عزيزي العربي

عزيزي العربي

أي ديموقراطية نريد؟

السيد رئيس تحرير مجلة العربى د. سليمان العسكرى تحية طيبة وبعد..

فى العدد 636 الصادر فى نوفمبر 2011 تابعت بشغف «حديث الشهر» الذى كان يحمل عنوان «الديموقراطية ومجتمعاتنا العربية» وقد كان المقال محيراً أكثر من كونه شافيا ويزيد إلى التساؤلات أسئلة , إلا ان سؤال سيادتكم االذى ذكر فى بداية المقال وهو «أى ديموقراطية نريد» كان بيت القصيد ومربط الفرس, وعلى أعتبار أن الديموقراطية كأي فكرة أيديولوجية من الأفكار تحمل العديد من الرؤى, فمثلا النشاط الاشتراكى الناصرى لم يكن صورة من النظام الشيوعى السوفييتى وإنما كان تناولا للأيديولوجيا برؤية مختلفة وإن كان المنطلق واحدا, وكما قال دانتى بأن «الطريق إلى جهنم دائما مفروش بالنوايا الحسنة».

وعلى ذكر هذا وذاك ومع حالات الديموقراطية التى تدخل فى بعض الأوقات للفوضى فى الوطن العربى ومع ظهور كافة التيارات السياسية وغير السياسية والمستجدين فى المطبخ السياسى, يقف المفهوم (الديموقراطية) لدينا فى مأزق على أعتبار أننا دول الوطن العربى لم نبصر ذلك المصطلح الإ فى الغرب والذى بدوره أستمد مفهومها من تجربته التاريخية والثقافية, ونجد ان «الديموقراطية» باعتبارها فكرة حديثة على قاموسنا السياسى مما يضعها فى خانة «القيل والقال» والاجتهاد, فمن التيارات من يفهمها على أعتبار أنها «حكم الشعب للشعب بواسطة الشعب» وهو ما يتماشى مع مفهومها الليبرالى, وآخر يراها على أساس أنها إحدى درجات الصعود فى سلم السلطة وبعدها فليأت الطوفان, ومع ذلك فإن السؤال الذى يطرح نفسه وبقوة فى ذلك الإطار فى مجتمعات تكرس فيها فكر الأيديولوجيا الجبرية على مدار نصف قرن ويزيد. على أساس أننا مسيرون ولسنا مخيرين متناسين ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

هل لدينا القدرة على ممارسة العمل الديموقراطى, واى عمل ديموقراطى سوف يصبغ المجتمع, هل هى الديموقراطية المعلبة المستوردة من الغرب بمفاهيم ومرادفات غربية بحتة تحت حجة التحديث, أم المفهوم الديموقراطى النابع من صلب المجتمعات العربية معتمدة على خصوصيتها الثقافية وخلفياتها الحضارية؟.

ولعل مكمن الخطر على هذا المفهوم هو ما نجده من حلقات صراع بين قوى سياسية مختلفة سواء كانت تحت خلفية دينية, فى ظل عدم وجود أرضية للتفاهم مع غيرها من القوى الليبرالية واليسارية أو بالأحرى غير المبنية على خلفية دينية, وتعريف كل تيار للآخر على أنه يتجه بالأمور للهاوية, مع الاتهامات المتبادلة بين التيارات فى حين يرى أصحاب التوجه الدينى غيرهم أنهم أداة غربية من أجل «غربنة الشرق» وجعله تابعاً لتلك الحضارة الماديه البعيدة عن الروحانيات التى يتمتع بها أهل الشرق.

فيما تتجه تلك التيارات لاتهام التيار الدينى بأنه مجموعات من متحجرى الفكر دون أعمال للعقل, ومع ذلك التصارع الدائر بين القوى المختلفة وادعاء كل جماعة بتمتعها بصفة الديموقراطية على الرغم من أنها فى الوقت نفسه تتنكر للتيار الأخر وهو ما يضع الديموقراطية فى مأزق إذا ما سيطر تيار على مقاليد الحكم مستمرا فى تنكره وتقييد الآخر.

