في مواجهة الحروب.

وهكذا عن الوطن والدستور، عن الثورة والإبداع، وعن الإنسان في تجلياته، يسافر قراء وقارئات هذا العدد الجديد من «العربي» عبر صفحات متن المجلة وملحقها «البيت العربي»، رحلة تتجدد كل شهر، من أجل حرية الفكر والإبداع.

 

 

 

المحرر