المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

  • منتدى: رؤساء تحرير المجلات الثقافية الخليجية: رؤية مستقبلية مشتركة لتطوير العمل الثقافي

استضافت مجلة «دبي الثقافية» الاجتماع الثاني لرؤساء تحرير المجلات الثقافية في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك ضمن فعاليات حفل توزيع جائزة «دبي الثقافية» للإبداع في دورتها السابعة، وقد شارك في الاجتماع كل من: سيف المري رئيس تحرير مجلة «دبي الثقافية» ود. علي الكبيسي، رئيس تحرير مجلة «الدوحة»، وسيف الرحبي رئيس تحرير مجلة «نزوى»، ومحمد بودي رئيس تحرير مجلة «دارين الثقافية»، ود. عثمان الصيني رئيس تحرير مجلة «المجلة العربية»، وحسن آل خليل رئيس تحرير مجلة «الحرس الوطني»، والدكتور أحمد الضبيب رئيس تحرير مجلة «العرب»، وزهير الأنصاري رئيس تحرير مجلة «المنهل»، وعبد القادر عقيل رئيس تحرير مجلة «البحرين الثقافية»، والدكتور عمر عبدالعزيز رئيس تحرير مجلة «الرافد»، والدكتور سعيد ابو عالي رئيس تحرير مجلة «كانو الثقافية»، وأشرف أبو اليزيد ممثلا لرئيس تحرير «مجلة العربي».

ناقش المجتمعون عددًا من المحاور المرتبطة بالرؤية المستقبلية ومجالات التنسيق والتعاون المشترك، أبرزها دعم المجلات الثقافية الأهلية أو الخاصة، آلية الاجتماع لرؤساء تحرير المجلات الثقافية في دول مجلس التعاون الخليجي، تبادل الخبرات الإلكترونية لتدشين وتطوير النسخ الإلكترونية للمجلات الثقافية الخليجية، إضافة إلى إطلاق جوائز سنوية للعاملين والمحررين والكتّاب في المجلات الثقافية الخليجية تنبثق من آلية الاجتماع الذي سيتفق عليه وتشكيل لجنة لذلك.

وافتتح المري جدول أعمال الاجتماع بالوقوف عند تجربة «دبي الثقافية» التي انطلقت في مطلع شهر أكتوبر 2004، وقال إننا نتلقى الدعم الحكومي مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولكن لا نصنف نفسنا بقطاع حكومي، لأننا لا نخضع لأي شكل من أشكال الرقابة والأوامر، وبالتالي نحن مجلة خاصة وأهلية. كما شدد المري على ضرورة تطبيق جميع القرارات والتوصيات الصادرة عن اجتماعات رؤساء التحرير، وتوفير الدعم اللازم لمتابعتها وتقديم تقرير بخصوص ذلك.

فيما قدم البودي إطلالة على فكرة إطلاق اجتماع لرؤساء تحرير المجلات الثقافية، موضحا أنها انبثقت من ضرورة أن يكون هناك اجتماع سنوي لرؤساء التحرير بغية التداول والتحضير للملتقيات التي تتناول المجلات الثقافية بجوانبها المختلفة للعمل على تطوير أداء تلك المجلات ومحاولة الوصول إلى القارئ بالشكل الذي يرضيه ويحقق تطلعاته الثقافية والفكرية.

أما د. الضبيب فلفت في مداخلته إلى أهمية الدعم الحكومي بما يضمن استمرارية صدور المجلة الثقافية، فيما أكد د. الصيني أن الدعم ليس سهلا فهو لابد أن ينطلق من رؤية واضحة تحقق للمجلة الاستفادة الكاملة من أي دعم يصل إليها، ورأى أن الأزمة الحقيقية التي تقع بها المجلات الثقافية هي سوء التوزيع وليست القراءة، مشيرا إلى نسبة الانحصار الكبير في المبيعات، والتي وصلت إلى 40% بين 2007 و 2011.

من ناحيته شدد خليل على أهمية تفعيل العمل الثقافي، سواء من خلال البحث عن آلية التعاون والتنسيق بين المجلات أو عبر الاجتماع الذي يشكل جسرا للتواصل والتحاور لمواجهة التحديات في عصر الإنترنت والمعلوماتية، بينما دعا د. عبد العزيز إلى اغتنام الفرص التي توفرها شبكة الإنترنت منها الوسائط الإلكترونية لدعم الثقافة والتي من شأنها المساهمة في نشرها بشكل كبير، أما الرحبي فتحدث عن مفهوم الدعم الذي يختلف من مجلة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، مطالبا جميع المؤسسات المعنية بأن تضع الثقافة على رأس سلم أولوياتها.