وفى الختام أتوجه بالتحية إلى كل من نزل للشارع رافضاً شاجباً القمع ونعتبره شخصية هذا العام بحسب تصنيف مجلة «تايم» الأمريكية إنه «المتظاهر» وأتوجه بالتهانى إلى كل من توفي من هؤلاء المتظاهرين على نية الشهادة.

حسن سعد فتوح بسيونى
الإسكندرية - جمهورية مصر العربية

الرياضة والعولمة وجدلية العلاقة بينهما

أمتعنا الدكتور سليمان العسكري في العدد 617 الصادر في أبريل 2010 بمقاله الرائع «الرياضة بين التنمية والتجارة».. وقد جاء المقال رصداً لما تعيشه الساحة الرياضية في العالم - وبخاصة رياضة كرة القدم - وتسجيلاً لما أحدثته من حراك فني واقتصادي تمثل في تطوير مفهوم اللعبة وفي تحولها من مجرد أداة استمتاع إلى سوق واسعة للاستثمار والتجارة.

وقد استرعى انتباهي وتوقفت طويلاً أمام ما قاله رئيس التحرير عن تحول كرة القدم من المتعة إلى القوة الصارمة حيث قال بنص الكلمات «تحولت هذه اللعبة الجماهيرية من اللعب للمتعة والاستعراض المهاري إلى نظام صارم يقوم على القوة الجسدية الهائلة والسرعة، ولا مكان فيها للفرح أو الخيال أو الفن».

إنني أتفق معه في مضمون تلك الفقرة لكني أرى أنه لايزال للمتعة وللفرح والخيال مكان في تلك اللعبة وهي السمات التي جعلت المليارات من البشر يتابعونها ويعشقونها ويتعصبون لها ويرفعونها إلى قمة الألعاب الرياضية ملكة متوجة على عرش القلوب.

إن الأداء الممتع والرشيق الذي تقدمه فرق كثيرة مثل البرازيل والأرجنتين وإسبانيا وهولندا خير شاهد على ذلك.. بما يحويه من خطط محكمة ينفذها أداء بالغ الجمال من خلال جمل وحيل يعلمها المدربون للاعبين وينفذونها بشكل جمالي يخطف الألباب وينتزع آهات وصيحات الإعجاب بحيث ترتج منها جنبات الملاعب وتصدر موسيقى استطيع أن أسميها «موسيقى الفرح والخيال» في لحظات معتقة بأريج البهجة وعبق السعادة.

صحيح أن اللياقة الجسدية والقوة الجسمانية أصبحت من ضروريات اللاعب الجيد والفريق المتكامل.. لكن المشاهد والمتابع لا يزال يضع المهارة والفن في المرتبة الأولى ويشجع اللاعبين والفرق بناء على ذلك..

في نهاية المقال الممتع يطرح الكاتب سؤالاً على جانب كبير من الأهمية فيتساءل عن جدوى العولمة في الرياضة وهل تتسبب في تطوير الرياضة وجعلها أكثر إيجابية أم في سلبيات تؤثر في الاقتصاد والسياسة بين الدول وداخل منظومة كل لعبة. وقد أفاض الكاتب في الإجابة عن ذلك التساؤل.. وأحب هنا أن أضيف بعضاً من السلبيات التي ستحدثها عولمة الرياضة آملاً في الغد القريب أن تختفي وتحل مكانها إيجابيات تؤدي إلى تطور الرياضة مفهوما ومنظومة وهدفاً:

1 - تنامي سطوة وسلطان اللاعب باعتباره القوة الرئيسية في المنظومة، فهو النجم والجاذب للمشاهدين الذين يدفعون ويمولون. ولم يعد غريبا أن تتناقل وكالات الأنباء أخباراً مؤكدة عن لاعب ترك ناديه هكذا بدون أدنى احترام للعقد المبرم بينهما وانتقل لناد آخر ووقع له وقبض الملايين وإذا ما تقدم النادي الذي أضير بشكوى إلى الاتحاد الدولي يكتفي الأخير بتغريمه مبلغاً من المال يدفعه اللاعب وهو في حالة رضا تام بعد انتصاره وتحقيق ما يريد..

2 - تحكم الاتحادات الدولية في الأندية وفرض سطوتها عليها والكيل بأكثر من مكيال وخاصة في المسائل المادية بحيث أصبحنا نرى حصيلة إذاعة المباريات توزع على الأندية بأسلوب ظالم .. فهل يعقل أن ما يناله ناد مشهور ذو إمكانيات هائلة يتساوى مع ناد فقير يكافح في سبيل توفير نفقاته ومتطلباته وأحياناً كثيرة يتحول إلى معمل لتفريخ وتفريغ النجوم فيقوم ببيع النابغ والموهوب منهم حتى يغطي مصاريفه طوال العام ثم لا يجد بين أبنائه من يصمد في المسابقات وسرعان ما يهبط إلى درجات أدنى ويضيع في النسيان.

3 - لجوء الأندية إلى رجال الأعمال ليكونوا رؤساء لها حتى يتمكنوا من الإنفاق على الأندية بسخاء وتدبير احتياجاتها.

ولا يخفى على أحد سلبية ذلك الأمر.. فرئيس النادي وهو رجل أعمال أصلا يروج لشركاته من خلال ذلك المنصب وبالطبع لن يهتم بالرياضة قدر اهتمامه بمشروعاته.. إضافة إلى أنه كثيراً ما يتدخل في شراء اللاعبين وبيعهم بل وتشكيل الفرق وهو أمر فني بحث لا يجيده... لكنها سطوة رأس المال.

4 - طغيان أندية الشركات والمؤسسات الخاصة بما لها من موارد هائلة تمكنها من شراء ما تحتاج إليه من نجوم ومدربين وأجهزة تدريب وتوفير نظام مالي مغر وأسلوب تغذية ممتاز يغري أكبر النجوم بترك أنديتهم التي نسميها «الشعبية» .. والهجرة إلى تلك الأندية مما يقتل تكافؤ الفرص والعدالة.

وفي الأخير أشكر «للعربي» ولرئيس تحريرها هذا التناول الجيد والمهم والمؤثر في حياتنا والمواكب لاهتمامات الناس وبخاصة في مجال الرياضة التي أصبحت المتعة البريئة المتاحة للأغلب الأعم من الناس.

نبيه أحمد القرشومي
الدقهلية - مصر

وتريات

قصائد قصيرة

(1)
أنت الذي ما زلت
تسجد للقصيدة
في رحاب النور
ترفعك القصيدة
للسماء
أنت الذي
ما زلت تستجدي القصيدة
بعض غيث حنانها
تعدو إلى الأمل المراوغ،
تستميل
نوارس الأحلام
تسترضي الربيع..
ثرى
استطعت بأن
تعيد مشايخ الأحزان
في رحم الشقاء؟!

(2)
للبحر
رائحة الرفاق الراحلين
في موجه رسم الزمان
ملامح المتهالكين
وأنا وأنت
وقصة الأمس الحزين
أسطورة
ماتت على كتف النهار
وأنا وأنت
الضائعان الأوحدان
على رصيف الانتظار
يا موجة المد الأخيرة
في بحار الأمنيات
عفواً..
سأعلن توبتي
فالحلم فوق الشط
مات!
للبحر
رائحة السفر
وأنا يعذبني السفر!
عيناك
حلم عاش يسكن مقلتي
وخانني
وقت السحر
ويداك
نهر
فوق صخر زماننا المر
انكسر..!

(3)
وإلى متى
ينهار ما نبني
على أيدي الزمن؟
ونظل نركض
في دوائر حزننا
ويد تسلمنا إلى أخرى
وينكرنا الرفاق
ويذبح الحلم
الوطن!؟

أشرف محمد قاسم
البحيرة - مصر

قالت شهرزاد

الصبح... لاح
والديك يا مولاي.. صاح
ومنارة للوهم
ساهرة على نغم ... وراح
تحكي، وتغمز أختها
وتمد للقصر المنيف
ذراعها مصبوغة
بدم العروبة... في لياليها... الملاح
مولاي يحكي
أن زرقاء اليمامة أصبحت أمة تباع
فيما وراء البحر
والنخاس قائدك الشجاع
ووراءه وزراؤك الخبراء
في نهب، المتاع
الصبح... لاح
والديك يا مولاي صاح
وعقارب الساعات
جاثمة بأقصى الريح
تعلك قشرة الكذب المعاد
ويقال إن وصية الفاروق
بيعت في المزاد.
ووزيرك الحجاج يفتك... بالعباد
مولاي لم تظهر لنفطائيل
معجزة سوى ما كان من قهر البلاد
الصبح لاح
والديك يا مولاي صاح
والناس يختلطون
كالأشباح
في مدن المجاعة والنباح
وأنا وأنت حكاية
نبتت على مرمى الأسنة... والرماح
ومن المحيط إلى الخليج
يلوذ شعب الله بالصمت المباح