أما أشرف أبو اليزيد فقد أشار في مداخلته إلى أنّ الطفرة الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي ساعدت على وجود قطاع خاص يستثمر بشكل كبير في نمو بلاده، ويكرس -كذلك - جهدًا ومالا لدعم الثقافة، وهو ما تمثل في إنشاء المؤسسات الثقافية، وعقد المسابقات التي تمنح جوائزها للطاقات الإبداعية الأدبية والفنية، ودعم نشر الكتب، ورعاية المهرجانات الثقافية والفنية. واقترح أبو اليزيد دعم المجلات الثقافية بأكثر من طريقة، مثل دعوة مجالس الثقافة الوطنية ووزارات الإعلام والثقافة إلى تبني اشتراكات للمجلات الثقافية في دول مجلس التعاون الخليجي بكل مكتبة جامعية ومدرسية متوسطة وثانوية حكومية وخاصة حيث إن دخل المدارس الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي تجاوز 2ر5 مليار دولار سنويًا، وهو رقم سيتضاعف بعد عقد واحد ليبلغ بين 11 إلى 17 مليار دولار، مع وجود 6ر2 مليون طالب وطالبة بها، مما يوجب وجود ميزانية مخصصة للثقافة العربية، والمكتبة، والمجلات الثقافية للدول الحاضنة لهذا التعليم يجب أن تستفيد من هذه القيمة المادية بقيمة ثقافية معادلة. كما أشار إلى الاعتماد، تدريجيا، على النسخة الإلكترونية، عبر مواقع تلك المجلات على شبكة الإنترنت للحصول على نسخة مكتوبة (Word) أو مصورة (PDF) أن يشترك سنويًا، وإذا طبقنا ذلك على موقع يزوره مليون قارئ سنويا، ويدفع الواحد منهم دولارًا واحدًا، سنويًا، فهذا يعني مليون دولار من دخل لمطبوعة لا تكلف شيئًا لأنها نسخة واحدة إلكترونية. أما الأمر الثالث فيتمثل في الأرشيف الخاص بالمجلات. فالمقالات القديمة، والأعداد السابقة، تمثل حصادًا تاريخيًا وأدبيًا وفنيًا لتلك المجلات النوعية كما أنها يمكن أن توفر مادة بحثية لكثيرين من الدارسين والهواة إذا يسرت من عرض موادها المكتوبة والمصورة للبيع.

وقد خلص المجتمعون بعد المناقشة المستفيضة إلى جملة من القرارات والتوصيات، أهمها: ضرورة التأكيد على ما ورد في الاجتماع الأول ومتابعة توصياته، إطلاق اسم المنتدى السنوي للمجلات الثقافية في مجلس التعاون الخليجي، وتعيين محمد بودي رئيس تحرير مجلة دارين الثقافية منسقًا عامًا للمنتدى، كما أجمع المشاركون على أهمية رصد جميع المجلات الثقافية، واستضافت أصحاب تجارب ثقافية عربية، علاوة على توفير الروابط الإلكترونية لكل المجلات الثقافية الخليجية في كل مجلة عبر موقعها الإلكتروني وإطلاق جوائز للعاملين والمحررين والكتّاب على أن يتم إحالتها للدراسة والتنسيق.

وقرر المجتمعون عقد الاجتماع الثالث لرؤساء التحرير في البحرين برئاسة عبدالقادر عقيل رئيس تحرير مجلة «البحرين الثقافية» وذلك بالتزامن مع فعاليات المنامة عاصمة للثقافة العربية لعام 2012، وتوجيه دعوة لأصحاب المواقع الثقافية الإلكترونية للحضور والمشاركة في أعمال المنتدى. وكان قد عقد الاجتماع الأول لرؤساء تحرير المجلات الثقافية الخليجية على هامش ملتقى دارين الثقافي الأول الذي نظمه وأشرف عليه نادي المنطقة الشرقية الأدبي وتناول في فعالياته المجلات الثقافية الخليجية.

دبي: محمد غبريس
الصور بعدسة: عماد العوادي

  • ذكرى: أسبوع أمين الريحاني في نيويورك

ضمن احتفالات سنة أمين الريحاني العالمية نظّمت مدينة نيويورك «أسبوع أمين الريحاني» الذي افتتحته مكتبة نيويورك الوطنيّة بمنتدى خاص شارك فيه سفير لبنان لدى الولايات المتحدة أنطوان شديد، والكاتب رامي خوري من الجامعة الأمريكية في بيروت، والباحث أكرم خاطر من جامعة نورث كارولاينا، والكاتبان الأمريكيان ريموند بان وتود فاين، وذلك بحضور حشد من الباحثين الأمريكيين واللبنانيين والعرب.