الحسين القمري
الناظور - المغرب

الشعاع النقي

إلام تغني وراء التلاع
وشدوك لا يستحم
بشمس الأصيل، ولا
يستظل بنور القمر.
تلفعه برماد الأقاح
وتخضبه بحواشي السحب.
وتبكي وتضحك...
لا يعرف السامعون
أغنيت بالشعر أم
كنت تبكي عليه.
أهذا هيامك بالياسمين
تفتح في الروض غضاً شذياً
أم الشوك في أعين الناظرين
يشوه سحر الشعاع النقي
أصدق العزيمة في النائبات
تألق في كل قلب وعين.
أم الجمل المستكين تساقط
في سبخة ذات ملح وطين.
أتشدو وراء الدجى
وتترك نور الصباح الأغر
تحوم فيه رفوف الجراد
وتمتص فيه رفوف الجراد
وتمتص أحلى الرحيق
وتلهم أشهى الثمر.
وحولك دنيا تعانق نور السماء
وتحتضن الزهر يعبق بالطيب
في كل روح وريح.

د. أبو فراس النطافي
عمان - الأردن

  • قضية فلسطين.. الحدث والتاريخ

طالعت مقال الأستاذ جورج قرم تحت عنوان «أهمية التاريخ الزمني الدنيوي لفلسطين لمكافحة الصهيونية» في العدد 634 لشهر سبتمبر 2011 من مجلة «العربي».

ولعلي أقول أنه منذ نكبة فلسطين.. والقضية تتأرجح بين قوى الاستعمار والصهيونية والشعب الفلسطيني .. وسياسات النظم العربية / الحاكمة.. وهدف الاستعمار والصهيونية طمس الهوية الفلسطينية .. وتهديد القدس .. والاستمرار في سياسة التوسع والعدوان والاستيطان.. والصهاينة مع الحدث والتاريخ يحققون إنجازات بفعل الأحداث والمستجدات العالمية.. ومحطات السلام ما هي إلا تكريس للأمر الواقع.

ولننظر للتاريخ بتأمل.. مع تأسيس إسرائيل في 15 مايو 1948 جراء هجمة القوة الصهيونية التي استهدفت الاستيلاء على الأرض.. وطرد الشعب الفلسطيني ماذا حدث:

1 - الدولة العبرية تأسست كدولة لليهود ومن أجل اليهود.

2 - مصادرة الأراضي العربية.. ودفع الشعب الفلسطيني للرحيل..

3 - نشر النزعة الطائفية بين مسلم ومسيحي.. ونشر التجزئة والتفرقة في العلاقات الداخلية.

4 - فرض الحكم العسكري.. واستخدام قوانين الطوارئ البريطانية لعام 1945.

5 - تقييد حركة السكان بين المناطق.. وربط حياة الشعب الفلسطيني بسلطة الحكم العسكري فلا عمل بدون تصريح من الإدارة العسكرية.

6 - إقامة المستوطنات اليهودية في أماكن التجمع العربي كي يمكن السيطرة على القرى الفلسطينية .. وخلق واقع سكاني للاستيطان اليهودي.

كان الاحتلال بقرار عصبة الأمم عقب الحرب العالمية الأولى بوضع فلسطين تحت ادارة بريطانيا العظمى كدولة منتدبة بموجب نظام الانتداب الذي اعتمدته العصبة.. وأثناء الانتداب تحركت الأفكار الصهيونية من أجل إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. ثم جاء وعد بلفور في العام 1917.