في اليوم الثاني ألقى المستشرق الأمريكي روجر آلان، من جامعة بانسلفانيا، محاضرة حول الريحاني والنهضة العربيّة وإشكاليات المهجر. ثم انعقد في اليوم الثالث مؤتمر جامعة نيويورك حول «أمين الريحاني وكتاب خالد» الذي استهل بجلسة الافتتاح التي تكلمت فيها آني بكليان، المديرة المساعدة للدراسات الشرق أوسطية في الجامعة، حول «أمين الريحاني ومدينة نيويورك»، وريتا عوض، من المنظمة العربية للثقافة (الألكسو)، حول «الريحاني والعالم العربي اليوم». وتتالت ثلاث جلسات: الجلسة الأولى شارك فيها: الكاتب الأمريكي كريستوفر ستون مجيبًا على السؤال «لماذا نحتفل اليوم بأمين الريحاني؟»: وائل حسن، من جامعة إلينوي، بموضوع «صورة المثقّف العربي الأمريكي: أمين الريحاني وإدوار سعيد»؛ ناثان فانك، من جامعة واترلو في كندا، بموضوع «جسر بين عالمين: أمين الريحاني ورحلة الثقافة التعدّدية»:

الجلسة الثانية تكلّم فيها كلّ من: ريتا عوض حول «أمين الريحاني في مقتربات مقارَنة»؛ أمين ألبرت الريحاني، من جامعة سيدة اللويزة في لبنان، حول «كتاب خالد بين الحداثة وما بعد الحداثة»؛ روجر سادرات، من جامعة نيويورك، حول «النار والوهج أو الاغتراب الرمزي في كتاب خالد».

الجلسة الثالثة شارك فيها: روجر آلان حول «أبعاد فكرية متعددة عند الريحاني»؛ نجمة حجّار، من جامعة سيدني في أستراليا، حول: «موقف الريحاني من المرأة بين الروائية والواقعية»؛ هاني بواردي، من جامعة ميشيغان، حول «قراءة الريحاني على ضوء التاريخ الأمريكي العربي الحديث»؛ والكاتب تود فاين، مدير مشروع خالد، حول «مئوية خالد ومدينة نيويورك».

وكان اختتام أسبوع الريحاني في اليوم الرابع والأخير بتنظيم جولة لافتة ومؤثرة لزيارة المنازل والمواقع التي سكنها الريحاني أو تردّد إليها وهي تبدأ بمنزل عائلة فارس الريحاني، والد أمين، في شارع واشنطن في مانهاتن السفلى، وتنتهي بآخر شقة سكنها أمين في شارع 57، مانهاتن العليا، نيويورك، مرورًا بالأندية الأدبية التي كان عضوًا فيها والفنادق التي أقيمت فيها احتفالات تكريمية له أو خَطَب فيها في مناسبات مختلفة.

  • نشر: دار بلومزبري ومؤسسة قطر تحتفيان بأدب الاغتراب

في تأكيد منها على الدور الذي يلعبه الأدباء العرب المغتربون خارج العالم العربي، في التعريف بالتحديات التي يواجهونها في حياة الاغتراب، والصراعات حول الهويات المعاصرة هناك، أصدرت دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر، ثلاث روايات مترجمة إلى العربية، سبق أن أصدرها ثلاثة من الكتاب العرب المقيمين في فرنسا باللغة الفرنسية، وحققت إنتشارًا كبيرًا في أوربا والدول الناطقة باللغة الفرنسية.

الرواية الأولى تحمل عنوان «غدًا كيف كيف»، من تأليف فايزة جِن، وهي شابة من أصول جزائرية، ولدت في فرنسا عام 1985، وأصدرت روايتها الأولى عام 2004 عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وباعت منها أكثر من 360 ألف نسخة في فرنسا وحدها، وترجمت لاحقًا إلى أكثر من 25 لغة.

وتمثل هذه الرواية المكتوبة بلغة راقية قراءة أدبية عميقة عن التحديات التي يواجهها العرب في فرنسا، حيث تتحدث عن الحياة في مساكن مشروع «الجنة» الذي أقامته الحكومة الفرنسية لمحدودي الدخل، والتي تبعد دقائق قليلة عن باريس، ولكنها هنا فرنسا أخرى، إذ تتحول هذه المساكن مع الأيام إلى عالم آخر يتجاوز حدود موسيقى الراب وكرة القدم التي يظن كل من يزورها أنها وحدها المسيطرة على اهتمام سكان هذه المناطق، فالحقيقة مؤلمة وقاسية ومليئة بالتفاصيل.