وفي مذكرات مناحم بيجن في العام 1972 نقطة جوهرية بقوله:

«في نهاية يناير 1948 وضعنا خلال اجتماع لقيادة الأرغون شاركت فيه شعبة التخطيط أربعة أهداف استراتيجية هي: القدس .. يافا.. سهل اللد.. منطقة المثلث» ولننظر لمذبحة دير ياسين في أبريل 1948 .. ومع حرب 1948 توسعت إسرائيل الجديدة لتحتل نحو 77 % من أراضي فلسطين.. كما احتلت الجزء الأكبر من القدس .. ومع حرب 1967 احتلت إسرائيل أرض فلسطين كاملة..

وعن السياسات العربية الحاكمة نجدها خاضعة لمنهج الفكر الأمريكي الذي يصرح بأنه يعارض قيام الدولة الفلسطينية.. ولننظر لإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوجه للأمم المتحدة (في سبتمبر الماضي) لطلب عضوية كاملة بعد استنفاد جميع المحاولات لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل وفق مبادئ وقرارات الشرعية والقانوني الدولي.

ووجدنا المعارضة الشديدة من الولايات المتحدة الأمريكية في وجه الطلب الفلسطيني.. إذن نحن عربياً.. أمام موقف.. وللتاريخ من قبل اعلن ياسر عرفات إقامة الدولة الفلسطينية في العام 1988.. ومضى نحو 23 عاماً.. والقضية تتأرجح في موقع الثبات مثلما يتحدث التاريخ مع القمم العربية من انشاص مايو 1946.. إلى قمة لاءات الخرطوم في العام 1967.. إلى آخر قمة عربية..

وكل القمم العربية للتاريخ.. تعد ملحمة مليئة بالخلافات بين النظم العربية الحاكمة حتى أصبح التساؤل: فلسطين إلى أين؟

وكل معطيات السلام فشلت في أهدافها .. لأن التاريخ يزيف داخل الفكر الصهيوني والتاريخ يوضح أن اليهود لم يكن لهم كيان سياسي في المنطقة العربية أكثر من 70 عاماً في عهد داود وسليمان (عليهما السلام) .. بينما ظلت المنطقة دائما أرضاً عربية.. ولم يكن لليهود وجود يذكر في القدس منذ العام 70 بعد الميلاد وحتى العهد العثماني.

وعندما نتحدث عن قضية تهويد القدس نجد نقاطاً منها:

تكثيف الاستطيان.. وتغيير معالم مدينة القدس .. في العام 1980 أعلنت إسرائيل ضم القدس إداريا وسياسيا بقرار من الكنيست الإسرائيلي.. كما لجأ اليهود إلى طمس المعالم الدينية وتهويدها مثل حي المغاربة وتحويل المساجد إلى كنيس يهودي مثل مسجد حي الشرف.. ومسجد النبي داود.. وإزالة الكتابات الدينية بل إن المسجد الأقصى يتعرض لأبشع حفريات.. بغية هدمه.. واقامة الهيكل المزعوم والحفريات لم تتوقف منذ العام 1968..

بل اقامت إسرائيل جدار الفصل العنصري منذ يونيو 2002 لابتلاع الأراضي الفلسطينية والجدار منذ النشأة له نتائج مدمرة..

وهكذا نجد أنفسنا عربياً أمام مشروع صهويني بفكر استعماري..

بمحطات تاريخية .. نجد في العام 1976 اعلان الرئيس الأمريكي كارتر أن: تأسيس إسرائيل المعاصرة تحقيق للبنوءة التوراتية.. وفي عهده تحقق مؤتمر كامب ديفيد .. وأبرمت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل .. لذلك نجد أن إسرائيل ربحت من صلحها مع مصر .. مثلما ربحت في حرب 1948 مع اعلان قيام دولة إسرائيل بالاسلحة الفاسدة التي كانت في يد المصريين .. وهي تدفع قذائفها إلى الخلف فتقتل الذين يستعملونها.. وقيل أن الملك فاروق وقتئذ كان يتاجر بها.. وقيل إنه اراد التخلص من جماعة الجيش.. وتم حصار الجيش المصري في «الفالوجة» حتى حدثت الهدنة والموقف يحمل نوعاً من الخيانة..