وقد وصفت صحيفة «الغارديان» البريطانية رواية «غدًا كيف كيف» بأنها «ذكية وساخرة ومليئة بالعديد من الملاحظات الثاقبة»، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مؤلفتها جمعت جِن تجاربها ووضعتها في خليط رقيق ومضحك بل وحكيم، وكتبت عنها مجلة «نيوزويك» الأمريكية أنها «رواية ساحرة عن بلوغ سن الرشد»، ووصفها الكاتب بويد تونكن في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بأنها «رواية تمثل صدمة مفاجئة وحادة عن حياة المدينة».

أما الرواية الثانية التي أصدرت دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر، ترجمتها العربية أخيرًا، فهي «وزن الروح»، للمؤلف مبروك راشدي، وهو جزائري الأصل من مواليد عام 1976، حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد، وعمل في بورصة باريس، قبل أن يعود إلى الإقامة في ضواحي العاصمة الفرنسية ويتفرغ للكتابة. وفي روايته هذه، تتمحور الأحداث حول «لونيس»، الشاب العربي الأصل، الذي يتأخر عن اللحاق بحافلة المدرسة في أحد الأيام، فيذهب مع مجموعة من أصدقائه لبيع الهيروين، فتسوء الأمور بطريقة غير متوقعة ليجد نفسه وسط مصيبة أكبر منه، يُضخمها الإعلام الفرنسي سريعًا على خلفية مظاهرات الأقليات العربية والاتهامات بتحيّز النظام القانوني ضد العرب. وقد وصفت مجلة «لافيجارو» الفرنسية مؤلف الراوية بالقول «بأسلوب مكثف حاد يُفضل هذا الكاتب الموهوب التعامل مع الواقع بدلًا من النظريات».

الرواية الثالثة ضمن نفس المجال، تحمل عنوان «الغمامة الحمراء»، وهي من تأليف بشير كرومي، وهو من أصول جزائرية أيضًا، ولد عام 1959، ويعمل محللًا اقتصاديًا بديوان محافظة باريس، وهو مؤسس برنامج تدريبي للمكفوفين. ويتحدث كرومي في روايته الأولى عن سيرته الذاتية، حين يترك وطنه الجزائر ويهرب إلى فرنسا. ولمدة عامين يتغلب بإصراره على كل المُعوِّقات حتى يواجه أكبر تحدٍ في حياته؛ حين يفقد بصره نتيجة حادث، ويكون ردَّ الراوي على فقدانه بصره هو انغماسه في عالم الأرقام الذي يتفوق فيه، وولعه بالأدب، وحبه لامرأة شابة. لتجسد الرواية حكاية بديعة عن شاب قوي العزيمة.

الشارقة: ربى الدرع

  • معرض: منتدى ومعرض تشكيلي لمناصرة ضحايا الألغام

نظم مركز راشد دياب للفنون بالخرطوم برنامجًا لمناصرة مصابي الألغام بالتعاون مع منظمة أصدقاء السلام والتنمية والمركز القومي لمكافحة الألغام ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام بالسودان، واحتوى البرنامج على منتدى شرفه لفيف من المهتمين ومعرض تشكيلي هو نتاج للورشة المشتركة «تفاني الإبداع» التي نظمت بين المركز ومنظمة اصدقاء السلام والتنمية وشارك فيها مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب الذين عبروا في لوحاتهم عن معاناة وقضايا مصابي الألغام.

وخلال المنتدى عبّر د. عبد الباقي الجيلاني وزير الدولة السوداني الأسبق للشئون الانسانية عن احتياج الدولة لعمل منظمات المجتمع المدني الذي يجب أن يسبق عمل الدولة، كما أن سماع رأيها في كل ما تقوم به الحكومة هو من أجل حكم راشد وعادل وقال إن الإعاقة ليست في الجسد وإنما في سلاح الألغام الجبان الذي لا يستخدمه إلا غادر.

وتحدث زكي الجاك مدير منظمة أصدقاء السلام والتنمية معربًا عن سعادته بمشاركة المبدعين من التشكيليين الشباب في مناصرة ضحايا الألغام عبر الورشة التي استمرت لأسبوع وأنهم يأملون في المشاركة بهذه اللوحات في العديد من المعارض العالمية للفت الانتباه لخطورة الألغام على حياة البشرية وطلب من مؤسسات الدولة الالتفات إلى قضايا مصابي الألغام.

وشدد ممثل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الألغام بطرس حُبيقة على أهمية الفنون في معالجة القضايا الاجتماعية وأنها من الوسائل المميزة التي تساعد المصابين في إعادة تأهيلهم وانخراطهم في المجتمع، وثمّن التجربة التي شهدها واعتبرها تجربة رائدة وأكد على أنهم سيعملون على تحقيق الوصول الى سودان خالٍ من الألغام.

وفي كلمة المركز قال د. راشد دياب بأن الألغام من نتائج الحروب الوخيمة التي خلفت وراءها هذه الصور المأساوية التي عادة ما يسقط ضحيتها أبرياء لا علاقة لهم بالحرب مناشدًا المجتمع المدني خدمة قضايا الوطن وهموم المجتمع والضعفاء.

ثم تحدث العميد طبيب احمد البدوي عن الألغام وقال إنها تنقسم إلى قسمين الأول مضاد للإنسان والثاني مضاد للدبابات والعربات المدرعة، موضحًا أن اللغم الذي يصنع ضد الإنسان يسبب قطع الأطراف ويصيب الإنسان بتشوهات عديدة تعيقه عن الحركة كما أنها تسبب له أضرارًا نفسية بالغة التعقيد، وعن عدد ضحايا الألغام بالسودان قال إن عددهم كان قبل انفصال الجنوب السوداني حوالي 4000 معاق، ويرى أن نصفهم الآن في الشمال.

ثم تحدث العقيد متقاعد بدر الدين احمد حسن أحد ضحايا الألغام وعضو المجلس القومي للمعاقين قائلا إن السودان صادق على اتفاقية ذوي الإعاقة واهتم بقضية الإعاقة وأنشأ المجلس القومي للمعاقين. وفيما يتعلق بأثر الصدمة الأولى لحادث الإصابة باللغم قال بأنها لحظة حاسمة تحدد إلى حد كبير كيفية التسليم بقضاء الله وقدره وكيف يستطيع الإنسان أن يتماسك ويعاود حياته بشكل طبيعي ويتكيف مع هذا القدر.

وعن نظرة العطف والشفقة التي ينظر إليهم بها المجتمع قال حسن: «أتمنى لو أنها تحولت لنظرة ايجابية بأن ضحية الالغام هو إنسان يمكن أن يكون فاعلًا في هذا المجتمع ويمكن أن يخدمه ويقدم له الكثير من الإنتاج والخدمات بدلا من ذلك الإحساس الذي يشعرنا بعجزنا ونقصنا الذي أتى قضاءً وقدرًا، وهو يمكن أن يأتي لأي إنسان وفي أي وقت من أوقات حياته.

وعن كيفية الدعم النفسي لذوي الإعاقة من ضحايا الألغام قالت الأستاذة رشا هاشم سوركتي أخصائية علم النفس بجامعة الأحفاد إنها صدمة لا يستطيع أي إنسان عادي أن يتحملها ويتخطاها لكن عملية الإرشاد النفسي تساعد المصاب في التعريف بمشكلته وإمكانية مساعدته في حل مشكلاته بأفضل الطرق الممكنة.

وقالت سوركتي بأن الخدمة النفسية تمر بثلاثة مناهج منهج للأسوياء، ومنهج وقائي، أما الأخير فمنهج علاجي، وعن الأعراض التي يتعرض لها المصاب من جراء الألغام قالت هي القلق الحاد والاضطراب النفسي والاكتئاب وهواجس ما بعد الصدمة وعدم التكيف بعد العودة من الحرب.

وفي مداخلات من الحضور تحدث الفنان التشكيلي عثمان عوض الله احد المشاركين في الورشة وهو فنان معاق قائلًا إن الإعاقة هي درس مستمر في الحياة والحياة نفسها عبارة عن معرفة لمكنونات هذا الكون العجيب الذي كلما نتأمله نكتشف قدرة الخالق سبحانه وتعالى.

أما مصاب العمليات الحربية ناصر فرج الله احد المقاتلين في الجيش السوداني فقد تحدث عن هواجس ما بعد الإصابة وعن الأسئلة الكثيرة التي كانت تدور في أذهانهم لكنهم بعزيمة الأبطال استطاعوا أن يتجاوزوها وأن ينتقلوا لمرحلة التفكير في الحياة، مشيرًا إلى ان انهم كانوا مجموعة، واختار كل واحد منهم المهنة التي تناسب قدراته.

الخرطوم: محمد خليفة صديق