وعن دور إسرائيل في الاستراتيجية الأمريكية.. نجد أنه بعد الحرب العالمية الثانية انطلقت مفاهيم الحرب الباردة بثنائية الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي .. وتحركت المصالح الأمريكية لقمع التغلغل السوفييتي في المنطقة العربية..

كما أن أمريكا تنظر لضمان استمرار تدفق البترول العربي لها.. مع نظرية ضمان أمن إسرائيل لأن تقوية إسرائيل تساهم في الحد من النفوذ السوفييتي في المنطقة العربية.

ومن هنا فيما بعد جاءت محاور السلام بالدور الأمريكي منذ زمن كارتر حتى أوباما.. بل ومن بعده.. دون أي ممارسة أو ضغط على إسرائيل... لأن إسرائيل حليف استراتيجي لامريكا.

كما شجعت أمريكا سياسات الاستيطان اليهودية.. والهجرة اليهوية لأرض فلسطين... وإسرائيل تنظر لنفسها كدولة يهودية.. والهجرة في الفكر الإسرائيلي جوهر وجودها.. لأن إسرائيل تنظر لأنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات..

والحل لما نواجهه أراه يكمن في:

1- الارتقاء بقيمة المقاومة الفلسطينية.

2 - العمل بصدق وإخلاص لتوحيد الصف الفلسطيني.

3 - تضامن السياسات العربية الحاكمة من أجل استعادة الحق الفلسطيني.

4 - كيفية إدارة الصراع العربي - الإسرائيلي ببرامج سياسية واقتصادية.. مع امتلاك أدوات إدارة الصراع وفن استخدام تلك الأدوات.. وهذا يتطلب سياسات عربية ناجحة ومتكاملة ومن هنا القضية تحتاج إلى مجموعة تفاعلات ذات أبعاد مختلفة سياسية واقتصادية.

يحيى السيد النجار
دمياط - مصر

  • القراءة وسيلة التعلم المستمر

أثار اهتمامي مقال الكاتبة المصرية هايدي عبداللطيف المنشور بالعدد 633 (أغسطس 2011م)، ذلك أن تقدم الأمم يتوقف على القراءة أولاً وأخيراً، والذين لا يتعاطون القراءة لن ينهض بهم أي اجتهاد، ولن يبزغ على أيديهم أي علم، وسوف يهملهم التاريخ ويتجاوزهم، فالقراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح لنا التعلم المستمر والذي لا مناص منه لمسايرة التقدم العلمي ومواكبة كل المستجدات السريعة، والحال أن الأمة العربية التي تعتبر الأمة المعروفة بالدين الداعي إلى القراءة والتعلم من المهد إلى اللحد، بعيدة كل البعد عن القراءة، ذلك أن عوامل الإبعاد عنها أكثر من عوامل التقريب إليها لتحبيبها إلى النفوس.

والمقال مفيد لأنه ذو علاقة مباشرة بتنشئة الأطفال مبنية على القراءة كي تصير ضرورة حياتية كالخبز والماء، علاوة على تركيزه على الطفل باعتباره العنصر الذي ينبغي إعداده إعداداً مؤثراً تأثيراً إيجابياً على مستقبلنا.

وقد كان المقال شاملاً يلامس الكيفية الكفيلة بتحبيب القراءة للطفل وتحفيزه على الاهتمام بها بشكل يحولها عادة لديه، ورغم أن المقال ذكر الكثير من العناصر والوضعيات المساعدة على ذلك من انتقاء لمكان المكتبة وتنسيق الكتب وتخصيص وقت للقراءة.. فإنه أهمل شيئاً أراه يحتل الأولوية في التربية على إكساب الطفل فعل القراءة باستمرار، ويتأتي ذلك في وجوب إقبال الآباء أنفسهم على القراءة، فقد أصبحنا في عالم لا يقرأ فيه حتى الكبار مدرسين ومربين وأمهات .. فكيف نعقد أمل الإقبال على القراءة إزاء أطفال لا يرون الكبار يقبلون عليها.. إن الأطفال مولعون بالتقليد، فإذا رغبنا في إكسابهم عادة إيجابية معينة، فعلينا أن نكون النموذج المقتدى به علما أن غير المتحمس إلى أمر ما لا يمكنه أن يحمس غيره إليه.

لحسن ملواني
تنغير - المغرب